التاريخ الميلادي

الاثنين، 6 أكتوبر 2025

باللاجئين الأثيوبيين.. رفع علم أُثيوبيا وهويتها في شوارع مصر

 بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)

يمكن تكون صدمة لكتير من المصريين إن مصر، اللي في عداوة وأزمة حياة أو موت بينها وبين أثيوبيا حكومتها سامحة إنه يستوطن فيها آلاف من الأثيوبيين، وأكترهم من العرقية بتاعة رئيس وزرا أثيوبيا، أبي أحمد، اللي بيهدد مصر بخطر أكبر من خطر إسرائيل.

فإن كان بيتقال تبريرات لوجود الفلسطيني والسوري واليمني والسوداني إلخ بحجة العروبة، وهي حجة كدابة، فإيه اللي يجمعنا مع الأثيوبيين؟ وإيه اللي يخلينا نحطهم في عروقنا وفي وقت بلدهم بتهدد وجودنا وحياتنا من أساسه؟

وأنا كنت من "المصدومين" دول لما شفت كذا تقرير في وسايل الإعلام عن إنه في لاجئين أثيوبيين في مصر، وكمان بيرفعو علم أثيوبيا بحرية في شوارعها، ولما كتبت عن ده سنة 2021، على حسابي على تويتر "توطين الهكسوس نكبة" مكنتش متخيلة هيعدي كمان 4 سنين، وهيفضلو في البلد عادي، وفي عز ما أثيوبيا بتحاربنا بسد النهضة.

رابط التويتة

انتشار الأثيوبيين في مصر

حسب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وصل عدد اللاجئين الأثيوبيين المتسجلين فيها لحد شهر 3 سنة 2025 لـ 18 ألف أثيوبي، وده طبعا مش عددهم الحقيقي، لكن اللي سجلو في المفوضية بس، لكن العدد على الأرض أكت.

 فمثلا المفوضية بتقول إن عدد اللاجئين السودانيين 673 ألف، أما رئيس جهاز التعبئة والإحصاء قال في سنة 2023 إنهم 4 مليون، يعني الفرق أضعاف.

وفي 2018 نشر جرنان "المصري اليوم" كذا تقرير عن اللاجئين الأثيوبيين في مصر، ومع إن التقارير كلها ترحيب بيهم، إلا إن المعلومات اللي فيهم تأكد إن إن وجود الأثيوبيين هو ضربة للأمن القومي المصري في العضم، ومع كدة، عدى 7 سنين، وبدل ما دول يترحلو نلاقي إن الهكسوس عموما، بما فيها الأثيوبيين، اتعملهم امتيازات جديدة في فرص الشغل ولهف الجنسية المصرية والإقامة إلخ.

من اللي جه في تقرير "المصري اليوم" بعنوان: "المصري اليوم" ترصد أحوال "الأرومو" أكبر القبائل الإثيوبية فى مصر (صور)":

1- بيقول إن الأثيوبيين وأفارقة سود تانيين بيرفعو علم بلادهم في الأماكن اللي بلطو فيها، زي حي عرب المعادي في القاهرة، بحجة كل جنسية منهم تميز نفسها عن الباقيين. 

وطبعا زي ما هو معروف، فدي البداية لعمل التكتلات والأعراق الدخيلة في مصر.

2- اللغة الأثيوبية بقت "تنافس" اللغة العربية في عرب المعادي.

ودي بداية تعدد اللغات اللي هو من أسباب الصراعات في أثيوبيا أصلا.

3- الأفارقة غيرو في السكان "الديموغرافيا".

يعني إن عدد الأثيوبيين وبقية الأفارقة السود كتر لدرجة بقو ظاهرين في الحتت دي، ويمكن ييجي يوم يبقو فيها أكتر السكان.

تقرير المصري اليوم يقول إن كل محل "يرفع علم الدولة التي ينتمي إليها تعبيرا عن الهوية"

 
أثيوبيين في مراكز تعليمية في مصر بتعلمهم يحافظو على لغتهم وثقافتهم العرقية والقبلية


 4- الأثيوبيين بيحاولو "يندمجو".

