في 29 يناير 2020 وصف راجل الأعمال، صاحب شركة أوراسكوم الإخطبوطية، الريس جمال عبد الناصر بإنه "بطل هزيمة 67"، ولما ناس احتجت على الوصف، وقالو إن عبد الناصر هو بطل الكرامة، كتب تويتة تانية في نفس اليوم وقال : "أول مرة أسمع عن كرامة المهزوم؟؟".
غلط نجيب ساويرس في حق المصريين أجمعين- مش بس في حق عبد الناصر- لما ما افتكرش ليهم ولا لريسهم، طبعا ولا لجيشهم، في 1967 إلا لحظة خسران المعركة في يوم 5 يونيو 1967 واللي وصفه بالهزيمة.
واعتبر إن الخسارة دي هي عنوان هزيمة عصر بالكامل، بكل ما فيه من شعب شقي وتعب، وعمل سلسلة صناعات ما اتعملتش في تاريخه قبل كدة، وسلسلة انتصارات سوا على الاحتلال الإنجليزي بطرده من مصر، أو بصموده قصاد العدوان الثلاثي 1956، أو بانتصاره على الكتلتين الشرقية والغربية بإنه لا بقى من الشعوب النادرة اللي لا هي خاضعة للكتلة دي، ولا خاضعة للكتلة دي، وقبلها تحرير نفسه من قبضة استعباد الإقطاعيين والمماليك القدام لحد كبير.
وإنجازات الشعب المصري مع ريسهم من 1952- 1970 مكنش في الصناعة مثلا مجرد مصانع اترصت، المصانع ممكن تبقى موجودة في أي عصر، لكن قيمتها بعد 1952، هي إنها كانت بإيدين مصريين، وملك للمصريين، بيشتغل فيها من المدير للغفير المصريين، فلوسها بتروح للمصريين، مش بتتهرب برة، مش بتكبشها كام عيلة وحدهم، مش بيتحكم فيهم صاحب مصنع أجنبي، بتلبي وتصنع اللي محتاجه المصريين أولا مش اللي محتاجه السوق الأجنبي.
والأهم لما البلد بتقع في أزمة مكن المصانع دي بيبقى متسخر يطلع البلد من أزمتها، مش بيبقى وسيلة ابتزاز الدولة زي ما بتعمل مصانع صحابها أجانب، أو رجال أعمال بيستغلو أزمات الدولة عشان يبتزوها.
وده اللي حاول يعمله المصريين قبل 1952 أيام عرابي ومصطفى كامل وما قدروش عشان مكنش معاهم إمكانيات، وقدر يحققه شوية طلعت حرب أيام سعد زغلول، لكن الاحتلال والحكومة اللي تبع الاحتلال وقفو ضده، وقدر المصريين لما استردو بلدهم بعد 1952، وبقت الحكومة وطنية، تكمل المشوار وتشيل الأمانة بأشرف ما يكون.
أما في اللي يخص محنة 1967- الزنانة اللي ماسكها الإقطاعيين القدام والجداد زي ساويرس وغيره (نشرت مواقع إن أبوه أنس ساويرس كان من الإقطاعيين اللي اتأمم جزء من ثرواتهم في الستينات) وتنظيم الإخوان المسلمين، إلخ، فنسيو، أو طنشو، إن كل البلاد، وكل القادة اللي بيعظمهم التاريخ تعرضو لهزايم شنيعة، زي فرنسا في زمن نابليون الأول ونابليون التالت، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، إلخ ومعظم الدول دي وزعماءها استسملو استسلام مهين بعد الحرب، وما فاقوش ولا رجعو يحاربو وينتصرو غير بعدها بسنين طويلة، حتى الأنبياء معظم انتصاراتهم كانت بتدخل إلهي مباشر.
أما المصريين في 1967، فاللي بيطنشه ساويرس وكل الناس اللي بتكره المصريين، هو إنهم ما استسلموش، ولا اتكسرو، وخلال أسبوع واحد من العدوان خرجو يقول "لأ" للاستسلام، و"لأ" لشروط إسرائيل وأمريكا، وبإيديهم العريانة ركزو في زرع أراضيهم وتشغيل مكن مصانعهم، والفنانين منهم عملو الحفلات، إلخ عشان يجمعو كل اللي يقدرو عليه من فلوس وسلاح لجيشهم.
أما الجيش ففي أقل من شهر واحد من النكسة، رد بـ"لأ" على العدو بمعركة راس العش، وانتصر فيها، وكرر الانتصارات في إيلات والسبت الحزين والحفار وغيرها وغيرها.
أما الريس جمال عبد الناصر، ففضل رافع راس بلده براسه المرفوعة، وبرفضه لأي شروط استسلام لإسرائيل، وقال "ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، لما لقى شروط أخد سينا عن طريق السلام هتكون مهينة لمصر.
اتكسرناش ولا سلمنا.. وفي 6 سنين بس.. انتصرنا.
فالشعب الحقيقي، والزعيم الحقيقي- وده اللي يعرفوش أو بيطنشه ساويرس وكل اللي بيكرهو المصريين- معدنهم وعظمتهم الحقيقية مش بتبان في وقت الراحة والنصرة بس، دي بتبان صح قوي في وقت الشدة والخسارة والحصار، وإحنا المصريين، شعب وزعيم، بان معدنَّا الأصيل كويس قوي في 1967.
فهي من برة تبان هزيمة وانكسار، لكن في حقيقتها هي نصرة جديدة للشعب المصري، إنه رفض الهزيمة وقدر ينتصر تاني.
كان الإقطاعيين القدام، أسلاف ساويرس، فرحانين في مصر وقت أزمة مارس 1954 واصطفو مع الإخوانجية والشيوعيين ضد ثورة 23 يوليو، وحرضو ضباط الجيش ضد بعض عشان يتمزع الجيش وتنضرب الثورة، ولو اتملت البلد بالدم، لكن خاب رجاهم وعدت الأزمة بسلام.
وفرحو في مصر سنة 1956 وقت العدوان، وطلبو من عبد الناصر يستسلم للإنجليز، ووقتها عبد الناصر هدد بإنه هيضرب بالمدفع كل اللي يطلب منه الاستسلام زي ما جه في كتاب السادات "البحث عن الذات" وغيره، وصمد المصريين وعدت البلد بسلام.
وفرحو في مصر وقت فك الوحدة المشئومة مع سوريا 1961، وتحالف السوريين مع السعوديين مع الأردنيين مع العراقيين مع الأوروبيين إلخ ضد عبد الناصر، وبدأ الإقطاعيين القدام يحضرو نفسهم يستلمو الحكم لما يقع جمال عبد الناصر، افتكروها الضربة القاضية، ومنهم فؤاد سراج الدين وحلفاؤه، وقال عنهم عبد الناصر بإنهم ما اكتفوش يحاربو الثورة عشان يحتفظو بالثروات، لكن ضربو البلد في العضم، بإنهم ضربو في الجيش وحرضوه على الانقلاب على عبد الناصر بحجة إنه ديكتاتور إلخ.
فجه بالنص في محضر اجتماع مجلس الوزرا يوم 19 أكتوبر 1961 (منشور على موقع الرئيس عبد الناصر تبع مكتبة الإسكندرية):
" الفترة الماضية من 28 سبتمبر كلكم سمعتم ملايين الإشاعات في البلد، من الذي يفعل ذلك. قالوا إن الجيش منقسم وأن الضباط أعطوا إنذارا، وأنه اعتقل 40 ضابطا، وأن هناك خلافا مع عبد الحكيم عامر، وأن الرئيس قد مرض وأصابه شلل.. كل هذا كنت أسمعه، فمن الذي روَّج هذه الإشاعات؟ إنها العناصر الرجعية التي كان منطوية تحت أجنحتنا في هذه الفترة والتي عاملناها بكل طيبة وإنسانية، لقد ظنت أن هناك فرصة وأن ما حدث في سوريا من الممكن أن يحدث مثله في مصر، لابد أن يتحدث الناس، ولكن الحديث اليوم شيء وافتعال الأمور شيء آخر- فؤاد سراج الدين يذهب إلى جنازة حجازي ويرسل بعض أعوانه ينتظرونه ويتجمعوا كلهم في السرادق ويبدأ السب في العهد الحاضر، ويزعمون أن الإنجليز لن يتركوا هذا الأمر، ويكون من نتيجة ذلك بلبلة أفكار الناس، ولكن لم يكن له أثر على الوضع العام لأننا استطعنا أن نرى كثيرا من الناس على حقيقتهم، ورأينا تصرفات بعض الناس لا تتمشى مع ما ننادي به".
لكن عبد الناصر ما سابهومش- زي ما متساب ساويرس وشلته دلوقت- يطيحو في البلد، ويوقعو الجيش مش مجرد يوقعو ناصر نفسه، ويرجعو البلد للإنجليز، فأخد إجراءات بمحاسبتهم وحبسهم ومصادرة الفلوس اللي أكترها جمعوه من نهب الفلاحين واستغلال النفوذ قبل 1952، فقال:
" وبعد أن ألقيت بياني الأخير كان هناك بعض الناس المحكوم عليهم بمدد تصل إلى 15 سنة سجن وأفرجنا عنهم إفراجا صحيا، وجدنا أنهم لا يستحقون الإفراج وأنهم يظهرون بمظهر خادع، فألغيت الإفراج الصحي، وتم اعتقال حوالي 30 شخصا من العائلات الأساسية التي خرجت وفقدت في هذا التزامها وهم من عائلات البدراوي وسراج الدين والوكيل.. بالإضافة إلى بعض الناس الذين جمعتهم الظروف الأخيرة بالرغم من أنهم لم يكونوا على وافق مع بعضهم في الماضي مثل زكي عبد المتعال وحامد زكي، وبعض التابعين لهم المرتبطين بهم.. وقد وضعت أموال ما يقرب من 200 شخص تحت الحراسة لأن ترك أموال البلد في أيديهم لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن تستخدم هذه الأموال ضد مصلحة البلد".
وفي 1967 أكيد برضو فرحو في البلد، مش تنظيم الإخوانجية بس اللي كانو بيفرحو في نصايب البلد، تنظيم الإقطاعيين والمماليك برضو كانو بيفرحو في البلد ويتمنوها تسقط بس المهم يرجعو هما الأسياد وبقية الشعب عبيد عندهم، ويتحالفو مع الإنجليز وكل أعداء مصر ضدها بحجة محاربة الديكتاتورية بتاعة الثورة.
نفس الحال اللي عمله ساويرس لما افتكر البلد وقت في 2011 وجري يطلب من كندا وأوروبا تتدخل ضد جيش بلده، وطلب من الغرب يتدخل ويموله أو يمول شلته، بحجة ينقذو مصر من الإسلامجية والإرهاب.
