لأول مرة أشوف جامعة ترعى دراسة، وتسميها دراسة علمية، وفيها دعوات بتعمل تحريض على الإبادة الجسدية لشعب البلد اللي فيه الجامعة دي، وهي رسالة الماجستير اللي اتعملت في جامعة القاهرة عن الكدبة اللي اسمها "الهوية الأفريقية لمصر".
![]() |
الرسالة بتشيد بأفكار أنتا ديوب اللي بتنسب حضارة مصر للسود وتعتبر المصريين اللي مش سود محتلين |
فالدراسة اللي اتعملت في معهد الدراسات الأفريقية في الجامعة سنة 2016، وهو دلوقت اتحول لكلية، وصاحبة الدراسة اسمها إيمان عبد العظيم سيد أحمد، والمشرف عليها الدكتور إبراهيم نصر الدين، اتبنت أفكار السنغالي أنتا ديوب، اللي حاول ينسب الحضارة المصرية للزنوج، ويقول إن المصريين اللي صنعو الحضارة دي هما زنوج، وفشل في إثبات ده، ومكنش في أكبر أحلامه إنه بعد ما يموت يبقى في ناس معاهم الجنسية المصرية، وفي جامعة القاهرة، ويعملو دراسات تعيد نشر كلامه ويتوافق عليه بختم النسر.
الدراسة 234 صفحة، صعب أجيب كل النقط فيها في مقالة، أو أعلق عليها كلها، خصوصا إنها متعبية بالكدب، الكدب الصريح، في حاجة أول مرة أشوفها في دراسة المفروض علمية، فالمرة دي هعلق على كذا نقطة سريعا.
محتويات الموضوع:
• دعوة تمهد لإبادة المصريين
• تحميل المصريين عقدة ذنب
• تكرار حجج دعاة القومية العربية
• تفضيل الزنوج على بقية الأفارقة السود مش بس المصريين
• تمني "ظهور حدث مهم"!
• استغلال عودة الروح الكيمتية لمصلحة الزنوج
• دراسة مش علمية أساسا
• ملحوظة أخيرة
![]() | ||
غلاف الدراسة اللي اتكلم عنها مصريين كتير في مواقع التواصل الاجتماعي، ولحد كتابة المقالة دي مفيش جهة رسمية اتحركت عشان تحاسب اللي عملوها، وتعرضها على أساتذة الآثار والتاريخ واللغة والأنثروبولوجيا |
دعوة تمهد لإبادة المصريين
• تحت عنوان "التطور في إدراك الهوية الأفريقية لمصر" بتقدم الباحثة كدبة تعتبر تمهيد وتحريض للأفارقة السود على إبادة المصريين جسديا 100%، وقالت فيها: "فلمصر هوية إفريقية واضحة تقوم على ركائز أربع أساسية وهي: الجنس الأسود، إثنية إفريقية، والدين التوحيد، والثقافة المصرية الإفريقية"، وده معناه إن أي حد في مصر مش إسود يعتبره الأفارقة السود دخيل ومحتل وحقهم يحاربوه ويقتلوه، وهما آخدين على عمل المدابح وقتل بعض حتى قتل السود للسود، فمعندهومش أي رادع.
• قالت إن أنتا ديوب شايف إن المصريين دلوقت مش زنوج، بسبب إن "موجات الاستعمار غيرت الملامح واللون"، يعني هي معندهاش مشكلة إنه يتقال إن المصريين دلوقت هما دخلا على مصر ومحتلين.
يعني بتدي المبرر للزنوج يتعاملو مع المصريين على إنهم أغراب ومحتلين، بما في ده أي حاجة ممكن يعملوها عشان ياخدو مصر منهم، سوا بقضايا دولية، أو بالمدابح وحروب العصابات والمليشيات، اللي هي أكتر حاجة بجد ممكن تعتبر "هوية" بالنسبة للأفارقة السود اللي عايشين في سلسال مدابح ومليشيات طول تاريخهم، في حين إن مصر أساس هويتها دولة وطنية وليها جيش وطني مش مليشيات.
