التاريخ الميلادي

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

بتحترم نفسك لما تكون رأيك عن تاريخك من مسلسل أو فيلم؟ مسلسل "سقوط الخلافة" مثال

ما بين سقوط الخلافة و ممالك النار
صور حقيقية لبعض الشخصيات التي تناولها مسلسل سقوط الخلافة

سألنا قبل كدة إن كنت بتحترم نفسك لما تسمح لمسلسل أو فيلم أو بوست على الفيس أو تويتة على تويتر إلخ تخليك تكون رأيك في شخصية أو عصر، سوا بإنك تحبهم أو تكرههم، من غير ما تدي لنفسك الفرصة تدور إنت بنفسك ومن الكتب المتخصصة، ومن كذا مصدر وكذا رأي، عن حقيقة الشخصية دي أو العصر ده.

عن نفسي استهيفت نفسي جدا جدا جدا لما راجعت نفسي ولقيت إني قبل 2013 كنت بعتمد على المسلسلات والأفلام وكلام الفيس وتويتر في إني أكون رأيي عن أي حاجة، خصوصا إن بلدي وأهلي طفحو الدم في تعليمي عشان أعرف أقرا وأكتب وأتنور من الكتب المتخصصة.

 والحمد لله إني من 2013 على الأقل بدأت أتعب نفسي في القراية والتدوير في المصادر، خصوصا لما لقيت إن الرأي "السريع" اللي بكونه من المسلسلات والأفلام والنت بيأثر بعد كدة على بلدي نفسها، وعلى رأيي في كل حاجة تخصها في محنتها.

(قرطاس مسلسل سقوط الخلافة)

ناخد مثلا "اتخمينا" فيه كلنا، أو نقدر نقول كتير من المتعلمين بتوع المدارس، وهو  مسلسل "سقوط الخلافة"، ومنه نقدر نقيس اللي عملته فينا مسلسلات وأفلام تانية.
لو فاكرين مسلسل "سقوط الخلافة" ده اتعرض سنة 2010 على التلفزيون المصري وقنوات عربية، من تأليف يسري الجندي، وإخراج الأردني محمد عزيزية، وتمثيل لمصريين وجنسيات تانية من المنطقة، وكان بيمجد اللي اسمها الخلافة العثمانية، وبيمجد السلطان عبد الحميد التاني، لدرجة ناس كتير مننا قعدت تعيييييييط في الحلقات الأخيرة لما سقط عبد الحميد التاني وخلعوه وبعد كام سنة اتلغت "الخلافة" نهائيا.

ليه عيطنا؟ وليه في ناس مننا اتمنت لو "الخلافة العثمانية" استمرت؟

بسبب الحبكة والخلطة اللي عملها الكاتب والمخرج ووراهم شركة الإنتاج علشان تحبب لينا "الخلافة العثمانية"، وكمان بسبب التوقيت الحساس جدا اللي اتعرض فيه المسلسل.

أول حاجة في الحكم على أي مسلسل أو فيلم نعرف مين أنتجه وليه أنتجه..
"سقوط الخلافة" أنتجته شركة إيكوميديا القطرية، (خلي بالك من إنها قطرية وإن ده في 2010)، وكان في وقت كل شعوب المنطقة- بما فيهم المصريين- عندهم إحباط شدييييد من حكامهم، وشايفينهم الحكام الضعاف المتقسمين اللي "باعو" فلسطين ومسلمين نفسهم لليهود ولأمريكا، ومفيش حد فيهم قوي يبقى رمز لينا إلخ إلخ إلخ
يعني كان في شوووق كبير من شعوب المنطقة لوجود راية أو رمز أو يعيشو جو يحسسه بإنهم كانو في وقت من الأوقات سادة العالم.

وكمان المسلسل اتعرض في وقت كانت تركيا بتفرش نفسها في المنطقة عن طريق المسلسلات التركية الرومانسية اللي زقتها علينا قناة "إم بي سي" السعودية (وقت ما كان في وفاق بين تركيا وقطر والسعودية) + تصريحات أردوغان العنترية قصاد اليهود، ولو فاكرين مسرحية انسحابه من قصاد شيمون بيريز في مؤتمر دافوس 2008، وهو بيقوله أنا مش هعقد مع اللي قتل أطفال فلسطين إلخ، وقدمه الإعلام وقتها على إنه "البطل" اللي رجع بعد غيبة.

