التاريخ الميلادي

الاثنين، 23 ديسمبر 2024

إزاي اتبخر الجيش المصري 4 مرات ومتهدد بالخامسة؟ ج2 (أول مرة)

المرة اللي فاتت اتكلمنا باختصار عن إمتى الجيش المصري راح مننا 4 مرات، وإيه هي وصفة "ماعت" اللي لما بنمشي عليها إحنا المصريين بلدنا بتكون قوية وجيشنا متصان، وإيه وصفة "إزفت" يعني الفوضى، اللي لما بنغفل ونمشي عليها بلدنا بتقع، وجيشنا بيتخبر من بين إيدينا، والأجانب من حوالينا بيقدرو يتمكنو من بلدنا وينهشو فينا.

وإيه هي وصية "حور" لينا في حفظ حدود مصر. 

المرة دي هنتكلم بالتفصيل عن كل مرة راح فيها مننا جيشنا، ونعرف إيه حصل بالظبط.

المرة الأولانية اللي متسجلة عندنا في التاريخ كان بعد اللي بيسميه علماء المصريات الأسرة 6، ودي حكمت مصر بعد عصور ظويلة من المجد المصري من أيام نعرمر/مينا وزوسر وسنفرو وخوفو وخفرع ومنكاورع إلخ، واللي اتبنت في عهدوهم الأهرام وأبو الهول، وكان مصر في أعلى مكانة في كل مجال في العلوم والثقافة والفنون.

والوقت الطويل اللي خدته المشاريع دي في البُنا بتاعها، ومع كدة قدر الأجداد وقتها يكملوها بالفخامة والدقة دي، بيأكد قوة الدولة قصاد أعاديها، لأنه مفيش دولة تقدر تقعد زمن طويل تعمل إنجازات زي دي بأمان واستقرار، من غير تهديدات تنشر فيها الفوضى، إلا لو كانت دولة بيهابها جيرانها، وإنه حتى اللي يتجرأ منهم على إنه يغزيها كان بيلاقي جيش يطرده.

وكان في الوقت ده برضو مصر عندها أسطول حربي وأسطول تجاري بتقدر توصل بيه بأمان لبلاد بعيدة في رحلات التجارة؛ فكان بيشق أمواج البحر بكل قوة ناحية الشمال على لبنان مثلا يجيب خشب الأرز زي ما متسجل في حوليات سنفرو[1] في الأسرة 4، أو يروح ناحية الجنوب لبلاد بونت أيام "ساحو رع"([2]) في الأسرة 5، ودي كانت قبل الرحلات الشهيرة لأسطولنا اللي كانت أيام حتشبسوت.

والأهم إن البلد كانت قوية قوي قصاد أعاديها، وزي ما سبق الكلام، وإنه لما كان بيحاولو يغزوها كانت بتلاقي حكومة قوية معاها جيش قوي بيقدر يصد ويرد ويطردهم من على الحدود، رغم إن المعارك في العصور دي كانت مفتوحة على كل الجبهات؛ لأنه كل ما خير مصر بيزيد، طمع اللي حواليها فيها برضو بيزيد.

 فسجلت حوليات سنفرو عمليات حربية ضد القبايل الغزاة على الحدود الشرقية والجنوبية والغربية، وله نقوش في وادي المغارة بيضرب بالمقمعة بتاعته راس زعماء القبايل دي، ووصفته الأجيال اللي بعده بإنه "أعظم حماة سيناء"، وكان في نقاط حراسة على الحدود الشرقية باسم سنفرو قعدت أجيال بعده([3]).

سنفرو بيأدب البدو، من كتاب مواقع الآثار المصرية ج1، د.عبد الحليم نورالدين

 وفي الأسرة 5 استمرت حملات القوات المصرية في جبهة الشرق لصد غزو القبايل لسينا، وفي عهد ساحورع بالذات حصل نشاط حربي قبايل في جبهة الحدود الغربية، وصورت جدران معبده زعماء القبايل دي ونساءهم وأولادهم وهما مستسلمين ليه([4]).

ناخد مثال سريع على ده، واحدة من أشهر وأكبر معارك مع لصد الغزاة في الزمن ده، وهي حملة حربية كبيرة كان ريسها القائد الشهير "وني" في أول الأسرة 6، في الجبهة الشرقية.

 وسببها إن في هجرات جت على بلاد كنعان (فلسطين دلوقت)، وسماها الأجداد وقتها "عامو حري يوشع" يعني بدو الرمال، يمكن على أساس إن عيشتهم كانت في الصحاري والرمال ومش مستقرين، والهجرات دي هددت طرق  التجارة المصرية لفلسطين، وحاولت تعبر الحدود لمصر، فأمر "ببي الأول" بتجهيز حملة لحماية تجارة مصر وحدودها([5]).

وفعلا، طلع القائد "وني" بـ 5 حملات، 4 عن طريق البر والخامسة عن طريق البر والبحر، فحصر العدو بين فكين الكماشة، ونجحت القوات في تنفيذ المهمة بنجاح زي ما سجل أخبارها([6])، وكان أكبر نجاح هو صد الهجرات البدوية دي قبل ما تدخل المدن المصرية.

وكلمة "عامو" فضلت في لغة الأجداد يقولوها على جماعات سكنت الشام، وبيترجمها ناس من علماء المصريات بكلمة "الآسيويين"، على أساس إنهم كانو في البلاد اللي شرق مصر في آسيا، وبيقولو إنها فرع من الهجرات الأمورية اللي جت ورا بعضها للشام لأجيال، وإن منها الجماعات اللي اتسللت لمصر بعد مئات السنين بداية من الأسرة 12، بس المرة دي نجحو في احتلالها، واتعرفو بعدين باسم "الهكسوس".

