التاريخ الميلادي

الاثنين، 20 يناير 2020

الحزب السوري القومي: سيناء أرض تتبع سوريا والأهرام صناعة سورية (ج 1)

مع نهاية نهاية القرن 19 والنص الأولاني من القرن 20، ومع ثورات الشعوب للتحرر من الاحتلالات، كان السؤال "إحنا مين؟" الشغل الشاغل لكل الشعوب، واختلفت إجابة السؤال في مصر عنها في بلاد الشام.
سوريا الكبرى بحسب فكر أنطون سعادة


حدود سوريا الكبرى حسب فكر أنطون سعادة، ويضم ليها سيناء
(مصدر الصورة: موقع مدرسة عرزال سعادة)
ففي مصر، لما قامت ثورة 1881 أيام عرابي، كان الوعي الجمعي الفلاحي في مصر محدد "إحنا مين"، وهو إننا مصريين وبس، لا عرب ولا ترك ولا أي هوية تاني، عدا ما كان من ارتباط سطحي تحت اسم الخلافة مع تركيا لحد 1914 ، وكان مبدأ الثورة هو "مصر للمصريين"، فيما يعتبر أول حركة تعبر عن "الوطنية" ومعنى "الأمة الوطنية" في المنطقة في العصر الحديث.

 ونفس الحكاية كان في نضال مصطفى كامل ومحمد فريد وثورة 1919، لحد ما قدرت الهجرة الشامية والمغاربية والأوروبية واليهودية الحديثة لمصر، رغم قلة عددها، في تشريخ المثقفين والثوار المصريين بداية من التلاتينات، ما بين التمسك بالهوية المصرية، أو الشتات والتوهان بين هوية عربية أو إسلامية أو شيوعية أو ليبرالية وعولمي إلخ.

أما في الشام، كان التشريخ موجود من أساسه، لأنها مكونات مختلفة عن بعضها في الانتماءات (عرب، سريان، أرمن، كرد، مسيحيين موارنة، سنة، شيعة، دروز، يهود، إلخ)، وبلاد الشام من طرطوس لحد غزة ولايات وإقطاعات، فلما ظهرت روح التحرر من العثمانلية وبعدها من الفرنسيس، اختلفو من البداية في تحديد هوية سكان بلاد الشام.

فجزء اختار اللغة أساس للهوية واخترعو اللي اتعرف بعد كدة بـ"القومية العربية" بداية من بطرس البستاني وناصيف اليازجي وعبد الرحمن الكواكبي لحد حزب البعث، ومنهم اللي اختار التاريخ أو الجغرافيا أساس للهوية، فاتكلمو لأول مرة في التاريخ عن اللي سموه "القومية السورية"، ومنهم الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومنهم- في وقت متأخر- اختار الدين أساس للهوية زي تنظيم الإخوان المسلمين، أو الشيعة.

أما ما يهمنا في صراع الهويات في الشام، فهو تأثيره على مصر، وخصوصا إنه ما فيش حزب أوتنظيم اختار هوية من الهويات، إلا وكانت مصر في مرمى سهامه، يطمع في السيطرة عليها كلها، أو جزء منها، لأسباب بيألفها لتبرير ده، سوا أسباب تاريخية، أو لغوية، أو دينية، إلخ.

وفي المقال ده هنبدأ بالحزب السوري القومي الاجتماعي، وحاليا هو الحزب التاني في سوريا بعد حزب البعث وله نواب في البرلمان في سوريا ولبنان، وانتشار في بلاد تانية بيستوطنها سوريين، وهنركز في المقالة دي على طمعه في سيناء، وفي المقال التاني عن نفس الحزب، هنتكلم عن طمعه في الأهرام وأبو الهول وتسميتهم بإنهم "من آثار الدولة السورية في مصر".

البداية والتأسيس

تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي سنة 1932 على إيد أنطون سعادة، وهو اتولد في جبل لبنان، وعاش فترة لاجئ في مصر مع أبوه قبل الحرب العالمية الأولانية، وقبل ما يهاجر للأرجنتين وبعدين يرجع للبنان، وحلمه هو توحيد "السوريين" في بلد كبيرة واحدة، تدوب فيها أي خلافات عرقية أو مذهبية أو طائفية تحت راية أمة واحدة هي "سوريا الكبرى"، وقومية واحدة هي "القومية السورية"، وهي كلمة مكنش متعود عليها الودن وقتها.

