إن كان القرنين الـ
19 و 20 اشتهرت فيهما أسماء مثل روتشيلد ومونتيفوري في تشجيع الثورات الدموية
والحروب والهجرات الأجنبية، والتحكم في البلاد من الداخل عبر الاستيطان الأجنبي،
فإن القرن 21 بزغ فيه اسم.. جورج سوروس، ورجب طيب أردوغان.
▼▼▼ الهدف النهائي لدمج الشعوب
صورة منتشرة لجورج سوروس في وسائل إعلام أوروبية غاضبة من مشروعه المعادي للدولة الوطنية (موقع: https://truthinmedia.net/) |
وسوروس ملياردير
يهودي، ولد في المجر سنة 1934، واشتهر كمضارب في أسواق المال والعملات، كوَّن من هذا
ثروة طائلة بلغت 23 مليار دولار في إحصاء مجلة "فوربس" لأغنياء العالم
سنة 2017، يعلن بافتخار أنه سخَّرها لتحويل العالم إلى "مجتمع مفتوح"،
تنهار فيه القيم الوطنية والدينية، وحتى العائلية التقليدية، ويحل محلها مجتمع
مادي بحت، ويستقبل أي شيء مختلف عنه من البشر والفكر باسم الديمقراطية واحترام
الاختلاف والتنوع والتعددية، وأن يكون لهؤلاء البشر والأفكار الدخلاء "الحرية
المطلقة"، لاسلطان للحكومة عليهم.
وفي كتاب وضعه سنة
2003 باسم "جورج سوروس.. والعولمة"، يقول صراحة إن سبيله لتحويل العالم
إلى هذا المجتمع المختلط الخالي من الهويات والقيم الوطنية والدينية، ولا يعترف
بالحدود بين البلاد، هو تقديم المساعدات والحوافز والمعونات للحكومات لدعمها في
مجالات التعليم والصحة والتنمية والإصلاح القضائي، تحت اسم برنامج "التنمية الشاملة"، و"مكافحة الفقر"، وغيرها[1].
فإن رفضت هذه الحكومات فتح بلادها بهذه الطريقة،
يجري تصنيف بلادها بأنها "بلاد منغلقة"، ويلزم "فتحها"،
وعملية "الفتح" هذه تجري بتحويل المساعدات والمعونات إلى منظمات وحركات
وشخصيات غير حكومية (المجتمع المدني) بعيدا عن رقابة الحكومة، ليستغلوها في معارضة
الحكومة، وإسقاطها عبر الثورات من الداخل.
وفي ذلك هو يعلن
صراحة في كتاب آخر بعنوان "عصر اللاعصمة" سنة 2006-2007 دوره في الاضطرابات
التي أسقطت الاتحاد السوفيتي نهاية الثمانينات، ثم أسقطت أنظمة حاكمة في شرق
أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة مثل جورجيا، المشهورة باسم
"الثورات الملونة"، وتقديم منح لمنظمات المجتمع المدني في عدة بلاد، بما
فيه الصين وروسيا، لتحويلها إلى "مجتمع مفتوح"[2].
كما له دوره في تقديم
المنح لمنظمات معارضة في مصر[3] قبل 2011، بحسب ما شهد به اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة، أمام
القضاء، وظهر هذا في المقالة التي كتبها جورج سوروس في صحيفة "واشنطن
بوست"، يطالب فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت اشتداد المظاهرات في
مصر، فبراير 2011، أن يتدخل لدعم المتظاهرين[4].
ومنذ 2015، وسوروس
يعلنها صريحة في وسائل الإعلام، أنه يسخر ما بقي من عمره وثروته لهدفين:
1- مكافحة القومية
(الهوية الوطنية)
2- دعم وتمكين
اللاجئين والمهاجرين وتوطينهم خارج بلادهم
ففي 2016 أعلن أنه
سيتثمر 500 مليون دولار لتلبية
احتياجات اللاجئين والمهاجرين، وذلك استجابة لمبادرة "دعوة التحرك" التي
أطلقها باراك أوباما، وطلب فيها من الشركات الأمريكية دعم المهاجرين. (سبق الإشارة
في البحث لدور اللاجئين والمهاجرين في تكوين ودعم الحزب الديمقراطي في القرن 19)
وقال سوروس في
بيان: "سنستثمر في شركات جديدة وقائمة، وفي مبادرات اجتماعية ومشروعات يقيمها
المهاجرون واللاجئون بأنفسهم"، وذلك بالتعاون مع مفوضية اللاجئين[5].
وفي ذات السنة
تعهد سوروس بأن مؤسسته "منظمة المجتمع المفتوح" ستخصص 25 مليون دولار
لتمويل مشروع لتدريب ألف شخص في الأردن ولبنان، يقدمون العون للاجئين فيما يخص
الخدمات القانونية لتسهيل استخراج أوراق الزواج والطلاق والمواليد، وتسهيل دخولهم
سوق العمل[6].
وفي 2019 قدم مساهمات لبرنامج رعاية خاصة
لتوطين اللاجئين في أوروبا وكندا[7].