نرجعو للقائد "وني" إنه بعد ما رجع كتب في تقريره لـ"ببي الأول" عن نتايج المعارك كلام يشبه قصيدة، تبدأ في أول كل سطر بكلمة "عاد الجيش سالما"، ويقول بكل فرح حسب ما جه في كتاب أستاذنا الدكتور عبد العزيز صالح "تاريخ الشرق الأدنى: مصر والعراق": "عاد الجيش سالما...، بعد أن فعل كذا وكذا...عاد الجيش سالما بعد أن دمر أرض أهل الرمال...، عاد سالما بعد أن أسقط حصونهم"([7]).

تمثال من النحاس لـ"ببي الأول" في المتحف المصري (تصويري)

لكن إظاهر إن سكرة الانتصارات دي، هوِّنت العدو قصاد الأجداد، واستهانو بيه بعدين، وخلت عندهم اللي ممكن نسميه "غرور القوة" اللي خلاهم اتهاونو، وده من أكبر عيوبنا إحنا المصريين، عاملين زي اللي لعب ماتش كورة مع منتخب أجنبي، وغلبه 6 أجوان قصاد جون واحد مثلا، وبعدها افتكر إنه خلاص هيقدرعليه في كل مرة، وبقى يكسل أو يهمل في التدريب، أو في دراسة نقط قوة العدو، وإزاي ممكن يغلبه.

طيب، الانتصارات دي، وكل القوة اللي فيها مصر في كل المجالات دي كانت أيام الحاكم "ببي الأول"، وهو أبو "ببي التاني" اللي حصل في أيامه الانهيار الكبير للدولة المركزية، واتقلبت البلد من ساسها لراسها، واتجرأ الأجانب يدخلو لجوة البلد ويحاولو ياخدو مكان المصريين، ووصلت الفوضى لدرجة تخريب الأهرام وسرقة توابيت الحكام المتوفين زي ما هنشوف.

يعني ما بين الاتنين جيل واحد؛ لأن ببي الأول جه بعده ابنه مرنرع الأول، وبعده ابنه التاني ببي التاني، فإزاي اتنقلت مصر من القوة الهايلة للوقعة الكبيرة دي؟

إحنا هنفتش الأول في الأسباب اللي بدأت من إهمالنا إحنا، قبل ما نفتش في مسئولية الأجانب عن اللي حصلنا، وهنا هبدأ قراية اللي جه بالخصوص ده في كتاب "نكبة توطين الهكسوس"، زي  ما هو مكتوب، من غير تلخيص عشان نحط إيدنا على كل التفاصيل، وهي معلومات منقولة عن كتب وبحوث أساتذتنا اللي سبقونا زي الدكاترة سليم حسن، وعبد العزيز صالح، وجيمس هنري بريستد، ونيكولا جريمال، ومصطفى النشار، وتفاصيل نسبة كل معلومة للمراجع موجودة في هوامش الكتاب، وفي آخر المقالة.

  أسباب السقوط الكبير:

  طاعون اللامركزية

(توضيح: إنه ممكن نسميه بلغة دلوقت "عصر تعدد مراكز القوى"، يعني إنه جنب الحكومة المركزية بقى في صلاحيات واسعة ياخدها محافظين أو عيلات كبيرة وبعد كدة الأجانب).

بدأ انهيار مصر تدريجيا في الأسرة 6 (التي استمرت 260 عاما) باتباع حكامها وبعض مثقفيها- بلا وعي- وصفة الفوضى "إزفت" (المذكورة في المقالة ج1)؛ فنهشتها الطواعين بكل وحشية وقسوة.

ففي ذلك العصر كثرت عطايا الحكام من الأراضي لكبار رجال الدولة، وبمرور الوقت تضخمت الثروات في أيديهم، وتكونت عائلات ذات سطوة، وفي نهاية الأسرة اهتزت هيبة الحاكم وقوة الحكومة المركزية مع مطامع مراكز القوة الصاعدة- الموظفين الكبار والعائلات الثرية- في الاستحواذ على نصيب من السلطة([8])، وصار لهم فعلا في محافظاتهم سلطة وكلمة قوية في الإدارة تساوت مع سلطة حاكم الدولة، بل وزادت عليها في النهاية، وبالتدريج بسطوا نفوذهم على معابدها وضرايبها.

ومع الزمن، اعتبر بعض المحافظين أن المحافظات حكرا خاصا على عائلاتهم في مناصبها وإدارتها ومالها، حتى في أمور القضاء، ووصلوا لدرجة توريث المنصب لأولادهم بعد أن كان منصب المحافظ بالتعيين من جانب الحكومة، وامتنعوا عن إرسال الضرايب وعائدات الموارد للخزينة العامة بالعاصمة منف، وعن إرسال الشباب للتجنيد، فانهار أعظم ما تم بناء مصر على أساسه، وهو الدولة المركزية الحازمة ونظامها الهرمي([9]).