وكلمة "السوريين" عند أنطون سعادة هي سكان كل البلاد اللي حطها تحت اسم "سوريا الكبرى".

فينص المبدأ الأول من المبادئ الأساسية للحزب- حسب ما وارد في موقعه الرسمي على الإنترنت- على أن "سوريا للسوريين والسوريون أمة تامة".

وهو هدف في حد ذاته نبيل، لولا إنه اعتدى فيه على حضارات وحقوق وأرض غيره، وخصوصا مصر.

أنطون سعادة
أنطون سعادة (المصدر: موقع الحزب السوري القومي الاجتماعي)

فـ"سوريا الكبرى" عند أنطوان سعادة هي اللي بتتفرش فوق الدول اللي نعرفها دلوقت باسم الكويت والعراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ومعاهم سيناء لحد قناة السويس، وجزيرة قبرص.

فالمبدأ الخامس من مبادئ الحزب الأساسية ينص على أن: "الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية. وهي ذات حدود جغرافية تميزها عن سواها تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختياري في الشمال الشرقي إلى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، ومن البحر السوري في الغرب شاملة جزيرة قبرص، إلى قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق. ويعبر عنها بلفظ عام:الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص".

ورغم إنه، في كل التاريخ المعلوم، ما اتوجدش دولة وطنية واحدة ومجتمع واحد يضم كل البلاد والأماكن دي في أمة واحدة متجانسة، ومعلوم إن كل البلاد دي كانت في حالات صراع على الغلبة مع بعضها، وما اجتمعتش تحت إيد واحدة إلا لو كانت إيد إمبراطورية، زي ما حصل وقت الاحتلال الآشوري اللي خرج من العراق وبسط سيفه على بلاد الشام ومصر، وزي الاحتلال الروماني، الإغريقي، أو العربي إلخ، إلا إن أنطون سعادة، أخدها، وخصوصا الإمبراطورية الآشورية، مدخل لاعتبار العراق وبلاد الشام أمة واحدة، وخصوصا إن كلمة "سوريا" قالها اليونانيين على الإمارات اللي في بلاد الشام، وهو اسم مكنش معروف إلا ليهم.

ويتضح الهدف الحقيقي لأنطون سعادة لضم كل البلاد دي لبلاد الشام، وهو إن بلاد الشام المعروفة (من جبال طرطوس لغزة) لوحدها ما يقوملهاش قومة، وما تقدرش تسند نفسها، فلازم يكون معاها المقومات اللي في العراق وجزر البحر الأبيض، وسيناء، إلخ، فيقول: في نهاية المبدأ الخامس:


"إن سورية الطبيعية تشمل جميع هذه المناطق التي تكوّن وحدة جغرافية – زراعية – اقتصادية – استراتيجية لا يمكن قيام قضيتها القومية الاجتماعية بدون اكتمالها".

وله مدخل تاني في اعتبار أي مكان من جغرافية "سوريا الكبرى"، هو تابع لـ"الأمة السورية" حسب تعبيره، وهو استيطان قبايل الشام فيه.

فيقول في بقية "المبدأ الخامس": " هذه هي حدود هذه البيئة الطبيعية، التي حضنت العناصر الجنوبية والشمالية المتجانسة التي نزلت واستقرت فيها واتّخذتها موطنا لها تدور فيه حياتها ومكّنتها من التصادم ثم من الامتزاج والاتحاد وتكوين هذه الشخصية الواضحة، القوية، التي هي الشخصية السورية".

فمثلا اعتبر أن قبرص تتبع بلاد الشام لمجرد إن التجار والبحارة الفينقيين استوطنوها في بعض العصور لأغراض التجارة أو اتفرض عليها سيطرة عسكرية، واعتبر إن سيناء تبع بلاد الشام لمجرد إنه عاشت فيها قبايل بتيجي من الشام، من غير يتوقف أو يتكلم عن إن القبايل دي زيها زي أي قبايل على حدود أي دولة، خصوصا لو حدود صحراوية، بتروح وتيجي عليها، لكن مش معناه إنها تكون جزء من البلاد اللي جاية منها القبايل الرحل.

