في تاريخ كل دولة أعادي لدودين بيتسمو "عدو تاريخي"..
وما أكتر الأعادي التاريخيين بالنسبة لمصر..
منهم تركيا.. فالأرض اللي عليها اللي بيتسمى تركيا دلوقت، طول تاريخها بتطفح عداوة لمصر.
وطبعا كله كان ماشي أكاديمي خالص، مكنش برضو في أي كلام عن إخوان ولا مشاريع توسع تركية إلخ
افتكرت كلمة أمي- رغم إنها ست ما دخلتش مدارس- لما اشتغلت في الوكالة التركية وحكيتلها عن اللسان الحلو بتاع الأتراك معانا، فقالتلي بس خدي بالك، هما لما يبقو محتاجين لحد بيبقى لسانهم ينقط سكر، لكن لما ياخدو اللي عايزينه بيلدغو زي التعابين..
وهو إن مكناش غفلانين عن أساليب دحلبة العادي لينا، كانت ترصص في مصر مستوطنات من الهكسوس الجدد اللي داخلين باسم لاجئين وعمال ومستثمرين، من سوريين وسودانيين ويمنيين إلخ، وكتير منهم أساسا ولائه لتركيا، بخلاف إننا سايبين مصانع الأتراك وبضايعهم في أسواقنا تخرب بيوت المصريين؟!
_____________________
ومعناها إنه اللي
بيفضل عدو دايما دايما دايما، مهما تغيرت النظم الحاكمة ليه، ومهما حتى اتغير دينه
أو مذهبه أو دستوره إلخ، في وقت الحرب، في وقت السلام، دايما بيفضل عدو، حتى أحيانا لو
تغير الشعب نفسه اللي في أرض العدو ده، فلما بييجي شعب تاني بيبقى برضو عدو.
وكأنه أساسا
العداوة بتطفح بيها الأرض نفسها، ويتبناها الشعب اللي فوقيها.
ياسين أقطاي في ميدان التحرير 2011 (المصدر: موقع فالصو) |
وما أكتر الأعادي التاريخيين بالنسبة لمصر..
منهم تركيا.. فالأرض اللي عليها اللي بيتسمى تركيا دلوقت، طول تاريخها بتطفح عداوة لمصر.
وباختصار دلوقت،
فالأناضول وآسيا الصغرى في تاريخ مصر القديم طفح علينا بالعداوة في شكل الحيثيين،
ودخلنا معاهم كذا حرب، وحتى لما عملنا معاهدة سلام واتجوز منهم رمسيس التاني،
استغل حكام الحيثيين بناتهم اللي بيبعتوهم لمصر عرايس كسلاح "ناعم" ضد
مصر، للسيطرة عليها من جوة، وإن كان صحصحة رمسيس التاني + دمار الحيثيين بعدها
بفترة قصيرة على إيدين هجمات قبائل شعوب البحر ما إداهومش الفرصة.
وده ممكن نعرف عن
تفاصيل أكتر في كتاب "رسائل عظماء الملوك في الشرق الأدنى في العصر البرونزي
المتأخر"، لـ "تريفور برايس"، الجزء الخاص بـ"سوق
الزواج".