وغير الواضح ما الذي دفع الحكام إلى الصمت أمام توسيع صلاحيات المحافظين وكبار الأغنياء في إدارة الدولة، إلا ما تكشفه آثار قليلة عن دخول العيلة الحاكمة في علاقات نسب معهم وتزاوج السلطة والمال، فمثلا ورث ببي الثاني في نهاية الأسرة 6 الحكم عن أبيه ببي الأول وهو طفل ابن 6 سنين، فصار الوصي عليه أمه وخاله، وكان خاله من أسرة لها سلطة في الوجه القبلي، وأتاح صغر سن ببي الثاني له إدارة شئون الدولة ككل.

وشكَّل ضعف شخصية ببي الثاني عاملا إضافيا لطمعهم في مزيد من السلطة، وإلى جانب ذلك طال حكم ببي الثاني إلى فترة مهولة، 90 سنة (مات وعمره حوالي 96 سنة)، فلم تتوفر فرصة لظهور حاكم قوي يزيل آثار أخطاء سابقيه قبل أن تستفحل([10]).

فلت الزمام من يد الحكومة المركزية، حتى عجزت عن أن تفرض علي المحافظين تطهير قنوات الري وصيانتها لضمان توزيع مياه الفيضان وإدارة الزراعة بما يحمي البلاد من فترات الجفاف([11]).

طاعون توطين الأجانب

واستفحل الأمر باستعانة محافظين بالأجانب الذين تسللوا واستوطنوا مصر في عمل فرق قتالية تشتغل لصالحهم، فعاثوا في الأرض فسادا في الأرض دون خشية من الحكومة([12])، وربما أنهم من نسل الأجانب المستمصرين زورا أيام قائد الجيش "وني"، واستقدموا آخرين من خلف الحدود، واكتشفت الحكومة متأخرا أن أعناقهم ما زالت تشرأب لحكم مصر نفسها.

وسبق أن اطمئن المصريون إلى بعض القبايل القادمة من وراء الحدود الغربية، ومن كاش "كوش" من وراء الحدود الجنوبية، الذين سمحوا لهم- وفق ما ورد في سجلات القائد "وني" السابق ذكره- بالاشتراك في معارك الجيش بكنعان([13])، لسبب غير واضح، حتى أصبح هؤلاء من أشد معاول الخراب التي أسقطت هيلمان الدولة القديمة بعد أن عرفوا أسرار البلاد ودروبها واختراق مؤسساتها.

وربما كان هؤلاء الغرباء ممن تسللوا في عهود سابقة إلى أطراف المحافظات مثل أسوان وغرب الدلتا والواحات لأسباب تخص هروبهم من الحروب والمجاعات في بلادهم فدخلوا مصر بصفة "لاجئين"، أو كتجار أو كطالبي رزق وعمل، أو كحراس لأبواب الحدود لكونهم أدرى بشعاب الصحاري ومداخل الحدود والتعامل مع القبائل الغايزة، لخلفيتهم القَبلية، وادعوا أنهم تمصروا، فاطمئنت لهم الدولة، فكانت الطامة الكبرى.. وانشرخ الهيلمان.

وإضافة لهؤلاء، تضخم الخطر الأجنبي في مصر بالهجرات الأمورية([14]) التي كسر "وني" شوكتها في فلسطين في عهد "ببي الأول"، فقد تجرأت على حدود مصر من جديد، وهددوا طرق تجارتها مع الشام، ثم تسربت إلى أراضي الدلتا لتستقر فيها، وعجزت الحكومة المفككة عن تأديبهم وإلزامهم حدود الطاعة([15]).

وترتب على هذه الأوضاع، سوا الداخلية أو الوافدة، انتشار الفساد، وقلة محاكمة الفاسدين، والإهمال في رعاية مشاريع الري، فانتشر السخط بين الناس، وزاد السخط أكثر بتجرؤ الأجانب المستوطنين على المصريين بعد أن تعلموا حرفهم وأسرارهم، ولم يردعهم شيء عن نشر الجرائم والنهب، وساعدهم في ذلك تسلح من التحق منهم بالجيش والخدمات الأمنية، وقدوم غزوات جديدة من الشرق استغلت الحدود المهملة.

صرخة إيبور

عبرت عن هذه الأحوال بردية مشهورة باسم بردية الحكيم "إيبو ور" أي إيبو العظيم([16])، وهو رجل يبدو من حديثه المتسم بالفجيعة في البردية أنه كان معاصرا للأحداث، وذا مقام رفيع، وبعد أن سرد صورا باكية لما حصل، وجه اللوم الشديد للحاكم في ذلك الوقت، محملا إياه نصيبا كبيرا من المسئولية، لأنه، يعني الحاكم، كان يرى الأمور تستفحل والأجانب يتزايدون في البلاد، ولا يحرك ساكنا.

بردية إيبو ور بردية إيبو ور (موقع متحف الآثار الوطني في هولندا)

فعن سيطرة الأجانب على الحرف والصناعات في البلاد بعد أن تعلموها واحتكروها وقللوا فرصة أهلها في العمل قال "إيبو ور": "انظر! لا صانع يعمل، والعدو يحرم البلاد حرفها([17])"، و"أصبح الأجانب مصريين في كل مكان"؛ أي تجرأوا على أن يضعوا أنفسهم موضع المصريين في هذا الانقلاب العام ([18]).

ولأن الأجانب معتادون على حمل السلاح في بلادهم نقلوا هذا الأمر لمصر، فانتشر السلاح في الشوارع، وفي هذا يشكو "إيبو ور": "(والبلاد) ملأى بالعصابات، ويذهب الرجل ليحرث ومعه درعه... حقا فإن الوجه قد شحب، وحامل القوس أصبح مستعدا، والمجرمون في كل مكان، ولا يوجد رجل من رجال الأمس... حقا إن الناهبين في كل مكان([19])".

