التاريخ الميلادي

السبت، 7 مارس 2020

التمويل الأزرق لتفخيخ البلاد بالهجرات واللاجئين (دراسة ج1) ثورات أوروبا والماسون في مصر

التمويل الأزرق[1] لتفخيخ البلاد بالهجرات واللاجئين (دراسة[2])

في معظم التاريخ كانت حركة الهجرة من بلد لبلد في أي مكان في العالم تحدث بدوافع ومصالح خاصة بالمهاجرين، مثل الهروب من كوارث طبيعية أو غزو، أو طمع في خيرات الشعوب المجاورة لهم.
الأمم المتحدة وسوروس وروتشيلد وأردوغان وراء نشر اللاجئين
الأمم المتحدة وأردوغان وسوروس وروتشيلد وراء خطط نشر الهجرة واللاجئين
إلا أنه في القرون الخمسة الأخيرة ظهرت عملية "تنظيم" لتهجير وترحيل جماعات معينة، من مكان لمكان، لخدمة مصالح دولية وتنظيمات عالمية.
ومن هذه المصالح:

1- استغلال المهاجرين في عمل حروب داخلية أو ثورات دموية داخل البلاد المستهدفة.

2- استغلالهم في تغيير سكاني "ديموجرافي" في البلاد المستهدفة لسهولة السيطرة عليها في المستقبل.

3- تسهيل نشر فكر تيار عالمي سياسي أو ديني في العالم عن طريق المهاجرين المعتنقين له.

فمثلا...
 في كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" (صدر 1958) يرصد ضابط المخابرات الكندي وليام جي كار أن تنظيم "النورانيين"، المدير الأعلى للمحافل الماسونية في أوروبا وقتها، كان في القرن الـ 18 يرسل مهاجرين إلى فرنسا لنشر أفكارهم الداعية لعمل ثورة ضد الملكية، باستغلال الفساد أو الظلم القائم، وتنظيم السخط الشعبي ضده، وزيادة السخط بزيادة توريط رجال الحكم في أشكال فساد جديدة عن طريق  أساليب فساد جديدة ينشرها المهاجرون في فرنسا.

▼▼▼ الثورة الإنجليزية (الحرب الأهلية)


وقبل الوصول إلى الثورة الفرنسية- نجمة ثورات أوروبا- نلقي نظرة مع مؤرخي أوروبا على دور المهاجرين واللاجئين في الثورة الإنجليزية (1644- 1651) التي سبقتها بـ 150 سنة، وكانت حقل تجارب لسلسلة ثورات وحروب هدفها كسر الحدود الوطنية أمام التجارة العالمية لبيوت المال الكبرى، ولملمة العالم في بوتقة أفكار واحدة تسهل لملمته في يد حاكمة واحدة فيما بعد.

بدأ الأمر على يد اللاجئين اليهود، فنظرا لدورهم في تكنيز المال والذهب للتحكم في الاقتصاد (من أيام الإغريق والرومان)، ودورهم في نشر الفتن، وتقديم أنفسهم على أنهم المضطهدين من الحكومات دائما، طردت بريطانيا و فرنسا وأسبانيا ودول أوروبية أخرى اليهود عدة مرات في القرون الوسطى، وكانوا كلما استقروا في مكان تكتلوا في أماكن سميت بـ"الجيتو"، يبخون فيها سمومهم في صدور الأجيال الجديدة ضد الحكومات.

وليعودوا إلى المناطق التي طردوا منها في أوروبا، أنشأ بارونات الربا والمال (سوا من اليهود أو غيرهم) شبكات للهجرة غير الشرعية تساعدهم على التسلل عبر الحدود، كما أنشأوا ما عرف باسم السوق السوداء؛ لأنهم كانوا لا يستطيعون العمل في النور[3]، وبدأت العصابات اليهودية في مسلسل تدمير الحكومات التي وقفت ضدها.

 ففي إنجلترا زرعت الخلافات بين الملك وحكومته بحجة مقاومة الاستبداد، وبين أصحاب العمل والعمال، وبين الدولة والكنيسة حول المذهب الكاثوليكي المتمسكة به الدولة والبروتستانتي الخاص بالكنسية عبر نشر آراء ونظريات متناقضة لحل المشكلات، ثم يتصارع حولها الجميع.