ولما استوطن
المنطقة دي هجرات وشعوب تانية، زي دويلة "كاريا" طفح منها المرتزقة على
مصر، اللي جلبها حكام الأسرة 26..(في كل العصور دي كان ليهم دين مختلف عن مصر)
ولما استوطنها
الإغريق وسقطت في إيد الرومان أيام الإمبراطور قسطنطين، وبقت تتسمى بـ
"بيزنطة"، طفحت عداوتها لينا في شكل الاحتلال البيزنطي المعروف، وهو
استمرار للاحتلال الروماني (وكان ديانة الشعب الجديد المسيحية اللي جزء من سكان
مصر دخل فيها)
خريطة تظهر دول قامت في آسيا الصغرى (المصدر موقع https://istanbulclues.com/) |
ولما استوطنها قبائل
الغُز المرتزقة بقيادة العثمانلية، واتسمت الدولة العثمانية، وفي مرحلة تانية
تركيا، طفحت علينا بالاحتلال العثمانلي (وكان ديانة الشعب الجديد الإسلام اللي كان
معظم سكان مصر دخل فيه)
ولما سقطت الدولة
العثمانلية بضربة ثورة أتاتورك 1908، وسقطت نهائي بضربة الحرب العالمية الأولى،
واتحولت من "سلطنة إسلامية"، إلى "دولة علمانية" سنة 1923،
طفحت بالعداوة لمصر في شكل منافس على النفوذ، وظهرت عداوتها بالذات لما حاول فاروق
يبقى زعيم العرب أو يبقى الخليفة الجديد للمسلمين، وطفحت أكتر وأكتر بعد ثورة 1952
ورفض جمال عبد الناصر إن مصر تكون تابعة لتركيا أو أي دولة في حلف بغداد، لدرجة
اشتركت تركيا في العدوان الثلاثي على مصر، وعبد الناصر طرد سفيرها (وكانت عقيدتها
الجديدة العلمانية)
طرد السفير تركيا العلمانية من مصر سنة 1954 |
ولما في لعبة
"الشرق الأوسط الجديد"، و"النظام العالمي الجديد" بدأت تشد في
التسعينات، ومفتاحها للسيطرة على شعوب الشرق الأوسط هو "الجماعات
الإسلامية"، انتهى دور العلمانية في تركيا، وبدأ الدعم للون الإسلامي من
جديد، وظهر حزب العدالة والتنمية برياسة أردوغان، طفحت نفس الأرض بالعداوة لمصر في
شكل "حلم الخلافة الجديدة"، ومشروع احتلال مصر من جديد من بوابة تنظيم الإخوان
المسلمين والمسلسلات والبضايع التركية..
فهنا نلاحظ إنه..
الأرض دي، أسيا الصغرى، اللي كل شوية تطفح
بشعب جديد ودين جديد وعقيدة جديدة، فهي في كل العصور سيان بالنسبة لمصر في
عداوتها، وحتى لما ينتهي أردوغان ومشروع الخلافة، لو جه مكانه العلمانيين من تاني
أو أي لون يحكم بداله، هيطفح برضو بالعداوة لمصر..
إيه علاقة ده
بتجربتي الشخصية مع ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دلوقت؟
العلاقة هي إني
واحدة من الشعب اليتيم.. يعني الشعب المصري.
والشعب المصري مش
شعب يتيم في إنه عمره ما كان له نصير حقيقي ودايم من براه بس، لأن ده يتم حلو،
لأنه مصدر قوة إننا نعتمد دايما على نفسنا زي ما عملنا حضارتنا بالاعتماد على
نفسنا أولا، لكن في يُتم تاني مُر قوي، وهو يُتم المصريين من حكومتهم الواعية اللي
توعيهم بأعاديهم وتاريخهم معاهم، بعيد عن أي مجاملات أو صفقات دبلوماسية.
فمثلا.. طبيعي
إنه أيام الاحتلالات الحكومة اللي بتحكمنا تضللنا عن مين أعادينا، لأنها أساسا من
أعادينا، ومش بتشارو على أي عدو إلا لو هو عدو ليها هي..
وبعد ما قامت
ثورة 1952 كان الرئيس جمال عبد الناصر من أكتر رؤسا مصر صراحة مع شعبه، وجرأة، في
إنه يكشفلهم أوراق أعاديهم، فكان في خطبه دايما في جزء منها يحكي للشعب عن تطورات
السياسة الدولية، وموقع مصر فيها، واللي بيخططه أي عدو لينا.
ورغم تبنيه
لخرافة القومية العربية، لكنه حتى لما كان بيلاقي عداوة لينا من دول بتتوصف
بالعربية كان يكشفلنا، زي ما كان بيحكي عن مخططات الأردن والعراق والسعودية وتونس
إلخ ضدنا في أوقات عداوتهم لينا، وبالتأكيد كان بيحكيلنا اللي بتدبره تركيا وإيران
وإسرائيل والدول الأوروبية وأمريكا..
