التاريخ الميلادي

الخميس، 15 مايو 2025

عبد الناصر في 1967: الملك فيصل حرَّض الأمريكان عليَّا وشمتان فينا (وثايق)

 في كتابه "عام من الأزمات" بيقول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل إن وهو قاعد مع الرئيس جمال عبد الناصر يحضرو خطاب تنحي ناصر عن الحكم بعد عدوان 1967، اتكلم الريس عن الأسباب الداخلية والخارجية اللي هتخليه يتنحى، ومنها إن طول ما هو في الحكم في دول لو تقدر تتواصل مع أمريكا عشان تتحلحل أزمة العدوان الإسرائيلي مش هتتحرك.

 غالبا يقصد إنها مش هتتحرك عشان تفضل مصر في أزمة طول ما ناصر بيحكم.

وضرب مثل على ده بالسعودية، فقال ناصر لهيكل حسب ما جه في الكتاب ص 226: "أعرف أن فيصل يكرهني، وقد حرَّض الأمريكان عليّ. هو حر، وجد أن كل ما ننادي به مضاد لمصالح أسرته. لا يهم الآن. عندما أبتعد عن الصورة سيرى فيصل أنه مطالب باستعمال نفوذه لدى الأمريكان لبلوغ حل تقبله الأمة".

وبيكمل ناصر، وهو هنا الكلام باللغة العربية الفصحى عشان ده النص اللي جابه هيكل في الكتاب، بيكمل ناصر: "طالما أنا باقٍ في الصورة فإن فيصل سوف يظل قلقان، سوف يعفي نفسه من أي مجهود. ابتعادي يتيح لغيري أن يتوصل معه إلى شيء، ويدعوه أمام الناس إلى حركة".

وفعلا لحد ما اتوفى ناصر، اللي لغى التنحي بعد المظاهرات الشعبية، مدخلتش السعودية بتقلها في الأزمة، والدعم المادي اللي قالت السعودية إنها هتقدمه لمصر كان جزء منه بيتقدم وجزء لأ، زي ما قال ناصر في كذا خطبة ليه بعد كدة، وهحط رابط لخطاب ليه سنة 1970 جايب فيه أرقام عن دول المنطقة قدمت لمصر من 1967-1970 إيه وقد إيه، ومين قدم ومين ما قدمش.

 

● التحريض على مصر في وثيقة الطايف

كلام جمال عبد الناصر سنة 1967عن إن فيصل حرض الأمريكان ضده له جدور في وثايق أمريكية طلعت بعد سنين طويلة.

منها وثيقة بتاريخ 19-8-1964 عن محضر اجتماع بين الملك فيصل والسفير الأمريكاني في السعودية، هارت، في مدينة الطايف، ضمن وثايق الخارجية الأمريكية برقم 36651/43 حسب ما نشرها هيكل برضو في كتابه "عام من الأزمات" من صفحة 424- 427، حرَّض فيها فيصل "بأصرح عبارة" على عبد الناصر، بحجة إن الطيران المصري، وقت الحرب في اليمن، بيعمل طلعات على جنوب السعودية، والقوات المصرية بتتحشد عند الحدود، وإنه في مؤامرة بين مصر والأردن والعراق لغزو السعودية وتقسيمها.

واعتبر فيصل إن السعودية "محاصرة" وقال للسفير الأمريكي: "إذا كان ناصر كما هو واضح يريد أن يضع يده على المملكة متصورا أنه (يعني فيصل) سوف يقف ساكتا في انتظار أن يُخنق فهو مخطئ".

وقال بحدة: "أخرجوا القوات المصرية من اليمن، وسوف ينهار هذا النظام الذي يدعون بمساعدته في شهر أو اثنين على أكثر تقدير".

وبيكمل فيصل للسفير الأمريكي في وثيقة محضر الاجتماع: "إنكم يجب أن تبذلوا أقصى جهد للخلاص من هذا الرجل الذي يفتح الطريق للتسلل الشيوعي"، و"لماذا تصبرون عليه؟ ألا ترون أنه لا يكف عن مهاجمتكم يوميا، مرة بسبب فيتنام، ومرة بسبب الكونجو؟ ما الذي يخصه في الكونجو؟ إن مقترحاته بشأن نزع السلاح في جنيف جاءته مباشرة في شكل تعليمات من موسكو".

وكان السفير الأمريكي مستغرب من كلام فيصل عن مؤامرات نسبها لناصر، ومنها إنه بيخطط مع العراق والأردن لاحتلال وتقسيم السعودية.

كمان لما سأله السفير عن معلومات بخصوص القوات المصرية اللي بيقول إنها بتتحشد عند الحدود السعودية، مالقاش عنده معلومات بخصوص حجمها ولا تسليحها ولا موقعها.

وقال السفير لفيصل: "إننا عطلنا توريد القمح إلى مصر طبقا للقانون 480" لكن الملك رد: "أوقفوا عنه الطعام تماما، وسوف ترون ما يحدث".

وبحسب حسنين هيكل فبرقية محضر الاجتماع دي بتاعة السفير الأمريكي هارت ظهرت في الملفات الإسرائيلية اللي قال إنه اطلع عليه، وإنه قرا على هامش التقرير الخاص بيها تعليق "كتبه أحدهم" بإنه "إذا كان ذلك موقف الملك قبل أكثر من سنتين، فهو الآن بالتأكيد أكثر حدة عن ذي قبل"، يعني يقصد سنة 1966.

اللي فات في كتاب "عام من الأزمات" لهيكل، الشركة المصرية للنشر العربي والدولي، الطبعة 4، ديسمبر 2001، ص 424- 427.

 
وفي تعليق لهيكل نفسه على البرقية دي، لما سبق ونشرها في كتاب "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" الجزء 2 ، الطبعة 8، ص 130-131، قال فيه: "كان ذلك المشهد في الطائف غريبا، وأكثر من ذلك لا يحمل الكثير من المصداقية، وأبسط شاهد أن الملك حسين لم يكن في ذلك الوقت يعمل ضد السعوديين، وإنما حليفا لهم وفي اليمن على وجه التحديد".

وموضحش هيكل إن كان يقصد بكلمة إن المشهد "لا يحمل الكثير من المصداقية" إن المقابلة مشكوك فيها، ولا يقصد كلام فيصل نفسه مكنش صادق عن الجيش المصري وناصر، خصوصا كلامه عن إن مصر بتتآمر مع العراق والأردن عشان غزو وتقسيم السعودية، وكلامه عن إن ناصر بيحضر القوات المصرية إنها ممكن تعمل الغزو ده، وإن ده كان تهويل عشان يحرك الأمريكان ضده، خصوصا إن واضح رد فعل السفير الأمريكي حس بالتهويل.

وإن كان معنى إن حسنين هيكل رجع ونشر نفس الوثيقة في كتاب "عام من الأزمات" يعني إنه شايف إنها تستحق النشر ومش مضروبة، خصوصا إنه قال إنها موجودة في الأرشيف الأمريكي والإسرائيلي سوا، وعدم المصداقية يقصد بيه مبالغات فيصل في تهويل خطر عبد الناصر، وهنشوف في مقالات جاية وثايق من موقع وزارة الخارجية الأمريكية نفسها، منشورة حاليا، بتأكد اللي جه في الوثيقة دي من تحريض فيصل المتكرر للأمريكان على مصر.


  ●الـ سي آي إيه بتدور على تطمينات

ونقل هيكل في كتاب "عام من الأزمات" عن وثايق أمريكية في ملفات إسرائيلية، إن مدير المخابرات الأمريكية وقتها، ريتشارد هيلمز، قابل فيصل في لندن في 25-5-1967يسأله عن رد فعل الشوارع العربية لو انضرب الجيش المصري، والمقابلة دي كانت قبل العدوان الإسرائيلي على مصر بـ 11يوم.

ومكنش في تفاصيل عن المقابلة اللي حضرها كمان كمال أدهم، رئيس المخابرات السعودية وقتها، لكن بعدها الرئيس الأمريكي، ليندون جونسون، اللي كان بيطلب من إسرائيل تستنى أسبوع أو أسبوعين قبل ما تعمل ضربة استباقية ضد مصر، بلغ رئيس الموساد الإسرائيلي اللي كان في زيارة لأمريكا إنه "افعلوا ما تشاءون".

ويقول هيكل، إنه في سنة 1985 قابل كمال أدهم في بيته في لندن، وسأله عن إيه حصل في المقابلة دي، وإن كان فيصل عرف فيها حاجة عن اللي بيدبر لمصر ولا إيه.

وقال إن أدهم اتفاجئ من السؤال، لكن بخبرة راجل المخابرات لم أعصابه بسرعة وقاله:

"اسمع..لست سياسيا مثل الآخرين أقول أي كلام والسلام، ما سألتني فيه لن أرد عليه، ولكني أريدك أن تعلم، وأنا أقولها لك بمنتهى الصراحة، صديقك الرئيس جمال كان في مواجهة مفتوحة وعنيفة ضد المملكة، والمعركة كانت سياسية ونفسية، وأخيرا أصبحت عسكرية، والملك فيصل مسئول عن مملكته، مسئول أمام أسرته، مسئول أمام إخوته وأبنائه يُسلم لهم الأمانة كاملة كما استلمها، واجبه واضح أمام العرش والأسرة، وعليه (يعني على فيصل)أن يتصرف بما يحقق المصلحة، وهذا هو كل شيء وليس هناك شيء آخر، لا تستطيع أن تُسائل الملك فيصل إلا فيما هو مسئول عنه، العرش والأسرة، وهل نجح في حمايتهما أو لم ينجح؟ وهل كانت المملكة أقل أو أكثر استقرارا عندما تركها عما كانت عليه عندما تسلمها؟ هذا هو المحك".

وبيقول هيكل إن كمال أدهم سكت شوية وهو شايف إني بتابعه بتركيز شديد، وبعدين قاله:

"كنت صريحا معك. لم أتكلم كلام سياسيين. ولم أتكلم كلام رجل غامض. كلمتك بصراحة وأنت حر فيما تفهمه مما قلت". (كتاب عام من الأزمات من ص 427- 436) 

كمال أدهم من أشهر القيادات السعودية في الستينات والسبعينات

نلاحظ من خطب وكلام عبد الناصر بعد كدة، إشارات لتحريض فيصل عليه قبل 1967، وإن كان ما قالش تفاصيل.

ونلاحظ برضو إنه اختار يبلع مرارة التحريض، ويقفل صفحات الخلاف مع كل حكام المنطقة على قد ما يقدر، عشان ما يشغلش الجبهة المصرية بخلافات وجبهات تانية، او يدي فرصة لإسرائيل، زي ما كان بيوضح للناس، إنها تستغل الخلافات وتأثر على التضامن بين شعوب المنطقة اللي كان عايزه في معركة تحرير الأرض المحتلة.

  الشماتة السعودية في مصر

 بعد كلام ناصر لهيكل عن تحريض الملك فيصل لأمريكا عليه بشهرين وشوية، فاحت ريحة صدق التحريض ده في الإعلام السعودي، عن طريق اللي وصفها عبد الناصر بإنها "الشماتة فينا".

 ففي خطاب في عيد الثورة يوم 23-7-1967 قال عبد الناصر علنا وبالنص إنه: "بعد ما حصلت النكسة الجرايد والإذاعة السعودية بتنتقدنا كل يوم، ولحد دلوقت، ويقولولنا ليه ما هجمتوش الأول؟ والملك فيصل قاعد هناك في الرياض على بعد 5000 كم، وبعتش ولا عسكري".

 يقصد ناصر إن الإعلام السعودي كان بيقول ليه ما بدأتش الحرب على إسرائيل، ومن غير ما السعودية تكون ناوية تساعد مصر بجيشها لو حصلت الحرب، مع إن لو مصر هي اللي بدأت كانت هتتحسب هي الدول المعتدية، وهي اللي العالم كله هيكون ضدها، لأنه مكنش في داعي حقيقي للحرب والعدوان، ومش هيبقى لمصر الحق تطالب بانسحاب إسرائيل من أرضها زي ما هي ليها الحق لما إسرائيل هي اللي بدأت العدوان.

 يكمل عبد الناصر في الخطبة:

 "أنا اتكلمت يوم ٩ يونيو (يعني بعد الحرب بـ 4 تيام) وقلت إن جالى رسالة من كوسيجين (رئيس وزرا السوفيت) وجونسون (رئيس أمريكا) قال (فيصل) وليه سمعتو أوامرهم وما هجمتوش إنتو الأول؟".

 ويقول ناصر وهو مستغرب من كلام فيصل: "طيب وهو عمل إيه؟ كام عسكرى بعتهم أثناء المعركة؟ ولا عسكرى، إحنا مش عايزين ندخل فى مهاترات تاني، وممكن نرد عليهم، والرد سهل جدا، بس المصيبة جرايدهم ماحدش بيقراها، وإحنا أول ما ننشر كل الدنيا بتعرف وهيقولو إحنا بدأنا الهجوم على السعودية، ومحدش هفتكر إن السعودية من أول يوم العدوان لغاية دلوقتى بتهاجمنا، وهيقولو عبد الناصر اللي بدأ يهاجم، وبقول بقالنا شهر ونص من يوم المعركة، الجرايد والإذاعة السعودية بتهاجمنا، وتظهر الشماتة فينا! وما شاركوش بشيء غير بعتو لواء للأردن بعد انتهاء المعارك ووقف النار".

من خطبة عبد الناصر في 23-7-1967 منشورة في موقع جمال عبد الناصر

بعد الكلمة دي بشهر وشوية اتعملت القمة العربية في الخرطوم، وفيها أعلنت السعودية ودول تانية عن دعم مادي لمصر ودول تانية صابها العدوان، كان واضح إنه عشان تبان بس قصاد شعبها والمنطقة إنها بتشارك ف "المعركة العربية" ضد إسرائيل، خصوصا إن القضية وقتها مكنش متقدمة على إنها قضية مصرية، لكن قضية عربية، وكمان، زي ما هنشوف في مقالات جاية لو عشنا، إن الملك فيصل مسك في فرصة خسارة عبد الناصر في 1967 عشان يورث هو مكانته، ويقدم نفسه زعيم العرب والمسلمين.

 وفي القمة العربية في الرباط 1969 اتعهدت السعودية بدعم مالي جديد، لكن قال عبد الناصر في كلمة سنة 1970 إنها لحد وقت الكلمة دي ما قدمتش الدعم، وإن السعودية قالت إنها ما اتعهدتش بحاجة، الكلام ده في رابط كلمة عبد الناصر المنشور هنا (بعد الدقيقة2)، وهننشر الرابط كمان تحت الفيديو في قناة "كيمة والخاسوت" في اليوتيوب.

 فواضح إن السعودية لحد ما اتوفى عبد الناصر 1970 كانت بتقدم رجل وتأخر رجل في تقديم الدعم لمصر، عشان ما تقواش مصر بسرعة، ولا يتنسب أي انتصار لعبد الناصر.

 ويمكن الموقف اتغير شوية وحاولت تبان إنها واقفة جنب مصر بشكل أكبر أيام السادت اللي كانت متفقة مع سياسات ليه مختلفة عن سياسات عبد الناصر، وكانت شايفة إنه في مصلحتها ياخد شرعية أكبر في الحكم، وخصوصا لما اتفق رأيه مع رأي فيصل في إنه يطلع المحابيس بتوع الإخوان المسلمين من السجون، ويسيبهم يغيرو في هوية المصريين، وده كان شايفاه السعودية هيخليه يمشو في اتجاه ديني يخلي انتماء المصريين للتنظيمات والشيوخ اللي بتحركهم السعودية.

 ● إيه فايدة معرفة التاريخ ده؟

في سعوديين بيردو ع وثايق زي دي، بيقولو، وإيه يعني، إحنا نتعاون مع أي حد لأن عبد الناصر هدد السعودية.

لكن بغض النظر عن إن كان في تهويل في حجم التهديد، وأنا لسة بدور جدور الخلاف بين مصر والسعودية بدأت أصلا إمتى ومين بدأها، وبغض النظر عن إن السعودية نفسها اللي كانت ضد التدخل المصري في اليمن هي كمان اتدخلت في اليمن وقتها، ورجعت تاني اتدخلت في 2015 ضد نفس اللي حاربهم عبد الناصر وهي وقفت معاهم ضده، وطلبت إن مصر تدخل معاها الحرب المرة دي، بغض النظر عن ده كله دلوقت، لكن الفكرة هي في إنه عدا المصريين، فكل الشعوب، كل الشعوب بمعنى كل الشعوب، في الدنيا، بتتعامل مع غيرها من بوابة مصلحتها هي وبس، ومعندهاش خطوط حمرا، ولا حاجة اسمها أخوة عربية ولا أخوة دينية ولا أخوة إنسانية.

 أما إحنا في مصر بنتربى تربية سّوّ، تربية وحشة قوي وبتدمرنا وتخسرنا دايما، وهي، باختصار ومن غير شرح كتير، إننا بنتربى على:

 1- إن الشعوب اللي حوالينا شبهنا، فما نبقاش عاملين حسابنا قوي في إننا ندرس طبيعتهم وثقافتهم المختلفة عننا، مع إن الدراسة دي هتخلينا نوفر على نفسنا حروب وخساير كتير، عشان بنبقى عارفين نتعامل معاهم إزاي أحسن، ونحمي نفسنا منهم أكتر، وما ندخلش وسطيهم بزيادة، ولا نجيبهم وسطينا.

 2- بنتربى على إننا نراعي الأخوة العربية والأخوة الدينية اللي هي مش موجودة أصلا.

 فحتى لما بلد تأذينا، بنغفر لها ده بعدين بسرعة، ومش بيتدرس لينا تاريخ الأذية دي في المدارس ولا بيتعرض في الإعلام إلا نادر، وفي أوقات الأزمات الشديدة بينا وبينهم، بحجة إن ما نعملش خصومة بين الإخوة، وبحجة ما نعزلش نفسنا عن اللي حوالينا، فتبقى النتيجة إن ما يبقاش عندنا تاريخ لكل بلد معانا، نتسند عليه في إن كل جيل يحدد هو يتعامل مع البلد دي على أي أساس، ويحتاط منها إزاي، فبنكرر غلطاتنا، فتتكرر خسايرنا، والبلاد التانيو هي اللي تطلع كسبانة، خصوصا إنهم ما بينسوش أي أذية، أو اللي هما شايفينه أذية جتهم من مصر، وبيلبسوها هي الغلط في أكتر الوقت.

 3- بنتربى على إننا "أم الدنيا" والكبيرة "أم العرب" اللي تسامح وتنسى، والنتيجة بعد كترة المسامحة والنسيان، إننا بقينا "نهيبة الدنيا" مش أم الدنيا، وكل البلاد داخلة بكل أسلحتها الناعمة والخشنة وسطينا دلوقت، بيقطعو في جسم مصر، وكل بلد تشتري أراضينا وبيوتنا ومصانعنا وموانينا ومطاراتنا، وحتى جنسيتنا المصرية، تحت اسم  الاستثمار والدعم العربي، وكتير منهم بيسرق ثقافتنا وإنجازاتنا وحضارتنا وينسبها ليه.

 لا وفوق ده بيحملونا جمايل، وعايزين بدل ما نغضب ونقولهم "بلدنا مش للبيع"، عايزنا نشكرهم ونعتبرهم اللي نجدونا من الضياع، ونعيش اللي باقي لينا في التاريخ عبيد إحسانهم المزيف.

 4- تربينا الغلط في كل اللي فات ده، خلتنا نسلم بلدنا أبشع تسليم للهكسوس الجداد، فملايين من العرب واللي مش عرب اتحدفو علينا باسم لاجئين وأشقاء وتجار إلخ، وإحنا مش محتاجينهم أساسا في بلدنا، لكن بيبتزونا بكلام عن الإخوة الدينية والعروبة والإنسانية، وإننا مصر أم الدنيا، إلخ إلخ، فيتسابو في البلد يبلعوها على الهادي، ونرجع فيها أغراب منداس علينا زي ما كنا في أيام الاحتلال.

 أما لو درسنا تاريخنا وتاريخ البلاد التانية صح، ومن مصادر كتير، وفهمنا طباعهم، واتمسكنا بس بهويتنا وشخصيتنا المصرية، هنتعامل مع البلاد التانية بطريقة أحسن، وهما نفسهم طمعهم فينا هيقل، وهيعرفو إن ليهم حدود في معاملاتهم معانا؛ لأن في شعب واعي ليهم ولتاريخهم معانا، وللاختلافات بينا وبينهم، ولطمعهم فينا، فنتعاون في الخير سوا، ولو حصل بينا حروب لأي سبب أو أزمات نطلع منها في مصر بأقل الخساير، زي ما هما طول تاريخهم بيطلعو في أزماتهم معانا بأقل الخساير.

 بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس) 15-5-2025

تابع الصفحات اللي متجابة من كتاب "عام من الأزمات" بخصوص التحريض السعودي




صفحات من كتاب عام من الأزمات بخصوص كلام هيكل مع كمال أدهم عن التحريض السعودي



----------------------------

 النشر لأول مرة

 اتنشرت المقالة لأول مرة في شكل تويتات على حسابي بنت العظماء أجدادي (نفرتاري أحمس) @nefertery_ahmos

جمال عبد الناصر: فيصل حرَّض الأمريكان ضدي (وثايق + محضر اجتماع) منشور بتاريخ 17-4-2025

https://x.com/Nefertery_Ahmos/status/1912629841637031955

 (جمال عبد الناصر والشماتة السعودية في مصر) منشور بتاريخ 14-4-2025

https://x.com/Nefertery_Ahmos/status/1911847206744715620

 المصادر:

 1- خطاب عبد الناصر في الاحتفال بالعيد الـ 15 للثورة في 23-7-1967 على موقع جمال عبد الناصر اللي تبع مكتبة الإسكندرية

 2- كتاب "عام من الأزمات" لهيكل، الشركة المصرية للنشر العربي والدولي، الطبعة 4، ديسمبر 2001، ص 262-227، و 424- 427، و435-436، و287-280

 3- كتاب "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" ج2، دار الشروق، القاهرة، الطبعة 8، نوفمبر 2001، ص 130-131

4-بالأرقام جمال عبد الناصر يوضح : مين اللى ساعد مصر بعد نكسة 67 ومين اللى ماساعدش (فيديو)

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جدول محتوى المقال
    Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

     
    Legacy Version