ولم تلبث إنجلترا أن وجدت نفسها مقسمة إلى معسكرات وأحزاب يتحفز كل منها للانقضاض على الآخر، فانقسم الشعب الإنجليزي إلى معسكرين بروتستانتي وكاثوليكي، ثم انقسم البروتستانتي إلى طائفتي "الملتزمون" و"المستقلون"، وانهمر الذهب في ذلك كله من جهات مجهولة على المحرضين.

انتهى الصراع في الآراء إلى صراع مسلح في عهد الملك شارل الأول بين قوات تناصر الملك وعصابات تناصر البرلمان وما تصفها بالحريات بتحريض وتمويل من مناسح بن إسرائيل (أحد كبار المرابين العالميين في هولندا)، والزعيم اليهودي المشهور فرنانديز كارفاجال، اللذين استمالا القائد الإنجليزي الشهير أوليفر كرومويل للإطاحة بعرش الملك، وكونوا مليشيات تسمت بالـ"الرؤوس المستديرة"، أمدوها بمئات المرتزقة في ثوب ثوريين مدربين قادمين من الخارج كمتطوعين لدعم "حرية" الشعب الإنجليزي، وانضم لها الخلايا اليهودية الفوضوية وشرع الجميع في نشر الإرهاب وترويع السكان، حتى مرحلة الصدام مع قوات الأمن والجيش.

وساهم السفراء اليهود المعتمدون لدى إنجلترا، مثل ميلخور دي سالم سفير فرنسا في دعم وإيواء زعماء الفوضى في الأوقات الحرجة، وتدريبهم، حتى قال الثري اليهودي إسحق دزرائيلي ]والد رئيس وزراء بريطانيا بنيامين دزرائيلي صاحب صفقة شراء نصيب مصر في أسهم قناة السويس فيما بعد[ في كتابه "الملك شارل الثاني" إنه حصل على معظم المعلومات من سجلات ميلخور دي سالم، وتكلم عن التشابه بين ظروف وأساليب الثورة الإنجليزية والثورة الفرنسية[4].

وأثار تدفق المهاجرين الفوضوي إلى إنجلترا عن طريق التهريب بحجة دعم "الثوار الأحرار"، واستخدام المخربين المدربين لتكوين المنظمات الإرهابية، وتمويل العملية كلها بذهب المرابين العالميين، وتكرار هذا في حروب وثورات لاحقة؛ أثار فضول الباحثين الذين يتتبعون الخطوط المتشابه، وبتعبير جي كار فهذا الأسلوب اتبعته المؤامرة دائما في كل التاريخ[5].

وحقا، في حروب وثورات العالم الدموية يكون المهاجرون سببا رئيسيا فيها- ضمن أسباب أخرى- منذ التاريخ القديم.. ألم يشر إليهم الحكيم الكيمتي (المصري) "إيبو ور" في برديته عن انتشار الفوضى "إزفت" في نهاية الأسرة 6 التي انتهت بسقوط نظام الحكم وانتشار الفتن والدماء في مصر حين قال:

"تخربت الأقاليم، وتوافدت قبائل قواسة غريبة إلى مصر، ومنذ أن وصلوا لم يستقر المصريون في أي مكان (...) وأصبح الأجانب مصريين في كل مكان... وأولئك الذين كانوا مصريين أصبحوا أغرابا وأهملوا جانبا[6]".

"انظر! لا صانع يعمل، والعدو يحرم البلاد حرفها"، و"(والبلاد) ملأى بالعصابات، ويذهب الرجل ليحرث ومعه درعه... حقا فإن الوجه قد شحب، وحامل القوس ]تعبير مصري يقال على الأجنبي محترف القتال[ أصبح مستعدا، والمجرمون في كل مكان، ولا يوجد رجل من رجال الأمس... حقا إن الناهبين في كل مكان[7]".