وحامل القوس صفة أطلقها المصريون بشكل عام على القبايل التي تهاجم الحدود من حين لآخر، لأنها تهاجم المصريين من على بعد برمي الأقواس لتتجنب مواجهتهم في فترات قوتهم.

ويواصل "إيبو ور": "حقا فإن المواطنين قد ألقي بهم على أحجار الطواحين. وهؤلاء الذين كانوا يرتدون الكتان الجميل أصبحوا يُضربون([20])"لقد أصبح بناءو (الأهرام) عمالا في الحقول([21])"، يقصد بعدما توقفت حركة بناء المشاريع العظيمة.

وإذا ما سقطت الدولة الحاكمة، وانتشرت عادات الأجانب، وانفتحت شهيتهم للنهب، وصار صوت الفاسد هو الأعلى، يحل غضب الإله، وتغوص "ماعت" في الظلام، فتذبل الأخلاق، وتتحرك النفوس الضعيفة. وفي ذلك حكى "إيبو ور": "حقا لقد... عمت الوقاحة (في كل البلاد) عند كل الناس. والرجل يقتل أخاه من أمه. فما العمل في ذلك؟([22])".

بل وصل الأمر للتجرؤ على مؤسسات الدولة، بما فيها المحاكم (مقر ماعت) ذات القدسية في النفوس.

ويصف "إيبو ور" هذا المشهد الذي ندهش لتكراره في تاريخ مصر كثيرا في زمن الاحتلالات وحتى فوضى 2011؛ فيقول: "لقد سلبت كتابات قاعة المحاكمة الفاخرة، وأصبح المكان السري مكشوفا (...) وفي الحق لقد فتحت الإدارات العامة، ونهبت قوائمها، وصار العبيد أصحاب العبيد، وفي الحق لقد ذبح الموظفون وسُلبت قوائمهم، فتعسا لي بسبب البؤس في مثل هذا الزمن! (...)([23])".

ويستمر في وصفه بحسب ترجمة د. سليم حسن: "ألقيت قوانين دار القضاء في العراء، ووطئت بالأقدام في الشوارع، ومزقها الغوغاء في الأزقة، وأخذ العوام يروحون ويجيئون في دور (القضاء الكبيرة)، ونُفِى القضاة في الأرض، واحترقت البوابات والأعمدة والأسوار([24])".

ووفق سليم حسن في سفره الضخم "موسوعة مصر القديمة" فإن هذا السلوك يعبر عن منتهى سقوط الدولة وقتها، فقد "كانت هذه فعلة شنعاء في نظر النظام المصري؛ إذ كان سحب الكتابات والوثائق من المصالح العامة للاستشهاد بها أو للإطلاع عليها من الأمور المنظمة تنظيما دقيقا([25])".

ووصل الأمر لمنتهاه، وربما الهدف من كل هذه الفوضى، فيقول "إيبو ور": "لقد تجاسر بعض الخوارج فحرموا البلاد المَلَكية (الحكم المركزي)([26]).. انظر! إن سر الأرض (مصر) الذي لا يعرف أحد حدوده قد أفشي، وأصبح مقر الملك رأسا على عقب.. انظر! إن مصر قد أصبحت تصب الماء ]لغيرها[([27])".

و"تصب الماء لغيرها" أي أن مصر تبدل حالها من أنه بعد أن كان الجميع يخدمها، باتت تخدم غيرها من الأجانب.

ويكمل الحكيم مندهشا ملتاعا: "والأجانب الذين كانو يخشونها والذين عرف الشعب (تفاهتهم) أصبحوا يقولون لن تستطيع مصر أن تأتي شيئا، فالرمال (المحيطة بها) هي كل حمايتها!([28])".

وظهر عجز الدولة عن كبح جماح الجنود الأجانب في جيشها بحيث "أصبحت خيرات مصر نهبا مشاعا" لكل من نزلها من غير أهلها، بحسب عبد العزيز صالح مترجما بدوره قول "إيبور ور" عن هذا: "إن الجنود الذين جندناهم من أجل صالحنا أصبحوا ضمن الأسيويين، ألا بعدا للخراب الذي حدث (في مصر)، فقد جعل الأسيويين يعرفون أحوال البلاد([29])".

وربما المعنى أن المجندين من الليبيين والكاشيين "الكوشيين" انضموا للمستوطنين وللغزاة القادمين من الشام في تحالف ضد مصر لنشر الفتن والسيطرة عليها بعد أن عرفوا أسرارها لطول إقامتهم.

وعجزت الدولة عن صد هجرات جديدة للبدو استغلت الأمر؛ فتجاوزوا حدودها، وتسربوا إلى أراضي الدلتا، وشاركوا المصريين معايشهم، واعتبروا أنفسهم من أصحاب البلاد وخاصة أهلها([30]).

ويواصل الحكيم في والألم يحز في نفسه شارحا كيف استغلت القبايل والجماعات التي تراقبنا وتترصد أحوالنا وراء الحدود، كيف استغلت هذه الفوضى لتضرب ضربتها: "تخربت الأقاليم، وتوافدت قبائل قواسة غريبة إلى مصر، ومنذ أن وصلوا لم يستقر المصريون في أي مكان (...) وأصبح الأجانب مصريين في كل مكان... وأولئك الذين كانوا مصريين أصبحوا أغرابا وأهملوا جانبا".