 بس لما نتابع شكل حياتهم حسب التقرير ده وغيره، بنلاقي إن الدمج هنا المقصود بيه مش إن الأثيوبيين بيحاولو يعيشو زي المصريين، لكن إنه يدمجو المكان نفسه في ثقافتهم هما، يعني يحولوه كأنه حتة في أثيوبيا؛ لأنهم بينشرو لغتهم وعاداتهم وقبايلهم.

فاللي معرفوش يندمجو مع بعض في بلادهم وفضلو أعراق وقبايل وحروب أهلية لا يمكن يندمجو مع شعب بلد تاني.

5- بيقول التقرير إن الأثيوبيين وغيرهم من أفارقة ناويين على "إعادة التوطين".

وهي كلمة ليها كذا معنى، بيتقصد بيها توطين في مصر أو توطين في بلد تاني، ومن رصد نشاط الأثيوبيين والأفارقة عموما في "التمكين" في مصر واضح إنه مقصود توطين في مصر، على الأقل أكترهم، خصوصا إن أعدادهم بقت كبيرة بدرجة ما تتحملهاش دول زي أوروبا وأمريكا اللي كان متعودين يهاجرو ليها، واللي دلوقت بتطلع قوانين تقلل من فرص الهجرة ليها بعد المشاكل اللي عملها المهاجرين وخوف البلاد دي على هويتها.

  صناعة بلوة الأقليات في مصر

6- جرنان "المصري اليوم" بيوصفهم بإنهم "الأقلية الأثيوبية في مصر" كأنهم بقو من البلد وأمر واقع، وكمان بيقدمهم إنهم ناس محتاجة المساعدة والعطف، ومعنى ده كمان إنه أي إجراء تاخده الحكومة وما يعجبهومش، أو أي مشكلة تحصل بينهم وبين مصري، يتقدم الأُثيوبي على إنه الأقلية الضعيفة المضطهدة قصاد اللي هيعتبروها الحكومة المصرية الغولة والمصريين المتوحشين.

7- الجرنان ما احتجش على إن إزاي الناس دي تدخل مش شرعي، وتستولي على شوارع وأحياء، وكمان ترفع فيها العلم بتاع بلادهم.

الأثيوبي له الأولوية في السكن

8- الأفارقة بقى ليهم الأولوية في المنطقة في السكن والتأجير عشان بيدفعو إيجار كبير.

 ومعنى ده إن المصري ابن البلد بقى وجوده في حي عرب المعادي مثلا مش مطلوب، ولو حب يسكن هيلاقي السعر عالي عليه، ويتقاله الأفريقي أولى منك، بيدفع أكتر، وغلا الأسعار البشع اللي حكومة الهكسوس بتكوي المصريين بيه ليها 7 سنين، بيخلي أصحاب المحلات والبيوت محتاجين أي زيادة في الإيجارات.

المحلات في حي عرب المعادي اتحولت لهويات الأفارقة السود (المصري اليوم)

صناعة بلد القبايل والانفصالات.. قبيلة أوروميا

حسب التقارير الصحفية المنشورة عن اللاجئين الأثيوبيين في مصر، فكتير منهم تبع قبايل أورومو والأمهرية، اللي هما سكان إقليم أوروميا وإقليم أمهرة.

 ومعلوم إن الجماعتين دول قايدة بينهم حرايق الصراعات والحروب في أثيوبيا من سنين طويلة، يعني جايين مصر بصراعاتهم وأحقادهم ضد بعض.

والأكتر منهم في مصر لحد دلوقت هما الأورمو، وهما أكبر تجمع عرقي في أثيوبيا، أكتر من تلت السكان، ويوصل عددهم هناك لحوالي 40 مليون، متكونين من عشاير وقبايل تحت اسم أورومو، أكتر دين بينتشر بينهم الإسلام وبعده المسيحية، ودينهم القديم، ودخلو في الإسلام متأخر، في القرن 19.