وفي النهاية قتلت العصابات الملك الإنجليزي شارل الأول وكافة رجال الدولة المعادين للثورة في 1649، وأنشأت بنك إنجلترا (كبنك خاص رغم أنه يقوم بدور البنك المركزي في البلاد) يدار من بارونات بيوت المال، وصار المتحكم الأول في اقتصاد إنجلترا وبالتالي سياستها، وهو أول من أدخلها في دائرة الاقتراض منه لتكون أسيرة له، وأدخل في العالم ما عرف فيما بعد بالقروض الدولية والحكومية الخارجية.

فلم يكن الانتقام من ملوك إنجلترا هو الهدف الحقيقي للمرابين اليهود في عملياتهم هذه، فهم يعلمون أنهم صناع الفتن التي دفعت الملوك إلى مطاردتهم، وأنهم ليسوا بمظلومين حقا، ولكن هدفهم السيطرة على اقتصاديات إنجلترا ومقاليد الأمور فيها بإغراقها في الديون، ثم إثارة الحروب بينها وبين أوروبا تُستنزف فيها الأموال والأخلاق والأرواح، وتخضع الحكومات لبارونات المال، ويُباد ملايين البشر[8].

رسم للحرب الأهلية الإنجليزية 1644 للرسام جيمس بيكر (موقع: artuk.com )

فبعد الإطاحة بملك إنجلترا الجديد جيمس الثاني نصب الثوار الدوق الهولندي وليام أوف أورانج ملكا على البلاد بعد تزويجه بابنة الملك ليأخذ "شرعية" حكم، و إجبار الأخير على التنازل عن الحكم والرحيل لفرنسا، وتحولت إنجلترا من الكاثوليكية إلى البروتستانتية (الإنجيلية) وهو المذهب المناصر لحركات التمرد، واقترض الملك للخزانة الإنجليزية 1,250,000 جنيها إسترلينيا من اليهود المرابين الذين نصبوه في مكانه، وضمن لمديري بنك إنجلترا امتياز وضع سعر الذهب والتحكم في العملة، وهي القرارات التي شاعت في بعض كتب التاريخ بعد ذلك زورا باسم "إصلاحات" إيجابية للثورة التي اشتهرت بـ"المجيدة".

وتكرر هذا في عدة دول أوروبية، حتى قال آمشل مابلو باور "روتشيلد" ( 1743- 1812): "دعنا نتولى إصدار النقد في أمة من الأمم والإشراف عليه، ولا يهمنا بعد ذلك من الذي يسن قوانين هذه الأمة[9]".

ونتيجة هذه "الإصلاحات" تورطت بريطانيا بالفعل في حروب مع إسبانيا وفرنسا وغيرهما، ترتب عليها اضطرارها لقروض جديدة حتى وصلت عام 1945 إلى 22,503،532،372 جنيها إسترلينيا (22 مليار جنيه إسترليني)[10].

وفي 1773 استضاف آمشل ماير باور (روتشيلد الأول) 12 من أرباب المال العالميين في فرانكفورت في مؤتمر لتأسيس احتكار عالمي يضخم سلطانهم المالي وإمكانيات كل منهم التي تضخمت بالاستيلاء على بريطانيا وإشعال حروب أوروبية، وكان بداية نظام الاقتصاد الرأسمالي العالمي الجاري فرضه على الجميع، وتناول المؤتمر الدور اليهودي في تدبير الثورة الإنجليزية، وكيفية تلافي الأخطاء في الثورات المقبلة.

وشرح المرابي روتشيلد خطة مكونة من 25 بندا لضمان استمرار هذا الاحتكار العالمي، منها قوله إن القوة الوحيدة التي يجب أن تحل محل السطة الوطنية والدين هي "قوة المال" الذي يتدفق من بارونات بيوت المال العالمية على من يثيرون الصراعات الأهلية، في إشارة إلى نشر الفساد والولاء للخارج.

ومن أشكال الإفساد الأخرى التي أوصى بنشرها المشروبات الكحولية، المخدرات، الانحلال الجنسي خاصة بين صغار السن، الرشوة، والزج بالعملاء المدربين ليعملوا كأساتذة ومعلمين وحتى مربيين وعمالة داخل بيوت الشخصيات المستهدفة.
وتحدث عما أسماه بـ"الغزو التسللي" للمجتمعات المستهدفة.