أعضاء ميلشيا نسور الزوبعة الجناح العسكري للحزب السوري القومي
استعراض لميلشيا "نسور الزوبعة" الجناح العسكري للحزب السوري القومي
(مصدر الصورة: حساب "نسور الزوبعة" على تويتر)

وفي التاريخ المصري، اعتبر الأجداد في طول أزمنتهم، إن القبايل اللي بتيجي على الحدود الشرقية في سيناء، زيها زي القبايل اللي بتيجي بنظام التسلسل أو السرسبة من الحدود الغربية أو الحدود الجنوبة، هي قبايل معتدية، وإن اتسمح ليها بإنها تعيش وترعى الماشية بتاعتها، فده بيكون بـ"تصريح" أو إذن خاص من الحاكم المصري.

لكن مش بيكون معناها إن مناطق الحدود بقت تبع للقبايل دي، والدليل إنه لما كان بعض القبايل بتتعامل مع الوضع على إنه "حق مكتسب"، أو تحاول الاستيطان الدايم والسيطرة على الأرض، كان بيعتبرها غزو وعدوان، وبتتجرد حملات من الجيش المصري لتأديبها وطردها.

حكام مصر في سيناء
حكام مصر خوفو وسخم خت وسنفرو وزوسر يحاربون البدو الغزاة في سينا
(مصدر الصور: كتاب مواقع الآثار المصرية د. عبد الحليم نور الدين)

ويفتخر الحكام المصريين على طول أزمنتهم في التاريخ القديم بنقش صورهم وهما بيأدبو القبايل الغازية في سيناء، بخلاف اللي سجلوه أو نقشوه عن حروب اتعملت لطرد القبايل والهجرات اللي اتسللت من الشام، وأشهرها حملة القائد "وني" في الأسرة 6، وحملات أمنمحات الأول وسنوسرت التالت والحرب المصرية المشهورة لطرد الهكسوس من مصر، ومطاردتهم لحد جوف الشام باعتبارهم أغراب معتدين.

أحمس يحارب الهكسوس
صورة للنقش الشهير لأحمس في الحرب المصرية لطرد الهكسوس الغزاة

أما أنطون سعادة فاعتبر العكس، اعتبر إن المصريين هما اللي "معتدين"، وإنهم سيطرو على سيناء "كغزاة"، طمع في خيراتها، فيقول في كتابه "نشوء الأمم" الصادر سنة 1938 تحت عنوان "تطور الثقافة العمرانية":

"ابتدأ العصر المعدني في سورية وفي مصر، وجمهور العلماء يرجّحون أن مركزيه كانا كلدية على مجرى الفرات ودجلة، ووادي النيل. والكنعانيّون أيضا يعدون بين أقدم الشعوب التي عرفت المعادن والتعدين في شبه جزيرة سيناء وفلسطين، وكانت لهم في الدفاع عن معادنهم حروب مع المصريين الذين طمعوا فيها. وفي هذا العصر ابتدأت الحضارة ترتقي بترقية أحوال الفلح والتّسميد والاعتناء بالأشجار المثمرة وتنويع الزّرع.
و"هكذا الغزوات المصرية للاستيلاء على مناجم شبه جزيرة سيناء والحصول على أرز لبنان. وهكذا الغزوات الأشورية والكلدانيّة لأخذ الجزية الّتي كانت تحتاج إليها بلاليط نينوى وبابل".

كما إنه اعتبر- في المبدأ الخامس- إنه رغم وجود حيثيين وآرميين وآشوريين وكلدانيين وأموريين إلخ، إلا إنه اعتبر إن علامة "وحدة سوريا" هو اتحادهم أيام الهكسوس ضد مصر، واتحادهم تحت لواء الإمبراطورية السلوقية.

والدولة السلوقية في بلاد الشام بيرجع تسميتها لسلوقس نيكاتور، من قادة جيش الإسكندر، واتسمت سلوقية على اسمه زي ما اتسمى البطالمة اللي احتلو مصر وحكموها بعد وفاة الإسكندر على اسم بطليموس الأول من قادة جيش الإسكندر.

