بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
تستحق الفصايل الفلسطينية، واللي تبعها من الفلسطينيين، لقب "ملوك الصعبانيات"، و"ملوك تأليف الروايات الكدابة"، بعد ما حولو قضية فلسطين من قضية حق لشعب محتل، لقضية استرزاق وابتزاز وفرد عضلات على مصر والعالم، والتخطيط لاحتلال بلاد غيرهم.
السياسي والصحفي الفلسطيني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان وأعلى سلطة في منظمة التحرير الفلسطينية)، فيصل حوراني، واللي عاش وسط المليشيات الفلسطينية في فلسطين وسوريا والأردن ولبنان، وكان وسط معاركها مع بعضها، أو معاركها مع جيوش وشعوب البلاد اللي آوتهم، أو مع إسرائيل، سوا بصفته عضو في منظمات فلسطينية، أو بصفته صحفي بيغطي المعارك دي، من الستينات ولحد ما اتوفى سنة 2022، كشف في كتابه "دروب المنفى" إزاي الفصايل الفلسطينية حولت السلاح بتاعها لسلاح تهدد بيه الشعوب اللي عايشة وسطيها، أو أي حكومات ما تكونش على هواها في المنطقة.
وإزاي كانت بتستحل وتستسهل الكدب، وتعتبر كمان إنه فرض وواجب عليها تكدب على أي حد، وبخصوص أي حاجة، وتفبرك معارك وتألف حكايات، زي إنها تعمل نفسها انتصرت في معارك هي اتهزمت فيها، أو تقول إنها عملت معارك وبطولات وهي ما اتعملتش أصلا، أو تزود بالكدب عدد الناس اللي اتقتلت واتصابت، وتبالغ في تصوير المآسي اللي عايشها الفلسطينيين، عشان كذا سبب:
1- تدي شرعية للسلاح اللي معاها حتى لو هو خطر على الشعوب اللي عايشة وسطيها.
2- تدي للفصايل هالة وقوة تحطها فوق الجيوش بتاعة البلاد اللي عايشين فيها أو جيوش المنطقة عموما، بحجة إن الفصايل دي هي اللي بتحارب إسرائيل لكن الجيوش بتاعة الدول خايفة من إسرائيل.
3- كل فصيل عايز يعمل لنفسه قوة وهالة تخليه أقوى من بقية الفصايل فياخد نفوذ وامتيازات أكبر.
4- إن الكلام عن البطولات والمعارك الوهمية وكترة الشهداء والمصابين يشد الشعوب للفصايل الفلسطينية على طول الخط، وتفضل حنفية التبرعات والتمويلات ما تتقطعش، وكل يوم تزيد، ومن غير حتى ما يبقى لحد حق يحاسبهم بيودو الفلوس دي فين.
وجاب فيصل حوراني لكل نقطة من دول أدلة من أحداث وأمثلة كتيرة شافها بنفسه وسمعها من قادة الفصايل الفلسطينية تشهد على شطارتهم في صناعة الكدب، هنتكلم عنها بالتفصيل من كتبه في كذا حلقة، وهو اتكلم بشجاعة عن الجرايم اللي عملتها المنظمات الفلسطينية لأنه كان من القليليين اللي ضد توسيع العمل المسلح الفلسطيني برة فلسطين، وخصوصا ضد بلاد تانية غير إسرائيل، وحذر من إنه هيقلب الشعوب ضد القضية الفلسطينية.
الحلقة دي سريعة، هنجيب فيها حتة من حلقة سجلها فيصل حوراني قبل ما يتوفى مع قناة "معا" الفلسطينية بيحكي فيها حاجات من اللي قالها في كتبه واللي عاشها بخصوص الكدب اللي كان بيكدبه ياسر عرفات بخصوص المعارك الوهمية، أو بخصوص عدد ضحايا المعارك.
وده ممكن ينور قصادنا الدنيا عشان نعرف إزاي بتدير فصايل فلسطينية، ومنها حركة حماس، دلوقت معركتها في رمي مسئوليتها عن إن إسرائيل رجعت تحتل غزة، وتهجير غزة، على مصر ودول تانية، وتقديم نفسها إنها هي حركة المقاومة الحقيقية، واللي تستحق كل الدعم والتمويل والتسقيف، وتبتز مصر والعالم بأعداد وصور وفيديوهات، مش معروف كدبها من صدقها، بتاعة اللي اتقتل واللي اتصاب واللي بيتقال عن تجويع غزة.
يقول حوراني، الصحفي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، عن متاجرة عرفات والفصايل الفلسطينية بشعارات الكفاح المسلح، وأعداد ضحايا معركة أيلول الإسود ما بين الجيش الأردني والفصايل الفلسطينية في الأردن سنة 1970، عشان ياخدو تعويضات كبيرة من العرب، إنه معظم الحركات رفضت عرض الأردن بتسوية الخلاف بينها وبين الحكومة الأردنية بالسلم والتفاوض، ورفضت إن المسلحين الفلسطينيين يطلعو من المدن، وأصرو على إنهم يدخلو في معارك ضد الجيش الأردنى، وساعدتهم قوات سورية.
وحصل القتال وسقط ضحايا كتير من هنا ومن هنا، وكان وقتها حوراني شغال في إذاعة دمشق في سوريا، اللي الحكومة السورية سلمتها للفلسطينيين وخصصت البث بتاعها لتغطية أحداث أيلول الأسود.
ويقول حوراني: "وعند تجهيز البيان الذي سنلقيه من الإذاعة في سوريا عن حصيلة الضحايا
طلب عرفات أن نذيع للناس أن عدد الشهداء 22 ألف، وأنا أعرف أن الرقم فيه مبالغة، فقلت له يا أخ أبو عمار قول رقم الناس تقبله، مثلا دون العشرة، أو 12 ألف ونقول تقدير أولي، فما رضي يتنازل عن فوق 20 ألف، ولما رأى وجهي غير مقتنع قالي: مستكتر على عرب الزفت اللي سابونا ننبدح بناخد منهم قرشين؟".
وبحسب حوراني: "فهو (يعني عرفات) حسب حساب مطالباته بالتعويضات المالية لأسر الضحايا ووو، أما الرقم الفعلي فهو أدنى من هذا بكثير، ويمكن معرفته بمراجعة أسر الشهداء".
رابط الفيديو كامل، والحتة دي بداية من الدقيقة 37
الحكاية دي سنة 1970، ووقتها كان المنظمات الفلسطينية كتيرة، والمشهور منها هي فتح، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، وهي منظمات مش بترفع شعارات دينية، لكن فكرها نفس فكر حركة حماس والجهاد الإسلامي اللي طلعو بعدين، اللي هو نفس تفكير الإخوان المسلمين والسلفيين في ابتزاز غيرهم بالسلاح، عشان يلمو التبرعات والتعاطف، ويحطو نفسهم فوق الجيوش الوطنية.
فسوا المنظمات الفلسطينية بتتوصف بإنها يسارية أو ماركسية أو إسلامية أو علمانية فهي تشترك في إنه:
♦ الكفاح المسلح هدف مش وسيلة، أسلوب حياة مش وسيلة من وساي تحرير الأرض.
♦ هدفهم الثابت المال والشهرة والابتزاز والاستقوا على الغير.
♦ تضخيم عدد الضحايا والمتاجرة بيهم.
♦ ابتزاز واستنزاف مصر والعرب.
♦ معاداة الحكومات والجيوش.
♦ الشطارة في الاستعطاف والصعبانيات والخطب والتجارة بكلام العروبة أو الإسلام أو الإنسانية.
وده كله زي ما قلنا له حوادث وأمثلة في كتاب "دروب المنفى" وغيره، وهنجيبها شوية بشوية في حلقات جاية بعون ربنا.
فالنغمة اللي شغالة دلوقت بتاعة إن مش كل الفلسطينيين هما حركة حماس، وما تاخدش المقاومة بذنب حماس، وافضل كع دمك وفلوسك ووقتك، وبلدك كلها، عشان خاطر المقاومة، أو خاطر الشعب اللي عايش أسوأ مأساة في العالم، هو كلام ضلالية عارفين حقيقة إن المنظمات الفلسطينية هي أكبر سفاح في حق فلسطين، أو إنهم تايهين ما يعرفوش غير اللي بيتصدر ليهم في الإعلام من الصعبانيات ومشاهد المآسي اللي كتير منهم فيه تهويل.
وحتى مشاهد القتل والمآسي الحقيقية الصح يتسأل عليها جنب إسرائيل، الفصايل الفلسطينية، مش أي شعب تاني، سوا كان الشعب المصري أو غيره، ومش من حق أي فلسطيني إنه يقبل يبقى تابع للفصايل الفلسطينية دي، وفي نفس الوقت يرمي المسئولية واللوم على شعوب غيره.
مقالة منشور في مدونة "كيمة والهكسوس" 5-8-2025
مواضيع ليها صلة:
قرطسة الشعب العظيم: محطات مؤلمة وخفية في تاريخ العلاقات المصرية- السورية 1839- 2020
إزاي غدرت حماس بمصر "شهادات رسمية".. وليه بيغدر مثقفين بالمصريين؟
دش بارد لتفويق الفلسطينيين.. كلمة إلى أكتر شعبعوالة على البشرية
0 التعليقات:
إرسال تعليق