التاريخ الميلادي

الخميس، 21 ديسمبر 2023

حيل العربان لعربنة مصر.. تهم الصهينة والإلحاد وهاجر وإسماعيل

 واحد عايش في مصر، ويمكن معاه الجنسية المصرية، لكن ناسب نفسه للعرب (عرقيا مش بس ثقافيا) المصريين اللي متمسكين بحضارة وهوية مصر الأصلية، الهوية الكيمتية، وقال كذا حجة، عايز يثبت فيها إن مصر عربية عرقيا، يعني شعبها منسوب بالدم واللحم للعرب اللي في جزيرة العرب

 

هوية مصر مصرية.. أما العروبة ففي جزيرة العرب

 
هوية مصر مصرية، أما العروبة ففي جزيرة العرب

 وحاول يظهر المصريين اللي بيعتزو بكلمة الكيمتيين اللي جاية من اسم مصر الأصلي كيمة، على إنهم شوية صهاينة على شوية ملحدين؛ لأنهم ضد الكلام بتاعه.

 

هنتابع الحجج بتاعته حجة حجة، لأنها منتشرة وسط أعداء مصر في حربهم على الهوية المصرية الأصلية:

 

الأول نعرض كلامه زي ما قاله بالنص على حسابه في تويتر "إكس"  @YoussefGamerMe في الرابط:

https://twitter.com/YoussefGamerMe/status/1723639791651037396?s=20

 

بيقول:

 بعد ما دخلت بين "الكيمتيين" علشان اتئكد هم مين بالظبط و ليه ركبوا على الهوية المصرية اللي كان هدفها معرفي و سياحي اقدر اقسمهم

 

 لجان تابعة للصهاينة لها اهداف اكبر من ضرب علاقات مصر لكن تقسيم مصر داخليا على اساس هوية و خلق الفكرة دي في الفكر المصري ان في مصري و عربي و نوبي

 

مجموعة من الملحدين و اللي متصورين ان ضرب عروبة مصر هيقدر يضرب في الدين بعده حابب اخد من كلام احد حساباتهم وصف الإسلام "بدين البدو"

 

طبعا النموذجين جاهلة جدا بواقع مصر روح لمدينة إدكو في البحيرة اسئل عن عائلة غانم و بعدها انزل الصعيد اسئل عن عائلة غانم و ده بيت واحد من بيوت مصر اللي جذوره في كل اراضي العرب

https://ganem.arabepro.com/t7-topic

الشعب المصري مش نسب عربي لا ده السيدة هاجر هى جدتنا كلنا و سيدنا إسماعيل هو ابونا كلنا فصل مصر عن العرب كانك بتقطع اللحم عن اللحم كانك بتمسح شجرة العرب و وجودهم.

 

(انتهى كلام العربي اللي عايش في مصر في التويتة بتاعته)

 

▲▲▲الرد على حجج العربي المجنس العايش في مصر:

 

مين هو الصهيوني؟

 

1- بيقول إن الكيمتيين صهاينة.. والسؤال إيه هو تعريف الصهيوني؟

 

الصهيوني كلمة انتشرت القرن 19 وبتوصف كل اللي تبع الحركة اللي بتجمع أجانب (اليهود) وتحدفهم على فلسطين كلاجئين هربانين من حروب ومدابح، أو مستثمرين وتجار، عشان يستوطنو هناك، وبعدين ياخدو أرضها من شعبها، ويفرضو الهوية اليهودية عليها، ولغتهم، بحجة اخترعوها وهي إن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

 يعني نشرو وهم إن الفلسطينيين في فلسطين مش هما أصحاب الأرض، وإن أصحاب الأرض هما اليهود اللي جايين من برة، لمجرد إنه كان في يهود من 2000 سنة عايشين فيها، وبحجة إن الله قال في التوراة إن اليهود أحق بفلسطين من أهلها.

معنى ده، إن أي حد يروح أي بلد، ويحاول يفرض هويته البرَّانية عليها، ولغته، ويحاول يمسح وجود أهلها وهويتها، أو يقول إن سكانها الأصليين اتبادو عشان يحل محلهم، و لأي سبب، هو بيعمل نفس عمايل الصهاينة.. فهو صيهوني.