وعشان كدة كان
بيلاقي الشعب في ضهره في أي محنة أو أزمة أو موقف صعب، لأننا بنبقى فاهمين اللي
بيحصل في العالم..
بعده كان الريس
السادات صريح برضو وبيحكيلنا، وبدأ الغموض والمجاملات الدبلوماسية الزايدة إلخ
أيام الريس مبارك، وإن كان أوقات بيحكيلنا، في النادر بصراحة، وفي الغالب من طرف
خفي، وأوقات أكتر مش بيحكي.
ومش هو بس،
الإعلام بقى كمان مش بيحكي، وفوق ده بيضللنا، بيقدملنا الشعوب والعالم كله حلو
وسكر ودمه خفيف، وكل الشعوب بتحبنا، وإحنا لازم نحبها، فعشنا 30 سنة لا عارفين مين
بيخططلنا إيه، ومين معانا ومين ضدنا... لحد ما طفحت فوضى يناير 2011.
وقتها اترجت
الأرض من تحتنا، وحصلت صدمات ورا صدمات وخبطات، وفتحنا بقنا على الآخر، من كتر ما
بقينا نشوف كل يوم أعادي كنا فاكرينهم "أشقاء"، و"أصدقاء"، زي
قطر وتركيا، أو كنا نسينا وجودهم تقريبا زي إيران، والأهم الأعادي اللي جوة البلد
نفسها، واللي الإعلام في مصر كان شبه ساكت عنهم برضو، زي عصابة الإخوان المسلمين،
والحركات اليسارجية، والمنظمات الحقوقية، والعولميين، إلخ
إيه علاقة ده كله
برضو بياسين أقطاي؟
العلاقة إن
الحكومة أيام الريس مبارك مش بس سكتت عن تعريفنا بأعادينا وتاريخهم معانا، وكمان
كان بتسمح بتلميعهم بالمسلسلات والأفلام، زي ما حصل بتلميع تركيا بمسلسل
"سقوط الخلافة" في 2010 وغيره، وإذاعة القناة التانية للمسلسل التركي
"نور"، إلخ، لكن كمان فتحت البلد سداح قصاد صوابع الأعادي تلعب جوة
البلد براحتها بقوة "ناعمة".
فمثلا سابت تركيا
تاخد مصانع مصرية وتسوق لبضايعها في مصر رغم ضرر ده على الصناعة والبيوت المصرية،
وسابت تركيا تفتح مراكز ثقافية زي مركز النيل، ومدرسة في التجمع الخامس، ووسائل
إعلام إلخ، ويعملو علاقات ومؤتمرات مع الجامعات المصرية تحت بند تقوية العلاقات
بين الشعبين.
في نفس الوقت
الحكومة الغفلانة، أو اللي مش مسئولة أساسا، كانت سايبة زي ما قلنا قبل كدة
الأعادي اللي جوة يسرحو ويمرحو في البلد، فسمحت مثلا لعصابة الإخوان جنب
الإمبراطورية الاقتصادية اللي عملوها، إنهم يعملو إمبراطورية إعلامية، ومن غير ما
يعرفو الناس إنها تبع الإخوان أصلا، ولا الحكومة تنبه الناس لده، ومنها موقع إسلام
أون لاين، وأنا اشتغلت صحفية في الموقع ده بداية من 2007 لحد 2010.