• بتكدب في النقطة دي برضو هي وأنتا ديوب لما بيقولو "يعتبر المصريون أن التوجه جنوبا بمثابة عودة إلى الجذور، لقد أردك المصريون القدماء أنهم يرتبطون بالجذور الراسخة في كل من بلاد بونت وبلاد النوبة"، فكأن مجرد إن المصريين عملو تجارة مع البلاد دي يبقى ده كان عشان معتبرين إنها أصلهم وأهلها أهلهم، وده رغم إن مصر وقتها كانت بتاجر مع الشام وبتاجر مع جزر البحر الأبيض المتوسط ومع أي بلاد.
وهل يعتبر مثلا إن التجارة اللي عملها الإغريق والعرب بعد كدة مع بلاد بونت وشرق أفريقيا كان عشان "عودة للجذور" وإن الإغريق أصلهم إسود؟، ولا إن إنجلترا وفرنسا وإيطاليا إلخ لما راحو أفريقيا للتجارة أو احتلالها كان برضو "عودة للجذور"؟ ولا كانت بس مصالح؟
تحميل المصريين عقدة ذنب
تحميل المصريين عقد ذنب عشان يقبلو اللي مكنوش يقبلوه قبل كدة، واستغلال الفطرة المتدينة وكره الظلم اللي جواهم، استغلتها تنظيمات وبلاد كتيرة.
ومن اللي استغلوها جماعات الشوام اللي بدأت نشر نصباية القومية العربية في مصر في النص الأولاني من القرن 20، وبعدهم بتوع نصباية الهوية الأفريقية، زي الكلام عن "واجب" مصر "ودورها" في إنقاذ شعوب غيرها، أو إن احتفاظها بهوية خاصة بيها هو "تكبر" على الغير، أو هيكون ضد مصالح شعبها، وإن كتير من المصايب والأزمات في بلاد الأفارقة السود وبلاد العرب سببها "إهمال" مصر ليهم ولدورها في حمايتهم، أو في التعاون معاهم، وإن الإهمال ده هيخليهم هما كمان يهملوها، وتخسر في ملفات زي استضافة كاس العالم أو سد النهضة.
ومن اللي جه في الدراسة اللي بين إيدينا في نفس السكة:
• كدبت الدراسة على المصريين وحاولت تدوس على ضميرهم، لما اعتبرت إن رفضهم للنصب بتاع أنتا تيوب هو عشان مش عايزين يبقو تبع الزنوج، يعني تكبر ع الزنوج، أو عشان بيميلو للعروبة.
وطنشت إن رفضهم للنصب بتاع أنتا ديوب هو لأنهم هما أصلا مش زنوج ولا عرب، وعشان الحضارة مصرية خالصة، لا هي لأفارقة ولا عرب، هي مصرية وبس، ولا الزنوج ولا العرب ولا أي جماعات تانية ليهم حق فيها، والاتنين، سوا زنوج أو عرب، هما اللي لازم يحسو بالذنب؛ لأنهم فضلو أكترية تاريخهم مش بيقدمو لنفسهم وللدنيا إلا الصراعات والغارات والحياة القبلية البدوية، والمدابح ونصب أسواق الرقيق لبعض.
• اعتمدت على حيلة نفسية هايفة تانية، وهي إنه رفض علماء في أوروبا لنصب أنتا ديوب سببه هو "المركزية الأوروبية"، مش لأن فيهم علماء عارفين تاريخ مصر وأفريقيا كويس وعارفين إن ديوب كداب، وبكدة برضو بتحاول تدوس على ضمير المصريين، بإن اللي يرفض كلام أنتا ديوب يبقى زي الأوروبيين متكبر على الزنوج.