من الصفات والثقافة بتاعتهم إنهم بيقدسو الحرب وتدريب عيالهم على شيل السلاح من صُغرهم، وثقافتها أساسها رعي الغنم والماشية، وبعدين دخلو على الزراعة، وهما مهاجرين لأثيوبيا من القرن الأفريقي من 400 سنة، ويعتبرو، زيهم زي أعراق أُثيوبية تانية منها الصوماليين، امتداد لعرقيات في البلاد اللي حواليهم، فثقافة الرعي والهجرة بتخلي الإيمان بالحدود والدولة الوطنية عندهم ضعيفة.

مكانة الإنسان عندهم بتتحدد على أساس يملك قد إيه غنم وماشية، وقوته في الحرب، حتى إنه لوقت قريب كان العريس عشان يهدي عروسته حتة من جسم راجل قتله، عشان يدلل على شجاعته، وإن كان دلوقت بقى يديها حتة من حيوان بري بدل البشر، وده حسب تقرير عنهم في موقع Joshua project "جشوا بروجيكت".

بس مع تكوين الدولة الحديثة في أثيوبيا انتشر التحضر بينهم واتنقلو لشكل الحياة الحديثة، إلا إنه الثقافة دي لسة ليها تأثيرها في كتير منهم برضو، لأنهم عاشو بيها لحد القرن 20، وواضحة جدا في الحروب القبلية أو الأهلية اللي شغالة في أثيوبيا من وقت للتاني.

شباب في أثيوبيا بيتصارعو بالرمح ويشربو ليترين دم طازة في احتفال عشان ينولو إعجاب بنات القبيلة (المصري اليوم) 


 

كتابة اسم "أوروميا" وشعارات أثيوبية على الحيطان في القاهرة (المصري اليوم)

 الأورومو هما زيهم زي أكترية الأفارقة السود جماعات انفصالية، يعني بيبقى فيها حلم إنها تبقى دولة منفصلة عن البلد اللي هي فيها، وده لأن أكتر أفريقيا السودا معرفتش معنى الدولة الوطنية الحقيقية، يعني هما أكترهم تجمعات عرقية وقبلية ودينية مختلفة عن بعضها ومتصارعة، ومتغطية بتوب الدولة كتوب براني بس.

وعلى الأساس ده شكل الأورومو حركة مسلحة اسمها "جبهة تحرير الأورومو" على أمل تعمل استقلال للي بيسموها أرض أوروميا.

وده مش طبع في أوروميا بس، لكن كل الجماعات العرقية والقبلية في أثيوبيا، ودايما في حروب أهلية ضد بعض، زي صراعات بين الأورومو وأمهرة، أو بين تجراي وأمهرة، أو بين أورمو والصوماليين إلخ.

كمان عندهم مطالب بالانفصال أو الحكم الذاتي، مرة بحجة إنهم بيشكو من التهميش، ومرة عشان هما ضد الحكم المركزي اللي كان أيام الإمبراطورية اللي سقطوها أيام هيلاسلاسي، ومرة ضد الحكم الجمهوري بحجة إنه شيوعي وعسكري في عهد هيلامريام، وحتى لما جه الحكم الفيدرالي اللي اشتركت فيها كذا عرقية في الحكم، اتقال ده فاشل وبيضطهد برضو العرقية الفلانية والعلانية.

ففي الأساس هو إن كل عرقية مش عايزة تبقى خاضعة للعرقية اللي بتحكم، وبتشوفها بتضطهدها لحد ما هي تاخد الفرصة وتحكم وغيرها يحاربها بنفس التهمة، فمثلا لما يحكم التيجراي يشوف الأمهرا والأورمو إنهم الأحق، ولو حكمت الأمهرا يشوف التجراي والأورومو إنهم الأحق، وهكذا.

وكل عرقية ليها حركة مسلحة تطالب بحكم ذاتي أو انفصال، زي حركة فانو في إقليم الأمهرا، وجبهة تحرير الأورومو في إقليم أوروميا، وجبهة تحرير تيجراي في إقليم تيجراي، وما عندهومش مانع أبدا يتعاونو مع بلاد وجهات أجنبية عشان يوصلو للحكم أو ينتصرو على العرقية اللي ضدهم.

