في اجتماع جمال عبد الناصر مع الرئيس السوفيتي، نيكولاي بادجورني، في القاهرة يوم 23 يونيو 1967، اتكلم عن الفروق بين المصريين والعرب، وليه المصريين بيصمدو في المحن، ولسة أمة واحدة، في حين الشعوب اللي حوالينا لا. |
عبد الناصر: المصريين أمة مش قبايل
بادجورني كان في زيارة لمصر بعد عدوان 1967 بأسبوعين، وكان بيكلم عبد الناصر عن إنه خايف إن الدعاية الصينية ضد الاتحاد السوفيتي وسط العرب، واللي بتتهم السوفيت بإنهم ساعدو أمريكا وإسرائيل في ضرب العرب، تأثر على الروح المعنوية للمصريين بعد اللي حصل في 1967.
● عبد الناصر: مصر أمة مختلفة عن العرب
فقاله عبد الناصر إن الدعاية الصينية مش هتأثر على المصريين، لأنهم "أمة" بخلاف الشعوب اللي حوالينا اللي هي "مذاهب" و"قبائل".
وقال عبد الناصر بالنص في التفريق بين هوية مصر وهوية الشعوب اللي حوالينا: "بالنسبة للناس هنا فى مصر، مصر تختلف عن الدول العربية كلها؛ هنا فيه أمة وشعب، سوريا.. لأ؛ سوريا مجموعة واحات، مجموعة مذاهب، مجموعة قبائل! الأردن لأ.. العراق لأ، ليبيا لأ، السودان لأ، ولا اليمن حتى!".
ويكمل: " هنا (في مصر) الوضع يختلف اختلاف كلي عن أي بلد عربي، الشعب هنا شعب نبيه جدا".
الغالب يقصد إن كون الشعب المصري كتلة واحدة صلبة، صعب تأثر فيه الدعاية الأجنبية، وإن كان شاور لأن في مجموعة ممكن تتأثر، وهما اللي سماها "الطبقة البرجوازية" ويمكن كان يقصد بيها نوع من اللي بيتسمو المثقفين وأصحاب المصالح الاقتصادية اللي متأثرين بالثقافة الأجنبية الموروثة عن الاحتلال.
فقال لبادجورني: إنه لو في دعاية هتأثر في مصر هتكون الإنجليزية والأمريكية، لكن هتأثر على "الطبقة البرجوازية".
● عبد الناصر عن الجنود المصريين: فلاحين
و في نفس الجلسة اتكلم الرئيس السوفيتي، بادجورني، عن صمود الجنود المصريين، فقال إنه "وكما قال أصدقاءنا إن الجنود عندكم كويسين وطنيين جدا".
فرد عليه عبد الناصر بكلمة تلخص برضو هوية مصر الحقيقية عنده بعيد عن كلام القومية العربية فقال بفخر:
"فلاحين.. وأنا حاربت معاهم وشفتهم، وإزاي يطلعوا ويموتوا فعلا إذا كان القائد كويس، وإحنا رغم إن إحنا فقدنا الحرب لكن حصل عندنا بطولات لا حد لها في الأيام الخمسة دي.
وإحنا ماحاربناش حرب كاملة، حصل قتال هنا، وقتال هنا، وقتال هنا، ولكن حصلت بطولات أنا أعرفها وإخواني سمعوها"
ويكمل ناصر لبادجورني: "ولا تتصور فى الجيش فى حزن قد إيه؟! يعنى بيعيطوا من النتيجة اللى وصلنا لها!فيه واحد مثال كان منتصر فى حتة وكان ضارب الهجوم اللى عليه، بيقول: أنا انسحبت ليه؟!
والحقيقة فى القيادة كان فيه إنهيار، وأول ما يحصل إنهيار فى القيادة يحصل..ولهذا أنا باقول: إزاى تقود..لازم نتدرب عليه".
يقصد بالعبارة الأخيرة "ولهذا أنا بقول: إزاي تقود.. لازم نتدرب عليه" إنه من الأساسيات اللي حطها عشان يعيد بناء الجيش على أساس سليم هو تدريب القيادات على القيادة والإدارة، زي ما اتكلم في ده مع بادجورني في نفس الاجتماع، وطلب مدربين من السوفيت على ده، لأنه زي ما قال اكتشف إن ضعف الاهتمام بالتدريب على القيادة كان من أسباب الخسارة في 1967.
● فوقة متأخرة.. ولكن
الطلة دي عن انتباه جمال عبد الناصر للفرق بين هوية مصر وهوية العرب والشعوب اللي حوالينا جت متأخرة آه، بعد سلاسل الغدر بمصر في كذا حرب.. كان آخرها وقت الاجتماع عدوان 1967، واللي يتابع كلام ناصر في خطبه أو اجتماعاته مع الوزرا بعدها هيلاحظ إن كلامه عن الوحدة العربية مبقاش زي الأول.
لكن هيلاقيه يتكلم إن الوحدة العربية بقى صعب
تتحقق، وإن ملغاش الكلام عنها وعن القومية العربية، يمكن عشان مكنش الوقت مناسب يفتح جبهات تستغلها أمريكا وإسرائيل ودول في المنطقة زي السعودية، ويتشتت تركيزه ووقته اللي محتاجه عشان يعيد بُنا الجيش ويحرر الأرض المحتلة، ويمكن لو عاش بعد تحرير سينا
كان هيكون في كلام تاني.
فياريت إحنا دلوقت بعد 58 سنة من الكلام ده
ما نكررش غلطة عبد الناصر اللي هو نفسه ندم جوة نفسه عليها في اللي يخص الثقة
الزايدة بالعرب، أو أي شعوب أجنبية، ونتعلم إن الشعوب مش زي بعضها، ولازم نتعامل معاها على أساس إيه مختلفين عننا فيه، وإيه الطريقة الأحسن في معاملتنا معاهم عشان نحمي مصالحنا، مش بوهم إن كل الشعوب زي بعضها وثقافة واحدة.
رابط محضر اجتماع عبد الناصر مع بادجورني
اللي بيتكلم فيه عن الفرق بين هوية مصر وبين العرب، وكان ضمن "سري للغاية"،
وهو منشور في موقع جمال عبد الناصر تبع مكتبة الإسكندرية، صفحات 13 و14 و15، هو:
http://nasser.bibalex.org/Data/Documents-67/11.pdf
نقل وتعليق: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
10-5-2025
واتنشر أول مرة على حسابي "توطين الهكسوس نكبة" @elheksos_nakba على تويتر 28-5-2020
https://x.com/ELHeksos_nakba/status/1266108318076080132?s=20
مقالات ليها صلة
جمال عبد الناصر عن "الوحدة" مع سوريا: كانت غلطة، ومصر ليست سوريا (ج1)
بالوثائق.. جمال عبد الناصر عن "الوحدة" مع دمشق: الأحزاب والجيش في سوريا أرادوا استغلالنا (ج2)
0 التعليقات:
إرسال تعليق