وكان قادة جيش الإسكندر قسمو فيما بينهم الإمبراطورية اللي عملتها فتوحات الإسكندر، وكل قائد استولى على بلد أو مجموعة بلاد وحكمهم تحت رايته.

أما في مصر فاستولى بطلميوس على مصر ومعاها جنوب سوريا (فلسطين وفينيقيا) وجزيرة قبرص وجزر تانية في بحر إيجة، وأما سلوقس فاستولى على وسط وشمال بلاد الشام وامتد سلطانه في الشرق لحد الهند، وكان طمع البطالمة في السيطرة على كل بلاد الشام، وطمع السلوقيين في نفس الأمر، سبب حروبهم الطويلة، المشهورة في التاريخ باسم "الحروب السورية"، وكان مجراها في فلسطين الحالية، يتناوبو فيها الفوز والخسارة حسب ما ورد في كتاب "مصر من الإسكندر الأكبر حتى الفتح العربي" للدكتور مصطفى العبادي.

وفيما امتدت قدم البطالمة لمدد طويلة في فلسطين، إلا أن قدم السلوقيين ما قدرتش تتمد في مصر إلا لمدة سنتين، من 170- 168 ق. م، في الحرب السورية رقم 6، وخرجو منها فورا بأمر من مبعوث الرومان اللي كانو بدأو يظهرو كقوة دولية عظمى على الساحة، وبيحاصرو نفوذ أي قوة تانية تتمدد في الجغرافيا.

وإن مشينا على طريقة تفكير سعادة، بإن العراق وبلاد الشام دولة واحدة لمجرد إن إمبراطورية آشور سيطرت عليهم تحت راية واحدة لفترة، أو إن قبرص وسيناء تبع بلاد الشام لمجرد إنه حصلت هجرات من الشام ليهم، لكان الأولى نقول إن بلاد الشام تبع مصر، لأن الإمبراطورية المصرية حكمت أجزاء كبيرة منها لمدة 500 سنة متواصلة، والبطالمة حكومة جنوب سوريا (فلسطين وفينيقا) فترات طويلة، والمماليك حكمو أجزاء من الشام 300 سنة، ومحمد علي حكم الشام كذا سنة، وهكذا.

وبالتالي لكانت بلاد الشام والعراق تبع الجزيرة العربية لأن قريش حكمتها أيام الخلافة الإسلامية، أو تبع تركيا لأن العثمانلية حكموها أكتر من 400 سنة أيام السلطنة العثمانلية، أو تبع الرومان واليونان لأن الاتنين حكموها مئات السنين، إلخ.

وإن مشينا على طريقة تفكير سعادة في إن الهجرات سبب من أسباب تبعية الأرض اللي هاجر ليها الأغراب لبلادهم الأصلية، لكانت كل البلاد تبع بعضها، لأن كل البلاد حصلها أوقات الغزوات والاحتلالات هجرات من غيرها، فالشام حصلها هجرات من الأناضول ومن وسط آسيا ومن أرمينيا ومن جزيرة العرب ومن بلاد الإغريق، فهل تبقى هي تبع كل دول؟

ويناقض سعادة نفسه، فهو وإن اعتبر وجود قبايل من الشام في سينا سبب من أسباب كونها جغرافيا تبع الشام، فهو في نفس الوقت بيرفض وجود اليهود في الشام رغم استيطانهم الطويل فيه، ويعتبرهم هجرات مش مشروعة لأنهم مدابوش في نسيج الشام.

 ومش بيعتبر إن الشام تبع جزيرة العرب رغم هجرة قبايل عربية للشام، وعمل ممالك فيها بحجة إن القبايل العربية دابت فيها، وده مش حقيقي إن كلها دابت، بدليل احتفاظهم التام ببداوتهم وأنسابهم، وبدليل إنه فضلو يتسمو بقبايل عربية؛ وفي نفس الوقت رافض إن المصريين أيام الأجداد يعتبرو البدو أغراب عن سيناء لاحتفاظهم ببداوتهم وانتماءاتهم الأجنبية.