ويعول جورج سوروس على "المنح
الدراسية" كثيرا، ليس فقط في تقديم فرص للاجئين والمستوطنين الأجانب بأخذ منح
مجانية للحصول على شهادات جامعية أو ماجستير ودكتوراة تجعلهم "مميزين"
بسرعة، وقادرين على أخذ فرص العمل بشكل أسرع من أبناء البلد الذي هم فيه، ولكن لها
أهمية في تخريج كوادر تنشر فكره الخاص بـ"المجتمع المفتوح".
ولذلك فهذه "المنح الدراسية" لا
يقدمها فقط للاجئين والمستوطنين الأجانب، ولكن لأي شخص يتبنى معايير "المجتمع
المفتوح"، أي فتح الحدود أمام البشر والأفكار والتيارات أيا كانت، وخلط
الشعوب، ودعم الفجرة "الشواذ أو المثليين"، ودعم ما يُوصف
بـ"الأقليات" وإن كانوا دخلاء، وما يُسمى بحقوق المرأة أو النسويات
"الفيمينست"، وفي المقابل مكافحة "الشعوبية" و"العنصرية"،
وهي رفض أي عدوان أجنبي بشري أو فكري على الهوية السائدة للبلد.
ومن ذلك، أعلنت منظمة "المجتمع
المفتوح" عن منحة "باحث المجتمع المدني" لسنة 2017 لنيل الدكتوراة،
يتقدم لها مواطنو عدة بلاد، منها مصر، بمبالغ مغرية تصل إلى10 آلاف و15 ألف دولار[8].
وفي نفس السنة أعلنت منح دراسية للحصول على
الماجستير لمواطنين من مصر وليبيا وسوريا للحصول على ما سمتها "منح قيادة
المجتمع المدني"، في مجالات حقوق الإنسان، دراسات الهجرة واللجوء، النوع
الجنسي والمرأة، دراسات بعد النزاعات، إضافة لمجالات في الاقتصاد والاجتماع والصحة
والآثار والقانون الدولي[9].
صورة من فيديو يشرح فيه سوروس وفريقه فكرة المجتمع المفتوح (موقع /www.georgesoros) |
كما تقدم مؤسسة
جورج سوروس منحا وتمويلا لوسائل إعلام، لكي تسوق لأفكاره وأهدافه حول
"المجتمع المفتوح"، وتصفه بأنه رجل "محب للخير والإنسانية".
ولذا، فليس من
المستغرب أن تمتلأ الشاشات ووسائل الإعلام، وقاعات الندوات والمحاضرات في الجامعات
والمؤتمرات، بوجوه مثقفين تدافع ليل نهار عما تصفها بـ"قيم التعددية والتنوع
وحق الاختلاف"، فيما يخص التسويق للقبول بشحن البلاد بأعراق وأجناس ومذاهب
أجنبية، وتحويل البلاد التي يعيشون فيها إلى ما يصفونه بالمجتمع الـ" كوزموبوليتاني"،
أي مختلط، لا هوية وطنية واحدة له.
ومثلا، فخلال
المظاهرات التي جرت في لبنان نهاية 2019، خرجت اتهامات لنشطاء سياسيين وعاملين في
مجال حقوق الإنسان ووسائل إعلام بتلقي تمويلا من سوروس، للمطالبة بتوطين اللاجئين
السوريين والفلسطينيين في لبنان، إضافة لدعم الفجرة "الشواذ/المثليين"،
و"النسويات"، إلخ، وسموهم بـ"مقاولو سوروس"، و"مقاولين
التوطين".
ولم ينكر موقع
"درج" الإعلامي من ناحيته هذه التهمة، بل كتبت الصحفية اللبنانية عليا
إبراهيم مقالا طويلا مفصلا بتاريخ 5- 11- 2019، تبرر فيه أسباب قبولهم لهذا
التمويل، ومنها أنهم يؤمنون بأفكار سوروس، وأن تمويل وسائل الإعلام معتاد عالميا، وتختتمه
بإعلان إصرارهم على تنفيذ أهداف مشروع "المجتمع المفتوح".
فتقول: "كسر
تابوهات سخيفة تحت شعار الحفاظ على قيم فشلت بأن تحمي مجتمعات هي اليوم الأكثر جهلاً
وفقراً وتخلفاً، ليس تهمة"، "نحن لا نخجل! إذا أراد البعض اعتبار ما
نقوم به مؤامرة، فليكن!"، وأن "كل الحقوق، من حق المعتقد والتعبير، إلى
الحق بالأمن وباختيار التفضيل الجنسي"، و" الدفاع عن حقوق اللاجئين
السوريين الهاربين من بلدانهم ورفض الخطاب العنصري ضدهم هو واجب بنظرنا وليس تهمة،
إنها غاية وجود، لهذا تماماً ولد “درج”"[10].
وفي يناير 2020
أعلن سوروس خلال حضوره مؤتمر دافوس في سويسرا صراحة أيضا أنه خصص مليار دولار
"لمكافحة القومية".. أي الروح الوطنية.
وهذه المكافحة
ستكون بتخريج كوادر من الجامعات حول العالم تؤمن بـ "المجتمع المفتوح"،
والمسئول عن هذا سيكون كيان باسم "شبكة جامعة المجتمع المفتوح"، معتبرا
أنه "أهم مشروع في حياتي"[11].
ويقدم سوروس
مساعدات لجهات بعيدة عن النشاط السياسي، فيقول عن نشاطه في المجر مثلا:
"ووفرنا الدعم إلى المدارس التجريبية، المكتبات، وفرق الهواة المسرحية،
وجمعية عازفي السنطير (آلة موسيقية تشبه القانون)، ونوادي المزارعين، وغيرها من
المنظمات الاجتماعية الطوعية، والفنانين ومعارض الرسم، والمشاريع الثقافية
والبحثية"، وكذلك لجمعية المكفوفين لشراء كتب ناطقة[12].
وهي مجالات لا تلفت نظر الحكومات ولا تثير شكها
في المنظات التي تقدم دعم لها، لأنها بعيدة عن العمل السياسي المباشر، بل تنظر
إليها على أنها دعم إيجابي.
سلاح آخر لجأ إليه
لـ"زرع" فكره في الحكومات المركزية نفسها، بأسلوب الاختراق، وهو
"المستشارين"، فيقول: "عندما انتخب ليونيد كوشما رئيسا لأوكرانيا
استطعت تزويده بالمستشارين الذين ساعدوا أوكرانيا في الحصول على دعم من برنامج
لصندوق النقد الدولي خلال بضعة أسابيع[13].
▼▼▼ مقاومة مشروع سوروس
▼▼▼ مقاومة مشروع سوروس
إلا أن قوة جورج
سوروس وأمثاله ليست مطلقة، ولا ينجح دائما، إذا ما وجد من ينتبه لأهدافه، ويكشفها،
ويقف ضدها.
فقد انتبهت دول
لخطورة خطته في جلب وتوطين اللاجئين والمهاجرين في العالم، وأهدافها، ولكن نادر هي
الدول التي تشجعت وباحت بهذه المخاوف، وتحملت عبء المواجهة.
ومنها المجر،
الدولة التي ولد بها سوروس، حيث اتهمته حكومتها بأنه يسعى لتوطين عدد ضخم من اللاجئين
والمهاجرين في أوروبا لتغيير تركيبتها السكانية، بأن تكون الغلبة لغير الأوروبيين،
وهويتها الدينية، وهو ما يؤدي لتفكيكها من الداخل.
وفي مايو 2018 قال
رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان للإذاعة الرسمية : "نرى تحولا ديموجرافيا في
أوروبا. يحدث هذا جزئيا حتى يتمكن مضاربون مثل جورج سوروس من جني الكثير من
الارباح".
وأنه: "يجب
أن تقاتلوا جورج سوروس"، سوروس "وجيشه" يريدان "أوروبا متعددة
الثقافات" وليس "قيم أوروبا المسيحية التقليدية".
وأضاف إنهما
"يريداننا أن نختلط بشعوب أخرى"، "لكنننا لا نريد الاختلاط
بغيرنا"[14].
إنها نفس الخطة
التي كشفتها كتب غربية من عشرات السنين، وأشار لها وليام جي كار وغيره في
الخمسينات حين نقل أن خطة تنظيم "الناريين"، وزعماؤه وايزهاوبت والجنرال
ألبرت بايك لإحداث الثورة العالمية الثالثة، تتضمن عملية دمج على نطاق عالمي وبعد أن يتم تحويل الجنس البشري إلى تكتل بشري عظيم، وتحويل كافة البشرية لنظام واحد وثقافة واحدة
عن طريق ثقافة الدمج، بحيث يتم خلط الحمر
والسود والبيض معا في تجمع بشري بدون أي سمات أو ثقافات أو صفات عرقية أو خصوصيات
أخرى مميزة، ومشحونة بالانحلال الأخلاقي، فيسهل السيطرة عليها من جانب هذا التنظيم
الإخطبوطي، ويعلن انتصار عقيدة إبليس على الفطرة الإلهية.
ولم تكتفِ المجر بإعلان مخاوفها وتحديها لهذا المخطط، ولكن اتخذت إجراءات
عملية، منها في 2017 رفضت الالتزام بخطة الاتحاد الأوروبي الخاصة بتوزيع حصص من
اللاجئين على دول الاتحاد[15]،
وفي 2018 طردت "جامعة أوروبا الوسطى" التي أسسها جورج سوروس لتخريج
كوادر من عدة جنسيات تسوق في بلادها لفكر "المجتمع المفتوح"[16]،
وفي 2019 أعلنت عن حوافز لتشجيع شعبها على كثرة الإنجاب، حيث قال أوربان إن
استقبال الأجانب ليس هو الحل لمشكلة نقص المواليد في المجر، بل زيادة المواليد هي
الحل: "هذا هو رد المجر"[17].
كذلك قامت روسيا بطرد فروع مؤسساته سنة 2015، وقالت في بيان للمدعي العام
إن مؤسسات سوروس "تشكل تهديدا لأسس النظام الدستوري لروسيا الاتحادية وأمن
الدولة"[18].
ولا يعمل جورج سوروس ومؤسساته لوحده، ولكنه
يحظى بعلاقات راسخة مع منظمات الأمم المتحدة، مثل صندوق النقد الدولي وبرنامج
الأمم المتحدة الإنمائي، وأحيانا يتخذ هذه المنظمات وسيلة ليخترق بها البلاد
المغلقة في وجهه، عبر قيامه بتمويل مشاريع يسندها لهذه المنظمات، وتنفذها باسمها،
ولكنها في النهاية تحقق ذات الهدف في تسويق أفكاره.
▼▼▼ السيادة الوطنية.. العدو الأول لـ"المواطن العالمي"
لا يكتفي المواطن العالمي[19] سوروس باختراق البلاد عبر مؤسساته وسلاح المساعدات والمنح، ولكنه يطمح لتغيير
القوانين والمواثيق العالمية لنزع ما تبقى للحكومات من سيادة بعد نشأة الأمم
المتحدة، ونشر الانحلال في الأوصال.
فطالب في كتابه "جورج سوروس
والعولمة" بتغيير ميثاق الأمم المتحدة ليكون "أكثر
عالمية وعولمة"، يتماشى مع مصالح الأفراد والجماعات، وليس مصالح الدول
والحكومات.
وقال: "فإن
الدول الأعضاء تعطي الأولوية لمصالحها القومية على المصلحة المشتركة، وهذه إعاقة
خطيرة لمهمة الأمم المتحدة"، وأن من أكبر المعوقات في عمل الأمم المتحدة
حاليا هو "السيادة الوطنية"، للدول الأعضاء[20].
وقال صراحة إن الاتحاد
الأوروبي نشأ (سنة 1992) كنموذج لاختبار تحويل عدد من الدول إلى "مجتمع عالمي
مفتوح"، بتطبيق نظام العملة الموحدة "اليورو" لتحل محل العملات
المحلية، تمهيدا للوصول إلى العملة العالمية الموحدة، وفتح الحدود للهجرات وحرية
الحركة، وتخلي الحكومات عن جزء من سيادتها لصالح ما يُسمى بـ"المصلحة
المشتركة"[21].
كذلك اعتبر في
كتابه "عصر اللاعصمة"، أن الاتحاد الأوروبي "تجسيد لفكرة المجتمع
المفتوح" و"نموذج يُحتذى"، حيث "ظهر إلى حيز الوجود بواسطة
الهندسة الاجتماعية التدريجية بنظام خطوة خطوة"، وأن الاتحاد عبارة عن دول
وافقت على التخلي عن قدر من السيادة تمثل في عضويتها في البنك المركزي الأوروبي
ومنطقة شينجين، ويتكون من جنسيات لا تحظى أي واحدة منها بالأغلبية.
غير أنه اعترف أن
حلمه في فتح أوروبا عبر "الاتحاد الأوروبي"، لم يكتمل بعد، لوجود معارضة
داخل الشعوب، ظهرت في رفض الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي الموحد، وزيادة
الاستياء من حركة الأفراد (الهجرة بين الدول الأوروبية والهجرة الخارجية لأوروبا)،
فكلمة "السباك البولندي سيأخذ فرصتك في العمل" أصبحت مثلا سائرا، و"نمو
الجاليات المسلمة والأفريقية والآسيوية المهاجرة أسهمت جميعا في تفاقم مشاعر
الاستياء"[22].
ورغم هذا لا يكف
عن الحلم، ويبوح بأمله في يظهر بنك مركزي عالمي، يحل محل البنوك المركزية لكل
دولة، ويحل محل صندوق النقد الدولي، لأن صندوق النقد ما زال تحتفظ فيه الدول
الأعضاء بسيادتها[23].
▼▼▼ الهدف النهائي لدمج الشعوب
تحت عنوان
"نحو مجتمع عالمي مفتوح" في ختام كتابه "جورج سوروس
والعولمة"، يقول عما تم إنجازه من مشوار العالم الواحد الذي يحلم به هو
وأسلافه: "لدينا أسواق عالمية ولكن ليس لدينا مجتمع عالمي"[24].
فالمعايير
الاقتصادية تشابهت في العالم، كالخصخصة والبنوك وتغول القطاع الخاص والاستثمار
الأجنبي، حتى السلع في المأكولات والمشروبات وموضة الملابس والسيارات وشكل الأبراج
والعمارات والطرق، لكن هذا ليس الهدف وحده، مطلوب أن ينمحي كل اختلاف كهدف نهائي.
يقول سوروس:
"أود توضيح موقفي. هدفي هو جعل العالم مكانا أفضل حالا"، أن يصبح
"مجتمعا عالميا مفتوحا"[25].
وإن الوصول إلى
هذا المجتمع العالمي المفتوح يتطلب إنهاء السيادة الوطنية، وهي السيادة التي يقول
إنها تحولت من سيادة الملوك على شعوبهم، ثم إلى سيادة الشعب بعد الثورة الفرنسية،
ثم مطلوب نظام آخر تنتقل له السيادة تتعدى به الحدود الوطنية.
وإنه يمكن تحقيق
هذا ببرنامج "الهندسة الاجتماعية التدريجية" الذي دعا له أستاذه في
الجامعة كارل بوبر ، و"أنا على
استعداد للانخراط فيها شخصيا، ومن خلال مؤسساتي".
وعلى هذا قال- في 2006-
إنه يخطط لعمل مؤسسة أوروبية للمجتمع المفتوح، كذلك "أعمل أيضا على إنشاء
صندوق ثقافي عربي"، وجمعهم تحت فكرة ثقافية واحدة تكون بمثابة لغة مشتركة
".
عنده وسيلة أخرى
لهذا أيضا: "فأنا راع وداعم لـ"مجموعة الأزمات الدولية" التي تتمثل
مهمتها في توقع الأزمات قبل حدوثها، إضافة إلى تحليلها واقتراح الحلول المناسبة،
المشهد محتشد بالأزمات الناشئة"[26].
وفي فصل عنوانه
"معنى المجتمع المفتوح" في كتابه "عصر اللاعصمة" يقول إن "المجتمع
المفتوح" هو "مرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم الديمقراطية"، والحد من
هيمنة الحكومة، ولذلك "أنشأت شبكة من المؤسسات لتعزيز وترويج مبادئ المجتمع
المفتوح"[27].
- مجتمع الشك وقلع الجذور
ولكي يقوم
"المجتمع المفتوح" في بلد، يلزم تكسير وهدم كل ثوابت هذا المجتمع التي
تمنع فتحه أمام رياح بشرية وفكرية تريد أن تأخذ مكانها داخل عروقه.
وهذا التكسير يمر
عبر التشكيك في كل شيء، ورفض وجود شيء اسمه "ثوابت"، بما فيها الثوابت
الوطنية، وثوابت الأخلاق والعلاقات الأسرية، والثوابت التي تدفع للتضحية من أجل
المصلحة العامة، فيتساوى بذلك رفض هذه الثوابت المتجذرة مع التيارات الهشة الوافدة
مثل الشيوعية والرأسمالية والعولمة والفاشية والنازية والإباحية والانحلال
الأخلاقي، إلخ.
وبالتالي، فإنه من حق كل هذه التيارات والأفكار
الوجود، كذلك من حق أي جماعات بشرية دخول البلد والإقامة فيها دون تمييز بينها
وبين أبناء البلد، وكل ذلك تحت اسم "تعذر أن يملك أحد الحقيقة".
يقول سورس إن
أستاذه بوبر "اقترح شكلا من التنظيم الاجتماعي يبدأ بالاعتراف بتعذر إثبات أي
زعم بامتلاك الحقيقة النهائية، وبالتالي لا ينبغي أن يسمح لأي جماعة بفرض آرائها
على البقية، ودعا هذا الشكل من التنظيم الاجتماعي المجتمع المفتوح حيث يستطيع
الناس من مختلف المشارب والآراء والمصالح العيش معا في سلام في المجتمع المفتوح،
يتمتع الأفراد بأكبر درجة من الحرية، لكن لا تتعارض مع حرية الآخرين، أما القيود
المطلوبة فتضعها سيادة القانون"[28].
وفي الخلاصة فإن
معنى "المجتمع المفتوح" عند سوروس وأمثاله كما يصفه هو بكلماته:
- مجتمع مفتوح على
الخارج، يسمح بتدفق البضائع والسلع والأفكار والناس بحرية ودون قيود.
- مجتمع مفتوح على
الداخل، يسمح بحرية التفكير والحراك الاجتماعي بلا أي قيود.
- يقوم على
الإقرار بأن فهمنا قاصر، الحقيقة يمكن التلاعب بها والتأثير فيها.
- لا يسمح للحكومة
بملكية وسائل وموارد الإنتاج مع تهميش دورها لأقصى حد[29].
- المجتمع العضوي "المغلق"
والمجتمع المفتوح
عدوه الأول هو المجتمع العضوي.
و"المجتمع
العضوي" يقصد به سوروس هو "المجتمع الوحدة الواحدة، الذي تغلب فيه مصلحة
العموم على مصلحة الفرد، ولا يرى الفرد لنفسه انتماء فيما سواه".
أما في المجتمع
المفتوح فيعلو صوت المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، إن سوروس يكره حديث الدولة
والمؤسسات العامة عن المصلحة الجماعية، ويقدس المصلحة الفردية الأنانية، أما
المجتمعات التي تراعي المصالح العامة فاعتبرها مجتمعات "قمعية" و"مغلقة"
تنتهك مصالح الأفراد.
وعلى هذا فإن
تفكيك المجتمع العضوي وتحويله إلى مجتمع مفتوح، مدخله هو خلق مصالح ذاتية للفرد منفصلة
عن مصلحة "الكل"، أي الجماعة الوطنية.
فيقول:"عندما تتراخى الروابط التقليدية إلى
حد كاف يمكِّن الأفراد من تغيير مواقعهم النسبية داخل المجتمع بجهودهم الذاتية،
عندئذ فقط يستطيعون فصل مصالحهم الخاصة عن مصلحة "الكل"، حين يحدث ذلك
تتداعى وحدة المجتمع العضوي، ويسعى كل فرد وراء مصلحته الذاتية، ولربما يتم الحفاظ
على العلاقات التقليدية في مثل هذه الظروف، لكن عن طريق الإكراه والقسر، إذ لم يعد
المجتمع عضويا حقا، بل مجتمع يحافظ على الثبات وعدم التغيير بطريقة اصطناعية"[30].
ورغم بشاعة هذا
المصير، إلا أنه يتفاخر بأنه هدفه الأساسي.
وتتخلص وسائله
لتفكيك المجتمع العضوي (أي الموحد الوطني المتماسك) في:
1- خلق مصالح
ذاتية للفرد تؤكد فرديته وتعلو بها على مصلحة الجماعة الوطنية.
2- تغيير نمط التفكير
بتشجيع التفكير التجريدي والنقدي، واستيراد النظريات الأجنبية، ولكن في اتجاه
زيادة الخلاف والغرق في دوامات الجدل حول أي شيء وكل شيء، والتحزب.
3- تطبيق اقتصاد
السوق والديمقراطية بما يعزز المنافسة بين أبناء المجتمع، وليس لتحقيق مصالح
مشتركة.
4- توفير البدائل
لكل شيء، بتشجيع استيراد كل شيء، بما فيه البشر، البدائل ستكون متاحة في كل جوانب
الحياة: العلاقات الشخصية، والعائلة، والجيران، والأزواج والزوجات، والعمل،
والآراء والأفكار، والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي.
5- أن يكون رأس
المال والأرض "حر" بمعنى ألا يرتبط باستخدامات محددة (تحددها الدولة
للصالح العام مثلا)، ولكن تكون "حرة" تماما في أن يستغلها صاحبها
لمصالحة الخاصة في ظل المنافسة، و"تحرره" من أي مسئولية تجاه المشاركين.
6- في المجتمع
العضوي فإن التراث هو ما يحدد قواعد العلاقات بين الأفراد، ولكن في المجتمع
المفتوح فإن ذلك يكون بعقود مكتوبة وغير مكتوبة (العقد الاجتماعي)، أي تكون روابط
تعاقدية وليست تقليدية، وتخضع للتفاوض[31]،
وبهذا تحل العلاقات المادية محل العلاقات المعنوية الدافئة والأخلاقية.
فما المصير الذي
ينتظر مجتمع كهذا؟
يقول سوروس
بصراحة: "يعني ذلك أن ديمومة العلاقات الاجتماعية قد اختفت، وتفككت البنية
العضوية للمجتمع إلى نقطة تحوم فيها ذراتها، الأفراد، في الهواء دون جذور ولا
روابط".
وعلى هذا، ستختفي
السكينة، والأمان، و"ستظهر خيارات لم تكن تخطر على الخيال في عصر سابق، القتل
الرحيم، الهندسة الوراثية، غسيل الدماغ، تدهور العلاقات الشخصية لأنه يمكن استبدال
الأًصدقاء والجيران والأزواج والزوجات، والعلاقات بين الأولاد والآباء إن لم يكن
لها بديل لكنها ستتراخى"[32].
ما الفائدة من هذا
المجتمع المفتوح إذن؟
يلخصها سوروس في
"الحرية الفردية"، "تتجسد المنفعة العظيمة للمجتمع المفتوح
والإنجاز الذي يؤهله ليخدم كمثال، في الحرية الفردية"، وفي استمتاع الفرد
بـ"غياب الكوابح والضوابط"، أي القيم والأخلاق والمسئولية ناحية الوطن
والمجتمع.
لكنه اعترف بأن
غياب القيم ووجود هدف نبيل في حياة الفرد قد يجعله "يشعر بالوحدة، والشعور
بالدونية، والإحساس بالذنب والعبث وعدم الجدوى، بفقدان الغرض من الحياة"،
وحين يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من القلق وعدم الرضى فإنه يعتبر هذه الحرية
"عبئا ثقيلا لا يُحتمل، قد يبدو المجتمع المغلق بمثابة المنقذ المخلص"[33].
وماذا بعد أن يصل
الناس في هذا المجتمع المصطنع الجديد إلى هذه المرحلة من الاختناق والضياع وخيبة
الأمل والمرارة؟
يقول: "يتبدى
عدد من الأسئلة المهمة- خصوصا تلك المتعلقة بعلاقة الفرد بالكون والعالم ومكانه في
المجتمع- التي لا يستطيعون تقديم إجابات نهائية عنها، من الصعب تحمل حالة الغموض
وعدم اليقين، والعقل البشري على استعداد لفعل كل شيء للنجاة من إسارها"[34].
فماذا يفعل حينها؟
يجيب: "إن
"العثور على هدف يمثل مشكلة، فقد يحاول الناس ربط أنفسهم، بهدف أكبر عبر
الانضمام إلى مجموعة ما أو تكريس أنفسهم والولاء لمثال".
ولكن في المجتمع
العضوي كان الإنسان ينتمي لهذا المثال بشكل طبيعي وتلقائي، ببساطة، أما حين يبدأ
الناس مسيرة البحث عما ينتمون إليه، فإن البساطة تختفي، وهذا الاختيار "يضعهم
في ورطة محيرة".
وحينها سيرتد
الإنسان إلى نمط تفكيره القديم: "فهو يعتمد على ترسيخ عقيدة يعتقد بانها آتية
من مصدر لا علاقة للفرد به، قد يكون المصدر التراث، أو أيديولوجية نجحت في التفوق
في المنافسة مع أيديولوجيات أخرى"[35].
وحين تختار كل
مجموعة مصدر يقينها الجديد، أي عدة مراجع أو عدة أيديولوجيات، فإن كل منها تسعى
لفرض نفسها على الآخرين، فالمجتمع لن يستطيع أن يعود لمرحلة اليقين الجماعي
المطمئن الذي كان عليه قبل أن يتحول إلى مجتمع مفتوح لكل التيارات والأفكار
والشكوك والبشر والثقافات.
وهنا يدخل المجتمع
في دائرة صراع نفسي وبشري أعنف مما كان عليه، فقد تعلم، في المجتمع المفتوح، كثرة
الجدل والشك، يقول المضارب العالمي: "الأمر الذي يؤدي إلى حجج ومجادلات حول
معاني الكلمات، خصوصا تلك الواردة في النص الأصلي- نقاشات ومجادلات سفسطائية،
وتلمودية، ولاهوتية، وأيديولوجية، تميل إلى إيجاد مشكلات جديدة لكل واحدة تجد حلا
لها".
بل وتجنح كل
أيديولوجية إلى فرض نفسها بالقوة: "ويعتمد أنصار أي تفسير على القوة السياسية
النسبية لمؤيديه لا على صوابية الحجج المحتشدة لدعمه ومساندته، ويصبح العقل ساحة
معركة للقوى السياسية، وبالمقابل، تصبح العقائد أسلحة في أيدى الفصائل
المتحاربة"[36].
أي أن النهاية
ستكون حروب داخلية؟
فكيف ينجو منها إذن؟
يواصل المضارب
الكبير حديثه وأفكاره، وكأنه يخطط لعملية مضاربة عظمى تشمل العالم كله: "لذلك،
ينزع نمط التفكير الدوغمائي إلى اللجوء إلى سلطة غيبية ما ورائية، تكشف عن نفسها
للبشر بطريقة أو بأخرى، الوحي هو المصدر النهائي والمطلق للحقيقة، وفي حين يتجادل
البشر إلى ما لا نهاية، بفكرهم القاصر وعقلهم الناقص، حول تطبيقات ومقتضيات
ومضامين العقيدة، تستمر العقيدة ذاتها في التألق بنقائها الجليل"[37].
فما هي هذه
"القوة الغيبية" التي سينتظرها أو يلجأ إليها البشر ليتخلصوا من
صراعاتهم وعذاباتهم في النهاية بعد أن يفشلوا ويخيب أملهم الذي راهنوا عليه حين
قبلوا تحطيم الأوطان والأديان وسيادة وخصوصية وحرمات مجتمعهم، وجعلوها مفتوحة لكل
دخيل من فكر وبشر؟
يقول سوروس إن هذه
القوة أو العقيدة ستسود في النهاية، بأن تلجأ إلى "كبح الأفكار المنشقة، وقمع
الأفعال الخارجة على النظام"، إلى أي مدى كان "بالإجبار والإكراه".
وهنا يتوق البشر
للعودة إلى "المجتمع العضوي"، الذي لم يكن مقدرا لمزاياه، مثل مزايا أنه
بوصف سوروس: "وحدة اجتماعية متعينة، انتماء متين لا شك فيه، ارتباط كل عضو
ارتباطا وثيقا مع المجموعة"، و"لكن يستحيل استعادة البراءة ما إن تُفقد،
إلا في حالة نسيان التجربة الإنسانية برمتها".
"وفي أفضل
الأحوال، يمكن لنظام استبدادي شمولي أن يمضي شوطا بعيدا باتجاه إعادة تأسيس وترسيخ
التناغم الهادئ المميز للمجتمع العضوي، وغالبا ما تظهر الحاجة إلى استخام درجة
معينة من الإكراه والإجبار"، و"تتطلب استخدام مزيد من القوة، إلى أن
يصبح النظام (في أسوأ الحالات) قائما على الإكراه والإجبار والقسر، وتفقد
أيديوجيته أي صلة وشبه بالواقع"[38].
إذن، لو كانت
البشرية ستصل إلى هذا النوع من المجتمعات المعذبة القمعية المتحاربة، التي لن
يتوفر فيها تلقائية واطمئنان المجتمع العضوي، ولا أحلام الرفاهية في المجتمع
المفتوح.. إذن لماذا يدعو هو للمجتمع المفتوح؟
هل إذن هدفه هو
توصيل العالم إلى درجة القبول بأي "قوة غيبية"، أو "أيديولوجية
جديدة"، تفرض نفسها عليه لتخليصه من عذابات المجتمع المفتوح؟
▼▼▼ "الشيطان أمير العالم"
يقول وليم جي كار
في كتابه "الشيطان أمير العالم" إنه لما كتب كتابيه "أحجار على
رقعة الشطرنج"، و"الضباب الأحمر فوق أمريكا" (في الخمسينات) كان
على علم بدور المصرفيين العالميين والأيديولوجيات مثل الرأسمالية والشيوعية
والنازية في تهييج العالم:
"وكنت أعلم في صميم قلبي أنه تم التخطيط للحروب والثورات قبل سنوات وسنوات، وأنها أُعدت بحيث تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير كل أشكال الحكومات والأديان من أجل أن يصبح ممكنا فرض حكومة ديكتاتورية واستبدادية على بقية سكان العالم بعد أن يكون آخر طوفان اجتماعي قد انتهى".