أما الحبكة اللي لعبت على مشاعر الناس- وأنا منهم وقتها- وإحنا بنتفرج على مسلسل "سقوط الخلافة" فكانت إن عبد الحميد ده كان بيكره الماسون واليهود وأوروبا، وإنه كان حامي حمى الإسلام، وإنه عشان هو حامي حمى الإسلام، وهو الوحيد اللي قادر يمنع اليهود من احتلال فلسطين، فاليهود والماسونية وأوروبا عملوا عليه مؤامرة وخلعوه، ومن وقتها وإحنا بترعى فينا الاحتلالات والضعف إلخ، فكان سهل جدا إن كتير مننا يعجبه الكلام ويصدقه ويعيط جنب المسلسل، ويقول عاش عبد الحميد البطل، ويقول فيما معناه: "ماذا بينك وبين الله يا عبد الحميد حتى ينصفك بعد وفاتك بـ 90 سنة" !
سقوط الخلافة و ممالك النار
تورط نجوم مصريين كبار في المشاركة في مسلسل سقوط الخلافة
مرت الأيام، وحصلت #زفتة_يناير 2011، وبدأت تتسلل تركيا بالراحة تساعد عصابة الإخوان على الحكم، لحد ما جت ثورة 2013 وسقطت العصابة، وسقط القناع الناعم من على وش تركيا وبان وش العداوة الحقيقي لمصر والمنطقة كلها.
وقتها بس بدأ ناس مننا تخبط على قورتها، وتقول ياااااه، أما إحنا كنا مغفلين بشكل، وبدأنا نقرا عن حقيقة الدولة العثمانية، وتاريخها في مصر، ونعرف إن أردوغان ما هو إلا نقطة في بحر وحشيتها وهمجيتها اللي ضاق مرارتها أجدادنا على مدى 400 سنة.

وإن اللي صدق مسلسل "سقوط الخلافة" واكتفى بيه.. لبس قرطاس كبييير قوي، شبه عمم القراطيس اللي كانت منتشرة وبيلبسها بعض الشعوب أيام الاحتلال العثماني.

ومرت الأيام تاني...

واتعرض مسلسل "مماليك النار"، وعرضته قناة "إم بي سي"، اللي هي هي عرضت مسلسلات تلميع تركيا قبل كدة ونشرتها في المنطقة، لكن المرة دي عشان يقول إن الخلافة دي كانت نصباية وكانت همجية إلخ إلخ إلخ

(ما بين 2010 و 2019)

طب إيه اللي حصل؟؟؟؟؟

ليه المصريين والعرب عملو أو عرضو مسلسل يلمع الخلافة العثمانية في 2010، وعملو مسلسل يكشف حقيقة وحشية الخلافة دي في 2019؟
هو التاريخ له وشين؟

لا مش التاريخ

لكن السياسة الغلط اللي قايمة على نظام "ساعة تروح وساعة تيجي"، مش على نظام الأمانة في عرض التاريخ بأحداثه الحقيقية عشان الشعب يتنور في ماضيه، ويعرف مين هما أعداؤه، وما تجاملش حد ولا تجامل دول ولا تجامل شعوب.
اللي حصل.. هو إن الدراما والسيما والأغاني، وحتى مناهج التاريخ في المدارس- بكل وجع وأسف- شغالة على أساسين:

1- الظروف السياسية لكل دولة، واللي بتتغير كل كذا سنة، حسب علاقات الدولة دي بالدول التانية، فتلاقيها تسمح بإنتاج أو عرض مسلسل، أو كتب في المدارس، تلمع الدولة دي في فترة، أو تهاجم الدولة دي في فترة تانية، من غير مراعاة الحقيقة، ولا مراعاة إيه اللي حصل في التاريخ بالظبط، فتضلل شعوبها، وتدفع الشعوب دي التمن، بالظبط زي ما المصريين وشعوب المنطقة دفعت تمن تلميع العثمانيين، وإنهم قبل كدة اتسابو قبل 2011 يتوصفو في التعليم والإعلام والمسلسلات إلخ بإنهم "حماة الإسلام والمسلمين"، واتسمح بعرض المسلسلات التركية اللي بتلمع تركيا الحديثة، وتسرق ولاء بعض المصريين والعرب من بلادهم وتديه لتركيا، فوقف ناس منهم مع تركيا ضد بلادهم في الوقت الحرج بداية من 2011، واتملت المنطقة بالبارود والنار والتفجيرات والدم.

أما لما حصل خلاف بين تركيا وبين الدول دي قام كام بلد منها بعمل مسلسل يتكلم عن وحشية العثمانيين... والسؤال: لو بعد كام سنة الدول دي اتصالحت مع العثمانيين هترجع تعمل مسلسلات تلمع تركيا ؟

2- الأهواء الشخصية للأدباء، فتلاقي إنه رغم المسلسل أو الفيلم مش هيخص للأديب، لكن هيتعرض على الشعب كله، وهيتأثر بيه الشعب كله، إلا إن التاريخ متساب ليهم سداح، فممكن تلاقي كاتب مثلا بيقدم العثمانيين على إنهم ناس أشرار- زي ما هي حقيقتهم- زي مسلسل "مارد الجبل" لنور الشريف وليلى حمادة، فاللي يتفرج عليه يكره العثمانيين، وفي نفس الوقت يتساب أديب تاني يعمل مسلسل يقدم سلطان عثماني على إنه كان بطل زي مسلسل "سقوط الخلافة" !
أو يتقدم المماليك أو الاحتلال الإنجليزي أو الاحتلال العلوي (عيلة محمد علي) إلخ على إنهم كانوا احتلال عار على المصريين، وفي مسلسلات تانية يتقدموا على إنهم كانو نعيم مقيم !

ويفضل الشعوب كدة تترقص على "واحدة ونص" على حبال الظروف السياسية لكل دولة كل كام سنة، والأهواء الشخصية للأدباء.

(إزاي قدم الإعلام مسلسل سقوط الخلافة للمصريين والعرب)

مهم رصد إزاي قدم الإعلام المسلسل للناس، هنلاقي بعض وسائل الإعلام ركزت على وكررت جمل أو فقرات لمعت المسلسل وشخصية عبد الحميد قصاد المصريين وشعوب المنطقة.

قال موقع "السينما دوت كوم" إنه مسلسل يتناول فترة تاريخية مهمة في تاريخ الدولة العثمانية "التي أشيع عنها الكثير بأنها سبب تخلف العرب، خصوصا المصريين، وهي في الحقيقة كانت دولة قائمة على التقدم والرقي".

"وسيلقي المسلسل الضوء على ما كان يحدث قديما في المنطقة العربية، وتثبت الوقائع التاريخية في المسلسل أن هناك تربصا قديما من الغرب للايقاع بالعرب، وللأسف يلعبون على ضعف الكيان الاسلامي لدينا كعرب، كما يتطرق المسلسل الى موقف السلطة العثمانية من الاستيطان اليهودي في فلسطين، ومعارضة السلطان عبدالحميد لمشروع اقامة وطن قومي لليهود في الأراضي الفلسطينية، والثمن الذي دفعه جراء تمسكه بهذا الموقف".

(هنا اللي كتب الفقرات دي بيصدر أحكام تقول إن اللي اتقال عن إن العثمانيين سبب تخلف المصريين والعرب مش صحيح، وإنه دولة متقدمة راقية، وإن عبد الحميد دفع تمن حماية فلسطين إلخ)

"أحداث المسلسل تبدأ عام 1876 حتى 1918 بوفاة السلطان عبدالحميد الثانى، وتمر الأحداث بعزله سنة 1909 ونفيه إلى سالونيك فى اليونان، واللافت للنظر فعلا أن عوامل سقوط الدولة العثمانية تتشابه إلى حد كبير مع ما نعيشه خلال هذه الأيام، حيث ظهرت جماعة قبيل السقوط العثمانى تدعى جماعة "تركيا الفتاة" كانت مدعومة من الخارج، كما رفعت شعارات الحرية والمساواة بالدول الأكثر تحضرا فى أوروبا، وهو حق يراد به باطل، حيث ساعدت على إسقاط النظام، هذا فضلا عن تكالب قوى خارجية لتوريط الدولة العثمانية فى حرب مع روسيا القيصرية، ولم تكن الدولة العثمانية على استعداد لهذه الحرب، لكن بعض الدول أوهمتها بالوقوف إلى جانبها ثم تخلت عنها وقت الحرب، وخسرت الدولة العثمانية هذه الحرب، وكل هذه الظروف تعيشها حاليا الدول العربية".

(وهنا الفقرات بتركز كذا مرة على الربط بين أحداث المسلسل وبين حال شعوب المنطقة، من باب الإيحاء بإن حل مشاكل المنطقة دلوقت في إنه ترجع مرة الخلافة العثمانية تاني، وده كان في الوقت اللي أردوغان بيستعد بأدواته للزحف بأسلحته الجديدة زي عصابة الإخوان والمسلسلات والبضايع التركية، على بلاد المنطقة)
وعلى نفس النمط هنلاقي المقالات اللي اتكتبت عنه على مواقع تانية زي العربية وويكبيديا إلخ.
سقوط الخلافة وممالك النار
نموذج للعبارات التي وردت في وسائل الإعلام لتلميع السلطنة العثمانية (منشور في ويكبيديا)

ومن ناحية تانية في وسايل إعلام حاولت تجيب الوش المخفي للعثمانيين، واستغربت إزاي كاتب مصري زي يسري الجندي يلمع سلطان عثماني؟

(طيب إيه الحل !)

انقذ نفسك وبلدك

كل واحد فينا يفكر في الحل، إزاي ينجي نفسه، والأهم ينجي بلده وعياله، من إنه يبقى مجرد أراجوز بيحركه ظروف سياسية لحكومة مش عارفة تاريخها صح، أو بتخضع لسياسة خارجية مش موزونة، أوتكون أراجوز بيحركه أديب عمل مسلسل حسب هواه أو رأيه الشخصي في التاريخ، أو بيحركه بوست على الفيس أو تويتة على تويتر، أو مقالة في جرنان.

واللي قدرت شخصيا أوصله من حلول، وألزم نفسي بيها، كان حاجتين:

1- إنه مهما كانت ثقتي في الكاتب- أي كاتب- لا يمكن أصدق المسلسل أو الفيلم اللي كتبه غير لما أنا بنفسي أقرا كتب متخصصة عن الشخصية أو العصر اللي هو بيقدم عنه المسلسل أو الفيلم، ونفس الحكاية بخصوص أي مقالة أو بوست على النت، لازم أنا يكون عندي مصادري اللي أحكم منها، مش أعتمد بس على رأي الكاتب ومعلوماته.

فمثلا في اللي يخص السلطنة العثمانلية قريت كذا كتاب عن نشأتها وحقيقتها، سوا اللي بيهاجموها أو بيمدحوها، وبالذات اللي عملته في مصر، وبالذات في الأرياف اللي كان فيها المصريين الحقيقيين المضطهدين (الفلاحين)، ودور السلطان عبد الحميد اللي اكتشفت إنه كان من أكبر أسباب هزيمة الجيش المصري في ثورة 1881 أيام عرابي، وباع مصر وجيشها للإنجليز، وكان بيكره المصريين عمى، ولا عمره رحمهم ولا "حمى" المصريين، وفي الآخر طلعت برأيي الخاص، وهي إنها كانت من أحقر نظم الحكم والاحتلالات اللي عدت على مصر، وعلى العالم كله.

ده رأيي اللي طلعته من تعبي في القراية والبحث من كتب متخصصة، مش من مسلسلات.

نفس الرأي كونته عن المماليك أو الفرنسيس أو الإنجليز أو العرب أو الرومان أو أي احتلال جه لمصر.

تعبت قوي آه في البحث والقراية.. ويمكن خسرت حبة من صحتي، لكن كسبت ضميري وكرامتي، وأنا مش بفتح بقي وأنطق بحرف إلا لما أكون قريت عنه كويس، عشان ما أضللشي نفسي ولا أضلل غيري.

يمكن يكون الرأي اللي أنا كونته عن شخصية أو عصر صح، وممكن يكون غلط، وممكن يكون فيه ده وده، دي مش مسئوليتي، مسئوليتي إني ما أكونش كونته غير لما تعبت فيه ووراه، فإن طلع صح أو غلط أو من ده على ده، فأنا باتقدم لربي بتعبي ونيتي في التدوير عن الحقيقة، أما إن كنت وصلت للحقيقة أو ما وصلتش.. فده يخصه سبحانه اللي بيوهب العلم والحقيقة من عنده، وعلى رأي اللي قال: على المرء أن يسعى وليس عليه أن تتم المطالب.

2- إن كل واحد فينا يربي الكلام ده في عياله وفي الناس اللي حواليه، إنهم ما يستسلموش لأي حكم عن شخصية أو عصر في التاريخ إلا لما يتعب هو شخصيا في التدوير عليها، وإن ميزانه في الحكم يكون الشخصية دي أو العصر ده عمل إيه لشعبه؟ عمل إيه لبلده؟

أنا مثلا إيه يفيدني في إن العرب أو العثمانيين أو المماليك عملوا دولة كبيرة ولا خلافة ولا ثروات كبيرة، ولا هزموا الرومان ولا التتار ولا الفرنجة "الصليبيين" ولا حاربو العثمانيين إن كان في الأساس بيخلصو حرب مع دول عشان يندارو عليا أنا، وياخدو مني أنا الجزية لو مصري مسيحي أو الخراج لو مصري مسلم (وفي بعض العصور كانت بتتاخد الجزية من المصري المسلم والمسيحي)، وبيعاملوني معاملة العبيد، ولما أعمل ثورة عليهم يبيعوني في الأسواق بيع الرقيق (زي ما حصل في الثورة في مصر أيام الخليفة المأمون أو حصل أيام العثمانلية والمماليك لما كان بيتخطف فلاحين ويتباعو في الأسواق عقاب ليهم!)، ويحرموني من إني أملك الجيش وأملك المناصب وأملك الأرض، في حين بيفرقو مناصب الجيش والثروة وأرض بلدي على كل الأجناس؟؟؟

إيه يفرق معايا وقتها سلطانهم وثرواتهم ومجدهم وهزيمتهم لأعداء تانيين؟؟
إيه يفرق معايا وقتها سلطانهم وثرواتهم إن كان مش بيتنعم بيها وقتها إلا أهل العاصمة (الإسكندرية، الفسطاط، القاهرة) اللي كانو محشيين بالأجانب من المحتلين والمستوطنين اللي تبعهم + العربان النهيبة اللي على الحدود، في حين إن المصريين الحقيقيين في الأرياف بيتعاملوا أسوأ معاملة، ويتنزع من دمهم وعرقهم اللي يتصرف على عاصمة الاحتلال جوة مصر، أو عواصم الاحتلال برة مصر (روما، دمشق، بغداد، إسطبنول)؟

ومعلوم إن المسلسلات والأفلام معظمها مش بيتعرض إلا لحال الناس اللي في العواصم دي أيام الاحتلالات، وكأن المصريين الحقيقيين (الفلاحين) اللي في الأرياف مش موجودين أو انعدمو.

إيه يفرق معايا كمصرية إن كان خلافة ولا دولة أيا كانت ملكت العالم كله وسيطرت عليه إن كانت احتلتني أنا؟ وييجي شعوب الدولة دي (يونان، عرب، أتراك، رومان، إلخ) يتنطط عليا في العصر الحديث ويقولي ياللي كنا محتلينكو ياللي كنا بنحكمكم وأسياد عليكم في بلدكو؟

ومن ده كتير..
الفلاح المصري كيميت كيمة
حال الفلاح المصري هو الفيصل في حكم المصريين على أي عصر
ووقت ما كل حد فينا يلزم نفسه، ويعلم عياله واللي حواليه، إزاي يعرفو التاريخ، وإيه ميزانهم في الحكم عليه، وقتها ممكن تطلع في يوم من الأيام من ضهرنا حكومة، تكون حكومة مصرية على حق، حكومة كيمتية/فلاحة، يعني ما تعرفش ليها ولاء ولا انتماء إلا مصر وبس، لا تجامل عربي، ولا عثماني، ولا مملوكي، ولا فرنساوي، ولا يوناني، ولا سوري، إلخ على حساب تاريخي وكرامتي وشرف البلد ودم وعرق الأجداد اللي راحو بسيوف واضطهاد كل اللي احتلونا من كل جنس.

حكومة لما تحط مناهج التعليم تحطها على أساس ميزان الحقيقة واللي حصل بجد، وإيه كان حال المصريين الحقيقيين في البلد وقت كل عصر، ويتعمل لجان في التاريخ في مراجعة كل مسلسل وفيلم قبل ما يتعرض على نفس الميزان.
وقتها هيسقط القرطاس من فوق راسنا

لا هيضحك علينا حكومة ضعيفة بتمشي تاريخها وسياستها حسب الجو، ولا هيضحك علينا شركة عربية أو قناة عربية عايزة تلمع أو تهاجم ناس معينة حسب علاقة حكوماتها بيهم، ولا هيضحك علينا واحد بيكتب بوست أو مقالة حسب رأيه الشخصي.
وربنا ينور بصيرة الجميع

مرات تاني بعون ربنا، هنعرض لشخصيات زي طومان باي، شجرة الدر، قطز، كليوباترا، محمد علي وإبراهيم باشا، وغيرها من حكام أجانب حاوطتهم الدراما والأفلام بهالة تضخيم، ونشوف مصادر وكتب متخصصة نحاول نعرف منها يستحقوها ولا لأ... وكل واحد يدور على مصادر التاريخ حوالين الناس دي وغيرها بنفسه، ما يعتمدش على حد، ولا على بوست على الفيس، ولا على مسلسل.

بقلم: إفتكار البنداري السيد (نفرتاري أحمس)

*****************************************

مصادر ومراجع لقراية تاريخ العثمانلية، وأحوال مصر- خصوصا الأرياف والفلاحين- وقت الاحتلال العثمانلي- المملوكي- الجالياتي المشترك

 (الكتب موجودة في مواقع تحميل الكتب على النت وفيها أحسن منها كتير)

- بدائع الزهور في وقائع الدهور، محمد بن إياس الحنفي، تحقيق محمد مصطفى (رصد لأحداث الغزو العثمانلي ومدابحه ضد المصريين (خصوصا الجزء الخامس)

- تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر، عمر الإسكندري وسليم حسن  

- الأرض والفلاح في صعيد مصر في العصر العثماني، جمال كمال محمود

- الريف المصري في القرن الثامن عشر، د.عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم

- عجايب الآثار في التراجم والأخبار، عبد الرحمن الجبرتي

**********************************************************

(كتب عن غدر السلطان عبد الحميد التاني بالمصريين وقت ثورة 1881 أيام عرابي، وموجودة على النت)



- مذكرات الزعيم أحمد عرابي، طبعة دار الكتب ودار الوثائق القومية (الجزء التالت)

- مصر وكيف غُدر بها، ألبرت فارمان القنصل الأمريكي في القاهرة والقاضي بالمحاكم المختلطة أيام الثورة

- رسائل من مصر (1879- 1882)، للمراسل السويسري وقت الثورة جون نينيه
********************************************************

مصادر للقراية أكتر عن الضجة اللي اتعملت في الإعلام على مسلسل "سقوط الخلافة" في 2010، والتلميع الكبير من الصحفيين والكتاب لشخصية عبد الحميد التاني.





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Legacy Version