التاريخ الميلادي

الجمعة، 19 سبتمبر 2025

بمناسبة سرقة إسورة المتحف المصري.. مصر مش بيحكمها عقل واحد

  بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)

بمناسبة سرقة إسورة من المتحف المصري في 9-9-2025، وجرأة موظفة في المتحف إنها تتورط في جريمة زي دي، هحكي موقفين حصلولي في المتحف، يدقو الجرس عن الخطر الكبير اللي مستني الآثار المصرية لو فضل مصر يحكمها، أو يشارك في حكمها، عقل مش عقلها.



 ففي حاجات كتير حوالينا بقت تحسسنا إن مؤسسات البلد اللي فيها مش عقل مصري وبس، لكن بيتحكم في قراراتها عقول مصرية + عقول هكسوسية، من أول اللي في مراكز صناعة القرار لحد الموظفين والناس اللي شغالة في كل مكان، وإنه عشان كدة بتطلع القرارات، حتى في الأمن القومي، عكس بعضها، يعني يعملو اللي فيه مصلحة البلد واللي ضدها في نفس الوقت؛ لأن المصري والهكسوسي بيحكمو مصر..سوا.. تخيل!

وكأن المصري بيعافر عشان يطلع قرارات لمصلحة البلد، ويلاقي في وشه الهكسوسي يعمل القرارات العكس، اللي بترخصنا، وتبيعنا في أقرب سوق.

وبمناسبة اللي حصل في المتحف اليومين دول، وهو سرقة الإسورة، في موقفين حصلولي في المتحف، وكتبت عنهم في حساب ليا على تويتر اسمه "توطين الهكسوس نكبة" سنة 2022، وهعيدهم هنا في المقالة دي، هما يبانو موقفين صغيرين لكن في رأيي فيهم الخلاصة.

الموقف الأولاني حلو، والموقف التاني مُرّ قوي ويخلع القلب من الضلوع، وهبدأ بالحلو.

الموقف الحلو، كان قبل 2011 بسنين طويلة، وأنا طالبة في كلية الإعلام (قبل ما أدرس دبلومة الآثار المصرية في كلية الآثار جامعة القاهرة) زرت المتحف لأول مرة، لقيت ترحيب كبير بيا من الموظفين وكمان ناس في قوات البوليس اللي بتأمن الدخول للمتحف، ولقيتهم مبسوطين إن في طالبة جاية مع نفسها، تزور المتحف وحدها محبة في الآثار؛ لأن أكتر الطلبة وقتها كان بيروحو إما رحلات أو طلبة كليات الآثار والفنون الجميلة.

وفي مرشد أو موظف هناك كان واقف مع أجانب في قسم المومياوات وسألته عن حاجة في تاريخ رمسيس التاني، فرح بأسئلتي، ولقيته بعد شوية ساب الأجانب، وخد جنب، وقعد يشرحلي بكل احترام واهتمام، وقالي أنا عارف إن تذكرة قاعة المومياوات غالية، هاتي صحابك في الكلية في أي وقت وأنا أدخلكو ببلاش، وأرد على كل أسئلتكو، وقالي اسمه وقتها عشان أبقى اسأل عليه، وكان اسمه طارق.

وقتها حسيت بتقدير، وإن الناس دي بتحب بلدها وآثارها قوي، ونفسها كل اللي تعرفه عن عظمة آثار مصر توصله لكل مصري.

وأما الموقف التاني.. فكان زفت الزفت، وللصدفة كان برضو عند قاعة المومياوات، وهو كان بعد الفوضى أو اللي بسميها "زفتة يناير 2011"، ووقتها كان السياحة بقت قليلة قوي في مصر، ورحت مرة المتحف المصري فكان تقريبا فاضي من السياح.

ودخلت قاعة المومياوات برضو، وخدت فرصة إنه فاضي وقعدت ييجي نص ساعة مع الأجداد، وأنا قاعدة بالمعلومات القليلة اللي كانت عندي عن تاريخنا القديم، أتخيلهم لما كانو عايشين، وأراجع في دماغي مواقفهم والحاجات اللي عملوها، وأتخيل إزاي كان بيتصرفو، وقد إيه كانت هيبتهم في الدنيا، وأقول لنفسي لو ردت فيهم الروح دلوقت وشافو حالنا دلوقت هيقولو علينا إيه.

وأما خلصت لفتي وقعدتي معاهم وأنا مبسوطة قوي من جوايا، طلعت من القاعة، وعلى باب القاعة لقيت موظف مكلضم كدة وبيقولي إنتي تأخرتي ليه جوة؟

استغربت السؤال؛ لأنه في كاميرات ومتشاف بعمل إيه، واستغربت أكتر من ضيقه مني، بس رديت وقلتله كنت قاعدة مع أجدادي.

لقيت وشه اتكهرب واحمَّر وقالي: أجدادك؟!!

قلتله: آه.. هما مش أجدادك برضو؟

قالي بغيظ وكأنه بينش حاجة من ع وشه: لا طبعا مش أجدادي.

وقتها طب قلبي بين رجليَّا، واتخضيت جاااامد.. ليه؟

أول حاجة: لأن أول مرة كنت أشوف مصري يقول على أجدادنا إنهم مش أجداده، وبضيق كدة.

تاني حاجة: لأن اللقيط ده بيشتغل فين؟ بيشتغل في المتحف المصري، يعني ممكن يعمل أي داهية أو يتهاون في أي حاجة تضيع تراث الناس اللي بيكرههم دول، ويبقى سهل يترشي، أو ينقل أي أسرار أو معلومات مهمة تخص المتحف لناس عايزة تسرقه أو تعمل فيه أي بلوة.

بصيتله بقرف ومشيت..وأنا أعصابي متكهربة، ودلوقت كل ما أفتكر الحكاية دي أقول ياريتني كنت كملت معاه كلام شوية، أعرف إن كان هو مضايق من أجدادنا ومش بيحترم آثارنا عشان مثلا متأثر بالجماعات الدينية اللي بتكفَّر الحضارة المصرية وبتكرهها، ولا عشان هو من الهكسوس القدام اللي ناسب نفسه لبلاد أجنبية وقبايل، ومعتبرهم هما نسبه الحقيقي مش إن نسبه الحقيقي أرض مصر وبس.

قاعة المومياوات في المتحف المصري قبل نقلها للمتحف القومي للحضارة (صفحة المتحف المصري)

  اللهو الخفي

مع السنين، بقى الواحد يكتشف إن العينة دي موجودة في مؤسسات كتير، بما فيها مؤسسات حفظ الأمن القومي، وأماكن صناعة الرأي العام والإعلام، وفيهم اللي بيتنطط زي السحالي ويقولي أنا أجدادي ترك ولا عربان ولا شوام ولا أي داهية، أو بيعتبر إن قدوته بس هما الصحابة لو مسلم، أو القديسين المسيحيين لو مسيحي، أما أجدادنا المصريين قبل المسيحية والإسلام شايفهم شياطين.

والناس دي واخدين مكان جنب المصريين اللي ما بينسبوش نفسهم إلا لمصر، وحتى آخدين فرص أحسن بكتير من ولاد مصر.. إزاي؟

لأنهم من أيام الاحتلال متسلسلين في الغنى والمناصب، وبيجيبو بعض فيها، وحتى ثورة 23 يوليو سنة 1952 ما لحقتش تنضف البلد منهم، يدوب بس نحلت ريس ناس منهم بقوانين الإصلاح الزراعي والتأميم، ونشر التعليم بين كل المصريين، وفتحت الفرصة بمجانية التعليم الجامعي لعدد أكبر من المصريين الحقيقيين يوصلو لمناصب ومراكز بشكل أكبر من اللي كان قبل 1952.

لكن لما اتوفى عبد الناصر، بدل ما اللي بعده يكملو في رد البلد لأهلها الحقيقيين، ويطلعونا من المتاهة بتاعة القومية العربية اللي عطلت عبد الناصر نفسه إنه يكمل في تنضيف البلد من أكترية التيارات الدخيلة والهكسوس القدام، طلَّعو عصابة الإخوان المسلمين من السجون، وفتحو الجامعات والجوامع للجماعات الدينية المتطرفة، ورجَّعو الإقطاعيين القدام، اللي أكترهم من الهكسوس القدام، ياخد المراكز والنفوذ في البلد شوية بشوية، وانضملهم الإقطاعيين الجداد اللي اتخلقو عن طريق استغلال النفوذ في المناصب، أو الانفتاح سداح مداح، أو الخصخصة وبيع أملاك البلد ليهم وللأجانب إلخ.

وهما دول الناس اللي ممكن نسميهم "اللهو الخفي"، اللي بيبقى السبب الأساسي ورا أزمات كتير بتتصنع في البلد، وتخنقنا، سوا في احتكار سلع مهمة، أو زيادة مش طبيعية في الأسعار، أو تبويظ مؤسسات التعليم والصحة عشان يكرهو الناس في التعليم والعلاج المجاني، ويخلوهم يقبلو الخصخصة والاستثمار الأجنبي يتحكم في حياتنا، وتبويظ الزراعة، أو تحويل عيالنا من أشطر الناس في كل شغلانة وتخصص لسلعة تتصدر زي الطماطم والبطاطس للبلاد العربية وغيرها باسم عمالة، ورميهم للذل والمهانة هناك، وهما أساس في تجارة الآثار والسلاح والمخدرات، وقرارات كتير اتاخدت وبترخصنا، زي قوانين بيع الجنسية المصرية، وتفصيل عشرومية قانون لتوزيعها على الأجانب، وبيع أصول الدولة وأراضيها والتفريط في تراثها وحضارتها للسعوديين وللأفارقة السود وغيرهم، وتوطين الهكسوس الجداد، وتحويل مصر لبلد بزرميط تحت اسم "قبول الآخر"، و"احترام التنوع والاختلاف".

وهو ده اللي ورا إنه كل ما مصر تمشي لقدام شوية ونفرح ونهلل نلاقيها وقعت تانية، والدنيا اتطربقت فوق راسها تاني.

دول هما عدو مصر رقم واحد.. لأنهم العدو الباطن.

زيادة البلوة ألف بلوة

ونرجع تاني لحادثة سرقة الإسورة من المتحف المصري، وكان متورط فيها أخصائية ترميم في المتحف، يا ترى دي إيه وراها؟ مجرد واحدة طماعة في الفلوس، وطمعها عماها حتى عن العقوبة الكبيرة اللي بتستنى موظف حكومي يسرق الآثار؟ ولا سهلها الطمع ده إنها تبع تفكير الجماعات اللي بتكره الحضارة المصرية وتعتبر آثارها غنيمة لأي حد؟ ولا هي مش معتبرة المصريين دول أجدادها وشايفة ليها أجداد تانيين، وبرضو معتبرة تراث أجدادنا غنيمة للي زيها؟

ممكن يكون أي سبب من دول، أو كذا واحد مع بعض، بس الأكيد هو إنه النوعية التانية والتالتة، يعني اللي تبع تيارات دينية وسياسية بتكره مصر، والهكسوس القدام اللي شايفين ليهم نسب أجنبي حاطينه فوق النسب المصري، هما سبب رئيسي في محاولة ضرب الحضارة المصرية، وبيع مصر تاريخ وأرض وآثار ومصانع وشركات وحتى بشر، وبيبان ده كويس في فتاوى وتصرفات الجماعات الدينية، وكتير من البدو والعرب والمستعربين ومن الفكر اليسارجي وبتوع المواطن العالمي، والتفريط في التراث المصري وتسجيله باسم السعودية وغيرها تحت اسم، ما كلنا عرب زي بعض وده تراث مشترك، إلخ.

فإن كان في البلد في ناس الطمع هو اللي بيخليهم يسرقو، ليه أحط عليهم طوفان من الناس المتأدلجين والهكسوس القدام والهكسوس الجداد اللي دخلو مصر باسم لاجئين ومستثمرين ومجنسين، وبدل ما يبقى عندي مثلا حرامي يبقو 100 حرامي؟ ليه؟


 مواضيع ليها صلة:

إزاي حكومة الهكسوس بتساعد في صناعة إسرائيل الكبرى وحلم أشعيا (ج1) مشروع بزرمطة مصر

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جدول محتوى المقال
    Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

     
    Legacy Version