تكرار حجج دعاة القومية العربية
• ما اكتفتش الدراسة بالكدب على المصريين في تاريخنا القديم، لكن حتى في التاريخ الحديث كدبت على محمد علي لما قالت إنه لما راح السودان (لما احتلها وقتها) كان رايح عشان يعمل "وحدة"، وقالت: "يلاحظ تنامي الهوية الإفريقية في الإدارك المصري في عهد محمد علي، ويرجع ذلك لإدراك محمد علي للعوامل التاريخية والجغرافية لمصر، والتي تحدد في النهاية هويتها الأفرو أسيوية، فبعد إنشاء الدولة الحديثة في القرن التاسع عشر، بدأت سياسة تطبيق المشروع المصري للوحدة السياسية والوحدة المائية في حوض نهر النيل، ولكن الاحتلال البريطاني ثم نتائج مؤتمر برلين عام 1884- 1885 أديا إلى تصفية الإمبراطورية المصرية ونهاية مشروع الوحدة السياسية والمائية".
يعني رغم إن أفارقة سود بيصرخو من الاحتلال البريطاني والفرنسي إلخ، ويعتبرو تدخلهم مرفوض، وكان برضو بيصرخو من إمبراطورية محمد علي ويعتبروها احتلال، وهو فعلا محمد علي لما راح هناك راح لمصالح إمبراطورية مش عشان وحدة وهوية، ولا في باله هو أصلا أي هويات، لكن في الدراسة غيرو صورة محمد علي واعتبروه مش محتل زي غيره، لكن صاحب مشروع وحدة وهوية أفريقية (وهو مش مصري أساسا كمان).
وفي ده هي بتلعب على وتر إن المصريين ما بيحبوش احتلال بلاد حد، وإنه لما يتقدملهم محمد علي على إنه راح يخدم الأفارقة السود مش إنه يحتل بلادهم، فكدة ضميرهم يستريح.
بس المصريين مش محتاجين للفة دي، أول حاجة لأن محمد علي وعيلته مش مصريين، وقراراتهم مش مصرية، واستغل المصريين أصلا زي ما استغل السود.
تاني حاجة المصريين فعلا في عصور حريتهم مش بتوع احتلالات، مش شغلانتهم الأساسية يعني يعملو حروب وغارات على غيرهم زي ما هي كانت شغلانة العرب والزنوج، مصر في تاريخها القديم مثلا أكتر حروبها كانت لصد غزوات القبايل السودا في الجنوب، أو البدو اللي في الشرق أو الغرب.
أما لما احتلت الشام والسودان أيام الإمبراطورية المصرية بداية من أيام أحمس، فكانت مضطرة للرد على عدوان سابق جالها من البلاد دي، فمن ناحية الشام جالها الغزو الهكسوسي، ولما انطرد من مصر راح الهكسوس بلطو في الشام عشان يستعدو يرجعو يحتلو مصر، ومن السودان (ومكنتش دولة وقتها) جالها قبايل طمعت في أسوان، وكانت بتساعد الهكسوس الشرقيين على احتلال مصر، زي ما ورد في النقوش المصرية.
وفرضا إنه كان المصريين هما اللي احتلو السودان، وفرضا كانو هما الظلمة مش السود، ده برضو مش مبرر إنه نسلمهم حضارتنا قصاد الاحتلال، فبريطانيا وفرنسا احتلو السود، لكن لما حسنو علاقاتهم بيهم ما راحوش اتنازلو عن حضارة بريطانيا أو فرنسا وسلموها للسود.
واللعب على الوتر ده برضو سبق ولعب عليه شوام من أصحاب مشروع القومية العربية، لما اعتبرو إن احتلال محمد علي للشام مكنش احتلال مصالح، لكن كان عشان يعمل القومية والوحدة العربية بين مصر والشام! وكان ده من الحيل اللي نشروها في مصر عشان المصريين يتبنو الهوية العربية.
