في أبريل 2011 وصلت أول دفعة من السوريين تحت اسم "لاجئين" لمخيمات جهزتها تركيا على الحدود بين البلدين، وكان أمر غريب، لأن ده حصل بعد شهر واحد من بداية المظاهرات في سوريا (مارس 2011)، ومكنش الحال تطور لإنه يكون حرب ولا ثورة ولا حتى أزمة.
كانت الأمور مظاهرات واشتباكات بين المتظاهرين والقوات السورية من الداخلية والجيش، بتحصل في كل بلاد العالم، وما تستدعيش نهائيا هروب السكان بحجة الفرار من القتل والحرب، ومكنش في ولا مدينة سورية اتدمرت أو خربت، لكن كانت المدن السورية في أمان، ومفيش دولة أجنبية دخلت بجيوشها وأسلحتها التقيلة.
وبعدها بأقل من شهرين، في 24- 6- 2011، نشر موقع قناة "فرانس 24" الفرنساوي تحت عنوان "أنقرة تقوم بتشييد مدينة مخيمات ضخمة عل حدودها لاحتضان آلاف اللاجئين السوريين"، اتضح إن تركيا بتحول الميخمات إلى تكتلات من المخيمات، أو على حد وصف الموقع "مدينة مخيمات" لتشجيع زيادة عدد اللاجئين، والهربانين من سوريا، بالرغم إنه لحد الوقت ده برضو مكنش في مدن سورية اتدمرت، ولا كان الحال وصل لحرب.
لكن مع أخبار تجهيز المخيمات انتشرت شكاوى على لسان السوريين الهربانين عن "اضطهاد" أو "اعتداءات وحشية" من الجيش السوري على الشعب السوري، مصبوغة بمآسي عن قصص فقد أطفال لأهاليهم، أو الأهاليهم لأطفالهم، بخلاف الكلام عن حوادث اغتصاب إلخ، وكان المرجعية الأولى لوسائل الإعلام في نشر القصص دي هي "شهود عيان" من السوريين الهربانين، من غير أي سند تاني ليها على الأرض، ووسائل الإعلام- خصوصا الوكالات الأوروبية وصحفها اللي بتغذي بقية الإعلام في العالم بالأخبار اليومية- بتنشرها على إنها حقايق ما تقبلش الشك.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية- حسب ما منشور في ذات التقرير- عن مهرب تركي إن 14 ظابط سوري، منهم اتننين برتبة عقيد، عبرو الحدود لتركيا، يعني منشقين.
وقبلها أعلنت تركيا إنها خصصت 1,6 مليون يورو لمساعدة اللاجئين، وإنها "لن ترفض استقبال أي لاجئ يفد إلأيها من سوريا"، وأكد ده عمري مناف، المنسق المحلي لوزارة الخارجية التركية، لما قال: "لا نعرف كم عدد السوريين الذين قد يفدون إلينا، ولكننا نستعد لأي احتمال".
وقال رئيس الهلال الأمر التركي، تكين كوجوكالي، إن الهلال "قادر نظريا على إعالة نحو ربع مليون شخص".
في المقابل، انتقد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تشجيع تركيا للسوريين على الهروب، وقال في مؤتمر صحفي في 22- 6- 2011: إن عنده "ما يثبت أن الخيام (في تركيا) نصبت قبل أسبوع من دخول الجيش السوري إلى مدينة جسر الشغور (شمال غرب سوريا) وأن مسلحين أجبروا العائلات إلى هجر مدينتهم".
وقال إنه بيناشد "أصدقاءنا الأتراك التعاون معنا لعودة هؤلاء آمنين إلى بيوتهم، ونحن نكفل حسن معيشتهم".
وقبله بيومين، طلب الرئيس السوري، بشار الأسد، في كلمة له في جامعة دمشق، من السوريين اللي هربو لتركيا إنهم يرجعوا لبيوتهم في سوريا، وإن الجيش السوري هناك "موجود من أجل خدمتهم".