"وكنت أعلم في صميم قلبي أنه تم التخطيط للحروب والثورات قبل سنوات وسنوات، وأنها أُعدت بحيث تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير كل أشكال الحكومات والأديان من أجل أن يصبح ممكنا فرض حكومة ديكتاتورية واستبدادية على بقية سكان العالم بعد أن يكون آخر طوفان اجتماعي قد انتهى".
"ولكنني لم
أكن أعلم على وجه اليقين، كما أنا واثق أنني أعلم الآن، أن الحركة الثورية
العالمية هي نسخة طبق الأصل من الصراع الذي أعده الشيطان وأتباعه للسيطرة على
العالم في ذلك الجزء من العالم العلوي الذي نعرفه على أنه السماء".
"آمل أن أثبت
في هذا الكتاب أن البروتوكولات التي تحتوي على تفاصيل المؤامرة الشيطانية التي قام
وايزهاوبت بتنقيحها وتحديثها بين العامين 1770 و1776 ليست هي الخاصة بحكماء صهيون،
وإنما هي خاصة بكنيس الشيطان، وقائمة على أيديولوجية إبليس المعدة من أجل إيجاد
حكومة عالمية واحدة ستكون السلطة فيها مُغتصبة من قِبل كبار كهنة عقيدة إبليس،
والذين سيطروا دائما، بصورة سرية، على كنيس الشيطان من القمة".
"إن نسخة
وايزهاوبت المنقحة من مؤامرة العهد القديم تقول إن الحروب والثورات يجب أن تُفرض
على الجوييم، وذلك حتى يتسنى للذين يديرون المؤامرة من أجل أن يغتصبوا السيطرة على
العالم أن يتقدموا نحو أهدافهم في سلام، إنهم يجعلوننا نقاتل بينما يستريحون غير
مشاركين، ويشجعوننا من بعيد"([39]).
مقالات لها صلة:
_____________
دراسة بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
_________________________
المصادر والمراجع:
دراسة بقلم: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
_________________________
المصادر والمراجع:
([3])- بالأرقام والتفاصيل:
أخطر 6 منظمات دولية تعمل داخل مصر وأسماء المتعاونين معها، البوابة نيوز، 8-10-2014
ومنها "الشبكة العربية
لمعلومات حقوق الإنسان"، يقودها جمال عيد، ومركز "المبادرة المصرية للحقوق
الشخصية، لحسام بهجت
([4])-حسن عبد الرحمن يكشف تفاصيل تورط الأمريكي
اليهودي جورج سورس فى المؤامرة على مصر،صدى البلد، 21-6-2018
و
Why Obama has to get Egypt right, By George Soros, February 3, 2011
https://www.masrawy.com/news/news_publicaffairs/details/2018/6/8/1372463/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7
([19])- المواطن العالمي وفي قول آخر المواطن
المثالي معنى تناوله فلاسفة، مثل زينون الرواقي (القرن الثالث ق.م) منذ قرون ممن
يهدفون لتوحيد العالم في قبضة واحدة بعد إزالة الحدود بين الدول والهويات الثقافية
الخاصة بكل أمة، وحاول تطبيقه الإسكندر عبر "النموذج الهيلليني"، فكان
لهذا دوره المحزن في إنزال الستار على الثقافة الكيمتية (المصرية) والآشورية،
واعتنقت هذا المعنى المحافل الماسونية وتنظيم "الناريين/النورانيين"
وفلاسفة أوروبيين في "عصر النهضة" وصفوا بـ"فلاسفة التنوير"،
وانتشر المصطلح في القرن20 برعاية الأمم المتحدة، يبدأ تعريفه بمصطلحات عامة
مغرية، مثل المواطن المحب للسلام والمساواة والتسامح بين الشعوب واختلاف الثقافات،
ويتدرج لينتهي إلى المعنى الحقيقي وهو المواطن الذي لا يرتبط حصريا بدولته
وثقافته، بل كل الدول والشعوب والثقافات عنده سواء، ولا يمانع في إزالة حدود بلاده
أمام الآخرين، وولائه للمكان الذي يجد فيه فرصته الأكبر لتحقيق طموحاته، فتتحول
المواطنة لصفة تجارية مادية بحتة، ويتلاشي الفرق الأخلاقي والتاريخي بين الوطنية
الأصلية والخيانة.
معلومات أكثر عن نشأة المصطلح انظر: تطور الفكر
السياسي القديم من صولون حتى ابن خلدون، مصطفى النشار، ط1، دار قباء، القاهرة،
1999، بداية من ص 145
0 التعليقات:
إرسال تعليق