• بتتكلم الباحثة في الدراسة بطريقة تدي إحساس بكره شديد جواها للمصريين ولحضارتهم، يفكرني بكره الشوام اللي نشرو القومية العربية في مصر للحضارة والهوية المصرية وإنه مالهاش شبيه.
فهي بتتهم المصريين بإنهم رافضين النصباية اللي سمتها "الهوية الأفريقية لمصر" عشان هما عنصريين أو عشان أتباع للعروبة، فكان الشوام اللي نشرو القومية العربية يقولو إن المصريين الي ضد العروبة متكربين على العرب، وأتباع للأوروبيين والإنجليز اللي كانو بيحتلو مصر وقتها، يعني يتهمو المصري الوطني المتمسك بحضارته بإنه عميل وعايز يبقى تابع لحضارة تانية.
• بتكرر برضو نفس حجج اللي بيجبرونا على القومية العربية من أكتر من 120 سنة، وهي إن تبني المصريين للهوية العربية هيقوي العلاقات مع العرب، وده هيعود على مصر بالمنافع والمجد والازدهار (وطبعا كلنا شفنا العكس).
فهي بتقول إن تبني المصريين للهوية الأفريقية (اللي مش موجودة زيها زي الهوية العربية) هيقوي علاقات مصر مع البلاد الأفريقية.
طيب وهي فرنسا ولا أمريكا ولا روسيا ولا الصين ولا تركيا ولا إسرائيل ولا البرازيل ولا الخليج ولا تايوان إلخ، اضطرو يتنازلو عن هويتهم ويتبنو هوية من أفريقيا عشان يقوو علاقاتهم مع الأفارقة؟ ولا اضطرو يتبنو الهوية المصرية عشان يقوو علاقتهم بمصر، ولا أي دولة مضطرة تتبنى هوية أي دولة او قارة عشان تحسن علاقاتها بيها؟
• كمان بتكرر حجج الشوام بتوع القومية العربية، لما رفض أحمد لطفي السيد وطه حسين إلخ اعتبار المصريين عرب؛ لأننا مش عرب عرقيا ولأسباب تانية، فراح الشوام، زي ساطع الحصري وغيره، قالو إن عروبة مصر مش بالرابط العرقي، لكن باللغة والتاريخ المشترك.
وطنشو إن أكتر التاريخ بين المصريين وعرب نجد والحجاز كان صراعات، لما العربان بيحاول يهددو الحدود وينهبو القرى، وبعدها احتلال عربي في أيام عمرو بن العاص تحكمه علاقة الغالب والمغلوب مش الإخوة والهوية المشتركة خالص.
فالباحثة المشبوهة بتقول في الدراسة إن وجود اللي بتسميها الهوية
الأفريقية لمصر وحضارتها، جاي من "اشتراك في التاريخ".
وده رغم إن برضو معظم تاريخ مصر مع الأفارقة السود، على الأقل لحد القرن 20، كان مش تاريخ حلو، لكن تاريخ صراعات معاهم؛لأن السود أكتر الوقت كان بيحاولو يغزو مصر من ناحية السودان، ومصر بتصدهم، وأوقات كنا بنحتل السودان عشان نوقف الغزو أو عقاب للسود عشان ساعدو الهكسوس على السيطرة على مصر في القرن 16 ق.م، ومرة لما مصر ضعفت وضربتها الفوضى اللي في السودان احتلو مصر في القرن 9 قبل الميلاد، ومفيش أي تاريخ مشترك يفتح النفس ما بينا وما بينهم قبل القرن 20.
والأجداد نفسهم أكتر النقوش اللي سابوها لينا عن علاقتهم بالسود اللي ورا الحدود المصرية إنهم إما أسرى حرب في حروب مصر بتصد فيها غزواتهم لمصر، وإما أتباع لمصر بعد ما حكمت السودان مئات السنين في عهد الإمبراطورية المصرية القديمة.
تفضيل الزنوج على بقية الأفارقة السود مش بس المصريين
• رغم إن الباحثة طول الدراسة عايزة توهم المصريين إن مصلحتهم الكبيرة هي في تسليم حضارتهم للزنوج، وتبني اللي سمتها الهوية الأفريقية، وهو ده اللي هينعنش حياتهم ويرفع رايتهم، لكن ما قدرتش تخبي حقيقة اللي عايزاه، وهي إن المصلحة الحقيقية اللي بتدور عليها نصباية "الهوية الأفريقية" هي مصلحة الزنوج، والزنوج بس.
فمثلا تحت عنوان "مفهوم السعادة" صاحبة الدراسة معترفة إن أنتا ديوب في مشروعه كان هدفه الزنوج ومصلحتهم، وقالت إن أفكاره "موجهة إلى الزنجي بالتحديد"، عشان "يستعيد تاريخه القومي"، يعني معترفة إن أنتا ديوب كل اللي يهمه السود اللي زيه، أما المصريين فمش من اهتمامه خالص.
كمان نقلت عن أفكار أنتا ديوب تحت عنوان "نتائج الدراسة"، و"مفهوم التطور التاريخي" عنده، إنه في كتابه "الأمم الزنجية والثقافة" إنه "أكد تحديدا الزنجية وليست الأفريقية" في كلامه عن اللي بيقول إنه أصل حضارة مصر.
يعني هو نفسه أنتا ديوب مش بيساوي بين الزنوج وبين بقية الأفارقة السود في بلاد جنوب الصحرا الكبرى، يعني هو نفسه بيعلي من قيمة الزنوج في السنغال ونيجيريا مثلا عن السود في مالي وتشاد وأثيوبيا والصومال إلخ، مدام ملامحهم مش زنجية.
وده ما قالتش الباحثة إنه "عنصرية" منه ضد الأفارقة السود اللي مش زنوج، ولا قالت إن ده معناه عايز يصنع "مركزية زنجية" فوق الأفارقة السود، ولا إنه بيتكبر عليهم عشان ملامحهم مش زنجية زيه، زي ما اتهمت المصريين بإنهم ضد سرقة حضارتهم لأنهم مش عايزين ينسبو نفسهم للزنوج، أو إن العلماء في أوروبا رفضو أفكار أنتا ديوب بس عشان بتتحكم فيهم المركزية الأوروبية.. فأنهي معايير علمية بتمشي بيها الباحثة في الدراسة اللي مش واضح إن فيها حاجة علمية؟
![]() |
دراسة "الفرعونية في الفكر السياسي للشيخ أنت جوب: دراسة في الهوية الأفريقية لمصر" ص 194 |
معنى ده، إن الباحثة والدكاترة اللي ساعدوها في الدراسة وشجعوها عليها، حطو نفسهم جنب أنتا ديوب في إنه المصريين مش في اهتمامهم أصلا، وكل اللي هاممهم الزنوج.
وده من أغرب ما يكون، فأنتا ديوب كدب كدبته أو اتوهم وهمه عشان زنجي وعايز يعمل للزنوج تاريخ يغسل عار تخلفهم، لكن إنتو اللي اسمكو مصريين ليه تقفو ضد المصريين وتتنزعو حضارة البلد من أهلها وتسلموها للزنوج؟!
وكمان بتدو حجج للزنوج إنهم يبيدو المصريين، خصوصا إنهم
دلوقت بالملايين وسط المصريين باسم لاجئين وغيره، وجايين متدربين على حروب المليشيات طازة، الحروب والصراعات اللي مولعة في أفريقيا السودا، السودان وأثيوبيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وأفريقيا الوسطى ونيجيريا إلخ.. وعمرهم ما اتربو على غيرها ولا على استقرار.
تمني "ظهور حدث مهم"!
• الدراسة بتتكلم عن إنه صعب على المصريين يقبلو اللي بتسميه "الهوية الأفريقية" لمصر، يعني معترفة بده، وقالت إنه عشان كدة لازم "ظهور حدث قوي أو متغيرات جديدة وقوية تستدعي بروز الهوية الأفريقية جنبا إلى جنب مع هويات أخرى".
والكلام ده بحس فيه بتهديد كبير، ومخطط مرعب لمصر، إيه هو "الحدث القوي والمتغيرات الجديدة" اللي ممكن تجبر دولة على إنها تتبنى هوية مصنوعة، ولا عمرها كانت تخصها ولا فيها أي فايدة ليها، وتضحي بأعظم وأجمل هوية ليها، وهي هويتها الأصلية، إلا إذا كان يخص تغيير في القيادات السياسية والثقافية والإعلامية، بطريق انتخابات أو تعيينات أو حتى فوضى يعملها الأفارقة السود اللي اتحدفو على مصر بالملايين باسم لاجئين في السنين الأخرانية، ويفرضو بيها وجودهم وفكرهم في مصر؟
![]() |
الصفحة من غير ترقيم، وهي تحت عنوان "ملخص الرسالة" |
استغلال عودة الروح الكيمتية لمصلحة الزنوج
• الدراسة كدبت على المصريين لما عممت وقالت "الرفض المصري لفكرة الفرعونية"، واعتبرت إن كل المصريين ناسبين نفسهم للعرب، وضد الحضارة المصرية، وطنشت إن اللي رفضه المصريين بحق هو تعريف "الفرعونية" حسب الكدب بتاع أنتا ديوب وكدبها هي واللي ساعدوها في الدراسة، وهي إن معناها نصباية "الأصل الزنجي" لحضارة مصر، فعلى أي أساس عايزاهم يقبلوها؟
• الباحثة المشبوهة قالت إنه لازم "تترفع الفرعونية كراية" عشان نعزز العلاقات مع دول أفريقيا، وهنا تنبيه لازم ناخد بالنا منه كمصريين.
وهو إن مش أي حد، خصوصا لو ليه ارتباط بمنظمات وتيارات فكرها عولمي، ييجي يكلمنا عن الحضارة المصرية والهوية المصرية الأصلية (هوية كيمة) وأهميتها، مسموح ليه يدخل وسطينا وياخد حق يتكلم عنها، أو نصدقه، لازم يتعرف هدفه الأول، وهو زينا عايز الهوية الكيمتية للمصريين وبس، ولا عايز ياخدها سكة يوزع بيها مصر على بلاد تانية، زيه ما عايز يوزعها بتوع القومية العربية والخلافة الإسلامية إلخ.
فمثلا، في بربر في المغرب والجزاير، اللي بيسمو نفسهم دلوقت أمازيغ، تلاقيهم بيشجعو المصريين إنهم يرفضو العروبة، ويتمسكو بالحضارة المصرية، لكن في نفس الوقت تلاقيهم بيحشرو نفسهم في الحضارة المصرية ويقولك إن في "أمازيغ" شاركو في صناعة الحضارة المصرية، وينسبوها ليهم.
وكلام الباحثة المشبوهة عن "دور الفرعونية في إعادة تشكيل الهوية الأفريقية لمصر"، فبخلاف إنه مكنش في هوية أفريقية لمصر عشان تنعاد، فكمان ممكن تلاقي ناس يمجدو ويعظمو في الحضارة المصرية، فننشد ليهم على أساس بيحبو حضارتنا وكدة، لكن نلاقيهم بيسحبونا ناحية تسليمها للأفارقة السود، وبحجة التعاون والتكامل، أو بحجة نقف مع بعض ضد التسلط الأوروبي إلخ.
![]() |
الدراسة ص 161 |
دراسة مش علمية أساسا
• دراسة مش علمية أساسا قايمة على مدح شخص واحد "أنتا تيوب"، ورافعاه فوق كل علماء المصريات في كل التخصصات.
وهي تتصنف عبارة عن سلسلة مقالات، لحد مؤيد لفكرة فلان، من غير أي تمحيص ليها، مش بحث علمي أكاديمي يتقدم في جامعة أبدا.
وواضح فيها اللي بيتسمى في البحث العلمي "الموقف المسبق" من صاحبة الدراسة، يعني مش إنها حاولت تختبر الأول أفكار فلان ده وتلجأ للمتخصصين في الرد عليها، لا، هي قدمت من أول الرسالة موافقة على اللي بيقوله، وكأن الرسالة معمولة مخصوص للدفاع عن أفكاره، وتجرأت في اعتبار إن رأيه الصح، وكل آراء علماء المصريات اللي رفضو أوهامه، ورغم إنهم أغلب علماء المصريات إن مكنش كل، اعتبرتها غلط وسبب الرفض "التكبر على الزنوج".
• بتقول "الحضارة الأفريقية" ومفيش حاجة نهائيا اسمها الحضارة الأفريقية، لأن أفريقيا قارة معظم التاريخ كان فيها دولة وطنية دايمة ومستقرة واحدة هي مصر، والباقي، خصوصا الشعوب السودا والزنجية جنوب الصحرا الكبرى، أكتر تاريخه قبل القرن 20 إما قبائل متصارعة، أو دويلات ومدن مؤقتة متصارعة برضو، ومكنش مشترك بين المتصارعين دول إلا القتل والمدابح والغارات والعيشة البدائية.
• الدراسة معترفة بإن كلام "أنتا ديوب" ما لقاش موافقة عليه في مصر ولا في أوروبا، بما فيها طبعا علماء المصريات، وإن الشاعر إيميه سيزار من الأفارقة قعد يلف في باريس على اللي يتبنى كلامهم عن حضارة مصر لكن مالقاش حد، فأكتر اللي صدقو كلامه سود زيه.
بس بدل ما تعترف بإن ده سببه إن كلام أنتا ديوب واللي زيه مش علمي وكدب، قالت إن سبب رفض كلامهم هو العنصرية الأوروبية ضد الأفارقة، ومعتبرة إن أنتا ديوب كأنهم لامم كل علوم المصريات وكل علوم تاريخ كل شبر في أفريقيا، وفي كل المجالات، فمعتبرة إن كلامه هو الصح وكلام العلماء من بلاد كتير اللي رفضوه هما اللي غلط.
• تحت عنوان "نتائج الدراسة"، اعتبرت صاحبة الدراسة إن كلام أنتا ديوب "لا يمكن إدراجه إلا في إطار العلم"، وإنه "لم يقدم أساطير يختلط فيها الواقع بالخيال"، رغم اعترافها السابق بإن علماء المصريات رفضو كلامه.
واعتبرت إن أنتا ديوب "تعمق في كل فروع علم المصريات المختلفة كالديانة والفن والآثار والعمارة واللغة إلخ" والأنثروبولوجيا، وكمان عنده "الإلمام التام" بالحضارات الأخرى، ومنها حضارات الشرق الأدنى، وبتاريخ أفريقيا (أكتر من 50 دولة)!.
ودي حاجات عمرها ما اتجمعت في إنسان واحد في الدنيا، وحتى لو اجتمعت فيه فرأيه فيها مش كفاية، لأن دراسة أي حضارة بكل مكوناتها محتاجة دايما فرق بحث، مجموعات كبيرة من العلماء المتخصصين في كل مجال من مجالات الحضارة، ومش مجرد إنسان كان الأساس اللي بيخليه يحكم على حضارة مصر إنه عايز يتخلص من عار إنه من الزنوج اللي فشلو طول تاريخهم يقدمو إنجازات للعالم، أو يعملو حضارة زي حضارات مصر والعراق والهند والصين واليونان إلخ، وفشلو حتى يعملو دول وطنية ومستقرة في معظم تاريخهم، وأشهر ما اشتهرو بيه في العالم إنهم قبايل ومليشيات وبيبيعو بعضهم عبيد للشعوب التانية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق