التاريخ الميلادي

الجمعة، 24 نوفمبر 2023

وثيقة العهد الكيمتية.. الوصية الحارسة لمصر من الفوضى والاحتلالات

 في المقالة السابقة  نقلنا من الكتاب ما يخص أخطر عيوب مصر، وهو عدم معرفة المصريين بطبائع الشعوب الأخرى، ونسيان تاريخهم معها، وطمعهم فيها، وتجاربهم في غزوها، والآن نستعرض وصية الأجداد للتغلب على هذا العيب، والنجاة من الفوضى والاحتلالات.

 

الخميس، 23 نوفمبر 2023

أكبر عيوب مصر.. من وحي تجاربها مع الاحتلالات

 


كما لا يوجد إنسان مبرأ من العيوب، فكذلك لا يوجد بلد مهما بلغت حضارتها مبرأة منها، ولمصر نقاط ضعف أحسن الأعادي استغلالها، منها: ضعف الذاكرة، الاطمئنان للشعوب بلا حذر، نسيان الثأر ممن ظلمها، البلادة في التعامل مع دروس التاريخ، وكلها عوامل تتصل بكلمة واحدة.. التاريخ.

 ولو انعقدت الأبحاث والمؤتمرات المخلصة لتبحث عن إجابة سؤال واحد وهو:

ما الذي جعل مصر، وهي أعظم الحضارات وصاحبة الشعب الواحد الأكثر حبا لأرضه، تقع في يد الاحتلالات مئات السنوات، وتتقلب بين أيدي وأقدام شعوب الأرض من كل ملة وجنس، بما فيهم العبيد والمرتزقة والجواري؟

قد لا تبعد الإجابات عن عبارة.. "البلادة في التعامل مع دروس التاريخ".

يقول أ. ب كلوت، الفرنسي الذي أشرف على تأسيس القصر العيني في القرن 19، فيما سرده من صفات حسنة وسيئة عن المصريين في كتابه "لمحة عامة إلى مصر"، الذي أصدره في باريس بعد أن عاش في مصر سنوات طويلة: "فتراهم لهذا السبب لا يهتمون من شئونهم إلا بما يتعلق منها بحاضرهم، غير ملتفتين إلى مستقبلهم، وهم يشبهون لصوص نابلي لا يحركون ساكنا إلا إذا عضهم الجوع بنابه، فالنظر إلى المستقبل لا يمتد عندهم إلى أبعد من الغد"([1]).

 ونضيف على كلام كلوت بك، أنه بل ولا أبعد من اليوم، فلا يلتفت المصري إلى إلى الوراء ليدرس تاريخه كما يجب، وينتظر الضربة من العدو قبل أن يتحرك لإزاحته.

 

▼ الطمأنينة الغادرة

 

فحالة الطمأنينة والاستقرار التي تنعَّم بها المصري بعرقه وقيمه، وإحساسه بقوته مقابل غيره من الشعوب، جعله يركن إلى السلام إلى درجة لا يفكر جيدا فيما تدبره له هذه الشعوب.

وعدم طمع المصري في غيره من شعوب، وعدم تآمره عليهم، وافتقاده لمهارات التآمر، جعله يفتقد التنبؤ المبكر بمؤامراتهم عليه، ولا يهتم بتتبع أساليبهم الجديدة في التسلل إليه، بل ولا يعرف عدوه إلا إذا رفع في وجهه السلاح، وجاءه غازيا بالجيوش والعصابات المكشرة عن أنيابها في عدوان صريح، ويرى بعينيه دمه يقطر من سيف عدوه علامة تأكيد العدوان.

 ولكن إذا جاءت إليه الأعادي في صورة هجرات بلا سلاح، تتسلل إلى بلاده "سلميا" باللسان الحلو أو بطلب نجدته، أو في توب تاجر أو لاجئ أو صديق، فإنه يكون حسن الظن وسريع التصديق، يفتح لهم حدود بلاده بيديه مرحبا مهللا، وربما شاكرا لهم أنهم اختاروا بلده بالذات ليأتوها، ولا يفيق من غفلته إلا بعد أن يكون "وقع في الخية"، والسيف انغرز في جانبيه، فيندم يوم لا ينفع المصري الندم.

المصدر: كتاب نكبة توطين الهكسوس، ج1، ص 31 (إفتكار السيد/نفرتاري أحمس)
لتحميل الكتاب من هنا أو هنا 


([1])- لمحة إلى مصر، كلوت بك، ترجمة محمد مسعود، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 2011، ص 289- 290

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Legacy Version