فصار المصريون أغرابا في أوطانهم، يعاملون كأنهم من درجة أقل من الأجانب، وانطبق عليهم حقا المثل المصري: "البيت بيت أبونا، والغرب بيطردونا".

وكان من الطبيعي أن يعز الأمن في البلد، فيقول إيبو ور: "(يقولون) الطرق محروسة، ولكن القوم يختبئون على الأشجار حتى يأتي سارٍ بليل فينهبون ما يحمله ويسلبونه ما عليه، ويشوهون وجهه بالعصا، وربما قتلوه ظلما([31])".

وتأثر الوجه البحري بشدة باضطراب الأمن لقرب طرفيه من الغزاة الآسيويين في الشرق والقادمين من وراء الحدود الغربية، ويصف "إيبو ور" حاله: "أصبحت أراضي الأحراش (أي الوجه البحري) كلها غير مستورة، وامتلأ قلب الوجه البحري بالطرق المطروقة، ولكن ما الذي يستطيع الإنسان أن يفعله؟..".

وتخاصم المحافظون مع بعضهم، واستأثر بعضهم بثروات محافظاتهم، ومنعوا عن خزائن الحكومة المركزية ضرايب أغلب مناطق الصعيد، وعلقت بردية "إيبو ور" على هذا: "الحق أن أسوان وجرجا في أرض الصعيد لم تعودا تؤديان الضرائب نتيجة لشيوع الفتن، فعزَّ الغلال..، ومنتجات المصانع، فكيف يسير بيت المال إذن بغير موارده؟....قَلَّت سفن الصعيد، وتخربت المدن، وأصبح الصعيد خرابا يبابا([32])".

وعلى هذا: "أصبحت العاصمة (منف) في خوف من العوز، والناس يأكلون الحشائش ويتبلعون بالماء"، بحسب تعبيره، إضافة إلى توقف سبل التجارة مع غرب آسيا بعد أن هددتها الهجرات الأمورية، فيكمل: "ما عاد أحد يبحر اليوم نحو جبيل، فما الذي سوف نفعله إذن بخصوص أخشاب الأرز (التي اعتدنا أن نصنع منها) توابيتنا، والزيوت التي يحنط الكبراء بها، و(ترد من) هناك، ومما يجاور كفتيو ]تكريت[. ما عاد يأتي من ذلك شيء حتى أصبح مجيء أهل الواحات بمنتجاتهم (البسيطة) شيئا ذا بال"([33]).

وشاع الهرج والمرج خلال فترة الانقلاب على الدولة، ووصفه "إيبو ور" بكلمات بليغة: "عزَّ الابتسام وما عاد أحد يبتسم، وأصبح الحزن يسود البلاد...، وما عزَّ الصخب في سنوات الصخب (حتى بدا كأنه) لا نهاية للصخب"، وكنتيجة: "قست القلوب، وغزا الوباء الأرض، (وسرى) الدم في كل مكان، وأصبح مجرى النهر قبرا، وغدا مكان التطهر فيه بلون الدم، وإذا قصده الناس ليرتووا منه عافوا جثث البشر وظلوا على ظمئهم إلى الماء([34])".

ويكمل: "وفارق النبل الدنيا‏,‏ وأصبحت ربات البيوت يقلن أني لنا ما نأكله‏,‏ وذبلت أجسادهن في الأعمال‏,‏ وتحطمت قلوبهن من ذل السؤال([35])‏".

ووصل الأمر لانتهاك حرمة الموتى والتجرؤ على الأهرام، وهو من أشد الفواجع التي قال عنها "إيبو ور" متعجبا: "فقد وقعت أحداث لم نسمع عنها منذ ظلمات الماضي السحيق. إذ قامت الغوغاء بخلع الملك! أجل إن الذي دفن بصفته "الصقر" قد انتزعوه من تابوته! لقد نهبت حجرة الدفن وسلب ما بها! ووصل بنا الأمر إلى الحد الذي قامت زمرة من الأفراد-  تجهل كل شيء عن أمور الحكم- بتقويض النظام الملكي ]الدولة المركزية[ في البلاد([36])".

وفي إشارة إلى أن سرقة الأهرامات وسرقة أجساد الملوك من توابيتها تم منذ ذلك الوقت قال "إيبو ور" : "ومخبأه ]أي تابوت الملك[ الأهرام قد أصبح خلوا"([37]).

وانتهكت المقدسات؛ فلم يقف المهاجمون عند حد حرمان البلاد من حاكمها، وهو الضامن الأوحد لاستتباب النظام، بل دمروا جسد الحاكم المتوفى فحرموا بذلك الأجيال السابقة من حياة الآخرة؛ فكان الظن أن سلامة الجسد تساعد الروح في التعرف على صاحبها.

وبتعبير سليم حسن، لقد قوضوا بفعلتهم الشنعاء هذه بنية الهرم الكوني؛ فتصدع وتداعى، وأصبحت مصر "عالما مقلوبا رأس على عقب"، فوقعت فريسة الفوضى الواقفة لها بالمرصاد لتنقضِ عليها كلما تقاعس الملك عن واجباته أو اختفى([38]).

والمقصود بالملك هنا ليس الحاكم في حد ذاته وحده، وإنما الحكومة المركزية ككل ونظامها (ماعت).

لوم إيبو ور للحاكم

وموجها اللوم بقوة للحاكم الموجود وقتها، ولكنه بلا حول ولا قوة، قال له "إيبو ور": "إن القيادة والفطنة والصدق معك‏,‏ غير أن ما تبثه في طول البلاد هو الفوضى وغوغاء الذين يتخاصمون‏ (...) فالأكاذيب تتلي عليك، والبلاد قش ملتهب([39])‏".

أما رد الحاكم عليه فجاء كصوت يائس يقول إنه حاول حماية شعبه بالوقوف في وجه الغزاة والأجانب الذين كانوا يهاجمون البلاد، فجاوبه "إيبو ور" بأن هذا لم يكن كافيا، وإنه يعلم حسن نيته ولكن ذلك لا يكفي: "إنك جعلت الناس يعيشون بسبب ما فعلته ] من محاولات صد الفساد والإهمال والأجانب في وقت متأخر [ولكنك تغطي وجوههم خوفا من الغد"([40])، إشارة فيما يبدو إلى أن الحاكم لم يكن من الشجاعة والبصيرة أن يواجه نذر الخطر من البداية ويكاشف شعبه بها.

وكما وجه الكاتب اللوم للحاكم لأنه تهاون وهو يتابع هيبة وحدود الدولة تتهاوى، وجه اللوم لنفسه ولبقية الناس الذين لم يتحركوا أو يطلقوا تحذيراتهم بقوة من البداية، فقال: "ليتني رفعت صوتي في ذلك الوقت حتى كنت أنقذ نفسي من الألم الذي أنا فيه الآن. فالويل لي؛ لأن البؤس عمَّ في هذا الزمان([41])".

وفي إشارة إلى أن هذه الفوضى لم تكن تلقائية، وإنما كان وراءها تدبير محكم قال "إيبو ور": "وانقلبت العاصمة في ساعة"، "وقلبوا أوضاع العاصمة رأسا على عقب، واقتحموا دواوينها ومزقوا وثائقها([42])".

 ثورة أم فوضى؟

تزخر كتب علماء الآثار التي تتناول هذه البردية بالقول إن سبب هذه الفوضى الجامحة وغير المعتادة في مصر هو انتشار المجاعات والفساد وسوء الحكم، أي لأسباب داخلية محضة، ولذا سموها بـ"أول ثورة اجتماعية أو شعبية في التاريخ".

غير أن الأمر يحتاج لإعادة نظر، وأن يبتعد المفسرون عن تأثرهم بالنظريات الاشتراكية الماركسية في تفسير الثورات، والتي تحصرها في فساد وتسلط الحاكم والفقر؛ فالمجاعات والفساد سبب صحيح، لكن ظهرا في مصر في عدة عصور ولم يقم الشعب بتخريب بلاده، بما فيه الاعتداء على حرمة الأموات والمحاكم والمعابد ومؤسسات الدولة بهذا الشكل، وبهذا الغِل، أو انتشرت أعمال القتل والدم بهذه الغزارة.

ولكن النظر للعلاقة بين هذه الفوضى وبين ظهور مراكز قوى فاسدة تناطح الدولة، وانفتاح البلاد على الأجانب بشكل واسع، وتمكن الأجانب من أماكن في البلد وحملهم السلاح، واحتمال قيامهم بنشر الفتن، خاصة مع اختلاف التقاليد بين الأجانب المعتادين على العنف والتسلط على غيرهم وبين الشعب المصري المسالم الغافل عن التآمر قد يوضح الصورة أكثر لنخرج بتفسير أصح، ويناسب الظروف المصرية.

وفي ذلك يقول الدكتور عبد العزيز صالح: "وتجمعت عيوب النظام القديم مع سوءات المهاجرين واضطراب الثائرين والموتورين([43])".

ويرفض عالم المصريات نيكولا جريمال أن تكون هذه الفوضى الدامية ثورة شعبية، فيقول: "ويرى البعض أن الأزمة التي اجتاحت مصر هي ثورة اجتماعية، وهو أمر مستبعد؛ نظرا لأنها لم تفضِ إلى شكل جديد من الحكومات، بل استمر النظام القديم، وهو نفس ما حدث بعد كل "عصر انتقالي"، فما يرويه "إيبو ور" من أحداث إنما يشبه هبة أكثر شرائح المجتمع حرمانا، والتي لم تتحرك بسبب ما تعانيه من ظلم اجتماعي، وهو أمر بعيد كل البعد عن روح النظام السياسي السائد، إنما حدث نتيجة تأثيرات خارجية وفدت على مصر لتجد تربة صالحة في بلد أصابه الوهن والإنهاك([44])".

أي أن وجود عدد كبير من الأجانب، ومن قبائل ومناطق اعتادت حمل السلاح والفوضى ورفض الخضوع للدولة ولـ "ماعت"، واعتادت الطمع في مصر، وتغلغلت في مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، ووجود رغبة عندها لهدم مصر- لمجرد الهدم- كل هذا يلزم أن يوضع في الحسبان جيدا عند تفسير وقوع مصر في فوضى بهذا الحجم المخيف.

ورغم سوءات هذه الفوضى الشاملة، إلا أن صالح رأى أن المصريون استغلوها في مراجعة أمورهم، فأخرجوا من المر شرابا حلوا، فقال "إنها استثارت نوعا من الوعي القومي لدى المفكرين الذين عزَّ عليهم عجزهم عن دفع البلاء عن وطنهم قبل وقوعه، وعزَّ عليهم أنهم لم ينشطوا عند ظهور بوادر الخطر ولم يتلافوها، وصعب عليهم أن تنتهك حرمات البلاد وتبتذل مقدساتها الدينية والتقليدية تحت أبصارهم وأسماعهم، سواء بأيدي المهاجرين أم بأيدي المواطنين الموتورين([45])".

أين الجيش؟

ويثور سؤال.. أين كان الجيش في ذلك الوقت؟

الإجابة المحتملة أن الجيش وقتها لم يكن جيشا نظاميا بالشكل الذي ظهر عليه في الأسرة 17 أو18، وإنما يتألف من ضباط وجنود يتدربون كاحتياط تستدعيهم الحكومة من المحافظات كلما حل بالبلد خطر وعزمت على شن حملات حربية على الحدود لصد غزوات قبايل الشرق والغرب والجنوب.

وحين تزايد نفوذ المحافظين وكبار العائلات بالتدريج في وقت كانت الحكومة المركزية تذبل، امتنع محافظون عن إرسال الشباب للتجنيد والتدريب، واحتفظوا بهم كقوة مسلحة أو حراسة خاصة بهم في داخل المحافظة، بل وبعضهم فضَّل الأجانب المستوطنين عليهم في ذلك، فتفكك الجيش بشكل غير مباشر، وفقد قدرته على الالتئام والتوحد السريع عند اندلاع الخطر.

وإلى ذلك يشير صالح بقوله: "وكوَّن كل حاكم ]حاكم إقليم أي محافظ[ من أولئك الحكام جيشا محليا وأسطولا محليا بما يناسب إمكانيات إقليمه ]محافظته["، وضرب مثلا على هذا بمحتويات مقبرة "مسحتي" محافظ أسيوط التي تضم ماكيتات لفرقة جنود تابعة للمحافظة([46])، وموجودة بالمتحف المصري.

تماثيل خشبية لمقاتلين في مقبرة مسحتي (المتحف المصري)

 وشكلت هذه الطريقة في استخدام الجنود بشكل محلي خطرا جديدا على وحدة البلاد؛ لأن وجودهم تحت إمرة المحافظين مباشرة شجع هؤلاء المحافظين على التنافس المسلح فيما بينهم، ودفع أقوياءهم إلى الطمع في السيطرة على المحافظات الأخرى([47]).

كما تجلى انهيار الجيش في احتلال الغزاة للوجه البحري مجددا بعد سقوط الدولة المركزية، وفي ذلك قال نيكولا جريمال: "والأدهى من ذلك أن البدو "الساكنين فوق الرمال" الذين حاربهم "أوني" في زمن سابق أخذوا يجتاحون الدلتا عند نهاية الأسرة الثامنة([48])".

واللافت أنه في تحذيرات "إيبو ور" ردد عبارة "والأجداد قد تنبأوا([49])"، فهل يقصد وصية الأجداد والأرباب المؤسسين بعدم التفريط في "ماعت" وبعدم الغفلة عن الحدود وانتشار الأجانب في البلاد؟

"إن البوابات ]الحدود[ التي فوقك كبوابات حامية.... إنها سوف لا تفتح للغربيين، إنها سوف لا تفتح للشرقيين، إنها سوف لا تفتح للجنوبيين، إنها سوف لا تفتح للشماليين، إنها سوف لا تفتح لهؤلاء الذين في وسط الأرض، إنها سوف تفتح لحورس([50])".

فاستحقت الأجيال التي لم تلتزم بها عقاب الإله الذي حذر منه بتاح حتب في الأسرة 5 لما قال:

"إن الذي يفعل الماعت فذلك الذي يكون بعيدا عن الضلال"، "يحل العقاب دائما بالذي يتخطى قواعدها"([51]).

في ج 3 هنتابع إيه اللي حصل، وإزاي مصر قامت من وقعتها دي، وإزاي بنت نفسها من جديد، وبرضو إزاي نسيبت تاني وصايا "ماعت" وراح من بين إيدينا الجيش للمرة التانية.

بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس) 23-12-2024، الموافق 14 كيهاك

رابط المقالة مسموعة على يوتيوب في قناة "كيمة والخاسوت"


مواضيع ليها صلة:


المصادر:

([1])- الشرق الأدنى القديم..مصر والعراق، عبد العزيز صالح، مكتبة الأنجلو، ط2 منقحة، القاهرة 1973، ص 101

([2])- انظر نفس المرجع، ص 105 و 125

([3])- للمزيد عن الأنشطة الاقتصادية والحربية في سيناء، وأسماءها المصرية وآثارها منذ أقدم العصور المصرية وحتى نهاية الدولة الحديثة انظر: مواقع الآثار المصرية القديمة- الجزء الأول"، عبد الحليم نور الدين، ط 8، الخليج العربي للطباعة والنشر، ص 471- 484

([4])- انظر: الشرق الأدنى القديم- مصر والعراق، مرجع سابق، ص 128

([5])- نفس المرجع، ص 134

([6])- نفس المرجع

([7])- نفس المرجع، ص 135

([8])- انظر: فجر الضمير، جيمس هنري بريستيد، ترجمة سليم حسن، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 153

([9])- خلال فوضى يناير 2011 ظهرت دعوات لانتخاب المحافظين بدلا من التعيين وتوسيع صلاحياتهم بحجة الديمقراطية، فيما كانت أحزاب أسسها رجال أعمال خصيصا للانتخابات وتنظيم الإخوان الدولي وعائلات معينة تتحفز لاقتناص منصب المحافظ، ولو حدثت فعلا انتخابات للمحافظين لصارت محافظات مصر خلال 10 سنوات مقسمة إقطاع للحزب الفلاني، وإقطاع لرجل الأعمال العلاني، وأخرى لعائلة التلاني، وتلك للإخوان، إلخ، وتأخذ المحافظات صبغات دينية وحزبية متصارعة، وتنفلت عرى مصر تماما.

([10])- استمر حكم ببي الثاني 90 سنة، لأنه حكم، اسميا، في عمر السادسة، وعاش حتى عمر الـ 96 عاما، وهو أطول حكام مصر في تاريخها عمرا وحكما بعد رمسيس الثاني الذي حكم 60 عاما، والاثنان من الاستثناءات النادرة في هذا الأمر في تاريخ مصر كله.

([11])- انظر: تاريخ مصر القديمة، نيكولا جريمال، ترجمة ماهر جويجاتي، دار الفكر للدراسات والفكر والتوزيع،ط2،القاهرة،1993، ص 179

([12])- انظر: الشرق الأدنى القديم- مصر والعراق، مرجع سابق ص 142

([13])- انظر: المرجع السابق، ص 135

([14])- الهجرات الأمورية صارت من المكونات الأساسية لسكان الشام في ذلك الزمان، ولم تفقد طموحها في غزو مصر رغم الخساير التي تكبدتها على يد الجيش المصري، فهم لا ينسون هدفهم، ولكنهم في نفس الوقت لا يصلون إليه إلا إذا غفلت مصر عن خطرهم وآمنت لهم وهم يتسللون إليها على دفعات في ستار تاجر أو عامل أو لاجئ إلخ.

([15])- الشرق الأدنى القديم- مصر والعراق، مرجع سابق،ص 142

([16])- البردية مشهورة كذلك باسم بردية "ليدن"، نسبة إلى متحف ليدن الهولندي المحفوظة به الآن، وممزق منها الأجزاء التي تحتوي اسم الملك في ذلك العصر ونهاية الأحداث.

([17])- موسوعة مصر القديمة، سليم حسن، الجزء 17، الهيئة العامة للكتاب، مشروع مكتبة الأسرة، 2000، ص 297

([18])- نفس المرجع، ص 302

([19])- نفس المرجع، ص 303

([20])- نفس المرجع، ص 306

([21])- نفس المرجع، ص 305

([22])- نفس المرجع ص 307

([23])- نفس المرجع ص 308

([24])- الشرق الأدنى القديم- مصر والعراق، مرجع سابق، ص 361

([25])- موسوعة مصر القديمة، مرجع سابق، هامش ص 297

([26])- الملكية هنا المقصود بها الدولة وأركانها، وليس المقصود نوع الحكم ملكي وجمهوري كما في العصر الحديث، وسر الأرض مقصود به أسرار مصر وأسرار الحكم والوثائق الهامة.

- تكرر هذا الأمر عدة مرات في عصور لاحقة خلال الاحتلالات، كما تكرر في أحداث يناير 2011 حين تجرأ البعض على اقتحام مؤسسات الدولة مثل مقرات أمن الدولة والمحاكم وأقسام الشرطة بحجة السخط على الحكومة، وإن كان اختيار تلك الأماكن والجرأة عليها غير بعيد عنه تخطيط أجنبي تورط فيه بعض المتظاهرين الغافلين، مثلما يبدو أن حدث في الأسرة 6.

([27]) - نفس المرجع، ص 309

([28])- الشرق الأدنى القديم- مصر والعراق، مرجع سابق، ص 359

([29])- نفس المرجع، ص 360

([30])- نفس المرجع

([31])- نفس المرجع

([32])- انظر: نفس المرجع

([33])- المرجع السابق، ص 360

([34])- نفس المرجع، ص 361

([35])- نفس المرجع، ص 361- 362

([36])- تاريخ مصر القديمة، نيكولا جريمال، مرجع سابق، ص 178

([37])- موسوعة مصر القديمة، سليم حسن، مرجع سابق، ص 309

([38])- نفس المرجع

([39])- موسوعة مصر القديمة، مرجع سابق، ص 315

([40])- الفكر الفلسفي في مصر القديمة، د. مصطفى النشار، الدار المصرية السعودية للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، ص 91.

([41])- موسوعة مصر القديمة، مرجع سابق، ص 299

([42])- انظر: الشرق الأدنى القديم- مصر والعراق، مرجع سابق، ص 142

([43])- نفس المرجع، ص 361

([44])- تاريخ مصر القديمة، نيكولا جريمال، مرجع سابق، ص 178- 179

([45])- الشرق الأدنى القديم-مصر والعراق، مرجع سابق، ص 142

([46])- انظر نفس المرجع، ص 145

([47])- انظر نفس المرجع

([48])- تاريخ مصر القديمة، نيكولا جريمال، مرجع سابق، ص 179-180

([49])- موسوعة مصر القدية، سليم حسن، مرجع سابق، ص 302

([50]) - وصية نصوص الأهرام، القومية وتعبيراتها عند المصري القديم حتى نهاية التاريخ المصري القديم، نجلاء فتحي شهاب، رسالة دكتوراة، كلية الآثار جامعة القاهرة 2012، ص 125- 126

([51])- انظر تقديم علي رضوان لكتاب "الماعت.. فلسفة العدالة في مصر القديمة"، أنَّا مانسيني، ت. محمد رفعت عواد، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 2009، ص 12-15

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جدول محتوى المقال
    Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

     
    Legacy Version