لأن للكرامة معاني خاصة عند ساويرس وكل من بيحب يكون من ورثة المماليك..
ففي 2011 عمل مقابلة مع قناة كندية مع المذيعة الكندية كريستينا فريلاند اتكلم فيه عن 3 حاجات:
1- إدى التحية لكندا لأنها طلبت فتح تحقيق في أحداث ماسبيرو اللي حصلت قصاد مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري في أكتوبر 2011، واتقتل فيها مسيحيين، ووقتها- وقت كلام ساويرس- كان زفتجية يناير بيتهمو الجيش المصري بإنه اللي دبرها، فيما معناه إن ساويرس لما حيَّا كندا عشان طلبت التحقيق يبقى قبل إن دول أجنبية تتدخل في شأن داخلي في بلده، وكمان الشأن ده يخص التحقيق مع الجيش.
(نص كلامه في الفيديو)
2- وجه رسالة للدول الأجنبية (الغربية بالذات) قال فيها إنه زي ما قطر والسعودية بيدو الإخوان والسلفيين تمويل، وبيتدخلو في شئون مصر بتقديم الدعم ليهم، فما تسيبوناش (المصريين المسيحيين) ضحايا في معركة مش متكافئة.
ولما سألته المذيعة عشان تتأكد إن كان عايز تدخل غربي في شئون مصر، وقالت إن ممكن الناس تعتبره نوع من التدخل الإمبريالي "الاحتلالي"، قالها مش لازم يكون التدخل معلن، فزي ما قطر والسعودية بيتدخلو بشكل مش معلن ممكن الغرب يتدخل لدعم المصريين المسيحيين واللي سماهم الليبراليين بشكل سري.
(نص كلامه في الفيديو)
3- مصدر خوفه من تنظيم الإخوان والسلفيين اللي وصله لدرجة من درجات الخيانة، وهي طلب تدخل دولي في شئون البلد من النوع ده، مش لأسباب وطنية خالص، ولا لأن تنظيم الإخوان مثلا حرامي فهينهب المصريين ويحرمهم من مجانية التعليم ومجانية الصحة والمناصب إلخ، ولا عشان هيخلي مصر تابعة لدول أجنبية (فساويرس نفسه حط نفسه تحت خدمة الدول الأجنبية دي بس المهم تحميه)، إلخ، لكن مصدر خوفه إن الإخوانجية يمنعوه من إنه يشرب خمرة، ويرقص في الديسكو، ويمنعو مراته من إنها تلبس لبس قصير يلفت نظر الناس "بنص كلامه في الفيديو"، جنب خوفه إنهم يضطهدو المسيحيين، أو يضطهدو اللي شبه ساويرس اللي سماهم "ليبراليين"، وفضل يقول للكنديين إن المسيحيين في مصر من زمان مضطهدين حتى أيام مبارك إلخ، ومحتاجين حماية.
(نص كلامه في الفيديو)
فخوف ساويرس من الإخوان كان خوف "شخصي"، و"فئوي"، يعرفش معنى الوطن الكامل، ولا حفظ الكرامة للوطن الكامل، لأن الكرامة ما بتجيش بإن ناس- وبعيد عن إذن ورقابة جيشها- تروح تطلب تمويل ودعم بأي شكل من دول أجنبية بحجة حمايته هو وفئة بينتمي ليها، وهو اختار يعمل من المسيحيين فئة، واللي سماهم ليبراليين فئة، وعلى حسهم يحمي نفسه ويستقوى على البلد بطلب تدخل دولي.
أما عبد الناصر والمصريين أجمعين اللي رفضو- رغم الحصار الاقتصادي، ورغم الخسارة العسكرية، ورغم الدعم اللي كان بيقدمه الخليج والغرب وقتها لتنظيم الإخوان المسلمين وللإقطاعيين القدام علشان يوقعو عبد الناصر ومصر كلها- رغم ده كله، عبد الناصر مخفش على عرشه، ولا قسم المصريين الحقيقيين لفئات واختار لنفسه فئة، لكنه رفض الاستسلام، ورفض الراحة، ورفض يتفرغ لإنه يكدس الدهب في خزاينه زي ما بيعمل ساويرس، ورفض يسلم البلد للي يملي شروطها عليه، وفضل قايم راسه وراسه بلده لحد آخر نفس في عمره قصاد الغرب والشرق والعرب وكل العالم.
كان الإقطاعيين القدام شايفين إن الكرامة والحرية هي في إن معظم أرض وثروات البلد تبقى في إيد 10 عيلات، ويكونو تحت حماية الإنجليز، والأحزاب الحاكمة والمعارضة الاتنين ملكهم هما، وما يتعملش في البلد أي صناعة إلا بعد مشاورة الإنجليز عشان المصريين يعملوش صناعة تضر مصانع الإنجليز، إلخ وبأمرهم ممكن يتسمح للشعب يتعلم أو لا، يطلع منه ناس ياخدو مناصب أو لا، إلا لو الشعب نفسه طفح الدم وعمل ثورات استشهد فيها آلاف عشان يقدر ينزع منهم حاجة من حقوقه، فيضطرو يدوله حاجة من حقوقه علشان ما يوصلهوش لمرحلة يقلب عليهم الكراسي.
نفس الحال معنى الكرامة والحرية عند ساويرس، إن البلد تبقى في عب القطاع الخاص، خصوصا كام عيلة عاملين شلة مع بعضيهم، والبرلمان والأحزاب والحكومة والتعليم والصحة والإعلام، والشعب يسترجى الحاجة منهم.
الكرامة عند جمال عبد الناصر إنه يتعمل مصانع للشعب
وعند ساويرس هي بيع المصانع لكام عيلة والأجانب.
الكرامة عند جمال عبد الناصر يتعمل إعلام ملك الشعب
والكرامة عند ساويرس، زي ما اقترح في مقالة في جرنان الأخبار، ديسمبر 2014، يتباع التلفزيون وكل الإعلام الحكومي لرجال الأعمال والأجانب.
الكرامة عند جمال عبد الناصر إن الشركات في القطاعات المهمة زي الطيران تكون للشعب.
والكرامة عند ساويرس تتسلم القطاعات دي لرجال الأعمال والأجانب، زي ما استغل الحصار الدولي على مصر في السياحة بعد ضرب الطيارة الروسية في 2015، واقترح في مقالة في جرنان الأخبار في 15 نوفمبر 2015 إن الحكومة تسحب دعمها لشركة مصر للطيران، وتفتح المجال أكتر للشركات الأجنبي، فتسقط الشركة الوطنية في إيد كام عيلة والأجانب.
إلخ
أفتكر إن الدولة كانت لحد 2000 ماشية على نظام ثورة 23 يوليو في توفير مساكن بسعر رخيص وبتقسيط مريح للشباب اللي مش قادر، ومن بعد 2000 فجأة نط في المشروع رجال أعمال، منهم ساويرس، لما قالو للدولة نساعدك في عمل مشاريع إسكان للشباب.
وأخدو الأرض بتراب الفلوس، والمرافق، وفي الآخر لقيناهم بيبيعو الشقق للشباب بأسعار أضعاف مضاعفة، بحجة إن المكان فيه حبة جناين والشقة واخدة وشين حلوين، ورحت مرة واتفرجت على مكان الشقق دي.. واتصدمت.
لأنه كانت النتيجة إن معظم الشباب اللي كان يقدر ياخد الشقة أم مقدم 5 آلاف جنيه، ما بقاش قادر لأنه مضطر يدفع أضعاف أضعافهم لساويرس.
بالظبط زي ما عمل الإقطاعيين القدام بعد 1952، لما استخسرو يساعدو الثورة بالفلوس اللي نهبوها من الشعب قبل الثورة، ويعملو مصانع أو إسكان إقتصادي، وجريو استغلو الفلوس في عمل عمارات فخمة للي قادرين أو هربوها برة أو جمدوها، أو في الاستيراد والتصدير إلخ، وفي نفس الوقت كانو بيتريقو على المشاريع السكنية اللي بتعملها الثورة للي مش قادرين.
هما هما.. الإقطاعيين الجداد (المماليك الجداد)، نفس القلب الإسود للإقطاعيين القدام (المماليك القدام)، اللي بيكره المصريين الحقيقيين، ومصر عنده ما تبقاش مصر منصورة وكويسة ومنورة إلا إذا كان مالكها 10 عيلات، مثلا، بيتجوزو من بعض، ويسلكو المسائل لبعض، وهما اللي يملكو الأحزاب، ويملكو مناصب الوزارة، ويملكو البرلمان، ويملكو حق مين يدخل الجيش أو الخارجية أو الداخلية أو القضا ومين ما يدخلش.. 10 عيلات هي اللي تحكم البلد، وبقية المصريين مستنين منهم الإحسان.
ولو المصريين دول قامو بثورة في يوم عشان يستردو كرامتهم وبلدهم.. مفيش مانع المماليك يستعينو ضدهم بدول أجنبية وميليشيات.. زي بالظبط المماليك القدام لما كانو بيتحالفو مع إنجلترا ضد المصريين في ثورة 1881 وثورة 1919 واللي بعدها.
وهو ده معنى الكرامة عند ساويرس.
عبد الناصر اختار يكون أبو المصريين جميعا، عدا الإخوانجية والإقطاعيين واللي عايزين يسلمو مصر لتيارات الشرق والغرب.
وساويرس اختار يكون أبو الإقطاعيين، ويمزع الشعب ويبقى هو أبو المسيحيين ويستقوى بحكاية حمايتهم واضطهادهم على بقية الشعب.
يحتكر ثروة الشعب بالنهار.. ويرقص وهو بيصرف المال على الفنانين خصوصا الأجانب بالليل.
عبد الناصر اختار وهو بيقيم الزعما والعصور ميزان هما عملو إيه للشعب، وإزاي حفظو كرامتهم من الإقطاعيين والأجانب.
وساويرس، والإقطاعيين القدام والجداد، اختارو وهما بيقيمو الزعما والعصور ميزان هما عملو إيه للإقطاعيين والأجانب، سابوهم ياخدو البلد في عبهم، وييتحكمو فيها، ولا شال إيدهم عن رقبة الشعب.
بالنسبة لساويرس وبقية المماليك الجدد.. فللكرامة معاني تانية تخصهم هما.. لكن ما تخصش المصريين الفلاحين ولاد كيمة...نهائي.
بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
_____________
المصادر:
- حوار نجيب ساويرس كاملا للقناة الكندية اللي طلب فيها التدخل الأجنبي في مصر سنة 2011
- ساويرس: يجب طرح قنوات "ماسبيرو" للبيع
- محضر اجتماع مجلس الوزرا برئاسة جمال عبد الناصر 19 أكتوبر 1961
لنجيب ساويرس والمماليك الجدد مفهوم عن الكرامة يختلف عن مفهوم المصريين |
غلط نجيب ساويرس في حق المصريين أجمعين- مش بس في حق عبد الناصر- لما ما افتكرش ليهم ولا لريسهم، طبعا ولا لجيشهم، في 1967 إلا لحظة خسران المعركة في يوم 5 يونيو 1967 واللي وصفه بالهزيمة.
واعتبر إن الخسارة دي هي عنوان هزيمة عصر بالكامل، بكل ما فيه من شعب شقي وتعب، وعمل سلسلة صناعات ما اتعملتش في تاريخه قبل كدة، وسلسلة انتصارات سوا على الاحتلال الإنجليزي بطرده من مصر، أو بصموده قصاد العدوان الثلاثي 1956، أو بانتصاره على الكتلتين الشرقية والغربية بإنه لا بقى من الشعوب النادرة اللي لا هي خاضعة للكتلة دي، ولا خاضعة للكتلة دي، وقبلها تحرير نفسه من قبضة استعباد الإقطاعيين والمماليك القدام لحد كبير.
وإنجازات الشعب المصري مع ريسهم من 1952- 1970 مكنش في الصناعة مثلا مجرد مصانع اترصت، المصانع ممكن تبقى موجودة في أي عصر، لكن قيمتها بعد 1952، هي إنها كانت بإيدين مصريين، وملك للمصريين، بيشتغل فيها من المدير للغفير المصريين، فلوسها بتروح للمصريين، مش بتتهرب برة، مش بتكبشها كام عيلة وحدهم، مش بيتحكم فيهم صاحب مصنع أجنبي، بتلبي وتصنع اللي محتاجه المصريين أولا مش اللي محتاجه السوق الأجنبي.
والأهم لما البلد بتقع في أزمة مكن المصانع دي بيبقى متسخر يطلع البلد من أزمتها، مش بيبقى وسيلة ابتزاز الدولة زي ما بتعمل مصانع صحابها أجانب، أو رجال أعمال بيستغلو أزمات الدولة عشان يبتزوها.
وده اللي حاول يعمله المصريين قبل 1952 أيام عرابي ومصطفى كامل وما قدروش عشان مكنش معاهم إمكانيات، وقدر يحققه شوية طلعت حرب أيام سعد زغلول، لكن الاحتلال والحكومة اللي تبع الاحتلال وقفو ضده، وقدر المصريين لما استردو بلدهم بعد 1952، وبقت الحكومة وطنية، تكمل المشوار وتشيل الأمانة بأشرف ما يكون.
أما في اللي يخص محنة 1967- الزنانة اللي ماسكها الإقطاعيين القدام والجداد زي ساويرس وغيره (نشرت مواقع إن أبوه أنس ساويرس كان من الإقطاعيين اللي اتأمم جزء من ثرواتهم في الستينات) وتنظيم الإخوان المسلمين، إلخ، فنسيو، أو طنشو، إن كل البلاد، وكل القادة اللي بيعظمهم التاريخ تعرضو لهزايم شنيعة، زي فرنسا في زمن نابليون الأول ونابليون التالت، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، إلخ ومعظم الدول دي وزعماءها استسملو استسلام مهين بعد الحرب، وما فاقوش ولا رجعو يحاربو وينتصرو غير بعدها بسنين طويلة، حتى الأنبياء معظم انتصاراتهم كانت بتدخل إلهي مباشر.
تويتة نجيب ساويرس ضد صمود المصريين في 1967 |
أما المصريين في 1967، فاللي بيطنشه ساويرس وكل الناس اللي بتكره المصريين، هو إنهم ما استسلموش، ولا اتكسرو، وخلال أسبوع واحد من العدوان خرجو يقول "لأ" للاستسلام، و"لأ" لشروط إسرائيل وأمريكا، وبإيديهم العريانة ركزو في زرع أراضيهم وتشغيل مكن مصانعهم، والفنانين منهم عملو الحفلات، إلخ عشان يجمعو كل اللي يقدرو عليه من فلوس وسلاح لجيشهم.
أما الجيش ففي أقل من شهر واحد من النكسة، رد بـ"لأ" على العدو بمعركة راس العش، وانتصر فيها، وكرر الانتصارات في إيلات والسبت الحزين والحفار وغيرها وغيرها.
أما الريس جمال عبد الناصر، ففضل رافع راس بلده براسه المرفوعة، وبرفضه لأي شروط استسلام لإسرائيل، وقال "ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، لما لقى شروط أخد سينا عن طريق السلام هتكون مهينة لمصر.
اتكسرناش ولا سلمنا.. وفي 6 سنين بس.. انتصرنا.
معيار حكم المماليك والإقطاعيين على أي عصر هو إن كانو هما السادة وحدهم فيه ولا لأ |
فالشعب الحقيقي، والزعيم الحقيقي- وده اللي يعرفوش أو بيطنشه ساويرس وكل اللي بيكرهو المصريين- معدنهم وعظمتهم الحقيقية مش بتبان في وقت الراحة والنصرة بس، دي بتبان صح قوي في وقت الشدة والخسارة والحصار، وإحنا المصريين، شعب وزعيم، بان معدنَّا الأصيل كويس قوي في 1967.
فهي من برة تبان هزيمة وانكسار، لكن في حقيقتها هي نصرة جديدة للشعب المصري، إنه رفض الهزيمة وقدر ينتصر تاني.
كان الإقطاعيين القدام، أسلاف ساويرس، فرحانين في مصر وقت أزمة مارس 1954 واصطفو مع الإخوانجية والشيوعيين ضد ثورة 23 يوليو، وحرضو ضباط الجيش ضد بعض عشان يتمزع الجيش وتنضرب الثورة، ولو اتملت البلد بالدم، لكن خاب رجاهم وعدت الأزمة بسلام.
وفرحو في مصر سنة 1956 وقت العدوان، وطلبو من عبد الناصر يستسلم للإنجليز، ووقتها عبد الناصر هدد بإنه هيضرب بالمدفع كل اللي يطلب منه الاستسلام زي ما جه في كتاب السادات "البحث عن الذات" وغيره، وصمد المصريين وعدت البلد بسلام.
وفرحو في مصر وقت فك الوحدة المشئومة مع سوريا 1961، وتحالف السوريين مع السعوديين مع الأردنيين مع العراقيين مع الأوروبيين إلخ ضد عبد الناصر، وبدأ الإقطاعيين القدام يحضرو نفسهم يستلمو الحكم لما يقع جمال عبد الناصر، افتكروها الضربة القاضية، ومنهم فؤاد سراج الدين وحلفاؤه، وقال عنهم عبد الناصر بإنهم ما اكتفوش يحاربو الثورة عشان يحتفظو بالثروات، لكن ضربو البلد في العضم، بإنهم ضربو في الجيش وحرضوه على الانقلاب على عبد الناصر بحجة إنه ديكتاتور إلخ.
فجه بالنص في محضر اجتماع مجلس الوزرا يوم 19 أكتوبر 1961 (منشور على موقع الرئيس عبد الناصر تبع مكتبة الإسكندرية):
" الفترة الماضية من 28 سبتمبر كلكم سمعتم ملايين الإشاعات في البلد، من الذي يفعل ذلك. قالوا إن الجيش منقسم وأن الضباط أعطوا إنذارا، وأنه اعتقل 40 ضابطا، وأن هناك خلافا مع عبد الحكيم عامر، وأن الرئيس قد مرض وأصابه شلل.. كل هذا كنت أسمعه، فمن الذي روَّج هذه الإشاعات؟ إنها العناصر الرجعية التي كان منطوية تحت أجنحتنا في هذه الفترة والتي عاملناها بكل طيبة وإنسانية، لقد ظنت أن هناك فرصة وأن ما حدث في سوريا من الممكن أن يحدث مثله في مصر، لابد أن يتحدث الناس، ولكن الحديث اليوم شيء وافتعال الأمور شيء آخر- فؤاد سراج الدين يذهب إلى جنازة حجازي ويرسل بعض أعوانه ينتظرونه ويتجمعوا كلهم في السرادق ويبدأ السب في العهد الحاضر، ويزعمون أن الإنجليز لن يتركوا هذا الأمر، ويكون من نتيجة ذلك بلبلة أفكار الناس، ولكن لم يكن له أثر على الوضع العام لأننا استطعنا أن نرى كثيرا من الناس على حقيقتهم، ورأينا تصرفات بعض الناس لا تتمشى مع ما ننادي به".
لكن عبد الناصر ما سابهومش- زي ما متساب ساويرس وشلته دلوقت- يطيحو في البلد، ويوقعو الجيش مش مجرد يوقعو ناصر نفسه، ويرجعو البلد للإنجليز، فأخد إجراءات بمحاسبتهم وحبسهم ومصادرة الفلوس اللي أكترها جمعوه من نهب الفلاحين واستغلال النفوذ قبل 1952، فقال:
" وبعد أن ألقيت بياني الأخير كان هناك بعض الناس المحكوم عليهم بمدد تصل إلى 15 سنة سجن وأفرجنا عنهم إفراجا صحيا، وجدنا أنهم لا يستحقون الإفراج وأنهم يظهرون بمظهر خادع، فألغيت الإفراج الصحي، وتم اعتقال حوالي 30 شخصا من العائلات الأساسية التي خرجت وفقدت في هذا التزامها وهم من عائلات البدراوي وسراج الدين والوكيل.. بالإضافة إلى بعض الناس الذين جمعتهم الظروف الأخيرة بالرغم من أنهم لم يكونوا على وافق مع بعضهم في الماضي مثل زكي عبد المتعال وحامد زكي، وبعض التابعين لهم المرتبطين بهم.. وقد وضعت أموال ما يقرب من 200 شخص تحت الحراسة لأن ترك أموال البلد في أيديهم لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن تستخدم هذه الأموال ضد مصلحة البلد".
عبد الناصر انتصر في عز الخسارة الحربية لأنه رفض الاستسلام واستقوى في ده بشعبه على عدوه |
نفس الحال اللي عمله ساويرس لما افتكر البلد وقت في 2011 وجري يطلب من كندا وأوروبا تتدخل ضد جيش بلده، وطلب من الغرب يتدخل ويموله أو يمول شلته، بحجة ينقذو مصر من الإسلامجية والإرهاب.
لأن للكرامة معاني خاصة عند ساويرس وكل من بيحب يكون من ورثة المماليك..
ففي 2011 عمل مقابلة مع قناة كندية مع المذيعة الكندية كريستينا فريلاند اتكلم فيه عن 3 حاجات:
1- إدى التحية لكندا لأنها طلبت فتح تحقيق في أحداث ماسبيرو اللي حصلت قصاد مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري في أكتوبر 2011، واتقتل فيها مسيحيين، ووقتها- وقت كلام ساويرس- كان زفتجية يناير بيتهمو الجيش المصري بإنه اللي دبرها، فيما معناه إن ساويرس لما حيَّا كندا عشان طلبت التحقيق يبقى قبل إن دول أجنبية تتدخل في شأن داخلي في بلده، وكمان الشأن ده يخص التحقيق مع الجيش.
(نص كلامه في الفيديو)
2- وجه رسالة للدول الأجنبية (الغربية بالذات) قال فيها إنه زي ما قطر والسعودية بيدو الإخوان والسلفيين تمويل، وبيتدخلو في شئون مصر بتقديم الدعم ليهم، فما تسيبوناش (المصريين المسيحيين) ضحايا في معركة مش متكافئة.
ولما سألته المذيعة عشان تتأكد إن كان عايز تدخل غربي في شئون مصر، وقالت إن ممكن الناس تعتبره نوع من التدخل الإمبريالي "الاحتلالي"، قالها مش لازم يكون التدخل معلن، فزي ما قطر والسعودية بيتدخلو بشكل مش معلن ممكن الغرب يتدخل لدعم المصريين المسيحيين واللي سماهم الليبراليين بشكل سري.
(نص كلامه في الفيديو)
3- مصدر خوفه من تنظيم الإخوان والسلفيين اللي وصله لدرجة من درجات الخيانة، وهي طلب تدخل دولي في شئون البلد من النوع ده، مش لأسباب وطنية خالص، ولا لأن تنظيم الإخوان مثلا حرامي فهينهب المصريين ويحرمهم من مجانية التعليم ومجانية الصحة والمناصب إلخ، ولا عشان هيخلي مصر تابعة لدول أجنبية (فساويرس نفسه حط نفسه تحت خدمة الدول الأجنبية دي بس المهم تحميه)، إلخ، لكن مصدر خوفه إن الإخوانجية يمنعوه من إنه يشرب خمرة، ويرقص في الديسكو، ويمنعو مراته من إنها تلبس لبس قصير يلفت نظر الناس "بنص كلامه في الفيديو"، جنب خوفه إنهم يضطهدو المسيحيين، أو يضطهدو اللي شبه ساويرس اللي سماهم "ليبراليين"، وفضل يقول للكنديين إن المسيحيين في مصر من زمان مضطهدين حتى أيام مبارك إلخ، ومحتاجين حماية.
(نص كلامه في الفيديو)
فخوف ساويرس من الإخوان كان خوف "شخصي"، و"فئوي"، يعرفش معنى الوطن الكامل، ولا حفظ الكرامة للوطن الكامل، لأن الكرامة ما بتجيش بإن ناس- وبعيد عن إذن ورقابة جيشها- تروح تطلب تمويل ودعم بأي شكل من دول أجنبية بحجة حمايته هو وفئة بينتمي ليها، وهو اختار يعمل من المسيحيين فئة، واللي سماهم ليبراليين فئة، وعلى حسهم يحمي نفسه ويستقوى على البلد بطلب تدخل دولي.
أما عبد الناصر والمصريين أجمعين اللي رفضو- رغم الحصار الاقتصادي، ورغم الخسارة العسكرية، ورغم الدعم اللي كان بيقدمه الخليج والغرب وقتها لتنظيم الإخوان المسلمين وللإقطاعيين القدام علشان يوقعو عبد الناصر ومصر كلها- رغم ده كله، عبد الناصر مخفش على عرشه، ولا قسم المصريين الحقيقيين لفئات واختار لنفسه فئة، لكنه رفض الاستسلام، ورفض الراحة، ورفض يتفرغ لإنه يكدس الدهب في خزاينه زي ما بيعمل ساويرس، ورفض يسلم البلد للي يملي شروطها عليه، وفضل قايم راسه وراسه بلده لحد آخر نفس في عمره قصاد الغرب والشرق والعرب وكل العالم.
الكرامة إن المصري يحس إنه السيد في بلده ولو فقير بس مش مقهور من إقطاعي وأجنبي |
كان الإقطاعيين القدام شايفين إن الكرامة والحرية هي في إن معظم أرض وثروات البلد تبقى في إيد 10 عيلات، ويكونو تحت حماية الإنجليز، والأحزاب الحاكمة والمعارضة الاتنين ملكهم هما، وما يتعملش في البلد أي صناعة إلا بعد مشاورة الإنجليز عشان المصريين يعملوش صناعة تضر مصانع الإنجليز، إلخ وبأمرهم ممكن يتسمح للشعب يتعلم أو لا، يطلع منه ناس ياخدو مناصب أو لا، إلا لو الشعب نفسه طفح الدم وعمل ثورات استشهد فيها آلاف عشان يقدر ينزع منهم حاجة من حقوقه، فيضطرو يدوله حاجة من حقوقه علشان ما يوصلهوش لمرحلة يقلب عليهم الكراسي.
نفس الحال معنى الكرامة والحرية عند ساويرس، إن البلد تبقى في عب القطاع الخاص، خصوصا كام عيلة عاملين شلة مع بعضيهم، والبرلمان والأحزاب والحكومة والتعليم والصحة والإعلام، والشعب يسترجى الحاجة منهم.
الكرامة عند جمال عبد الناصر إنه يتعمل مصانع للشعب
وعند ساويرس هي بيع المصانع لكام عيلة والأجانب.
الكرامة عند جمال عبد الناصر يتعمل إعلام ملك الشعب
والكرامة عند ساويرس، زي ما اقترح في مقالة في جرنان الأخبار، ديسمبر 2014، يتباع التلفزيون وكل الإعلام الحكومي لرجال الأعمال والأجانب.
الكرامة عند جمال عبد الناصر إن الشركات في القطاعات المهمة زي الطيران تكون للشعب.
والكرامة عند ساويرس تتسلم القطاعات دي لرجال الأعمال والأجانب، زي ما استغل الحصار الدولي على مصر في السياحة بعد ضرب الطيارة الروسية في 2015، واقترح في مقالة في جرنان الأخبار في 15 نوفمبر 2015 إن الحكومة تسحب دعمها لشركة مصر للطيران، وتفتح المجال أكتر للشركات الأجنبي، فتسقط الشركة الوطنية في إيد كام عيلة والأجانب.
إلخ
أفتكر إن الدولة كانت لحد 2000 ماشية على نظام ثورة 23 يوليو في توفير مساكن بسعر رخيص وبتقسيط مريح للشباب اللي مش قادر، ومن بعد 2000 فجأة نط في المشروع رجال أعمال، منهم ساويرس، لما قالو للدولة نساعدك في عمل مشاريع إسكان للشباب.
وأخدو الأرض بتراب الفلوس، والمرافق، وفي الآخر لقيناهم بيبيعو الشقق للشباب بأسعار أضعاف مضاعفة، بحجة إن المكان فيه حبة جناين والشقة واخدة وشين حلوين، ورحت مرة واتفرجت على مكان الشقق دي.. واتصدمت.
لأنه كانت النتيجة إن معظم الشباب اللي كان يقدر ياخد الشقة أم مقدم 5 آلاف جنيه، ما بقاش قادر لأنه مضطر يدفع أضعاف أضعافهم لساويرس.
بالظبط زي ما عمل الإقطاعيين القدام بعد 1952، لما استخسرو يساعدو الثورة بالفلوس اللي نهبوها من الشعب قبل الثورة، ويعملو مصانع أو إسكان إقتصادي، وجريو استغلو الفلوس في عمل عمارات فخمة للي قادرين أو هربوها برة أو جمدوها، أو في الاستيراد والتصدير إلخ، وفي نفس الوقت كانو بيتريقو على المشاريع السكنية اللي بتعملها الثورة للي مش قادرين.
هما هما.. الإقطاعيين الجداد (المماليك الجداد)، نفس القلب الإسود للإقطاعيين القدام (المماليك القدام)، اللي بيكره المصريين الحقيقيين، ومصر عنده ما تبقاش مصر منصورة وكويسة ومنورة إلا إذا كان مالكها 10 عيلات، مثلا، بيتجوزو من بعض، ويسلكو المسائل لبعض، وهما اللي يملكو الأحزاب، ويملكو مناصب الوزارة، ويملكو البرلمان، ويملكو حق مين يدخل الجيش أو الخارجية أو الداخلية أو القضا ومين ما يدخلش.. 10 عيلات هي اللي تحكم البلد، وبقية المصريين مستنين منهم الإحسان.
ولو المصريين دول قامو بثورة في يوم عشان يستردو كرامتهم وبلدهم.. مفيش مانع المماليك يستعينو ضدهم بدول أجنبية وميليشيات.. زي بالظبط المماليك القدام لما كانو بيتحالفو مع إنجلترا ضد المصريين في ثورة 1881 وثورة 1919 واللي بعدها.
وهو ده معنى الكرامة عند ساويرس.
وساويرس اختار يكون أبو الإقطاعيين، ويمزع الشعب ويبقى هو أبو المسيحيين ويستقوى بحكاية حمايتهم واضطهادهم على بقية الشعب.
يحتكر ثروة الشعب بالنهار.. ويرقص وهو بيصرف المال على الفنانين خصوصا الأجانب بالليل.
طنش ساويرس إن ناصر وكل الشعب شدو الحزام سنين عشان يشترو سلاح للجيش يحرر سينا وما يستسلموش للعدو في حين إن ربطة الحزام عند ساويرس والإقطاعيين بتكون لرقص الحفلات والديسكو |
عبد الناصر اختار وهو بيقيم الزعما والعصور ميزان هما عملو إيه للشعب، وإزاي حفظو كرامتهم من الإقطاعيين والأجانب.
وساويرس، والإقطاعيين القدام والجداد، اختارو وهما بيقيمو الزعما والعصور ميزان هما عملو إيه للإقطاعيين والأجانب، سابوهم ياخدو البلد في عبهم، وييتحكمو فيها، ولا شال إيدهم عن رقبة الشعب.
بالنسبة لساويرس وبقية المماليك الجدد.. فللكرامة معاني تانية تخصهم هما.. لكن ما تخصش المصريين الفلاحين ولاد كيمة...نهائي.
بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
_____________
المصادر:
- حوار نجيب ساويرس كاملا للقناة الكندية اللي طلب فيها التدخل الأجنبي في مصر سنة 2011
- محضر اجتماع مجلس الوزرا برئاسة جمال عبد الناصر 19 أكتوبر 1961
0 التعليقات:
إرسال تعليق