وحسب تقرير لموقع "بي بي سي" نشره في 23-6-2019 بعنوان "من بينها الأورومو والأمهرة والتيغراي، تعرف على أبرز القوميات في إثيوبيا" فأثيوبيا بتتكون من 9 أقاليم عرقية ليها حكم ذاتي، وفيها ييجي 100 لغة، ومتقسمة 4 أعراق، هي السامية والكوشية والأومية والنيلية، والتعدد اللغوي والعرقي ده من أكتر أسباب الخلافات بين الأثيوبيين.

الكلام ده مخلاش الأثيوبيين يعيشو ويحسو بمعنى الهوية الوطنية، ففي تقرير نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كتبته الدكتورة أميرة عبد الحليم، ونشره في 10-1-2016 بعنوان "احتجاجات الأورمو في أثيوبيا: ردا على تاريخ من المظالم بحق الأغلبية العرقية"، قالت فيه إنه "مشكلة إثيوبيا الكبيرة هي البحث عن هوية قومية موحدة".

وإنه مثلا الأورومو شايفين إن أثيوبيا "لم  تكن أبدا دولة موحدة من حيث التاريخ والثقافة واللغة المشتركة إلا في أوقات الحروب في القرن التاسع عشر؛ حيث حاربت ضد القوى الخارجية مثل الأتراك والإيطاليين وكذلك المصريين والسودانيين".

وإن الأورومو بيعتبرو إن بقية الأثيوبيين، خصوصا الأمهرة والتيجراي مثلا "غزاة" فرضو اللغة الأمهرية على بقية الأعراق، والمفروض مكانهم يكون بس في هضبة الحبشة، اللي هي شمال أثيوبيا الحالية.

يعني يتفهم من كل ده إن أثيوبيا قديم وجديد بلد قايمة على فكر الأقليات والصراعات العرقية من الأساس، ودي الثقافة اللي جاي بيها الأثيوبي لمصر، أيا كانت العرقية اللي هو تبعها.

صراعات بين الأورومو والأمهرة في 2021 والاتنين جه لاجئين منهم لمصر بصراعاتهم

 

  الحكومة في مصر عارفة وراضية؟

وفي ملاحظة هنا مهمة، وهي إن مجلس الوزرا في مصر، نشر مقالة في 12-5-2024 على موقعه، وعلى حسابه على تويتر، عنوانها "إثيوبيا.. أزمات داخلية وخارجية متعددة"، وقال فيه: تواجه إثيوبيا أزمات داخلية متتالية تعمقت في السنوات الأخيرة، تتعلق في مجملها بمشكلات إدارة التنوع العرقي، وما نتج عن ذلك من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار بل ووحدة إثيوبيا، ومجمل أوضاعها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها الخارجية ودورها الإقليمي".

يعني مجلس الوزرا عارف كويس إن من أسباب الحروب وقلة الأمن في أثيوبيا هو إن فيها "تنوع عرقي"، وإن رئيس الحكومة الأثيوبي، أبي أحمد، مش عارف يديره، وإنه خلال أول 5 سنين من حكمه دخل في 3 حروب مع الأعراق المختلفة.

بس هو الصراحة دي مش مشكلة أبي أحمد بس، لكن من ساعة ما قامت الدولة في أثيوبيا وهو في صراعات بين الأعراق هناك، يعني المشكلة مش في سوء الإدارة قد ما هي في التنوع العرقي الكبير ده، والمقالة نفسها اتكلمت عن إنه لا الحكم الإمبراطوري ولا الحكم المركزي ولا الحكم الفيدرالي نفع في إنه ينهي الصراعات العرقية.

ورغم ده فمجلس الوزرا في نفس الوقت بنلاقيه دايما يرحب باللاجئين في مصر، ومنهم الأثيوبيين، اللي هيخلو مصر خلال 20-30 سنة بالكتير من أكتر دول العالم اللي فيها تنوع عرقي وطائفي ومذهبي.