طبعا مكنتش أعرف
إنه إخوان، بخلاف إن الموقع أساسا كان بينقد الإخوان في تقارير كتير، ولما عملت
كذا تقرير عن تركيا وقتها مسكوني ملف تركيا في الموقع، فتخصصت فيه شوية على قدي،
وبقيت أتابع أخبار حزب العدالة والتنمية وأردوغان وحركة خدمة بتاعة فتح الله كولن-
توأم أردوغان وقتها قبل ما يتخانقو على كعكة تركيا- وبقى في أتراك يعرفوني لأني
كنت بتواصل معاهم بالتليفون آخد منهم تصريحات، وكنت بكتب كويس جدا عن تركيا
وأردوغان، لأنه وقتها مكنش ظاهر منها فعلا إلا إنهم ناس كويسة شغالين لمصلحة تنمية
تركيا، ومكنوش نهائي بيجيبو سيرة إنهم عايزين يرجعو الخلافة العثمانلية، ولا
بيجيبو سيرة عصابة الإخوان.
وفي 2010 عملت
الجامعات التركية، برعاية حكومة حزب العدالة والتنمية وحركة خدمة، علاقات مع جامعة
القاهرة، ونظمو مؤتمر عن العلاقات التركية- العربية، اسمه "المؤتمر العربي
التركي الأول للعلوم الاجتماعية" دورته الأولى كانت في أنقرة، وراح وفد من
دكاترة ومعيدين وطلاب الجامعة يحضرو المؤتمر في ديسمبر 2010، وموقع إسلام أون لاين
اختارني وقتها أغطي المؤتمر، وأسافر مع وفد جامعة القاهرة.
خبر عقد المؤتمر العربي التركي الأول للعلوم الاجتماعية على موقع اليوم السابع |
وكان وفد جامعة
القاهرة ده بترأسه باكينام الشرقاوي من كلية سياسة واقتصاد اللي بقت نايبة
الإخوانجي محمد مرسي لما احتل مصر في 2012.
وللعجيبة، كان المؤتمر زي ما هو تحت رعاية رسمية تركية، كان برضو تحت رعاية رسمية مصرية، فكان من اللي افتتحوا المؤتمر سفير مصر في تركيا، عبد الرحمن صلاح!
يعني لحد 2010، قبل زفتة يناير بـ شهر واحد، كانت الحكومة المصرية مش عارفة إيه بتخطط الحكومة التركية لبلدها، ولا إيه هدف المؤتمرات دي، وسايبة عيالها أنا وغيري نروح ونشارك ونتأثر بالأتراك عادي!
خبر حضور السفير المصري افتتاح المؤتمر العربي التركي الأول على موقع اليوم السابع |
وطبعا كله كان ماشي أكاديمي خالص، مكنش برضو في أي كلام عن إخوان ولا مشاريع توسع تركية إلخ
ولما رحنا هناك
استقبلنا الأتراك بكل تكريم وترحيب، وأخدونا بعد المؤتمر اللي قدم تركيا على إنه
"الصديقة التاريخية" لمصر وشعوب المنطقة، ومهوبش طبعا ناحية جرايم
الاحتلال العثمانلي، وكان بيتكلم بس عن الحاجات اللي شايفها كويسة في العلاقات في
السياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والفنون.
وفي حاجة حسها
ناس مننا في المؤتمر.. إنه رغم الترحيب وكلام الغزل الشديد من الأتراك للمصريين،
لكن برضو حسينا بإنهم "بيتمنظرو" علينا بطريقة تانية، عايزين يحسسونا
بإنهم برضو أحسن مننا، فمثلا كان منهم اللي يقول قصادنا كلمة "تركيا
العظمى"، ودي كانت كلمة جديدة على ودننا، وكان في ناس منهم في شرح مشاريعهم
لينا بيحسسونا إنهم "الكبير" اللي جاي بتاع المنطقة، ودي حاجة مست
الكبرياء المصري جوة ناس مننا، ورسمت علامات استفهام..
لكن ما فهمناش
الفولة برضو..
بعد ما طفحت
يناير 2011، وطلعت عصابة الإخوان على السطح، بدأ ناس من اللي كانو شغالين معايا في
"إسلام أون لاين" وغيره يعلنو، بفخر، بإنهم تبع الإخوانجية، وزيهم
الإخوانجية في كل مكان في البلد، وكانت مفاجئة كبيرة، المفاجئة الأكبر كانت
الترحيب اللي عملوه بأردوغان لما جه زار مصر، ويوصفوه بإنه قائد المسلمين، والاستقبال الكبير اللي عملوه له في المطار، وهتفو: " مصر وتركيا عاومنها خلافة إسلامية"، ودي كانت حاجة برضو تمس الكبرياء
المصري إن ناس بيقولو على نفسهم "مصريين"، ويهللو لحاكم أجنبي بالشكل ده
في الوقت اللي كنا بنحلم فيه يرجع المجد المصري..
لكن لما أردوغان
نفسه اعترض على كلام الإخوان وقعد يمدح في العلمانية، طار من دماغ ناس مننا، وأنا
منهم، أي تفكير في نية وحشة للأتراك بخصوص مصر.
وفي أول 2012
حصلت الدورة التانية من المؤتمر التركي- العربي، والمرة دي كان مقرها مصر، وفي
جامعة القاهرة، ورحت غطيتها برضو، وهناك حضر ياسين أقطاي وغيره من المسئولين
والأكاديمين الأتراك.
كان
"الانبهار" بتركيا في أعلى حالاته بالنسبة لناس من المصريين اللي حضرو
المؤتمر، وكان أكتر سؤال بيسألوه لياسين أقطاي وبقية الأتراك عن "النموذج
التركي"، وإزاي مصر تبقى زي "النموذج التركي"..
وقتها رد ياسين
أقطاي بإجابة تمسح من مخنا برضو أي تفكير في نوايا سودا لتركيا ناحية مصر، قال
وقتها (وهو بيتكلم عربي كويس) إن مصر دولة كبيرة جدا، وما ينفعش تقلد حد، ولا حتى
النموذج التركي، وإن مصر تستحق يبقالها نموذجها الخاص..
في أحلى من
الكلام ده يرضي الكبرياء المصري ويخدرنا كمان ناحية أي عداوة تركية؟
طبعا لا..
في 2012 وبرعاية
الإخوانجية، عمل الأتراك مكتب لوكالة الأنباء التركية في مصر، وأنا اشتغلت فيه
صحفية، وهناك بدأت أسمع، على خفيف، ناس منهم بتتكلم عن الخلافة، وعن دعمهم
للإخوان، بس في نفس الوقت كان لسانهم حلو معانا إحنا الموظفين المصريين، لدرجة كان
فيهم ناس يقولولنا "إحنا خدامينكو".. آه وربنا.
لحد ما ظهر عكس
ده في 2013 من تركيا وقت احتلال عصابة الإخوان لميدان رابعة، وتحرير المصريين
لبلدهم من حكم محمد مرسي، واتزلزت الأرض من تحت رجلين أردوغان، فاتخلى عن
"صورة الحاكم الصديق لمصر"، وطفح في تصريحاته ومواقفه بالعداوة الحقيقية
لمصر اللي متشبعة بيها أرض آسيا الصغرى، وبيتشربها دايما الشعوب لللي بتعيش عليها،
فاستقلت من الوكالة في 2013.
وبدأت مع غيري في
مقاطعة كل ما هو تركي، بما فيه البضايع والمسلسلات إلخ، بس الأهم هو إننا بقينا
ندور على حقيقة تاريخ تركيا مع مصر، وحقيقة تاريخ كل الشعوب مع مصر، ورجعت للجامعة
طالبة أدرس دبلومة في كلية الآثار تاريخ مصر...
من 2013 صرحت تركيا بوقوفها في صف الإخوانجية (مصدر الصورة موقع تا را تا العثمانية) |
طيب وكان علينا
بإيه كل ده؟
يعني، إيه اللي
خلى البلد تبقى مرتع من ناحية لأعادينا يبلعوها في الاقتصاد والإعلام والمسلسلات،
والأهم يبلعو عقلها وعواطفها وهما بيصورو نفسهم لينا "أصدقاء وأشقاء"؟
ليه الحكومة تخلت
عن دورها في توعية شعبها بحقيقة تاريخهم وحقيقة الشعوب اللي حواليهم، في المدارس
والجامعات والإعلام والمسلسلات والأفلام إلخ؟
وليه إحنا
كمصريين برضو ما استفدناش من التعليم اللي طفح فيه أهالينا والبلد الدم عشان
نتعلمه في إننا ندي من وقتنا نقرا ونراجع تاريخنا عشان لا بلدنا تقع الوقعات اللي
وقعتها دي، ولا نضيع من عمرنا سنين في الشغل في مواقع وأماكن تبع عصابة الإخوان أو
أعادينا اللي جايين من برة لأننا ما نعرفش حقيقتها؟
اللي فكرني أكتب
الكلام ده هو التصريحات الجديدة لياسين أقطاي، مستشار أردوغان، في في أول أيام الشهر ده، يناير 2020، وهو بيمدح في مصر،
ويقول إننا "شعبين شقيقين"، وإن تركيا عمرها ما تأذي مصر، وإن الأحسن
لمصر وتركيا هو التعاون إلخ، بعد ما أخدت تركيا القلم في ليبيا وقدرت مصر تقدمها قصاد العالم في شكل الغازي المعتدي على ليبيا.
ياسين أقطاي ينعم لهجته مع مصر بعد زنقة تركيا في ليبيا (مصدر الصورة: موقع جرنان زمان التركي بالعربية) |
افتكرت كلمة أمي- رغم إنها ست ما دخلتش مدارس- لما اشتغلت في الوكالة التركية وحكيتلها عن اللسان الحلو بتاع الأتراك معانا، فقالتلي بس خدي بالك، هما لما يبقو محتاجين لحد بيبقى لسانهم ينقط سكر، لكن لما ياخدو اللي عايزينه بيلدغو زي التعابين..
منين عرفت أمي؟
يمكن خبرة متخزنة في وجدان الفلاح المصري من كتر ما شافه من الأتراك زمان؟
وافتكرت كمان
اللي درسته بعد كدة من تاريخ تركيا مع مصر، وإنها عمرها في أي عصر من العصور، لا
كانت، ولا هتبقى "شقيقة"، ولا "صديقة" لمصر.
وافتكرت
"أخلاق الغزاة" اللي بتتميز بيها تركيا اللي متكون من شعب أصله
"الغزو والنهب والمرتزقة"، وهي إن الغازي إذا لقى البلد اللي طمعان فيها
قوية بيطاطي قصادها ويدحلب بلسان معسول في شكل تاجر أو لاجئ أو شقيق أو صديق، فإذا
ما اتخدرت وقد عليها شال القناع وبان ش الغازي السفاح على أصله.
تويتة لأقطاي على تويتر في الدحلبة على مصر |
وخايفة، خايفة
موت، إن حكومتنا الغفلانة، اللي لسة لحد دلوقت بتسمح للأتراك يسيطرو على مصانعنا ويغرقو
السوق ويخربو بيوت الصنايعية المصريين بالبضايع التركية، وبتسمح بوجود ملايين
اللاجئين اللي تبع تركيا، إنها تقبل في يوم من الأيام كلام ياسين أقطاي، وتتصالح
مع تركيا، وترجع التصريحات الدبلوماسية تتكلم عن
"العلاقات الودية التاريخية بين البلدين الشقيقين" !
وخايفة موت، إن
شعبنا بقلبه مش هقول الطيب، لكن برضو الغفلان، ينسى الهوايل اللي عملتها معانا
تركيا، وعصابة الإخوان، ويقول "المسامح كريم"، زي ما نسي هوايل تشيب
الجنين في بطن أمه اللي عملتها فينا كرابيج وحلاليف العثمانلية 400 سنة، ونسي اللي
عملته عصابة الإخوان فينا قبل 1952 وأيام الريس عبد الناصر وبعده..