ومن هنا يتضح أن تجهيز تركيا مخيمات للاجئين، مع إعلانها عن استعدادها لاستقبال عدد كبير من السوريين، وإنها مش هترد أي سوري يلجأ لها، وإنها تستقبل ظباط منشقين، إشارات لرغبتها في تشجيع أكبر عدد من السوريين على الخروج من سوريا- حتى من المدن اللي وصلتش لها المظاهرات أو الاشتباكات- لتغذية الحملة اللي كانت بتطالب بسقوط حكم بشار الأسد بحجة إنه "بيقتل شعبه ويدمر بلده"، وتستدل على ده بفرار الشعب السوري من بلده لمخيمات اللاجئين.
وكمان اتضح مع تطور الأحداث بعدها إن اللاجئين كانو حجة علشان تدخل تركيا بجيشها لسوريا بحجة حماية الحدود، وبحجة تساعد في سقوط حكم بشار الأسد علشان يرجع الأمن لسوريا ويرجع اللاجئين، بخلاف استخدامها لنفس اللاجئين في عمل ميليشيات مسلحة تدخل بيها سوريا، وتحتل مدن زي جرابلس والباب في شمال سوريا في عملية "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، بحجة دعم "المعارضة السورية المضطهدة".
كمان استغلت تركيا السوريين اللي على أرضها في ابتزاز أوروبا باللاجئين، زي ما حصل في السنين اللي بعد كدة، لما اعتبرتهم سلعة بتجيب على حسها تمويلات من أوروبا، بعمل اتفاقية معاها إن أوروبا تديها 6 مليار دولار، بحجة إنها تصرف على اللاجئين من ناحية، وتمنعهم من الهروب لأوروبا من ناحية، وكمان إن أوروبا تلغي شرط الفيزا من شروط دخول الأتراك لبلاد الاتحاد الأوروبي.
أما الأهم بالنسبة لينا في مصر في الملف ده، فهو إن جزء كبير من اللاجئين السوريين، بما فيهم الإرهابيين والمسلحين والمجرمين ومجهولين الهوية، حدفتهم تركيا على مصر بحجة إنهم "لاجئين"، متحملين بطوفان من القصص عن "المآسي" اللي اتعرضو ليها في سوريا، اتضح فيما بعد إن أكترها متفبرك أو كدب.
واشتد الحدف التركي للسوريين (ومعاهم فلسطينيين من اللي كانو عايشين في سوريا) على مصر في سنة 2012، وهي سنة وصول تنظيم الإخوان الدولي (الإخوان المسلمين) للحكم في مصر، سوا في البرلمان أو الرياسة، وفيه كانت وصلت الفوضى في مصر لأقصاها، والحدود مرخية، والإخوانجية اللي أخدو مناصب في الحكومة والبرلمان بقى ليهم نفوذ يدخلو طوفان السوريين لمصر من غير تدقيق في أي أوراق أو فحص أمني، بخلاف اللي حصل من تزوير أوراق وهويات علشان يتخفي حقيقتهم.
ووصل حجم الحدف على مصر إنه في 29- 1- 2013 نشر موقع "فيتو" في مصر تحت عنوان " موانئ بورسعيد تطالب تركيا بوقف إرسال اللاجئين السوريين للمحافظة" إن اللواء "أحمد شرف"، رئيس هيئة موانئ بورسعيد، طلب من قنصل تركيا في بورسعيد، عادل اللمعى، إنه يبلغ حكومته تبطل تبعت سفن متحملة باللاجئين السوريين من المواني التركية لمينا بورسعيد.
وفي الوقت ده، كانت مصر في شدة الاضطراب الأمني بسبب المظاهرات والاشتباكات اللي كانت بتحصل بين المصريين الرافضين لاحتلال تنظيم الإخوان لبلدهم وبين أعضاء التنظيم الإخواني العنيف، مع احتمال إن عناصر أجنبية (تركية وسورية وغيره) تتدس وسط المتظاهرين، وتزيد من أشكال ومستوى العنف.
ومع الأحداث اللي حصلت بعد كدة، خصوصا وقت احتلال تنظيم الإخوان الدولي لميدان رابعة في القاهرة بداية من يونيو 2013، اتضح أن من أهداف حدف تركيا لطوفان السوريين والفلسطينيين على مصر باسم "لاجئين" إنهم يكونو سند لتنظيم الإخوان، ويشاركو في أعمال العنف والقتل والحرق والتخريب في مصر ضد المصريين لمساعدة الإخوان، وفعلا قبضت أجهزة الأمن المصرية على كتير من الجنسيات اللي دخلت مصر بصفة "لاجئين" أو"دراسة"، شاركو في احتلال رابعة وأعمال العنف.
ودلوقت (في 2020) بعد ما عدى 9 سنين على تخريب سوريا اللي شاركت فيه كذا دولة، مع تنظيم الإخوان الدولي، وبعد ما اتضح إن أسباب الأزمة السورية، وتحويلها بالتدخل العسكري الأجنبي لحرب، كانت مصنوعة ومتفبركة لمصالح تخص الدول الأجنبية والتنظيمات الدولية، اتضح كمان إن اللاجئين كانو مجرد سلاح في إيد تركيا وبقية الدول المشاركة في الحرب والتنظيمات الدولية لأهداف منها:
1- تبرير التدخل الأجنبي عشان يسقطو حكم بشار الأسد بحجة إنه أجبر شعبه على الهروب واللجوء.
2- جمع طوفان من المال والتبرعات على حس قصص مآسي مصنوعة للاجئين.
3- استخدام تركيا لجزء من اللاجئين كميليشيات في حربها جوة سوريا واحتلال أراضيها، وتوفير أكبر عدد ممكن من ظباطها الأتراك بعيد عن الحرب.
4- توزيع أشرس اللاجئين، وأكترهم إجرام، وأكترهم انتماء للتنظيمات العالمية، في العالم، وغرسهم في الدول المطلوب تفخيخها وتفجيرها من جواها، وتغيير نسيجها السكاني، وخصوصا مصر.
5- تفريغ سوريا من كوادرها من العلماء والدكاترة والمهندسين والمدرسين والتجار والحرف المهنية والشباب في سن التجنيد، فيكون انهيار داخلي في سوريا، وتعجز عن إنها تقوم بسرعة بعد الحرب، وتضطر تستعين بأكبر عدد من الأجانب.
6- تغيير تركيبة السكان في سوريا، خصوصا بعد تمكين تركيا وإيران من مدن سورية بقت تحت إدارتها المباشرة أو مش مباشرة، ويهمها يكون سكان المدن دي من انتماءات وهويات موالية لتركيا أو إيران، فما ترجعش سوريا دولة واحدة تاني أبدا.
وسبق تجربة تركيا مع سوريا، تجربة إيران مع العراق، ففي 31- 12- 2002 نشرت وسائل إعلام إن مسئول إيراني أعلن إن نصبت 19 مخيم على طول حدودها الغربية لاستقبال مليون لاجئ عراقي، وكان ده قبل ما تبدأ الحرب الأمريكية على العراق بـ 3 شهور.
وفي تصريح نشره موقع "إيلاف" نقل عن وكالة الأنباء الفرنسية قال جويد محمودي، المسئول في وزارة الداخلية الإيرانية، إن "المخيمات قد أنشئت في الأراضي الإيرانية على بعد أمتار من الحدود العراقية".
واتسببت إيران وقتها بأسباب إنسانية، أو لمنع دخول العراقيين لجوة إيران.
وإن كان إيران استغلت اللاجين الأفغان اللي دخلوها وقت الحرب الأمريكية على أفغانستان 2001، واللاجئين العراقيين والباكستانيين في تكوين ميليشيات تساعدها إنها تتدخل في سوريا والعراق بحجة تساعد الحكومة ضد أعاديها، أو إنها تبعتهم في توب "لاجئين" لكذا بلد بغرض يكونو جواسيس ليها أو ينشرو التشيع، إلا إن إيران ما وصلتش في قدرتها على ابتزاز العالم بملف اللاجئين بنفس درجة نجاح تركيا.
أما اللاجئين نفسهم، أو اللي اتسرسبو واتوزعو على بلاد الدنيا باسم "لاجئين"، فكتير منهم مكنش في حقيقته هربان من "ويلات الحروب".
وإن كان الهروب من الحروب في حد ذاته، وإنه يتساب جيش البلد وحيد قصاد الغزو الأجنبي في حد ذاتها جريمة وخيانة، إلا إنه السبب الأكبر كان المطامع في الإغراءات والامتيازات اللي وفرتها كتير من دول العالم، بحسن نية وبسوء نية على حسب كل بلد، للاجئين، سوا في التعليم أو العلاج أو السكن ببلاش أو أخد معونات من الفلوس شهرية، أو منح في الدراسة، أو مساعدتهم بالتمويل على إنهم يكونو أصحاب مشاريع تجارية في أقصر وقت، أو في أخد جنسيات أجنبية، في حين تتساب بلادهم مرتع لأعاديها.
لأن تركيا بعد ما خلصت فيلم اللجوء وأخدت غرضها من السوريين (احتلال أرض + تمويل أوروبي + ابتزاز العالم) بقت ترمي اللي فاضل عندها من السوريين على مصر شوية وعلى أوروبا شوية وعلى سوريا شوية وعلى ليبيا شوية.. وألمانيا بتتخلص من اللي مش عايزاه منهم بطريقتها.
ويارب مصر تفوق قبل ما تتعك أكتر في المغرز والخية.
مقالة صحفية بالعامية المصرية بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
__________________________
المصادر:
1-إيران أنهت إنشاء 19 مخيما للاجئين العراقيين (ديسمبر 2002)
2-التكيف الاجتماعي بين السوريين و الأتراك .. مدينة أديامان أنموذجا (عن تجهيز مخيمات للاجئين في تركيا من أبريل 2003)
3-وزير الخارجية السوري يطالب الدول الغربية بالكف عن التدخل في الشئون الداخلية لبلده (22- 6- 2001)
4-أنقرة تقوم بتشييد مدينة مخيمات ضخمة على حدودها لاحتضان آلاف اللاجئين السوريين (يونيو 2011)
5-ويكيليكس: إخلاء سوريا لتفريغها من سكانها (عن الخطة الدولية لتشجيع السوريين على إنهم يسيبو تركيا لتفريغها)
6-سُفن تركية تنقل مئات اللاجئين السوريين إلي مصر
7- موانئ بورسعيد تطالب تركيا بوقف إرسال اللاجئين السوريين للمحافظة (29- 1- 2013)
8- القبض على مواطنين سوريين بالغردقة لمقاومتهم الشرطة أثناء فض اعتصام رابعة، 14- 8- 2013
9- فيديو من أخبار اليوم عن مشاركة السوريين مع مرسي في احتلال رابعة
10- تجمع المنوفية ينذر السوريين والفلسطينيون بمغادرة اعتصام رابعة العدوية
24 يوليه 2013
11- حصيلة سنتين من الاتفاقية التركية الأوروبية بشأن اللاجئين (20- 3- 2018)
أردوغان في مخيم السوريين سنة 2012 في صورة مغرية تجذب اللاجئين (رويترز) |
كانت الأمور مظاهرات واشتباكات بين المتظاهرين والقوات السورية من الداخلية والجيش، بتحصل في كل بلاد العالم، وما تستدعيش نهائيا هروب السكان بحجة الفرار من القتل والحرب، ومكنش في ولا مدينة سورية اتدمرت أو خربت، لكن كانت المدن السورية في أمان، ومفيش دولة أجنبية دخلت بجيوشها وأسلحتها التقيلة.
وبعدها بأقل من شهرين، في 24- 6- 2011، نشر موقع قناة "فرانس 24" الفرنساوي تحت عنوان "أنقرة تقوم بتشييد مدينة مخيمات ضخمة عل حدودها لاحتضان آلاف اللاجئين السوريين"، اتضح إن تركيا بتحول الميخمات إلى تكتلات من المخيمات، أو على حد وصف الموقع "مدينة مخيمات" لتشجيع زيادة عدد اللاجئين، والهربانين من سوريا، بالرغم إنه لحد الوقت ده برضو مكنش في مدن سورية اتدمرت، ولا كان الحال وصل لحرب.
خبر على "فرانس برس" عن تضخيم عدد المخيمات في يونيو 2011 |
لكن مع أخبار تجهيز المخيمات انتشرت شكاوى على لسان السوريين الهربانين عن "اضطهاد" أو "اعتداءات وحشية" من الجيش السوري على الشعب السوري، مصبوغة بمآسي عن قصص فقد أطفال لأهاليهم، أو الأهاليهم لأطفالهم، بخلاف الكلام عن حوادث اغتصاب إلخ، وكان المرجعية الأولى لوسائل الإعلام في نشر القصص دي هي "شهود عيان" من السوريين الهربانين، من غير أي سند تاني ليها على الأرض، ووسائل الإعلام- خصوصا الوكالات الأوروبية وصحفها اللي بتغذي بقية الإعلام في العالم بالأخبار اليومية- بتنشرها على إنها حقايق ما تقبلش الشك.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية- حسب ما منشور في ذات التقرير- عن مهرب تركي إن 14 ظابط سوري، منهم اتننين برتبة عقيد، عبرو الحدود لتركيا، يعني منشقين.
وقبلها أعلنت تركيا إنها خصصت 1,6 مليون يورو لمساعدة اللاجئين، وإنها "لن ترفض استقبال أي لاجئ يفد إلأيها من سوريا"، وأكد ده عمري مناف، المنسق المحلي لوزارة الخارجية التركية، لما قال: "لا نعرف كم عدد السوريين الذين قد يفدون إلينا، ولكننا نستعد لأي احتمال".
وقال رئيس الهلال الأمر التركي، تكين كوجوكالي، إن الهلال "قادر نظريا على إعالة نحو ربع مليون شخص".
سوريا تتهم تركيا بإنها بتصنع أزمة لاجئين
في المقابل، انتقد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تشجيع تركيا للسوريين على الهروب، وقال في مؤتمر صحفي في 22- 6- 2011: إن عنده "ما يثبت أن الخيام (في تركيا) نصبت قبل أسبوع من دخول الجيش السوري إلى مدينة جسر الشغور (شمال غرب سوريا) وأن مسلحين أجبروا العائلات إلى هجر مدينتهم".
وقال إنه بيناشد "أصدقاءنا الأتراك التعاون معنا لعودة هؤلاء آمنين إلى بيوتهم، ونحن نكفل حسن معيشتهم".
وقبله بيومين، طلب الرئيس السوري، بشار الأسد، في كلمة له في جامعة دمشق، من السوريين اللي هربو لتركيا إنهم يرجعوا لبيوتهم في سوريا، وإن الجيش السوري هناك "موجود من أجل خدمتهم".
تصريح وزير خارجية سوريا عن دور تركيا في صناعة أزمة اللاجئين (فرانس 24) |
ومن هنا يتضح أن تجهيز تركيا مخيمات للاجئين، مع إعلانها عن استعدادها لاستقبال عدد كبير من السوريين، وإنها مش هترد أي سوري يلجأ لها، وإنها تستقبل ظباط منشقين، إشارات لرغبتها في تشجيع أكبر عدد من السوريين على الخروج من سوريا- حتى من المدن اللي وصلتش لها المظاهرات أو الاشتباكات- لتغذية الحملة اللي كانت بتطالب بسقوط حكم بشار الأسد بحجة إنه "بيقتل شعبه ويدمر بلده"، وتستدل على ده بفرار الشعب السوري من بلده لمخيمات اللاجئين.
وكمان اتضح مع تطور الأحداث بعدها إن اللاجئين كانو حجة علشان تدخل تركيا بجيشها لسوريا بحجة حماية الحدود، وبحجة تساعد في سقوط حكم بشار الأسد علشان يرجع الأمن لسوريا ويرجع اللاجئين، بخلاف استخدامها لنفس اللاجئين في عمل ميليشيات مسلحة تدخل بيها سوريا، وتحتل مدن زي جرابلس والباب في شمال سوريا في عملية "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، بحجة دعم "المعارضة السورية المضطهدة".
السوريين أتباع تركيا في غملية غصن الزيتون ضد بلدهم سوريا 2018 |
كمان استغلت تركيا السوريين اللي على أرضها في ابتزاز أوروبا باللاجئين، زي ما حصل في السنين اللي بعد كدة، لما اعتبرتهم سلعة بتجيب على حسها تمويلات من أوروبا، بعمل اتفاقية معاها إن أوروبا تديها 6 مليار دولار، بحجة إنها تصرف على اللاجئين من ناحية، وتمنعهم من الهروب لأوروبا من ناحية، وكمان إن أوروبا تلغي شرط الفيزا من شروط دخول الأتراك لبلاد الاتحاد الأوروبي.
تركيا تخترق مصر باللاجئين
أما الأهم بالنسبة لينا في مصر في الملف ده، فهو إن جزء كبير من اللاجئين السوريين، بما فيهم الإرهابيين والمسلحين والمجرمين ومجهولين الهوية، حدفتهم تركيا على مصر بحجة إنهم "لاجئين"، متحملين بطوفان من القصص عن "المآسي" اللي اتعرضو ليها في سوريا، اتضح فيما بعد إن أكترها متفبرك أو كدب.
واشتد الحدف التركي للسوريين (ومعاهم فلسطينيين من اللي كانو عايشين في سوريا) على مصر في سنة 2012، وهي سنة وصول تنظيم الإخوان الدولي (الإخوان المسلمين) للحكم في مصر، سوا في البرلمان أو الرياسة، وفيه كانت وصلت الفوضى في مصر لأقصاها، والحدود مرخية، والإخوانجية اللي أخدو مناصب في الحكومة والبرلمان بقى ليهم نفوذ يدخلو طوفان السوريين لمصر من غير تدقيق في أي أوراق أو فحص أمني، بخلاف اللي حصل من تزوير أوراق وهويات علشان يتخفي حقيقتهم.
ووصل حجم الحدف على مصر إنه في 29- 1- 2013 نشر موقع "فيتو" في مصر تحت عنوان " موانئ بورسعيد تطالب تركيا بوقف إرسال اللاجئين السوريين للمحافظة" إن اللواء "أحمد شرف"، رئيس هيئة موانئ بورسعيد، طلب من قنصل تركيا في بورسعيد، عادل اللمعى، إنه يبلغ حكومته تبطل تبعت سفن متحملة باللاجئين السوريين من المواني التركية لمينا بورسعيد.
حدف تركيا للسورين على مواني مصر (بوابة فيتو) |
وفي الوقت ده، كانت مصر في شدة الاضطراب الأمني بسبب المظاهرات والاشتباكات اللي كانت بتحصل بين المصريين الرافضين لاحتلال تنظيم الإخوان لبلدهم وبين أعضاء التنظيم الإخواني العنيف، مع احتمال إن عناصر أجنبية (تركية وسورية وغيره) تتدس وسط المتظاهرين، وتزيد من أشكال ومستوى العنف.
ومع الأحداث اللي حصلت بعد كدة، خصوصا وقت احتلال تنظيم الإخوان الدولي لميدان رابعة في القاهرة بداية من يونيو 2013، اتضح أن من أهداف حدف تركيا لطوفان السوريين والفلسطينيين على مصر باسم "لاجئين" إنهم يكونو سند لتنظيم الإخوان، ويشاركو في أعمال العنف والقتل والحرق والتخريب في مصر ضد المصريين لمساعدة الإخوان، وفعلا قبضت أجهزة الأمن المصرية على كتير من الجنسيات اللي دخلت مصر بصفة "لاجئين" أو"دراسة"، شاركو في احتلال رابعة وأعمال العنف.
كذا جنسية أجنبية ساعدت تنظيم الإخوان الدولي في احتلال رابعة (موقع العربية) |
6 مصالح في ملف اللاجئين
ودلوقت (في 2020) بعد ما عدى 9 سنين على تخريب سوريا اللي شاركت فيه كذا دولة، مع تنظيم الإخوان الدولي، وبعد ما اتضح إن أسباب الأزمة السورية، وتحويلها بالتدخل العسكري الأجنبي لحرب، كانت مصنوعة ومتفبركة لمصالح تخص الدول الأجنبية والتنظيمات الدولية، اتضح كمان إن اللاجئين كانو مجرد سلاح في إيد تركيا وبقية الدول المشاركة في الحرب والتنظيمات الدولية لأهداف منها:
1- تبرير التدخل الأجنبي عشان يسقطو حكم بشار الأسد بحجة إنه أجبر شعبه على الهروب واللجوء.
2- جمع طوفان من المال والتبرعات على حس قصص مآسي مصنوعة للاجئين.
3- استخدام تركيا لجزء من اللاجئين كميليشيات في حربها جوة سوريا واحتلال أراضيها، وتوفير أكبر عدد ممكن من ظباطها الأتراك بعيد عن الحرب.
4- توزيع أشرس اللاجئين، وأكترهم إجرام، وأكترهم انتماء للتنظيمات العالمية، في العالم، وغرسهم في الدول المطلوب تفخيخها وتفجيرها من جواها، وتغيير نسيجها السكاني، وخصوصا مصر.
5- تفريغ سوريا من كوادرها من العلماء والدكاترة والمهندسين والمدرسين والتجار والحرف المهنية والشباب في سن التجنيد، فيكون انهيار داخلي في سوريا، وتعجز عن إنها تقوم بسرعة بعد الحرب، وتضطر تستعين بأكبر عدد من الأجانب.
6- تغيير تركيبة السكان في سوريا، خصوصا بعد تمكين تركيا وإيران من مدن سورية بقت تحت إدارتها المباشرة أو مش مباشرة، ويهمها يكون سكان المدن دي من انتماءات وهويات موالية لتركيا أو إيران، فما ترجعش سوريا دولة واحدة تاني أبدا.
وسبق تجربة تركيا مع سوريا، تجربة إيران مع العراق، ففي 31- 12- 2002 نشرت وسائل إعلام إن مسئول إيراني أعلن إن نصبت 19 مخيم على طول حدودها الغربية لاستقبال مليون لاجئ عراقي، وكان ده قبل ما تبدأ الحرب الأمريكية على العراق بـ 3 شهور.
وفي تصريح نشره موقع "إيلاف" نقل عن وكالة الأنباء الفرنسية قال جويد محمودي، المسئول في وزارة الداخلية الإيرانية، إن "المخيمات قد أنشئت في الأراضي الإيرانية على بعد أمتار من الحدود العراقية".
إيران تبني مخيمات للاجئين العراقيين قبل الحرب ب، 3 شهور (موقع إيلاف) |
واتسببت إيران وقتها بأسباب إنسانية، أو لمنع دخول العراقيين لجوة إيران.
وإن كان إيران استغلت اللاجين الأفغان اللي دخلوها وقت الحرب الأمريكية على أفغانستان 2001، واللاجئين العراقيين والباكستانيين في تكوين ميليشيات تساعدها إنها تتدخل في سوريا والعراق بحجة تساعد الحكومة ضد أعاديها، أو إنها تبعتهم في توب "لاجئين" لكذا بلد بغرض يكونو جواسيس ليها أو ينشرو التشيع، إلا إن إيران ما وصلتش في قدرتها على ابتزاز العالم بملف اللاجئين بنفس درجة نجاح تركيا.
ميليشيات إيران في سوريا (جرافيك من بوابة العين الإخبارية) |
وإن كان الهروب من الحروب في حد ذاته، وإنه يتساب جيش البلد وحيد قصاد الغزو الأجنبي في حد ذاتها جريمة وخيانة، إلا إنه السبب الأكبر كان المطامع في الإغراءات والامتيازات اللي وفرتها كتير من دول العالم، بحسن نية وبسوء نية على حسب كل بلد، للاجئين، سوا في التعليم أو العلاج أو السكن ببلاش أو أخد معونات من الفلوس شهرية، أو منح في الدراسة، أو مساعدتهم بالتمويل على إنهم يكونو أصحاب مشاريع تجارية في أقصر وقت، أو في أخد جنسيات أجنبية، في حين تتساب بلادهم مرتع لأعاديها.
اللاجئين أزمة مصطنعة لخدمة مصالح وتنظيمات عالمية |
قرطسة المصريين باللاجئين
هي دي بداية قصة فيلم اللجوء اللي اتقرطس بيه العالم كله، وأكتر شعب اتقرطس في العالم وصدقه، وهيتعك فيه المصريين.لأن تركيا بعد ما خلصت فيلم اللجوء وأخدت غرضها من السوريين (احتلال أرض + تمويل أوروبي + ابتزاز العالم) بقت ترمي اللي فاضل عندها من السوريين على مصر شوية وعلى أوروبا شوية وعلى سوريا شوية وعلى ليبيا شوية.. وألمانيا بتتخلص من اللي مش عايزاه منهم بطريقتها.
ويارب مصر تفوق قبل ما تتعك أكتر في المغرز والخية.
مقالة صحفية بالعامية المصرية بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
__________________________
المصادر:
1-إيران أنهت إنشاء 19 مخيما للاجئين العراقيين (ديسمبر 2002)
2-التكيف الاجتماعي بين السوريين و الأتراك .. مدينة أديامان أنموذجا (عن تجهيز مخيمات للاجئين في تركيا من أبريل 2003)
3-وزير الخارجية السوري يطالب الدول الغربية بالكف عن التدخل في الشئون الداخلية لبلده (22- 6- 2001)
4-أنقرة تقوم بتشييد مدينة مخيمات ضخمة على حدودها لاحتضان آلاف اللاجئين السوريين (يونيو 2011)
5-ويكيليكس: إخلاء سوريا لتفريغها من سكانها (عن الخطة الدولية لتشجيع السوريين على إنهم يسيبو تركيا لتفريغها)
6-سُفن تركية تنقل مئات اللاجئين السوريين إلي مصر
7- موانئ بورسعيد تطالب تركيا بوقف إرسال اللاجئين السوريين للمحافظة (29- 1- 2013)
8- القبض على مواطنين سوريين بالغردقة لمقاومتهم الشرطة أثناء فض اعتصام رابعة، 14- 8- 2013
9- فيديو من أخبار اليوم عن مشاركة السوريين مع مرسي في احتلال رابعة
10- تجمع المنوفية ينذر السوريين والفلسطينيون بمغادرة اعتصام رابعة العدوية
24 يوليه 2013
11- حصيلة سنتين من الاتفاقية التركية الأوروبية بشأن اللاجئين (20- 3- 2018)
0 التعليقات:
إرسال تعليق