 كمان تقرير نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية كتبه الدكتورأحمد عسكر بعنوان "خريطة الأزمات ومستقبل الدولة في إثيوبيا"، يوم 9-7-2021، وجه فيه إن أثيوبيا "تشهد سلسلة من التوترات والنزاعات والصراعات في مختلف أرجائها بين القوميات والعرقيات وبين كافة الأقاليم الإثيوبية، والتي تعكس بطبيعة الحال المخاوف من تدهور أركان الدولة الإثيوبية مما قد ينذر بتفككها مستقبلًا".

وإنه قوة الجماعات العرقية والدينية المسلحة هناك زي "جيش تحرر أورومو"، و"حركة تحرير مورو الإسلامية"، و"تنظيم شباب قيرو"، وغيرها وصلت لدرجة يعملو "جيوش موازية" لجيش الدولة، وإنه في خلال الحروب بينهم بيستخدمو المدفعية الثقيلة ضد بعض.

كمان لفت التقرير النظر للصراعات بين المسلمين والمسيحيين هناك، يعني الصراع ديني كمان مش عرقي وقبلي بس، وبيحصل فيها هجمات مسلحة متبادلة على الجوامع والكنايس.

ومركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية هو من المراكز اللي بتعتمد عليها الحكومة في جمع المعلومات والأفكار لصناعة القرار، يعني كدة المفروض الحكومة عندها خبرا عارفين كويس نتايج حشر الأعراق الأثيوبية دي وسط المصريين.

نختم النقطة دي بكلام جه على لسان الإعلامي نشأت الديهي في قناة TEN في شهر 7 سنة 2020 وهو بيتكلم عن الصراعات العرقية في أثيوبيا، وقال إن ده بسبب إن أثيوبيا فيها "شعوب" مش شعب واحد، فيتقال "الشعوب الأثيوبية"، مش زينا في مصر بنقول "الشعب المصري".

 وقال كمان إنه عرقية التيجراي مع إنها قليلة في العدد، 6% من السكان، لكن ليها نفوذ كبير بيخليها قوة مسلحة كبيرة ومسيطرة في المخابرات وغيرها.


 الغريب إن ده جه في وقت كان الديهي بيدافع عن دخول اللاجئين في مصر، ويعتبر إنه عيب إن مصر تقف بابها قصاد أي لاجئ، زي ما جه في حلقة ليه على قناة "
TEN" برضو في شهر 6 سنة 2023، ومكنش بيحذر من إنهم ممكن يسببو إن مصر بعد كام سنة تبقى مليانة أعراق وطوايف، وياخدو الجنسية المصرية مع الوقت، ونبقى في الآخر في مصر "شعوب" بتاكل في بعضها، مش شعب واحد، وإن حتى لو فضل الهكسوس الجداد عددهم أقل من المصريين، فيقدرو بعلاقاتها ومؤامراتهم اللي متعودين عليها يبقى ليهم نفوذ ويوصلو لكل مؤسسات الدولة، زيهم زي الهكسوس القدام اللي متحكمين فينا دلوقت بالظبط.

 

ملحوظة:

هو السنة دي، بداية من شهر 9، الديهي بقى يتكلم عن خطر اللاجئين، وإن كان مركز أكتر على السوريين، خصوصا بعد ما عمل ناس منهم مظاهرة في دمشق شتمو الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيه زي إعلاميين تانيين كانو بيلمعو في الهكسوس من كل الأجناس، ويشتمونا لما نتكلم عن خطرهم، ومتأخر بدأو يتكلمو عن خطرهم، بس من غير ما يقولو إن كلهم لازم يمشو، ويتلغي قانون منح وبيع الجنسية المصرية ليهم ولغيرهم، ويتلغي السماح ليهم بالتمليك، ومن غير ما أكترهم يتأسف على إنهم كانو من أسباب ضرب مصر بالهكسوس دول لأنهم قعدو سنين يمدحو فيهم ويرحبو.


كره الأثيوبيين لمصر

في أثيوبيين بيتهمو مصر إنها سبب تخلفهم واحتلالهم وبتتآمر عليهم، وشفنا ده كويس في أزمة سد النهضة، وإنه لما بنطلب إنه حتى لو اتعمل السد لازم يكون بشروط إنه ما يأثرش على حصة مصر من المية، ولا على أمنها، فيقولو إن مصر عايزاهم يعيشو فقرا ومتخلفين.

ومش غايب عن عقولهم حرب الحبشة اللي كانت ما بينهم وبين الخديوي إسماعيل في القرن 19، ونشوف ده مثلا في أزمة سد النهضة لما أثيوبيا في بيان نشرته وسايل الإعلام يوم 20-12-2023 اتهم مصر بإنها بتتعامل معاهم بـ "عقلية الحقبة الاستعمارية"، وده رغم إن أثيوبيا نفسها معروفة بطبيعتها الاحتلالية والتوسعية ضد جيرانها أيام الإمبراطورية الأثيوبية وبعدها.

في كمان كتير من الأثيوبيين سوا تبع الحكومة أو حركات التمرد بيتهمو مصر إنها بتساعد الحركات المعارضة في أثيوبيا.

فمثلا في شهر 6 سنة 2020 اتهم أديسو أرغا، مسئول في حكومة إقليم أورووميا، مصر بإنها ورا حشد الاحتجاجات اللي حصلت في إقليم أوروميا ضد الحكومة عشان تخلق فوضى وتعطل مشروع سد النهضة.

وبعد احتفال تشغيل سد النهضة، نقلت صفحة اسمها "أثيوبيا" على "فيس بوك" إن في يوم 28-9-2025، نائب المندوب الدايم لأثيوبيا في الأمم المتحدة، السفير يوسيف كاساي، قال في اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وهو بيرد على كلام الوفد المصري بخصوص مشاكل سد النهضة إنه سد النهضة "ليس مجرد مشروع وطني، بل خطوة تاريخية لإنهاء الإرث الاستعماري في تقاسم مياه النيل"، وإنه  "سيبقى شاهدًا على قدرة الأفارقة في صياغة حلولهم بعيدا عن الوصاية والاحتكار".

طبعا هنا واضح إنه معتبر أثيوبيا تبع الأفارقة السود، وإنهم مختلفين عن المصريين اللي بيتهمهم بالاحتكار، وإحنا معاه في إننا إحنا المصريين مختلفين عن الأفارقة السود، أو اللي جنوب الصحراء، بس مدام إحنا مختلفين، يبقى ليه ييجي أثيوبيين وبأعداد كبيرة يعيشو وسطنا؟ ما يروحو يعيشو مع الأفارقة اللي شبههم.

ونفس الصفحة، صفحة أثيوبيا وعليها 392 ألف متابع، كتبت في 4-9-2025 إنه "إثيوبيا هزمت مصر مرتين عسكريًا: الأولى معركة جوندت في  نوفمبر 1875، والثانية معركة جورا في مارس 1876. أما الهزيمة الثالثة فكانت على الصعيد السياس والدبلوماسي، وتمثلت في الانتصار الإثيوبي في معركة سد النهضة".

فنتخيل مثلا إن ناس بالروح دي، والكره ده لمصر، يبقو عايشين وسطينا، وكمان في يوم ممكن يبقى معاهم هما أو عيالهم الجنسية المصرية، ويبقو موجودين مدرسين وأساتذة جامعة ودكاترة وفي الآثار وفي البرلمان وفي كل مؤسسة، هيمشو البلد في أنهي ناحية، ده بخلاف الصراعات اللي هتتفجر بينهم في مصر، زي عادتهم في بلادهم.

فالعرقيات الأُثيوبية بتختلف وتتحارب مع بعضها، لكن تتفق على كره مصر، وحتى اللي من المعارضة اللي ممكن يرش عسل على لسانه في كلامه عن مصر عشان يحاول إنها تكون في صفه ضد خصومه، لما يتولى هو الحكم، هيورينا الوش التاني.

فالأوروميا مثلا كتير منهم معارض لرئيس الوزرا أبي أحمد، مع إنه منهم، لكن شايفين إنه ما عملش اللي فيه مصالحهم كفاية، بس مش معنى ده هيحبونا، أو إنه بعد ما يمشي أبي أحمد مش هيبقو مع الحكومة الجديدة ضدنا.

كمان في أثيوبيين عندهم طمع في حضارة مصر، ووهم إنهم مشاركين فيها، فهما بيعتمدو في ده على تفسير غلط لكلمة "أثيوبي".

 فكلمة أثيوبي طلعت أيام الإغريق، والمشهور إن معناها أصحاب الوجوه المحروقة، وكان مقصود بيها كل القبايل والناس السود اللي ساكنة ورا الحدود الجنوبية لمصر، وكان حتى يقولوها على النوبيين واللي اتسمو بعد كدة السودانيين والبلاد اللي وراهم.

 تمام زي ما إحنا المصريين قبل الاحتلال الإغريقي كنا بنسمي كل اللي ورا الحدود المصرية الجنوبية بكلمة "كاش"، واتحرفت بعد كدة لكلمة "كوش"، وكنا بنقول على كل اللي ورا الحدود الشرقية مثلا كلمة "العامو"، وكل اللي ورا الحدود الغربية "التحنو" أو "الريبو/الليبو".

وعلى ده، فعلماء المصريات اللي من أوروبا أو أمريكا مشيو على الوصف بتاع أيام الإغريق والرومان، فسمو الاحتلال الكاشي (الكوشي) لمصر في اللي اتسمى بالأسرة 25، بإنه احتلال "أثيوبي"، وأوقات سموه "النوبي"، مع إنه معلوم إن المحتلين دول جم من شمال السودان مش من الحبشة، ولقط الكلمة دي أثيوبيين وبقو يقولو إن أثيوبيا الحالية هي اللي احتلت مصر وعملت الأسرة 25.

وبكل الأفكار الغلط والطبايع والأحقاد دي جم الأثيوبيين لمصر.

رابط التويتة اللي نازل عليها الفيديو حساب @landoflove20

 إحنا مش بنقول المعلومات دي كلها عشان نكره الشعب الأثيوبي، الحكاية مش كره وحب، العلاقة بين الشعوب ما تمشيش كره وحب، وكل شعب يمشي في اللي فيه مصلحته، بس لازم يبقى في كره، وكره شديد، إني أحشر أي شعب أجنبي وعادات وصراعات أجنبية في عروقي.

لازم يبقى في كره شديد لإني أكافئ اللي يضر بلدي، أو إني أسمح إن حد يسترخص الجنسية المصرية والأرض المصرية ويسلمهم لأي أجانب، تحت اسم احترام وقبول الآخر، ومزايا التنوع والتعددية، أو مراعاة الأشقاء، أو عشان دعم السياسة الخارجية المصرية.

في الآخر القبول ده معناه، بعد  الشر، نهاية مصر كلها بكل معنى كلمة النهاية.

 والحماية ليها من المصير ده، هو إنه ترجع مصر لعقيدة "مصر للمصريين"، والمصريين بحق، مش المصريين بورقة الجنسية، لكن قلوبهم وعقولهم مع بلاد وتنظيمات برَّانية.


-----------

مواضيع ليها صلة:

إزاي حكومة الهكسوس بتساعد في صناعة إسرائيل الكبرىوحلم أشعيا (ج1) مشروع بزرمطة مصر

دور حكومة الهكسوس في صناعة إسرائيل الكبرى (ج2)حرمان مصر من عيالها

الكنيسة والأزهر.. إيه دورهم في صناعة "إسرائيل الكبرى"؟.. إخوة الرب قبل مصر! ج3

 ------
المصادر

مصادر كل الأخبار والفيديوهات موجودة في المقالة، معمولة هايبر لينك (باللون الأزرق) بالدوس عليها هيتحول للمصدر الأصلي للتقرير.

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جدول محتوى المقال
    Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

     
    Legacy Version