وضم الحزب سيناء لسوريا في نشيده الأول "سورية فوق الجميع" اللي بيقول فيه:

صخب البحر؟

 أم الجيش السخي

أم بلاد تملأ الدنيا دوي؟

سورية

يقظة ملء المدى بسمة

 ملء الربيع سوريه فوق الجميع

تزرعينا من ذرى طوروس أمجادا الى مقلب سينا 

ومن الأبيض في الغرب الى دجلة شرقا أمة أم شعلة ترقى؟

من علاء الملاء تملأ الأفقا

تعريف فلسطين بالنسبة للحزب السوري القومي
تعريف فلسطين بالنسبة للحزب السوري القومي الاجتماعي وتعريف سيناء
(المصدر: موقع الشرق نيوز mashreknews.com )

ورغم وفاة أنطون سعادة سنة 1949، إلا أنه حتى اللحظة يعتبر الحزب أن سيناء هي "أرض محتلة" ينتظر الفرصة لتحريرها وأخدها من مصر، زيه زي ما معتبر إن فلسطين محتلة من إسرائيل، والإسكندرونة محتلة من تركيا.

فيقول أسامة عجاج المهتار، من أعضاء الحزب في مقالة بعنوان "الخلل الكبير في الحزب السوري القومي الاجتماعي" نشرها جرنان "الأخبار" اللبناني بتاريخ 5 أبريل 2017 عن أسباب انحراف بعض أعضاء الحزب الجدد عن رسالته، فقال ضمن ما قال: " إن معظم القوميين لا يعرفون لماذا أسس سعاده الحزب السوري القومي الاجتماعي، فيقول قائل: "أسس سعادة الحزب ليزيل الويل الذي حلّ بأمته"، أو "ليوحد الأمة السورية". أو "ليحرر فلسطين، والأهواز والاسكندرون وسيناء وكل الأراضي المحتلة".

من مقالة بهتيار عن إن سيناء في نظر الحزب السوري القومي محتلة
من مقالة بهتيار عن إن سيناء في نظر الحزب السوري القومي محتلة

كما إن الحزب محتفظ بنشر المبدأ الخامس من المبادئ الأساسية للحزب عن المساحة الجغرافية اللي بتضمها "سوريا الكبرى"، سوا على موقعه الإلكتروني، أو على صفحته على "فيس بوك"، في تعريفه لنفسه في نافذة "حول".

من صفحة الحزب السوري القومي الاجتماعي
من صفحة الحزب السوري القومي الاجتماعي على "فيس بوك"









وإضافة لحلمه باحتلال سيناء وضم العراق وقبرص والكويت وأجزاء من شمال الجزيرة العربية لبلاد الشام، فهو يعتبر إن ده ضرورة لتحقيق حلمه في إن السوريين يقودو ويتسيدو بقية شعوب المنطقة، فيقول أنطون سعادة في كتابه "التعاليم السورية القومية الاجتماعية - مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي وغايته"، في الطبعة الرابعة الصادرة 1947 تحت عنوان "غاية الحزب وخطته":

"إن سورية هي إحدى أمم العالم العربي، وإنها هي الأمة المؤهلة لقيادة العالم العربي، وما النهضة السورية القومية الاجتماعية إلا البرهان القاطع على هذه الأهلية. من البديهي أن الأمة التي لا عصبية لها تكفل القيام بنهضتها هي نفسها، ليست بالأمة التي ينتظر منها أن تنهض الأمم الأخرى وتقودها في مراقي الفلاح. إنَّ القومية السورية هي الطريقة العملية الوحيدة والشرط الأول لنهضة الأمة السورية وتمكينها من الاشتغال في القضية العربية".

وهو في نفس الجزء من الكتاب بيرد على خصومه من دعاة "القومية العربية" بإنه بيرفض انشغال سوريا بالقضايا العربية، فيقول إن من أدوار الدولة السورية (حسب الحدود اللي هو خططها) هو قيادة الشعوب الناطقة بالعربية بالقيم والمثل العليا السورية، فيقول:
"إن الذين يعتقدون أن الحزب القومي الاجتماعي يقول بتخلي سورية عن القضية العربية، لأنهم لا يفهمون الفرق بين النهضة السورية القومية الاجتماعية والقضية العربية ضلوا ضلالا بعيدا، إننا لن نتنازل عن مركزنا في العالم العربي، ولا عن رسالتنا إلى العالم العربي".

ويبدو أن أنطون سعادة- تنبه أو تنبهش- إن من أهم "القيم والمثل العليا السورية"، هو محبة الغزو والسيطرة والاحتكار، إن مكنش بالسلاح فيكون بالاستيطان وفرض الهوية.

فكما اعتبر أن كل مكان قريب من بلاد الشام استوطنه الشوام فهو "سوري"، وكل بلد سيطرت عليها  الإمبراطوريات اللي حكمت بلاد الشام هي "سورية"، فهو يحلم بالسيطرة السورية في المستقبل على شعوب المنطقة، والمرة دي من بوابة "تفوق المزيج السلالي السوري".

كان أنطون سعادة يحلم حلم لسكان بلاد الشام، إنهم يكونو أمة واحدة، وفي الحقيقة هو كان بيحاول يخلق أمة مكنتش موجودة في حقيقتها بمعنى الأمة المتماسكة المتحابة، لأن بلاد الشام مع بعضها، أو هي مع العراق وغيرها من جيرانها هما في أكتر التاريخ بلاد وولايات متحاربة ضد بعضها، والعلاقة بينها علاقة الغالب والمغلوب.

فحاول ينسج مشاعر الود بين السكان المتنافرين، وينسج ليهم تاريخ حشاه بالمفاخر ومشاعر العظمة تحت اسم موحد هو "سوريا الكبرى" أو"سوريا الطبيعية"، وتحت اسم شعبي واحد هو "السوريين"، واعتبر إن فترات احتلال بلاد آشور وبابل والحيثيين لبلاد الشام هي "مجرد معارك داخلية لفرض السيطرة"، وحاول يغذي العروق بإنه قالهم إن ليهم "رسالة خالدة" للإنسانية، وهي حمل القيم الإنسانية والحضارة الإنسانية، لأنهم في رأيه "أعظم" القادرين على ده.

وهي سوا كان الكلام ده فيه مبالغة أو لا، إلا إنه يُذكر لصاحبه إنه عايز يخلق من شعوب متنافرة في بلاد الشام أمة متحابة، إلا إنه استعان في ده بروح الغزاة، في السيطرة على بلاد غيره، وتبرير لنفسه (الاعتداء والغزو والسيطرة الإمبراطورية) اللي ما قبلوش من بلاد غيره.

 ده بخلاف تحريف التاريخ فيما يخص التاريخ المصري بالذات في محاولة لتقديم مصر طول التاريخ على إنها أقل من بلاد الشام، ومجرد غزاة، وما جبش نهائي أي سيرة للتأثير الحضاري المصري الواسع على بلاد الشام المتسجل على الآثار المصرية وآثار بلاد الشام سوا، وده ضمن محاولته تشريب سكان بلاد الشام روح العظمة، وتأهيلهم لقيادة المنطقة والحضارة الإنسانية عموما.

يقول الحزب السوري القومي في نص "المبدأ الرابع" من مبادئه عن تفوق السوريين على غيرهم في العالم:

"أما أفضلية خلوص الأصل ونقاوة السلالة على الامتزاج السلالي (خصوصا بين السلالات الراقية المتجانسة) فقد قام الدليل على عكسه فإن النبوغ السوري وتفوّق السوريين العقلي على من جاورهم وعلى غيرهم أمر لا جدال فيه".

(انتهى الجزء الأول من مطامع الحزب السوري القومي الاجتماعي في مصر من بوابة طمعه في سيناء، وفي الجزء التاني بعون الله هنتكلم عن طمعه في مصر الحضارة، ونسبه للسوريين بناء الأهرام وأبو الهول وتأسيس أول جيش نظامي مصري احترافي)


بقلم إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)

مقالات لها صلة:

الحزب السوري القومي: السوريون بنوا الأهرام وأبو الهول والجيش في مصر (ج2)

______________________

المصادر والمراجع:









9- كتاب مواقع الآثار المصرية القديمة، الجزء الأول، الدكتور عبد الحليم نور الدين، الخليج للطباعة والنشر

1 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Legacy Version