 

طيب.. مين عمل حاجة زي دي في التاريخ غير اليهود؟

 

عمل ده الأتراك لما غزو بيزنطة وحولو هويتها ولغتها من البيزنطية/اليونانية للتركية.

 وعمله الإنجليز والأسبان والبرتغاليين في الأمريكيتين.

 وعمله عرب في الأندلس، لكن بعدها انطردو.

وحاول يعمله الفرنسيس في الجزائر، لكن فشلو.

وبيحاول يعمله دلوقت عرب راحو مصر والشام والعراق وبلاد شمال أفريقيا والسودان إلخ.

 

وأنا بقول بيحاولو يعملوه، لأن الدول دي كلها لحد قريب مكنتش بتتصنف عربي عرقيا، حتى بعد الإسلام، وحتى لو سكن فيها شوية قبايل عربية اتسللت ليها في أوقات ضعف وفوضى أو أيام احتلالات، لكن فضل معظم أهلها معروفين إنهم مش عرب.

 

• ففي مصر مثلا مشهور في البرديات اللي من أيام الأمويين، واتجمع واترجم كتير منها في كتاب "أوراق البردي العربية في دار الكتب المصرية"، لأودلف جروهمان، وفي كتب المؤرخين والرحالة بإنهم يتصنفو بكلمة القبط والنبط (النبط يعني الفلاحين وسكان القرى والبلاد الزراعية عموما، والكلمة جابها العرب اللي كان بيقولوها ع السكان الأصليين للعراق) وبعد فترة استخدمو كلمة الفلاحين.

وورد مثلا في مراسلات بين قرة بن شريك، والي مصر في أيام خلافة الوليد بن عبد الملك، وبين مسئول عن منطقة "كوم أشقوة" في سوهاج حاليا في بردية تخص تحصيل الخراج: "من قرة بن شريك إلى بسيل صاحب (مسئول) أشقوة (...) أما بعد، فإن مرقس بن جريج أخبرني أنه كان يسئل نبطيا من أهل كورتك ثلثة وعشرين دينرا وثلث دنبر، فيزعم أن النبطي مات، وأنه أخذ ماله نبطي من أهل قريته وغلبه على حقه...) [1]. والأخطاء النحوية زي ما وردت في البردية.

 وكان العرب بيصنفو أهل مصر بإنهم من الأعاجم، زي ما جه على لسان عبد الله بن عمرو في كتاب "فتوح مصر وأخبارها" لابن عبد الحكم في القرن التالت الهجري إن قبط مصر "أكرم الأعاجم كلها، وأسمحهم يدا، وأفضلهم عنصرا"[2]، وحتى لما حب يلاقي حاجة تقربهم بالعرب ما قالش عرب، لكن قال: "وأقربهم رحما للعرب عامة وقريش خاصة"، وكان المقصود جوازة هاجر بإبراهيم وجوازة مارية بالنبي، وبعد شوية هنشوف إن كان جواز واحدة من أي بلد يفرض على البلد دي تتطبع بهوية القبيلة ولا البلد التانية اللي اتجوزت منها ولا لأ.

 • وفي شمال أفريقيا (دلوقت ليبيا وتونس والجزاير والمغرب) أهلها اتسمو بعد الغزو العربي بالبربر والأفارقة، وهنا الأفارقة بمعنى سكان شمال أفريقيا من بعد مصر، مش معنى اسم القارة زي ما هو معروف دلوقت.

 • في السودان اتعرف أهلها باسم السود، والنوبة (والنوبة كانت كلمة مطاطة من أيام الإغريق وبتتقال على مناطق في شمال السودان وعند حدود جنوب مصر رايح جاي فيها سودانيين اتسمو وقتها نوبيين أشكالهم مختلفة عن الزنج)، وجنوب السودان وتحته اتعرفو بالزنج.

 •  وفي العراق كان يتقال عليهم النبط والكلدانيين وأهل السواد (اهل الفلاحة).

 •  وفي الشام سريان وغيره.

 

أما جرأة ناس من جزيرة العرب أو غيرها في إنهم يوصفو أهل البلاد دي على بعضهم بإنهم عرب عرقيا (يعني إنهم جايين من جزيرة العرب) فمن أسبابه:

 

إنه بعد ما نشر الشوام اختراع القومية العربية في نهاية القرن 19 وفي القرن 20، وما اقتنعش الناس في مصر وغيرها إنهم عرب لمجرد إنهم بيتكلمو عربي، بقى نسب الشعوب دي للعرب عرقيا حيلة عشان ما يقفوش ضد القومية العربية اللي كانت مرفوضة فعلا، أو مش مفهومة، وبقو يصدرو في الوش أسامي ناس من المشاهير اللي بينسبو نفسهم لقبايل عربية عشان يتقال إن القبايل دي مؤثرة في البلاد اللي هي فيها، أو يبالغو في عدد المنسوبين ليها جوة البلد.

 

سبب تاني، هو إنه في نهاية القرن 19 والقرن 20 حصلت ثورات ضد الاحتلالات، واترفع في مصر شعار "مصر للمصريين"، مثلا، والدعوة لإن المصريين يظهرو قوميتهم المصرية؛ فانتفضت شخصيات من قبايل عربية، وبقت تقول إن مصر بقت عربية، لأن معظم سكانها جايين من جزيرة العرب، منهم عبد الرحمن عزام، أول أمين عام للجامعة العربية، اللي قال "وإن أكثرية دماء المصريين ترجع إلى العرق العربي، وإن فردا واحدا من 90% من سكان مصر لا يستطيع أن ينكر أن عروقه تجري فيها الدماء العربية"[3].

 

 

عبد الرحمن عزام من المستمصرين في مصر، ومن مؤسسين الجامعة العربية، وكتابه "الرسالة الخالدة" عن تأسيس دولة إسلامية عالمية كاشف عن كفره بالعقيدة الوطنية

في كمان ناس مش من قبايل عربية، لكن لسبب حزبي وسياسي ضيق قالت إن المصريين أصلهم عرب جم من الجزيرة العربية في التاريخ القديم، زي مكرم عبيد، سكرتير حزب الوفد، في مقالة بعنوان "المصريون عرب"[4]، نشرتها مجلة الهلال عدد أبريل سنة 1939، وقت المنافسة بين حزب الوفد وبين أحزاب وحركات سورية ولبنانية وعراقية كانت بدأت تلعب بكارت إن اللي يتزعم المنطقة لازم يكون "عربي" ومتبني قضايا "العرب".

 

طيب نرجع للسؤال.. هو مين الصهيوني؟

 

في فلسطين الصهاينة هما اللي دخلو فلسطين باسم لاجئين وتجار ومستثمرين، وبعد مدة بدل ما يبقو فلسطينيين، أو ع الأقل يسيبو هوية فلسطين زي ما هي لأهلها، راحو قالو إنها أرض اليهود، ولازم كلها تبقى يهود عرقيا وثقافيا، وقالو إنه مفيش هوية فلسطينية ولا في شعب اسمه الشعب الفلسطيني أساسا.

طيب يبقى العرب اللي دخلو مصر غزاة أو لاجئين أو تجار إلخ، وقعدو في مصر أو غيرها، ورفضو يبقو مصريين وبس، ورفضو يسيبو أنسابهم الدخيلة وروابطهم الأجنبية، وبدأو مخطط فرض الهوية العرقية العربية على مصر.. نوصفهم كدة بإيه؟

وإيه الشبه بينهم وبين اليهود في فلسطين؟

 



ملحوظة: في عرب، أو غيرهم، دخلو مصر من زمن طويل أيام الاحتلالات، واتطهرو من النسب الأجنبي، واختارو يبقو مصريين وبس، وربو أجيالهم على كدة، وفيهم اللي ما بقاش فاكر أصلا إنه كان له جد قديم جه مصر من زمن.

ودول أكيد ما هوماش زي اليهود في فلسطين ولا صهاينة، لأنهم ببساطة ما بقوش عاملين أي صلة بينهم وبين العرب أو غيرهم برة مصر عرقيا، ولا بيفرضو عرقية أجنبية على مصر، ولا عاملين لنفسهم أي لون غير اللون المصري، ولا بيحطو أي حاجة عربية فوق مصر وحضارتها، ولا حتى جنبها.

 

2- بيقول إن الكيمتيين بيقسمو المصريين لمصري وعربي ونوبي

والسؤال: إيه معنى تقسيم المصريين؟

 

الكيمتيين الحقيقيين بيقولو إن المصريين هما المصريين وبس، من غير أي تقسيم أو تصنيف دخيل من جزيرة العرب أو السودان أو تركيا أو الشام أو اليونان أو المغرب إلخ.. يعني يبقاش جواهم ميل لهوية منفصلة أو دخيلة.

وهما المصريين اللي مش بيربطو نفسهم بأي نسب دخيل، لوحتى يكون نسب الأنبيا والصحابة والقديسين، هما المصريين اللي مش شايفين إلا إنهم مصريين ومن أرض مصر وبس، وأي علاقات مع الشعوب التانية تبقى قايمة على المصالح المشتركة و"تعاونوا على البر والتقوى"..  ده يزعل في إيه؟

 

فإنت لو ليك جد كان جاي من برة أيام الاحتلالات، لكن اتطرتش من النسب الدخيل، ومعتبر إن أجدادك وثقافتك هما اللي برة مصر، أو موصولين باللي برة مصر، مش بتاريخ مصر القديم، وفوق ده عايز تفرض هوية البلد اللي جاي منها على مصر، وتعمل تكتل وعرقية على مقاسك، ولو في غيرك زيك جاي من بلاد تانية يعمل زيك، وبعدين نلاقي المصريين عبارة عن كتلة عرب وكتلة أتراك وكتلة يونانيين وكتلة مغاربة وكتلة مماليك وكتلة شوام، وكتلة سودانيين وكتلة اللي محتفظين بتسمية الإغريق والعرب ليهم وهي "نوبيين"، إلخ، يبقى مين اللي عايز يقسم المصريين دلوقت؟

ما تنساش إن الإغريق عاشو في مصر ألف سنة (300 فترة استيطان بحجة التحارة والشغل ولاجئين+ 300 سنة أيام الاحتلال البطلمي +600 سنة أيام الاحتلال الروماني)، ورغم ده فضل المصريين معتبرينهم أجانب ودخلا؛ لأنهم هما فضلو معتبرين نفسهم عرق وثقافة ولغة مختلفة عن المصريين، وحطو نفسهم فوقيهم كمان، وعملو لنفسهم امتيازات خاصة.

وإنه لحد دلوقت، كتير من المصريين بيبصو للقبايل اللي على الحدود على إنهم "دخلا"؛ لأنهم محتفظين بهوية مختلفة، بداية من اللبس واللهجة للعادات والتقاليد، والأهم ناسبين نفسهم لعرقية أجنبية، زي العربية أو عرقيات تخص ليبيا أو المغرب أو السودان، ومتكتلين على نفسهم.

 وحتى اللي بيتسرسب منهم بسبب التعليم والتوظيف لجوة القرى والمدن، بيظهر عليه إنه بيحاول يفرض هويته الدخيلة على مصر، بدل ما هو اللي يقبل هوية البلد اللي اتوطن فيها، وكأنه بيتعالى عليها.

أما شعب مصر الحقيقي (بعيد عن الجاليات الأجنبية أيام الاحتلالات) فدايما هو كتلة واحدة ليهم تصنيف واحد، قبل الاحتلالات اسمهم الكيمتيين  ورمث إن  كيمة (أهل مصر)، أيام الاحتلالات بقى يتقال عليهم كلمة قرويين أو فلاحين أو قبط أو نبطيين، حسب كل عصر أيام الاحتلال وحسب انتشار الكلمة (وكلها كانت تخص أهل البلد مش اللي عاملين هويات أجنبية).

والمصريين ليهم امتداد حضاري واحد.. هو الحضارة المصرية، مبادئها هي مبادئهم، ولونها هي لونهم، وروحها هي روحهم، حتى اللي منهم ناسي الحضارة دي بسبب الاحتلالات.

 

يبقى مين اللي بيقسم المصريين، وعايزهم يبقو أعراق وأجناس تاكل في بعض؟

 

3- حجة العربي المجنس الساكن في مصر إنه الكيمتيين فيهم ملحدين، وبيحاربو الدين بالقومية المصرية

 

 أيوة ممكن يبقى في ملحدين، إحنا نعرفش كل الناس، وإن كان عددهم أكيد مش كتير، بس في كل الأحوال، طيب ما العرب وبتوع العروبة فيهم ملحدين كتيييير، والسعودية اللي ظهر فيها الإسلام وبلد القبايل العربية فيها أكتر ملحدين في المنطقة.. يبقى تتلغي العروبة كدة هناك عشان ظهر بين العرب شوية ملحدين؟

فمثلا، في أبريل 2014 نشر موقع قناة "فرانس 24" إن دراسة لمعهد جالوب الدولي ظهر فيها إن نسبة الإلحاد في السعودية بين 5-9% من السكان، وهي "أعلى نسبة عربيا"، وأكتر حتى من تونس ولبنان[5].

 كمان كتير من اللي صنعو القومية العربية في الشام وغيرها كانو علمانيين، وعلى راسهم ساطع الحصري، وكان مع فصل الدين عن الدولة، يبقى العروبة كدة سلاح ضد الإسلام؟

 

4- العربي اللي عايش في مصر بيحدد هوية الدولة على أساس نسب عيلته

 

العرب اللي بيصرو ينشرو إن مصر عربية عرقيا وثقافيا سوا، أكترهم من عائلات محتفظة بالنسب العربي الدخيل، ولأنه لسة متمسكين بروح القبيلة، فهو بيقيس حجم دولة مركزية كبيرة عظيمة قديمة زي مصر على مقاس عيلته أو قبيلته، فمادام هو عربي من جزيرة العرب، يبقى مصر على بعضها تبقى عربية من جزيرة العرب.. وده من العجب العجاب.

 هو ضرب مثل بعيلة غانم اللي بيقول إنه منها، فقال في التويتات إن الكيمتيين اللي بيوصفهم بملحدين وصهاينة "جاهلة (جهلة) جدا بواقع مصر، روح لمدينة إدكو في البحيرة اسئل (اسأل) عن عائلة غانم، و بعدها انزل الصعيد اسئل (اسأل) عن عائلة غانم، و ده بيت واحد من بيوت مصر اللي جذوره في كل اراضي العرب".

ومش مفهوم إزاي إنه بلد زي مصر تاريخها آلاف السنين، بهوية خاصة لا زيها عربي ولا عجمي، يتحدد هويتها على أساس هوية عيلة جات ليها من بلد أجنبي، لا وكمان بيفتخر إنه عيلته ولا قبيلته متوزعة في كذا بلد برة مصر، يعني هويتهم الأساسية وانتماؤهم هو العيلة والقبيلة، مش البلد اللي هما فيها.

ولو الموضوع يمشي كدة، يبقى كل بلد هيبقالها ألف هوية في نفس الوقت، فكل البلاد دلوقت فيها عائلات جتها من كذا بلد، نحدد هوية البلد على أي أساس أنهي عيلة بقى؟ وإيه معنى نطنش هويتها الأصلية وسكانها اللي قبل دول؟

ولا نخلي كل بلد زي اللبان السحري، اللي بيتغير لونه كل شوية مع المضغ، فكل ما تسيطر عيلات دخيلة على بلد تتغير هويتها، ولما تسيطر عيلات دخيلة تانية تتغير هويتها، وهكذا تتنطط هويتها زي عفريت العلبة!

 

 

على موقع إكس"تويتر" كان في ناس بتطرح أفكار عن شكل لعلم لمصر يعبر عن هويتها، الأكترية عرضت رموز مصرية وعرض عربي عايش في مصر علم برمز بدوي دخيل

إيه دخل قصة هاجر وإسماعيل في هوية مصر؟

 

5- بيقول العربي الساكن في مصر إن حجته على إن مصر عربية هي ربط مصر بهاجر وإسماعيل

 

 فيقول في تويتاته: "الشعب المصري مش نسب عربي لا، ده السيدة هاجر هى جدتنا كلنا، وسيدنا إسماعيل هو ابونا كلنا، فصل مصر عن العرب كانك بتقطع اللحم عن اللحم، كانك بتمسح شجرة العرب و وجودهم".

 طبعا السؤال اللي ييجي في البال أول حاجة هو مين "كلنا" اللي بيقصدها دي؟

 فبالنسبة لإن هاجر اتجوزت إبراهيم وجابت إسماعيل فيبقى المصريين كدة عرب، في حقايق تاريخية مش منتشرة كتير، يصح إننا نعرفها وننشرها، ومنها:

 

• (هو إبراهيم جه مصر أصلا؟)

 

قصة إن إبراهيم بعد القحط راح لمصر هو وسارة ما وردتش إلا في التوارة، في (سفر التكوين إصحاح 12 من العدد 10-20)، وما جاش فيها إن فرعون إداه في إيده هاجر تبقى جارية ليه وهو ماشي من مصر، لكن اتجاب وصف هاجر بكلمة "المصرية"، لما التوراة جابت سيرتها في إن سارة عايزة تديها لإبراهيم عشان يخلف أولاد (سفر التكوين، إصحاح 16، العدد 1).

 وما اتقالش إزاي بقت جارية عند سارة، وجابتها من مصر وادي النيل بتاعتنا، ولا من "معين مصرين" (معين المصرية)، وهي مملكة صغيرة كانت في شمال غرب جزيرة العرب، في الألف الأولانية قبل الميلاد[6].

أما في القرآن، فما وردش نهائي إن إبراهيم راح مصر، ولا إنه جاب من هناك هاجر، وما جتش حكاية سفره لمصر على لسان الرسول في أحاديث صحيحة، حسب ما بحثت.

أما الحديث اللي جه في صحيح البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا، حديث رقم 3358،اللي جت فيها قصة إبراهيم وسارة، وإنه كان في ملك عايز ياخد سارة، فراح إبراهيم قالها قولي إنك أختي، وجاب من هناك هاجر، دي اتجاب الملك وبلده مجهولين، فاتقال في الحديث "جبار من الجبارة"[7]، لا قال مصر ولا فرعون مصر.

 

أومال ليه المسلمين فاكرينها حصلت بجد مع إنهم بيقولو التوراة متحرفة عدا اللي يتفق فيها مع القرآن؟

 

لأنه خدها مفسرين للقرآن من التوراة والإسرائيليات، يعني من شروح وقصص اليهود اللي كانو وسطيهم أو من كتبهم، خصوصا إنه مكنش عند العرب مراجع وكتب تاريخ خاصة بيهم، غير القرآن، تحكيلهم وتفسرلهم أحداث التاريخ القديم، وفي عصرنا نشرتها أكتر المسلسلات والأفلام والبرامج الدينية اللي قدمتها للناس على إنها حقيقة.

 فمثلا ابن كثير في تفسيره "البداية والنهاية" ج1، رغم إنه لما جاب القصة في الأول نقل عن الأحاديث برضو ما قالش حصلت في مصر ولا فين، لكن بعدين لما جاب من كلام الحكاوي، قال إنه الحاكم كان "فرعون مصر"، وإنه نقل الكلام ده من "أهل التواريخ"، وإحنا عارفين إن وقتها لا كان في علماء تاريخ ولا اكتشافات أثرية، وكان عندهم مكتبات في التاريخ يرجعولها إلا كتب التوراة وتفسيراتها.

 وسوا كان إبراهيم راح مصر أو لا، وأخد هاجر من هناك أو لا، فالسؤال: هو ده هيفرق في تحديد نسب المصريين أو نسب العرب؟.. هنشوف في اللي جاي.

 

• (لمين يتنسب إسماعيل نفسه؟)

 

حسب كلام التوراة، في سفر التكوين، فهاجر اتوصفت بكلمة مصرية (سفر التكوين إصحاح 16 العدد 1) وإبراهيم آرامي (سفر التثنية إصحاح 26 العدد 5)، من مدينة أور في العراق (سفر التكوين إصحاح 11 العدد من 27-31)، وإسماعيل اتولد في كنعان (سفر التكوين، إصحاح 16، العدد 3 والعدد15) يبقى اسماعيل المفروض يطلع إيه؟

يعني ممكن يتحسب أي حاجة من دول عند بتوع الأنساب، آرامي، عراقي، كنعاني إلخ، إلا إنه يتصنف عربي، لأنه مفيش أي حاجة تخليه يتصنف عربي، حتى اللغة العربية مكنش هو ولا أهله بيتكلموها.

طيب ليه اتحسب إنه عربي وكمان حجازي؟

قالك عشان اتربى وعاش في الحجاز في أرض العرب وهناك اتكلم عربي.

تمام، طيب نرجع لصاحب التويتات، العربي المجنس المقيم في مصر وعايز مصر تبقى عربية عرقيا زي عيلته، ونسأل: عيال عيلة غانم دول مثلا ليه بيصرو إن قبايل عربية راحت بلاد تانية وقعدت فيها مئات السنين تفضل عربية، ومش بس كدة، كمان تمسح هوية شعوب البلاد دي وتخليها عربية؟

ليه ما رموش هوية أسلافهم القدام زي ما عمل إسماعيل اللي قبلو إنه يرمي هوية إبراهيم وأسلافه اللي تخص العراق وآرام وكنعان، ويبقى عربي مش آرامي، أو يبقى حجازي مش عراقي؟

وبأي عقل وجرأة لما يحبو يفرضو على بلاد تانية، زي مصر، هويتهم العربية، يتجرأو ويقولو أصل كلنا أولاد إسماعيل فنبقى عرب زيه؟!

رغم إن إسماعيل في الحجاز وإحنا في مصر، ورغم إسماعيل بقو يصنفوه عربي مش على تصنيف عيلة أسلافه في العراق وكنعان، ورغم كمان إن نسل إسماعيل قليل جدا ويمكن نادر قصاد نسل بقية سكان جزيرة العرب، وطبعا قصاد النسل الكبير للمصريين.

 

(هو كل العرب نسل إسماعيل؟)

 

مش كل قبايل جزيرة العرب من نسل إسماعيل أصلا، فالجزيرة كانت مليانة ناس من قبل حكاية هاجر، فحسب التراث العربي، ومنه اللي كتبه عبد الملك ابن هشام في كتابه "السيرة النبوية لابن هشام"، جه عاش مع إسماعيل وأولاده جماعة من جرهم وجماعة من قاطوراء، وهما من اليمن  بعدما عرفو وهما في طريق هجرتهم من اليمن إن في بير في مكة، ولقو هاجر وابنها إسماعيل، وقعدو معاهم، واتجوز إسماعيل منهم.

ويقول ابن هشام، إنه كمان بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، وغبشان من خزاعة جم مكة وحاربو جرهم، بعد ما شاع إنها بتسرق مال الكعبة، وطردوها، وقعدو مكانها، واتسيدو هما مكة؛ لأن نسل إسماعيل كانو قليلين.

وإنه حتى لما كتر عدد الإسماعيليين، وضاقت مكة بيهم مع اللي ساكنين من جرهم وقاطوراء، و"انتشروا في البلاد"، حسب ابن هشام "فلا يناوئون قوما إلا أظهرهم الله عليهم"، يعني كان مطرح ما يروحو يلاقو ناس، ولو اتعاركو معاهم بيهزموهم[9].

يعني كان في ناس في اليمن، وأكيد في نجد وشمال جزيرة العرب، قبايل كتيرة من قبل إسماعيل وهاجر، يعني مش من نسلهم، ونسل إسماعيل قليل قوي بالنسبة ليهم، وهو إسماعيل اللي اكتسب هويتهم وهوية المكان واتقال إنه عربي وذريته عرب، مش أهل المكان اللي أخدو منه هوية أبوه الدخيلة.

طيب فرضنا كل سكان جزيرة العرب من نسل إسماعيل.. حدش إداك خبر إنه أصلا كان مصر اللي جنب جزيرة العرب دي بلد كبيرة قديم فيها ملايين السكان، اللي هما أكيد مش نسل إسماعيل، وهما موجودين من آلاف السنين من قبل ما تتولد هاجر وإبراهيم؟

 

  حجة إن هاجر المصرية أم إسماعيل أبو العرب

 

بخلاف إنه اتضح إن كلمة "إسماعيل هو أبو العرب" فيها كلام، لأنه حسب التراث العربي والإسلامي إسماعيل راح على كتف أمه لجزيرة العرب وهي أصلا مليانة عرب، وهو اللي اتسمى عربي على اسمهم مش العكس فالسؤال:

 هو كل شعب اتجوزت واحدة منه أجنبي، وراحت بلد تاني وخلفت فيها، تتنسب البلد كلها لخلفتها دي؟!

ما شفناش كدة، ولا يُعقل كدة.

طيب الحسين بن علي بن أبو طالب اتقال اتجوز من أسيرة فارسية أو سندية، وخلف منها زين العابدين، يبقى معنى كدة إن بلاد فارس أو السند يبقى شعوبها دلوقت عرب عشان واحدة منهم اتجوزت عربي وعاشت في بلاد العرب وعيالها اتسمو عرب؟

وكمان كل الشعوب فيها ستات اتجوزت أجانب، يبقى كل بلد تحول هويتها حسب جنسية عيالها؟! ده كدة يبقى كل بلد هتغير هويتها كل دقيقة.

 


ليه قلة الأصل؟

 

نرجع للأسئلة الأولانية.. وهي، إيه هو تعريف الصهيوني؟ وإيه هو تعريف اللي بيقسم المصريين؟

 

 هو اللي بيحتفظ بهوية البلد اللي عاشتها آلاف السنين وتناسب أرضها وروحها، ولا اللي دخل البلد من برة وعايز يفرض عليها هوية أجنبية؟

طيب إيه الفرق بين أي حد بينسب نفسه للعربان أو الترك أو الشوام إلخ وبيفرض هويته علينا وبيحول مصر لأعراق، وبين اليهودي اللي بيعمل ده في فلسطين دلوقت؟

طيب..: ليه العرباني ده واللي زيه رغم عيشتهم الطويلة هنا رفضو يبقو مصريين وبس؟ إيه في العروبة شايفينه أحسن من الهوية المصرية؟

وليه قلة الأصل دي؟

فلا هو عمل ليه أصل وجدر في مصر بإنه يبقى مصري وبس ومالوش حد برة حدودها، ولا هو رجع للي شايفه أصله برة.

 

طيب ولو العروبة أحسن عندهم من مصريتنا ليه ما يرجعوش جزيرة العرب وبلاد العروبة هناك؟ ليه برضو؟

 

ولا هي روح التكويش والغلبة اللي عاشوها أيام الاحتلال؟

 --------

الكاتبة: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)، القاهرة: 11كيهاك، الموافق 21- 12-2023



[1] - أوراق البردي العربية بدار الكتب المصرية، أدولف جروهمان، ترجمة حسن إبراهيم حسن، ج3، دار الكتب المصرية، ص 30- 31

ولمعلومات أكتر عن استخدامات كلمة مصري وقبطي ونبطي وفلاح في أيام الخلافة العربية راجع كتاب نكبة توطين الهكسوس ج1، تجميع إفتكار السيد، تحت عنوان "السكان وتعريف المصري في الاحتلال العربي (تبدل القناع)"، من ص 218- 221

 [2] - فتوح مصر وأخبارها، أبو القاسم بن عبد الحكم، مكتبة مدبولي، سلسة صفحات من تاريخ مصر، القاهرة، 1999، ص 15

[3] - كتاب حركة القومية العربية في القرن العشرين، هاني الهندي، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، بيروت 2015، ص 431

[4] - مقالة "المصريون عرب"، بقلم مكرم عبيد، 1939،رابط نشرها في مجلة الهلال لقرايته بالكامل: 

 https://archive.alsharekh.org/Articles/134/13774/287050

ومجلة الهلال، من المجلات اللي أسسها مهاجرين شوام تحت رعاية الاحتلال الإنجليزي، زيها زي جرنان "المقطم"، لما قرر اللورد كرومر تسليم جزء كبير من الصحافة والمسرح للشوام واليهود والأرمن إلخ، من اللي ممكن يقففو ضد عقيدة "مصر للمصريين" اللي كانت روح ثورة 1881 أيام عرابي، و"الهلال" اللي أسسها جورج زيدان 1892 من أوائل وسايل الإعلام وقتها اللي اتبنت نشر "القومية العربية" في مصر.

[6] - معلومات أكتر عن معين مصرين في "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، جواد علي، ج1، ص 121- 123، ط 2، بغداد، 1993.

[7] - صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا  حديث رقم 3358، الطبعة السلطانية، بولاق، القاهرة، ممكن قرايته من الرابط:

https://shamela.ws/book/1681/5219#p1

 [8] - البداية والنهاية، تفسير ابن كثير، ج 1، مطبعة دار السعادة، القاهرة، باب قصة قصة إبراهيم الخليل عليه السلام، ذكر هجرة الخليل عليه السلام إلى بلاد الشام ودخوله الديار المصرية، واستقراره في الأرض المقدسة، ممكن قرايتها من الرابط:

https://shamela.ws/book/23708/151#p1

 [9] - السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، ج1، ط2، مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده بمصر، القاهرة، 1955، ص 111- 115 مع الهوامش

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Legacy Version