إحنا شعب نساي،
فرصة حلوة قوي وصيدة لأي دولة تعمل فينا اللي عايزاه، وبعدين ترجع تطلق علينا
الشهد بلسان مدهون عسل، فننسى اللي عملته، فترجع تحتول لسان العسل لكرابيج تسلخ
فينا، ولما نثور ونتحرر ونقوى عليها، ترجع تاني تحول الكرباج للسان مدهون عسل،
ودوخيني يا لمونة.
والسبب في ده
التعليم والإعلام والفنون اللي بتطرمخ على تاريخنا، وتلمع في المحتلين، وحتى لما
تهاجم محتل لازم تلمع قصاده محتل تاني لمجرد إنهم كانو أعداء بعض، وطبعا فوق ده
الحكومة الغفلانة اللي سايبة ده يحصل، والأهم برضو تقصير كل واحد فينا.
وهو إن مكناش غفلانين عن أساليب دحلبة العادي لينا، كانت ترصص في مصر مستوطنات من الهكسوس الجدد اللي داخلين باسم لاجئين وعمال ومستثمرين، من سوريين وسودانيين ويمنيين إلخ، وكتير منهم أساسا ولائه لتركيا، بخلاف إننا سايبين مصانع الأتراك وبضايعهم في أسواقنا تخرب بيوت المصريين؟!
السفن التركية استغلت فوضى 2011 وسيطرة الإخوان في حدف الهكسوس على مصر (المصدر: موقع دي بي نيوز) |
ومالناش نجاة من
ده إلا في حالتين:
وسايل الإعلام
والفنون يوحدو ربنا وتبقى مصرية 100% وتكشف أوراق تاريخنا وتقدم حقيقة الشعوب اللي
حوالينا لينا، وترمي فرشة تلميع الشعوب الأجنبية اللي ليها تاريخ إسود معانا من
إيديها، فتفضل ذاكرة المصريين صاحية لما يبقى في جرعة تاريخ محترمة كل يوم قصاد
عينينا في صورة فيلم أو مسلسل أو أغنية أو برنامج إلخ
والحالة التانية،
إن إحنا المصريين اللي متعلمين، ما نستناش حتى الحكومة والإعلام والفنانين يفوقو،
لكن نعمل برنامج لنفسنا نقرا فيه تاريخنا الصح، من أوله، من أيام الأجداد، ونمشي
معاه عصر ورا عصر، ومن كتب متخصصة، وما أكترها ببلاش على النت، واللي عايزها ورق
هيلاقي كتير بتمن رخيص أقل من تمن وجبة أكل في كتب الهيئة العامة للكتاب، وهيئة
قصور الثقافة، وسور الأزبكية، إلخ
والله وبالله،
وأيمانات المصريين من أيام الأجداد لحد دلوقت، من تجربتي الشخصية وقراياتي اللي
عملتها لحد دلوقت في تاريخ مصر والشعوب التانية، فأنا ما لقيتش، في تاريخنا كله،
صديق واحد ولا شقيق واحد لمصر.
كله بيتقرب ويلمع
ويمدح لما يبقى محتاج يتسلل لمصر، ولما بيتمكن، وتدخل هي لأي سبب في حالة ضعف،
بينطو على رقبتها، ويكتفوها، ويحتلوها، ويذلو أهلها ما يحسش دلوقت بمرارتها غير
اللي بيقرا كتب التاريخ ومن كذا مصدر..
مصر مالهاش غير
ربها في السما، وشعبها في الأرض، شعبها اللي يعرفش غير طينتها، ولا ينتمي لأي ذرة
برة حدودها...
اللهم بلغنا..
اللهم فنور بصيرة بلادي
بقلم: إفتكار
البنداري السيد
(نفرتاري أحمس)
_____________________
المصادر:
- بالصور.. الإخوان المسلمون يستقبلون أردوغان ويطالبون بخلافة إسلامية
- سُفن تركية تنقل مئات اللاجئين السوريين إلي مصر
- سُفن تركية تنقل مئات اللاجئين السوريين إلي مصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق