التاريخ الميلادي

الخميس، 21 أغسطس 2025

الكنيسة والأزهر.. إيه دورهم في صناعة "إسرائيل الكبرى"؟.. إخوة الرب قبل مصر!

بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)

في الحلقتين اللي فاتو عن العلاقة بين توطين الهكسوس في مصر ومشروع إسرائيل الكبرى، وغيرها من مشاريع إمبراطورية، اتكلمنا عن دور حكومة الهكسوس وبرلمانها، المرة دي هنتكلم عن دور الأزهر والكنيسة.

فإحنا كتير مننا متعود يرمي سبب السياسات الغلط في البلد بس على الحكومة، أو الحكومة والبرلمان، وكأنه أول ما يتغير الناس اللي فيهم خلاص المشاكل هتتحل، وده مش صح، فشفنا إنه من 2011 اتغيرت كذا حكومة وبرلمان، وتوطين الهكسوس وتضييع هوية وكرامة وثروات البلد بتزيد مش بتقل.. طيب ليه؟

لأن السرطان الأساسي مش في فلان وعلان، فلما يتغيرو الدنيا هتتعدل، لكن في أفكار وتيارات أو أيديولوجيات، معششة في مؤسسات الدولة من أيام الاحتلال، وعلى أساس التيارات دي بيختارو الناس اللي ماشية معاها.

فمثلا في الأزهر والكنيسة معششة عقيدة تيار "مصر للجميع" زيها بالظبط زي ما معششة في المؤسسات اللي بتختار اللي يعمل الحكومة، وإن كان في مؤسسات الدولة معششة العقيدة دي على أساس إن فيها هكسوس قدام، أو ناس من العروبجية أو العولمجية أو اليسارجية أو تبع تيارات دينية إلخ، ففي الأزهر والكنيسة بتتحكم بزيادة الناحية الدينية اللي بتحط أخوة الدين فوق أخوة البلد، زيهم بالظبط زي عصابة الإخوان المسلمين والسلفيين والصوفية إلخ.

فيوم ما تتطهر البلد كلها من عقيدة "مصر للجميع" وترجعلها عقيدتها الشريفة اللي بتعزها وتعز أهلها "مصر للمصريين"، وقتها هيتعدل الحال في كل المؤسسات، ويتجاب الناس اللي عقيدتهم هي العقيدة المصرية الأصلية دي.

والمفروض إن الأزهر ضد انتشار طوايف ومذاهب دخيلة على مصر، زي الشيعة، البهائية، الإلحاد إلخ، والمفروض الكنيسة المصرية ضد إنه اللي تبع المذاهب اللي دخلت أو انتشرت غصب عنها في مصر في القرن 19، وهي المذهب الكاثوليكي والإنجيلي، ضد إنهم يكبرو في العدد والنفوذ، لأن ده بيهدد عقيدة الأزهر والكنيسة، ويحول البلد لبلد طوايف بينها صراعات.

 لكن لأن سرطان "مصر للجميع" معشش في عروق الأزهر والكنيسة عماهم عن خطر دخول الطوايف والمذاهب من كل شكل ولون لمصر، وخلاهم في سبق مين يضم ليه أكبر عدد من اللاجئين، بحجة يتقربو من ربنا، وعشان يبان إن دينه هو راعي الإنسانية والمضطهدين.

طيب، الأول نبدأ بالكنيسة، على أساس إن الكنيسة هي أقدم مؤسسة في مصر نشرت عقيدة إن إخوة الدين، أو أخوة الرب، فوق أخوة البلد، وقت نشر المسيحية في القرون الأولى من الميلاد، خصوصا إنه كان متولي نشرها في الأول الجاليات الأجنبية من اليونان واليهود السابقين إلخ أيام الاحتلال الروماني، من اللي مكنش هاممهم ولاد البلد من أساسه، وبعدين مشي على نفس الفكر المؤسسات الدينية بعد الإسلام، لأن برضو اللي عملها في الأول ناس مش مصريين.

وده هنبقى نتكلم عنه في مقالة مخصوص بعون ربنا.

الكنيسة المصرية الأرثوذكسية

قبل ما نتكلم إيه الخدمات اللي بتقدمها الكنيسة المصرية للهكسوس، وبتساعدهم يبلطو في مصر ويبقالهم نفوذ، نقول إيه السلاح اللي بتعتمد عليه الكنيسة وتبرر لنفسها تسلم مصر للهكسوس بالشكل ده.

بتعتمد طبعا على سلاح الدين، فنلاقي مثلا البابا تواضروس في عظة ليه في الكاتدرائية نشرها موقع "الأقباط متحدون" في 4-5-2016 يقول إن "الصليب يعلمنا أن لا ننسي اللاجئين، وأن نعطف عليهم ونساعدهم علي قدر استطاعتنا".

وفي مؤتمر صحفي اتعمل في ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر، قال البابا تواضروس، حسب ما نشر موقع "اليوم السابع" 24-6-2019 إن "السيد المسيح هو أول لاجئ وسائح يزور مصر".

ونشر جرنان "المصري اليوم" في 28-7-2023 إن البابا طلب من أسقفية الخدمات إنه الكنايس تتعاون مع بعضها عشان ترعى اللاجئين السودانيين، وإنه تكون "رعايتهم بطريقة شاملة ومنظمة"، حسب نص الكلام.


 إيه بقى الخدمات اللي بتقدمها الكنيسة المصرية للهكسوس الجداد؟

حسب خبر منشور في موقع الكنيسة المصرية نفسها، بعنوان: "قداسة البابا تواضروس الثاني يستقبل طلاب مدرسة المجتمع الأفريقي"، في 23-9-2021 فالكنيسة من سنة 2014 لحد 2021، وقت نشر الخبر، عملت 9 مدارس للاجئين، منهم واحدة في القاهرة و8 في بقية المحافظات.

والمدرسة اللي في القاهرة اسمها "المجتمع الأفريقي"، وهي من الابتدائي لحد الثانوي، يعني فاضل كدة الكنيسة تعملهم جامعة مخصوص.

والمدرسة دي هدف الكنيسة منها، حسب ما كتبت الكنيسة نفسها في الخبر: "رفع نسبة المتعلمين في المجتمع الإفريقي اللاجئ بالقاهرة، وبخاصة المجتمع السوداني، وتخفيف العبء عن أولياء الأمور، وقيادة الشباب والأطفال نحو مستقبل مشرق".

وبتدرس إيه؟ بتدرس المناهج السودانية.

ومش بتقف على ده، لكن كمان الكنيسة بتوفر لهم فرص عمل، بإنها بتشتغل 18 مدرس و3 عمال من اللاجئين في المدرسة اللي بيدرس فيها مئات من التلاميذ.

وزيادة في الاهتمام، قطع البابا من وقته، واستقبل المتفوقين منهم في الكاتدرائية، وإداهم هدايا.

وجنب ده، بقى اللاجئين يشاركو في الأنشطة اللي بتعملها الكنيسة، زي "ملتقي لوجوس الثالث" اللي قال خبر على موقع الكنيسة برضو في 24-8-2022 إنه عمل كرنفال لأطفال مدرسة المجتمع الأفريقي، وجايبين الشباب في الكنيسة إزاي بيراعوهم ويدلعوهم.

يعني حتى الكلام اللي بيسوقه إعلام المماليك بتاع إن اللاجئين بيفيدو البلد عشان بيعملو مشاريع توفر فرص عمل للمصريين، كأن المصريين ما بيعرفوش يوفرو فرص عمل من غير اللاجئين، طلعت نصباية؛ لأن مشروع زي المدرسة ده مثلا، عاملاه الكنايس من فلوس المصريين أو التبرعات اللي بيتحمل جمايلها المصريين، وبيشتغل فيها اللاجئين برضو.

الكنيسة الكاثوليكية

دي كنيسة تبع كنيسة روما، يعني الفاتيكان، فما تعتبرش كنيسة مصرية بالمعنى يعني، وهي من الكنايس اللي خدو فرصة في الانتشار في القرن 19عن طريق الجاليات الأجنبية وبتشجيع من الاحتلال العلوي والإنجليزي، وهدفها الأساسي تشد ليها أكبر عدد من الأتباع للمذهب الكاثوليكي في مصر، يعملو نفوذ فيها للفاتيكان وللدول الكاثوليكية زي فرنسا وإيطاليا.

وفي تقرير نشره "اليوم  السابع" بعنوان: "كنائس مصر تدعم الإنسانية.. الأرثوذكسية: صرح تعليمى للاجئين في مصر.. الكنيسة الكاثوليكية: جسر للتواصل الثقافي والاقتصادي لمن هجروا ديارهم.. الأسقفية رعاية شاملة""، يعني جايب أنشطة لكل أنواع الكنايس في رعاية اللاجئين.

التقرير منشور في 8-3-2025، وفيه بيقول الأب كيرلس نظيم، مسئول مكتب فى الكنيسة الكاثوليكية، عن ليه بيهتمو باللاجئين، إنه لاحظنا إن اللاجئين بيلاقو صعوبة إنهم يتعاملو مع المجتمع المصري، فحاولنا نعلمهم الثقافة المصرية ونديهم كورسات عشان يندمجو مع المصريين، زي نعلمهم عربي والتاريخ المصري ونوديهم رحلات للأهرام والمتاحف.

بس كدة؟

لا، هو قال إنه الكنيسة الكاثوليكية بتعملهم "تمكين اقتصادي" بإنها تعلمهم حرف عشان تكون ليهم مصدر رزق.

وعلى موقع مفوضية اللاجئين اللي تبع الأمم المتحدة، اتكلمت عن تعاونها مع هيئة الإغاثة الكاثوليكية لتقديم خدمات ببلاش للاجئين في مصر.

وقالت إن منها منح تعليمية في مدارس عامة وخاصة ومجتمعية، ودروس عربي وإنجليزي، وتدريب مهني، يعني تعليم حرف ومهارات للشغل وريادة أعمال ومهارات شخصية، ومساعدتهم يبدأو مشاريعهم الخاصة.

هيئة الإغاثة كمان نشرت على صفحتها على "فيس بوك" عن تقديم منح للفلسطينيين اللي جايين من غزة بعد 7 أكتوبر 2023، للي بيدرس من الروضة لحد الثانوي، يعني بتشجع الفلسطينيين يدخلو مصر ويبلطو فيها باسم إنهم طلبة، ده غير خدمات تانية كتيرة منشورة على صفحتها.

 وأشهر جمعية تبع الكاثوليك بتقدم خدمات للاجئين هي جمعية "كاريتاس"، واللي يدخل على موقع "الكنيسة الكاثوليكية في مصر" ويكتب في البحث كلمة اللاجئين، أو كلمة كاريتاس، هيطلعه أخبار كتيرة عن أنشطتهم مع اللاجئين.

 

الكنايس الأنجيلية

دي برضو كنايس دخلت مصر القرن 19 على إيد الأجانب، وتبع المذهب الإنجيلي اللي هو فرع من البروتستانت، وفي صراع مذهبي كبير قوي بينها وبين الأرثوذكس والكاثوليك.

وفي تقرير نشره موقع "صدى البلد" يوم 24-9-2017 عنوانه: "تقرير: مصر ملاذ آمن للاجئي 12 دولة أفريقية يتلقون التعليم في 60 مدرسة".

طبعا الأول ناخد بالنا من عدد المدارس اللي معمولة للأفارقة وقتها، ووصلت لـ 60 مدرسة، مع إنه مفيش قانون يسمح بعمل مدارس للاجئين أو الجاليات الأجنبية، ويمكن فيهم ناس بتتحايل على ده بإنه تتسمى مراكز تعليمية.

وكمان هنشوف إنها متسابة لمنظمات أجنبية ومنظمات بعيدة عن رقابة وسيطرة الحكومة، بتحط مناهج براحتها، وجايبة مدرسين أفارقة سود تبعهم، فكلها كدة شاكب راكب كأنهم بلد لوحدهم جوة البلد، ويطلعو ناس عكس المصريين في كل حاجة.

ونلاحظ إن المدرسة فيها مدرسين حتى من الكونغو الديمقراطية، تخيل! في ناس متصورة إن السود كلهم اللي في مصر من السودان، لا البلد بقى فيها جنسيات أكتر المصريين مكنوش يسمعو عنها، ومن كل أفريقيا.

طيب ضمن المدارس دي، حسب تقرير صدى البلد، مدرسة اسمها الأمل الأفريقي، أو بالإنجليزي "أفريكان هوب"، وبتشرف عليها منظمة اسمها "ريفوج إيجيبت" وهو منظمة بتديرها الكنيسة الأنجليكانية في القاهرة، وضمن الخدمات اللي بتقدمها ليهم وجبات مجانية ودقيق وسكر وزيت إلخ ببلاش، يعني بتصرف عليهم وعلى العيلات بتاعتهم، ده غير العلاج والأدوية، وده في حين عارفين إحنا التلاميذ المصريين دلوقت بيتشال عنهم الدعم في كل حاجة.

وفي تقرير نشره موقع "كرافان"، وده موقع تبع الجامعة الأمريكية في مصر، في 22-11-2017، عنوانه "اللاجئون الأفارقة في مواجهة تحديات التعليم في مصر"، وجايب، بكل صراحة، إن مدارس الأفارقة السود بتستقصد تحافظ على إنهم يفضلو أعراق وقبايل زي اللي جم بيها من بلادهم، وده مع إن التعددية العرقية والقبلية دي هي أصلا اللي مخلية بلادهم بتاعة مليشيات وحروب دايمة، وبسببها طفشو، ومعظم تاريخهم بيتنقلو ويبقو لاجئين ومشردين.

فمش مفهوم إيه الميزة في عيشة القبايل اللي المدارس دي عايزة تحافظلهم عليها في مصر، إلا لو كان القصد مصر تتحول زي بلادهم لبلد قبايل ومليشيات، يعني نعيد تكوين البلد وتبقى على مزاجهم واللي اتعودو عليه هما.

فتقول بروك كومير، مدرسة في مدرسة "الأمل الأفريقي" اللي في المعادي، إنه ”مراكز تعليم اللاجئين في مصر هي مراكز إثنية أفريقية، تمولها المنظمات غير الحكومية، وتوفر وسيلة لاستعادة التقاليد الثقافية، ولكنها غالبًا ما تنشر العنصرية”.

وطبعا العنصرية دي مش هتقف على العنصرية بينهم وبين بعض، لكن هتبقى عنصرية منهم ضد المصريين.

وتكمل المدرسة وتقول: "فإن هذه التجربة في مراكز التعلم العرقية تفصل اللاجئين عن المصريين، فهي تساعد حقًّا الأطفال الأفارقة على الاحتفاظ بالهوية الثقافية".

واحدة تانية شغالة في تقديم الدعم للمراكز دي اسمها هدير السرجاني، بتقول إن مراكز التعليم الإثنية، زي ما بتوصفها، بتوظف المعلمين اللي من نفس جنسيات الطلاب، وليهم نفس الثقافة، واعتبرت، حسب نص كلامها إن: "التعليم العرقي يوفر بيئة آمنة للاجئين".

طبعا هما مش هاممهم إنه هيوفر بيئة آمنة للاجئين لكن يخلق بيئة خطرة على المصريين.

وواحدة اسمها سارة عوكل، بتقول إن مراكز التعليم الإثنية دي، بتهتم تدرس المناهج اللي تخص التاريخ الأفريقي والجغرافيا.

والسؤال هنا، هيدرسو التاريخ الأفريقي والجغرافيا وثقافة القبايل الأفريقية بتاعتهم عشان يرجعو بلادهم وهما محتفظين بهويتهم، ولا هيتعلموها ويبلطو في مصر، ويبقو شعوب غريبة وسطنا، لسة متعودة على ثقافة المدابح والقبايل والاغتصابات والمليشيات؟

خدمات تانية بتقدمها الكنايس دي، منها الكنيسة الأسقفية، ففي تقرير نشره موقع "اليوم السابع" في 14-1-2022، عنوانه "الكنيسة الأسقفية فى خدمة كل من يحمل بطاقة لاجئ من الأمم المتحدة" بيقول الدكتور ماجد شوقي، من المسئولين عن دعم اللاجئين، إنهم شغالين في ده من 30 سنة، وإنهم بيخدمو كل اللاجئين، زي الأفارقة والسوريين والإيغور إلخ، بس بيركزو أكتر على الأفارقة، بحجة إن اللاجئين السوريين بيقدرو يمشو أمورهم ويندمجو مع المجتمع المصري، عكس الأفارقة.

طبعا هو مش ده السبب الوحيد، لكن الحكاية داخل فيها سبب يخص التبشير، يعني إن الكنايس دي بالخدمات أم بلاش اللي بتقدمها، بتشد الشعوب التانية إنها تيجي مصر، وتبلط فيها، وتعمل دعاية للكنيسة إن مذهبها هو مذهب البر والإحسان، وعلى أمل يدخل عدد من الناس دي للمذهب بتاعها ويكتر عددهم في مصر، ويبقو طوايف كبيرة وليها نفوذ بيخدم مصالح طائفية وأجنبية أكتر ما بيخدم مصر.

وده اللي بتعمله كنايس المذاهب دي من وقت ما حطت رجليها في مصر في القرن 19 تحت رعاية الاحتلال الإنجليزي- العلوي، وكتبت عن ده بالتفصيل في الجزء الخاص بالإرساليات التبشيرية في كتاب "نكبة توطين الهكسوس" للي عايز تفاصيل أكتر.

طيب بتقدملهم إيه الكنيسة الأسقفية؟

قال شوقي، بتقدم الأكل، والهدوم، ومساعدات مالية للمحتاج جامد ليها، وأدوات الحماية من فيروس كورونا، وبتعملهم دورات تعليم لغات والكمبيوتر، واللي سماه "أساسيات التعامل الراقى فى المجتمع المصرى".

 والكنيسة بتتعاون مع برنامج تبع الأمم المتحدة يوفر للاجئين رعاية الحوامل والأطفال أقل من 5 سنين، وكمان بتوفرلهم وظايف في الشركات والمصانع، وساعدت سوريين يبقو كوافيرات وحلاقين أو يعملو مشاريع أكل، وبتسوقها ليهم، عشان يبقى بحسب كلامه في "مصدر دخل متميز للاجئ"

طيب بيجيلكو تمويل منين؟

قال الدكتور شوقي إنه بييجي من مفوضية اللاجئين بتاعة الأمم المتحدة، والسفارات، وجمعيات من برة.

فهنا الكنيسة بتاخد اللاجئ من أول ما ييجي وبالبلدي كدة بتشطفه وتحميه وتعلمه كل حاجة، وتوفرله شغل، وتسوقلهم البضاعة بتاعته، وكمان اللي تحمل تراعيها لحد ما تخلف، وتراعي عيالها، وكله ببلاش.

وداخل على الخط بلاد أجنبية بتقدم التمويل، وهي ليها مصالح في إنها تغري اللاجئين يقعدو في مصر بالعيشة السهلة المنغنغة دي.


  الأزهر

الأزهر هنا، زيه زي حكومة الهكسوس وبرلمانها والكنيسة إلخ، يتكلمو عن ضرورة إن الفلسطينيين مثلا يتمسكو بأرضهم وإنهم ضد تهجير الفلسطينيين من بلدهم، وفي نفس الوقت بيفتحو باب الهجرة لمصر والتبليط فيها من أوسع أبوابه.

فمثلا في 6-2-2025 طلع الأزهر بيان يرفض فيه بكل قوة مخططات تهجير الفلسطينيين، وقال فيه إن "من اقترحوها لا يدركون معنى أمومة الأرض وفدائها بالنفس والأهل والولد والمال"، يعني بيقول للفلسطينيين اتمسكو بأرضكو لأنها الأم وتفدوها حتى بعيالكو.

تمام، وبعدين؟

قعد يمدح في سكان غزة وقال إنهم "لن يسمحو أن يقبضوا ثمن دمائهم الزَّكية طردًا من أرضهم وتهجيرًا من وطنهم"، وإن اللي حصل في القرن 20، يقصد هروب الفلسطينيين من بلدهم في 1948 كان "خدعة"، و"لن تتكرر مرة أخرى"، والفلسطينيين "لن يتركوا أرضهم مهما بلغت وحشية التحالفات والجرائم التي ترتكب في حقهم".

والسؤال: يا ترى الأزهر صدق في كلامه، وفعلا عارف معنى الأرض والوطن، وفعلا ساعد الفلسطينيين يقعدو في أرضهم حتى لو يفدوها بعيالهم، ولا شجعهم بكل الطرق إنهم يهربو منها، عشان ياخدو الفرص الكبيرة اللي وفرها ليهم في مصر؟

الأول نفتكر إن طول تاريخ الأزهر وهو بيقدم نفسه ملجأ للاجئين من كل الأجناس، وأسهل وأرخص طريقة يقدر أجنبي يدخل بيها مصر ويعشش، خصوصا إنه اتأسس في عصر احتلال، واللي متحكم فيه الأجانب، وسخروه لخدمة الأجانب اللي جايين لمصر.

وهو أكتر جامعة كانت مفتوحة لكل الأجناس في الدراسة، وعن طريق الميزانية اللي متخصصة ليه من الحكومة، أو التبرعات، أو الأوقاف، بيقدر يقدم خدمات كتيرة للطلبة الأجانب فيه.

وفي الأيام اللي إحنا فيها الأزهر بيقدم للاجئين كذا طريقة تساعدهم ييجو مصر، ويعيشو حياة سهلة، ويبلطو، منها:

المنح التعليمية.

إنه مسموح للطالب يسقط سنين كتيرة ويقعد برضو في مصر وياخد إقامة بحجة إنه طالب.

المساعدات والفلوس اللي بيوزعها على الطلبة الوافدين واللاجئين.

والأهم من كل اللي فات، هو استخدام الدين في تشجيع الناس على قبول اللاجئين، بحجة إن دعم المسلمين والمحتاجين ده اللي يحبه ربنا وهيدينا ثواب عليه، وإحنا أمة إسلامية واحدة وكدة.

ففي اليوم العالمي للاجئين في 20-6-2022 كتب شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، على تويتر إنه اللاجئين هما "الأكثر احتياجا للدعم والتكاتف"، ودي كأنها فتوى.

وكان في نفس السنة، وفي 25-5-2022 شيخ الأزهر استقبل لوران دي بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، عشان يتفقو على تحضير "المنتدى الدولي للهجرة والدين"، وواضح من اسمه إنه منظمة الهجرة عايزة تستغل الدين في إنه يخلو الشعوب تقبل اللاجئين وتديهم تبرعات وامتيازات، وشيخ الأزهر وافق على ده.

وقال في المقابلة، حسب ما نشره موقع قناة "الغد"، إن الأزهر "حريص على التعريف بقضايا اللاجئين والمهاجرين"، وبيطالب كافة الجهات "بالعمل على حل جميع مشكلاتهم"، وإن ده هو "جوهر رسالة الأزهر الشريف".

ومن ناحيته قدم المسئول بتاع المنظمة الدولية للهجرة جايزة "أصدقاء المهاجرين" لشيخ الأزهر.


 وكمان نشر جرنان الأهرام في 26-10-2019 إن جامعة الأزهر بتشترك في مشروع الاتحاد الأوروبي لتدريب المدرسين اللي بيعلمو اللاجئين، يعني بيدخل في تعاون مع كذا جهة دولية لتقديم الدعم للاجئين.

ودلوقت هنبص على أمثلة سريعة على الخدمات اللي قدمها للفلسطينيين كمثال، بتشجعهم يسيبو فلسطين وييجو يبلطو في مصر.

بعد ما قامت حرب غزة، وفي 22-9-2024 نشر موقع "صدى البلد" إن جامعة الأزهر قالت هتتكفل بمصاريف كل الطلبة الفلسطينيين، ومش بس اللي جايين من غزة.

وإن شيخ الأزهر قال المنح الدراسية للفلسطينيين تشمل الإعفا من مصاريف الدراسة، والسكن في مدينة البعوث الإسلامية، وكمان صرف مبلغ شهري لكل طالب، يعني آخر نغنغة.

ده مجرد مثال، وعشان ما نطولش ممكن تكتب في البحث على النت كلمة الأزهر واللاجئين، أو الأزهر والطلبة الوافدين، وشوف طوفان المساعدات اللي بيقدمها ليهم.

ونحط ده قصاد المصري اللي شايل هم نفسه لوحده في كل ده، والدعم الحكومي ليه بيقل، وكمان طول الليل والنهار يتسحب من عروقه تعبه والباقي من ثروة بلده باسم أغيثو غزة، أغيثو سوريا، أغيثو البشرية في أي مكان، وفوق ده يتشتم ويتقاله إنت مقصر، وإنت خذلت غزة ولا خذلت العرب والمسلمين والبشرية والكواكب والنجوم.

 


إيه نتيجة تشجيع الأزهر والكنيسة توطين الهكسوس في مصر؟

  واضح إن تشجيع الأزهر والكنيسة المصرية والكنايس التانية لتوطين الهكسوس هيسبب:

إنه تفضى فلسطين والسودان وسوريا إلخ من أهلهم، وتبقى ضعيفة قصاد أعاديهم، وهيحصل تصفية شوية بشوية للقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا البلاد دي.

♦ زيادة الأزمات الاقتصادية والجرايم في مصر.

♦ هتقع البلد في إيد الهكسوس من غير حرب؛ لأن الهكسوس الجداد، بسبب الخدمات اللي ببلاش اللي بيلاقيها عيالهم من وهما لسة في بطن أمهم لحد التعليم والعلاج والتدريب والتوظيف والجواز والسكن، هيبقو الأقدر في مصر على أخد الوظايف والمراكز المهمة، وهيرجع ابن البلد لآخر الصفوف زي أيام الاحتلال.

 ♦ انتشار الطوايف والمذاهب والأعراق في مصر، وتحويلها لبلد تستنى نفس مصير فلسطين وسوريا والسودان إلخ.

الصراعات طلعت للسطح

طيب إنت ممكن تسألني، إنتي بتقولي إنه الجماعات الدينية الإسلامية والمسيحية بدأت تدخل من القرن 19 لمصر، إيه بقى شفناه من مشاكل بسببها؟ إحنا حاسين مفيش مشاكل.

وأنا أجاوبك وأقولك: مفيش مشاكل إزاي؟

هنشاور على حاجات من اللي حصلت بسبب دخول التيارات الدينية دي باختصار خالص ونبقى نفصلها في مقالات تانية، ويمكن تتفاجئ بإن أكتر مشاكلنا دلوقت بسبب دخول التيارات دي لمصر.

فبسبب فتح البلد في القرن 19 و20 قصاد دخول وتوطين جاليات أجنبية حصل، عِد معايا:

♦ اتكونت الجماعات السلفية بتأُثير من الفكر الوهابي اللي جابته جاليات أجنبية، زي جمعية أنصار السنة المحمدية في 1926وجمعية "الإخاء الإسلامي"، هي اللي رعت فكر دوقتنا المرار وغيَّر كتير من هوية المصريين بعدين.

♦ اتكونت جماعة الإخوان المسلمين 1928 اللي هي أصلا نتيجة فكر خليط شامي ووهابي جابه ونشره شوام من دعاة الوهابية زي رشيد رضا ومحب الدين الخطيب، ودول هما أساتذة حسن البنا، ومن اللي أسسو "جمعية الشبان المسلمين" سنة 1927، يعني قبل جماعة الإخوان المسلمين، واتنشر فكر الجهاد المسلح، ومعلوم إيه الأزمات والبلاوي اللي حصلتلنا بسبب عصابة الإخوان.

♦ بقت الكنايس اللي تابعة لكنايس أجنبية عاملة نفسها دولة جوة الدولة، وما بتخضعش لكتير من قوانين الدولة، وعاملة محاكم خاصة ليها، ومسيطرة على كتير من ثروة وأراضي البلد، لحد ما لغى الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1955 المحاكم الخاصة بتاعتهم دي ضمن سياسة الحكومة بعد ثورة 23 يوليو إنه يتلغي اللي باقي من أشكال الامتيازات الأجنبية.

وهنا نقول حاجة تبين القوة اللي كانت فيها الكنايس دي، وإزاي أوقات تستقوى على الدولة عشان تحمي نفوذها، فيقول الصحفي الأمريكي ويلتون واين، اللي كان مدير مكتب وكالة "أسوشيتد برس" في الشرق الأوسط، في كتاب نشره في الخمسينات اسمه "عبد الناصر.. البحث عن الكرامة":

"في أواخر عام 1955 احتج زعماء الكاثوليك على إلغاء جمال عبد الناصر محاكمهم الدينية، وإنما كان المقصد الرئيسي من ذلك توحيد القضاء المصري وإفراغه في قالب عصري جديد، ولكن رجال الكنيسة الكاثوليكية اعتبروا ذلك عملا معاديا للنصرانية، وعلى سبيل الاحتجاج قررت الكنائس الكاثويكية الامتناع عن إقامة قداديسها في ذلك العام، فما كان من عبد الناصر إلا أن بعث بهذه الرسالة الشفهية إلى بعض الأساقفة:

"دعوني أؤكد لكم أننا لن نتسامح بالتعصب الديني من أية جهة جاء، لقد حاول الإخوان المسلمون ذلك، وأنتم تعلمون ما الذي فعلناه، تذكروا جيدا أنكم لستم على أية حال من القوة بقدر ما كان الإخوان المسلمون أقوياء".

وعن رد كنيسة الكاثوليك قال ويلتون واين: "وفي هدوء، تراجع زعماء الكنيسة وسحبوا احتجاجهم" (ويلتون وايت ص 76)

♦ الكنايس الكاثوليكية والإنجيلية أكترها الراس بتاعتها برة البلد، في الفاتيكان في روما، أو في أمريكا، أو بريطانيا، وهكذا، يعني أتباع الكنايس دي الراس بتاعتهم اللي بيرجعولها في أمور كتير برة البلد، عكس المصريين اللي تبع الكنيسة المصرية الأرثوذكسية اللي الراس بتاعتهم مصرية وجوة البلد.

♦ كمان في صراعات مذهبية مكتومة بين الكنيسة المصرية اللي مذهبها أرثوذكسي وبين الكنايس الكاثوليكية والإنجيلية، الإعلام بيشاور عليها من بعيد، لكن اللي يتابع القنوات الفضائية المسيحية بتاعة كل مذهب، أو قنواتهم على اليوتيوب، هيعرف قد إيه الصراع كبير، واتهامات بالتكفير وبإن كل كنيسة ليها خطة للسيطرة على المسيحية في مصر، ووو.

ونقول هنا كام خبر في الإعلام يبينو صورة من صور الخلافات الشديدة بين الكنايس، واللي لو حصل فوضى طويلة في البلد ولا سقطت في احتلالات هتتفجر لصراعات أكبر.

في 16-10-2008 نشر موقع "اليوم السابع" تقرير تحت عنوان ""البليموث" جماعة بروتستانتية تثير الأرثوذكس".

لو فاكرين كنيسة الإخوة "البليموث" أو "البلاميس" دي اتكلمنا عنها في الحلقة اللي هي الجزء الأولاني من "دور الحكومة في صناعة إسرائيل الكبرى"، لما اتكلمنا عن مين من المسيحيين اللي مؤمن بأفكار اليهود بتاعة إنه لازم اليهود يتلمو في فلسطين، ويستنو "المسيا المنتظر" اللي هيجي ويحكم العالم ألف سنة.

والتقرير بيقول إن الكنيسة المصرية قلقانة من انتشار أتباع كنيسة البليموث، واللي بتستخدم الفلوس والخدمات الخيرية في إنها تخلي المسيحيين يسيبو الكنيسة المصرية ويروحو ليها، ورد واحد من "البليموث" بإن لا، المسيحيين بيروحولها مقتنعين بفكرها.

موقع "الموجز" نشر في 15-10-2016، تقرير عنوانه "الكنيسة الإنجيلية تشعل 3 حروب بين الأقباط"، إيه هي الحروب دي؟

بيقول التقرير إن الكنيسة الإنجيلية عملت حاجات شعللت ما بينها وبين الكنيسة الأرثوذكسية المصرية والكنيسة الكاثوليكية وحتى كنايس بروتستانتية، منها اللي يخص اتهامات باغتصاب مباني كنايس مش بتاعتها، ومنها إن الكنيسة الأسقفية، ودي مذهب من مذاهب الكنيسة الأنجيلية، عايزة تنفصل عنها وتبقى طايفة لوحدها، وهي كنيسة تابعة روحيا لكنيسة إنجلترا.

ومن ناحيتها الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بتتهم كنايس البروتستانت إنهم بيعملو انشقاقات بين أولاد الكنيسة المصرية، بنشر أفكار ضد عقيدتها تخلي في صراعات جواها، وإن البروتستانت بيخططو لتحويل الكنيسة المصرية إلى كنيسة بروتستانتية خلال 20 سنة، وفعلا، بحسب الكنيسة، في كهنة وقساوسة اتحولو للبروتستانتية زي أندرواس إسكندر، وسيلا عبد النور، ووصل تأثير البروتستانت لرتب كبيرة في الكنيسة المصرية.


 وفي الختام نسأل نفسنا، ونسأل الأزهر والكنيسة:

هو بكدة إنتو حميتو غزة أو أي بلد من التهجير ومن إنها تضعف لما عيالها يهاجرو منها؟

والأهم، إنتو كدة حميتو مصر من إنه يحصلها نفس مصير البلاد دي لما تنتشر فيها القبايل والطوايف؟

طيب لو مش بتهمكو مصر ولا البلاد التانية، إنتو كدة حميتو عقيدة الأزهر الوسطية أو عقيدة الكنيسة المصرية من إنه تنافسها وتحاربها الطوايف والمذاهب اللي بتسمحو إنها تملى مصر؟ يعني إنتو كدة حميتو الدين اللي استسهلتو تسليم مصر للهكسوس بحجة إنكو عايزين تنصروه بدعم الهكسوس؟

يعني في الآخر.. إنتو حميتو إيه، وإنتو وظيفتكو إيه دلوقت؟

وأحلى ختام لكل كلام.. نقول: مصر للمصريين، المصريين الحقيقيين، مش المصريين بورقة الجنسية، لكن قلوبهم وعقولهم تبع منظمات وبلاد برَّانية.

علم مصر وفي وسط رمز عقيدة مصر الوطنية الأصلية.. ماعت (تصميم: إفتكار السيد/نفرتاري أحمس)

مواضيع ليها صلة:

إزاي حكومة الهكسوس بتساعد في صناعة إسرائيل الكبرىوحلم أشعيا (ج1) مشروع بزرمطة مصر

دور حكومة الهكسوس في صناعة إسرائيل الكبرى (ج2)حرمان مصر من عيالها


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جدول محتوى المقال
    Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

     
    Legacy Version