فقال: "سوف نسلك في دولتنا التي سنشيدها طريق الغزو التسللي، وبذلك نتجنب فظائع الحرب المكشوفة ونتائجها، مستعيضين عنها بطرائق أقل فداحة وأضمن نتائجا"[11].
ولم يتضح في هذا البند المقصود به تماما، ولكن من الممارسات التي تمت في حروب وثورات أشرف عليها بارونات المال يتضح أن المقصود زرع أقليات وأعراق وتيارات دخيلة تخلق صراعات في المستقبل، مثلما تم نقل اليهود بين دول أوروبا وروسيا بأسلوب الهجرة غير الشرعية، أو لأمريكا باسم لاجئين، أو بتأسيس منظمات تحرض المجتمع بعضه على بعض باسم منظمات حقوقية أو دعم الأقليات ومكافحة العنصرية.

▼▼▼ الثورة الفرنسية (الحرب الأهلية)


وهنا جاء اختبار تطبيق ما سبق..

قامت الثورة على يد أفسد أهل فرنسا والمتسللين الأجانب، استغلوا ظروفا اقتصادية وسياسية سيئة، وأضافوا عليها ظروفا أشد مصطنعة، وتفننوا في حرب الإشاعات للطعن حتى في شرف الملكة، وأشرف على تأجيجها "الأستاذ الأعظم"[12] لمحافل الشرق العظمى الماسونية في فرنسا، وهو الدوق دورليان، ابن عم الملك لويس السادس عشر، الذي صوّت على إعدامه بعد الثورة طمعا في تولي العرش مكانه.

وأدرك المؤرخ البريطاني الأشهر السير والتر سكوت الدور الذي لعبته القوى الخفية وراء واجهة الثورة الفرنسية، في مؤلفه الضخم "حياة نابليون"- الصادر عام 1824- حين تساءل باستغراب لماذا كانت معظم وجوه الثورة الفرنسية وجوها أجنبية عن فرنسا؟![13]

ولم تكن المشكلة في قيام الثورة، إن كانت فرنسية خالصة، ولكن في أنه تداخلت فيها مصالح وعناصر أجنبية، دفعت بها إلى مراجل الإرهاب التي أحرقت لحم وعظام الآلاف من الفرنسيين الأبرياء، وكأن الإفساد والحرب الداخلية والمذابح أصبحت هدفا في حد ذاتها.

وفي كتابه ألفه جي. رينيه بعنوان "حياة روبسبير" قال إن حكم الإرهاب بلغ ذروته القصوى في الفترة بين 27 أبريل- 27 يوليو 1794، ففي هذا اليوم الأخير خُذِل روبسبير أمام الجمعية الوطنية؛ فألقى خطابا شن فيه هجوما عنيفا على من أسماهم ب"الإرهابيين المتطرفين" قال فيه:

"إنني لا أجرؤ على تسميتهم في هذا المكان وفي هذا الوقت.. كما أنني لا استطيع كشف الحجاب الذي يغطي هذا اللغز في الثورات منذ أجيال سحيقة.. غير أنني أستطيع أن أؤكد، وأنا واثق كل الوثوق، أن بين مدبري هذه المؤامرة عملاء أثَّر فيهم ذلك المنهج القائم على الفساد والرشوة.. وهما أكثر وسيلتين فعالية بين جميع الوسائل التي اخترعها أجانب عندنا لتفسيخ هذه الدولة، وأعني بهؤلاء كهنة الإلحاد والرذيلة الدنسين"[14].

وهذه شهادة من أحد قادة الثورة أنفسهم بدور الأجانب وأعوانهم في نشر الإرهاب والفوضى والرذيلة، بالرغم من أنه هو نفسه ممن شاركوا في هذا الإرهاب[15].


لوحة "الحرية تقود الشعب" رمز الثورة الفرنسية ودمويتها
لوحة "الحرية تقود الشعب" للرسام أوجين ديلاكروا، وتظهر العنف والكراهية (متحف اللوفر)

ومن رحم كل هذا، خرجت فكرة المواطن العالمي، وخلط الشعوب عبر الهجرات تحت اسم قبول الآخر والحرية والإخاء والمساواة، وخرجت المنظمات العلمانية والليبرالية والشيوعية والإلحاد، وتقديس الحرية الفردية والإباحية والحريات المطلقة التي تنسف كل الأصول الدينية والوطنية، وستطير بأجنحتها السوداء كالطيور الجارحة إلى مصر يوما لتنهش في ما بقي من "ماعت"[16] فيها.

▼▼▼ اختراق اليهود لأمريكا بمفتاح "اللجوء"

ظهر دور الهجرات الأجنبية المنظمة تحت اسم لاجئين أو مستثمرين مجددا في أمريكا كما ظهر في الثورتين الإنجليزية والفرنسية، فبعد أن كانت أمريكا تقتصر فقط على الهجرات القادمة من غرب أوروبا (البيض البروتستانت)، توغل "الناريون" (تنظيم النورانيين/ المرابين العالميين) مدعومين بتوطين هجرات يهودية كثيفة استقدموها من روسيا وشرق أوروبا في شكل لاجئين، وتمكينهم من اقتصاد أمريكا ومؤسساتها باسم مستثمرين ثم نواب ورجال أحزاب لتطويق رقبتها.

وسيطروا فعلا من بوابة الاستثمار والخصخصة، فاشتروا شركات عملاقة تابعة للحكومة أو غيرها من الأمريكيين مثل "هاينز- مورز" الخاصة بالسفن، ومصانع الحديد، واحتكرتها شركات "مورجان" و"دريكسيل" العاملتان تحت مظلة روتشيلد[17].

وهنا تبرز شهادة المخرج الأمريكي مايرون فاجان الذي تعرَّف على دور توطين اللاجئين في نشر وتمكين تنظيم الناريين (النورانيين) في أمريكا، وبدأت القصة حين حضر واقعة فتحت له باب التساؤلات، وكرَّس حياته بعد ذلك لكشف هذا التنظيم وخطره على أمريكا في الإعلام ومن خلال أعماله الفنية.

فيقول فاجان إنه  سنة 1945 حضر بناء على دعوة من المؤلف جون.ت. فلين اجتماعا في واشنطن، وشاهد مجموعة أفلام سرية جدا عن الاجتماعات السرية اللي تمت في "يالتا" بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والسوفيتي جوزيف ستالين لتقسيم العالم بينهم بعد الحرب العالمية الثانية، وكان من نصيب السوفيت أوروبا الشرقية والبلقان وبرلين، في إطار رسم ملامح النظام العالمي الجديد[18].

وبسبب ما عرفه فاجان في هذا الاجتماع والأفلام كتب مؤلفه "مخطط النورانيين" أو في بعض الترجمات "مخطط المتنورين"، وأسس جمعية السينما للتثقيف والتعليم CEG)) Cinema Educational Gild  سنة 1947 لنشر التحذيرات وكشف الشخصيات المتورطة.

فشرح فاجان كيف أرسلت عائلة روتشيلد صنيعتها اليهودي جاكوب شيف إلى الولايات المتحدة ليستكمل مسيرة زرع فكر "الناريين"[19] في مراكز القرار الأمريكي، فسيطر على الشركات الضخمة أولا، ومن بوابة الاقتصاد والرشاوى سيطر على الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وساعد شيف في ذلك تدفق اليهود من أوروبا وروسيا إلى الولايات المتحدة باسم لاجئين مضطهدين. 

وبدأت الحكاية بأنه لتحقيق تواجد رسمي لـ"الناريين" داخل أروقة الكونجرس والبيت الأبيض- بعد السيطرة على البنك الاحتياطي كما سيطروا سابقا على بنك إنجلترا- كان مطلوبا السيطرة على أحد الحزبين، الجمهوري أو الديمقراطي، لأنه عن طريق النواب سيكون لهم صوت رسمي في الكونجرس وعن طريق مرشح الحزب للرئاسة سيكون لهم وجود رسمي في البيت الأبيض.

ووقع الاختيار على الحزب الديمقراطي لأنه الحلقة الأضعف والأقدر على السيطرة عليه لأسباب، منها فقر الحزب في عدد الناخبين، وعلى هذا قرر شيف، مد الحزب بأعداد كافية للمنافسة وموالية للناريين، فجلب هذه الأعداد من الخارج على شكل لاجئين ومهاجرين[20].

ووقع اختياره على العجينة الطيعة في هذا الأمر، اليهود، لأنهم من أكثر الجماعات قدرة على التكتل في هدف واحد، وتنفيذ المهام الموكلة لها مهما طال أمدها، ومن أكثرها حبا للمال والتسلط، وبراعة في المناورة والتكيف مع الظروف، ومن أمهرها في أساليب الدعاية[21].

وتطلب هذا صناعة أحداث مؤلمة تهدد وجود اليهود في عدة دول ليتشجعوا على الهجرة، وفجأة في سنة 1890 اندلعت في روسيا سلسلة مذابح جماعية قُتل فيها آلاف اليهود، رجال ونساء وأطفال، على يد شعب الكوساك، وحصلت مذابح مماثلة في بولندا ورومانيا وبلغاريا، وجميع هذه المجازر بتحريض من عملاء "روتشيلد"؛ فتدفق اللاجئون اليهود من هذه البلاد إلى الولايات المتحدة، واستمر الأمر على هذه الحال مدة ما بين 20- 30 عاما بسبب استمرار المذابح[22].

تلقفت الجمعيات الخيرية التابعة لمؤسسات "شيف" و"روتشيلد" اللاجئين، ووزعتهم بخريطة مدروسة في المدن الأمريكية، وخاصة شيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا ووديتوريت ولوس أنجلوس، وهي المدن التي بها كثافة تصويتية ضعيفة للحزب الديمقراطي[23].
بطاقة بريد توثق الاستقبال الحافل في أمريكا لليهود
بطاقة بريد توثق الاستقبال الحافل في أمريكا لليهود الذين طلبوا المأوى بعد فرارهم من روسيا (موقع https://www.loc.gov/)

وبمرور الوقت أصبح هؤلاء اللاجئون "مواطنين عاديين"، وتم تثقيفهم وإرشادهم ليسجَّلوا تحت اسم الديمقراطيين، وأصبحت هذه الأقليات تجمعات من الناخبين ترهن صوتها للمموليها وأولياء نعمتها[24]، وبعد فترة قصيرة أصبحوا جماعات ضغط "لوبيهات" تقود الحياة السياسية لأمريكا، وتجرها لصناعة حرب وراء حرب وفرض نموذج واحد على العالم في الحياة، خاصة بعد أن أصبحت مقرا للأمم المتحدة.

وإضافة لهدف صنع تكتلات انتخابية موجهة لصالح الحزب الديمقراطي، كان لجلب المهاجرين الجدد هدف آخر وهو "القضاء على وحدة الشعب الأمريكي" التي بدأت تتشكل بعد حرب الاستقلال.

وفي ذلك يقول فاجان إن جاكوب شيف سعى لذلك عن طريق خلق الأقليات والنزاع العنصري، فأدخل إلى الولايات المتحدة أقلية متكتلة مثل اليهود، مع تحريض أقلية أخرى هي "المواطنين السود"، واللعب على وتر أن كل منهما "مضطهدة"، وبذلك أمكن استخدام هاتين الأقليتين بشكل جيد لخلق الصراع الأكبر في أمريكا، وهذا ما تحتاجه جماعة الناريين (النورانيين أو بارونات المال والمرابين) لإنجاز مهمتها.
وبدأت الاحتكاكات العرقية والكلام عن اضطهاد المهاجرين والسود باحتكاكات في الجامعات والكليات المحمية بقرارات إيرل وورن Earl Worren  .

 ولتغذية الشعور العرقي والأقليات أسس "شيف" جمعية 1909 باسم "الجمعية الوطنية لرعاية المواطنين الملونين" NAACP  بحجة رعاية المضطهدين والمهمشين وحقوق السود واليهود المهاجرين،  وادعى أن تخصيص جمعيات لهم يقوي الوحدة الوطنية بضمان حقوقهم، لكن الحقيقة هدفها كان تغذية مشاعر الانفصال العرقي أو الطائفي عن المجتمع والتميز والاضطهاد بداخلهم، وساعدوا في إبراز شخصيات مثل مارتن لوثر كينج، وستوكلي كارميشيل، وبارنارد روستن[25]، وكلهم باسم المساواة وحقوق الإنسان.

وفي 1913 بدأت المرحلة التالية لمرحلة الوجه "الخيري" لهذه الجمعيات العرقية والطائفية، وهو الوجه المسلح لبدء عمليات الصدام.

 فتشكلت جمعية باسمAnti-defamation of the B'nai B'rith  والمعروفة في أمريكا باسمAFL  بمثابة بوليس سري بحجة حماية الأقليات والمضطهدين، أعضاؤها مسلحين، بحيث إذا وقع شجار بين أبناء تلك العرقيات، سواء عارض أو مصطنع، يتدخلون سريعا بالسلاح، فيتضخم الأمر.

وربما كانت هذه أول مرة في التاريخ يجري عمل منظمات وجمعيات مخصوصة بحجة "حماية الأقليات"، أو "مكافحة التمييز العنصري" لتمكين المهاجرين والمستوطنين الأجانب.

وملحوظة هامة، أنه في وسط تجمعات المهاجرين اليهود القادمين من روسيا بنيويورك- قبل الثورة الروسية- عاش القيادي الشيوعي تروتسكي كلاجئ ليتدرب وسط عصاباتهم على أعمال الإرهاب التي نشرها الشيوعيون في روسيا خلال الثورة، وأنفق بسخاء على التدريبات رغم أنه لم يكن يعمل، في دلالة على أنه يتلقى تمويلا خفيا، وسافر مع 300 من المجرمين المدربين ليقابل فلاديمير لينين في سويسرا على متن سفينة ممولة من شيف ومعهم 20 مليون دولار أمريكي ذهبي لتمويل الثورة الروسية[26].

وأقام لينين وستالين في سويسرا لفترة، حيث المأوى الآمن للناريين وأموالهم وخططهم، ومن سويسرا شحنوا عصابات اللاجئين في قطارات إلى روسيا، ليقوموا بمهمتهم في نشر الحرائق والمذابح التي تم نسبها لقيصر روسيا رومانوف، ثم قتله هو وعائلته حتى لا يطالب أحد منهم بالعرش مستقبلا[27].

▼▼▼ تمكين المهاجرين في مصر وفلسطين

في ذات الوقت الذي كان يجري تمكين الهجرات اليهودية في أمريكا، وتغيير النظام الأمريكي من أن تكون أمريكا ذات أغلبية "بيضاء بروتستانتية"، إلى تشكيلة من الأعراق والطوائف غير المتجانسة، كان الثري اليهودي المقيم في إنجلترا موسى مونتيفيوري يعرض على محمد علي خلال حكمه الشام أن يسمح لليهود بالهجرة لفلسطين بحجة الاستثمار.

ومونتيفيوري هو من أول المرابين الذين كوَّنوا مستوطنات لليهود بفلسطين بداية من 1840، وله حي باسمه في إسرائيل، وشجع خلفاء محمد علي أيضا على منح امتيازات لليهود المهاجرين إلى مصر لم يحلموا بها في أي دولة أخرى، وجعلتهم يتخذوا من مصر قاعدة آمنة لتدريب وتمويل العصابات الصهيونية وتكوين الجماعات الإسرائيلية، وجمع الأموال الضخمة من الربا وغيره من عرق الفلاحين المصريين، وإرسالها لليهود بفلسطين.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دور عائلتي مونتيفيوري وروتشيلد في تكوين إسرائيل، وهو يتوجه إليهما بالشكر سنة 2012خلال افتتاحه طاحونة أعيد ترميمها في حي "مشكنوت شأنانيم" بالقدس[28].

وفي 1922، وبعد أن بدأ الفلسطينيون يشعرون بخطر اللاجئين اليهود وتقع احتكاكات بينهم، أصدر المحفل الأكبر الوطني المصري في القاهرة (المحفل الماسوني التابع لمحافل إنجلترا) برئاسة إدريس راغب نداء للفلسطينيين بعدم الاعتداء على اليهود، وأن يقبلوا بتوطينهم فيما وصفه بـ"الوطن المشترك" باسم "الحرية والإخاء والمساواة"[29].

وإدريس راغب، من المستوطنين اليونان، أبوه إسماعيل راغب، ولقب العيلة الحقيقي ينِّي، وإسماعيل مملوك اشتراه محمد علي ومنحه 500 فدان، تضاعفت فيما بعد، وتولى مناصب خطيرة كوزارة الجيش والخارجية والمالية ثم رئاسة الوزارة سنة 1882 أيام عرابي[30].

 وسخَّر إدريس راغب جزءا كبيرا من الثروة المستحوذ عليها (وأكثرها أراضي الفلاحين الممنوحة لعائلته من حكام أسرة محمد علي) لخدمة نشر المحافل الماسونية في مصر، إضافة لدور مهاجرين يهود وشوام وإيطاليين في هذا، فكل مجموعة عملت محافل ماسونية خاصة بها، وضمن وظايفها استقبال المهاجرين الجدد لمصر، وتمكينهم بتوفير الوظائف والمناصب، وإقناع المصريين بإنه "لا يوجد فروق" بين المصري والأجنبي في ظل شعارات "الحرية والإخاء والمساواة"[31].

أما الحقيقة، فكان بعد ضمان توسيع مكان للأجنبي، تقوم المحافل الماسونية بنفوذها عند أهل الحكم والثروة والصحافة، بتوصيل الأجنبي الجديد أو المستوطن لأعلى المناصب والمراكز على حساب المصريين الأصليين.
اجتماع لمحفل ماسوني في مصر قبل 1952
اجتماع لأحد المحافل الماسونية في مصر (موقع المصري اليوم)

فتنقل دائرة المعارف الماسونية (الجزء الأول)، عن المادة 15 من لائحة "يورك" التي تحدد قواعد عمل المحافل الماسونية وعضويتها في العالم: "على الماسون أن يرحبوا بالإخوان الذين يأتون إليهم من بلاد بعيدة، وبعد امتحانهم أن يهتموا بمصالحهم، وأن يساعدوا جميع الإخوان"[32].

وكلمة "الأجانب" مقصود بها في العُرف الماسوني كل البشر من غير الماسون، وتساوي كلمة الجوييم والأغيار، والآخر، أما كلمة "الإخوان" فمقصود بها أعضاء المحافل المتآخين في الماسونية حول العالم.

والهدف من ذلك تسهيل حركة انتقال أعضاء هذه المحافل، أو الهجرات الأجنبية الراغبين في نقلها، من بلد لآخر، كالهجرات اليهودية واليونانية والأرمينية والشامية والإيطالية، حين يجدوا التسهيلات والفرص في البلاد المستهدفة، وتسريع تسكينهم في مراكز مهمة تقربهم من صناعة القرار، ولو من وراء ستار.

أما من يعترض من المصريين على هذا فيُصنف على أنه "متعصب"، "كاره للأجانب"، و"ضد الإخاء والمبادئ الإنسانية السامية".

واستمر هذا الحال حتى قيام ثورة 1952 وقيامها بعمليات التأميم والتمصير التي أفقدت الجاليات الأجنبية كثيرا من نفوذها وسطوتها، ثم إغلاق حكومة الثورة ما بقي من هذه المحافل في مصر سنة 1964.[33]

يقول المسيح:

 "احترزوا من الأنبياء الكذبة، الذين يأتونكم بملابس الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم" (متى: 7: 15 و16)
______________
دراسة: إفتكار السيد (نفرتاري أحمس)
_____________________________

المصادر والمراجع:


([1])- اخترت كلمة الأزرق لأن الدم الأزرق كلمة وصفت بها الأسر المالكة المتعالية على الشعب في العصور الوسطى، واللون الأزرق مميز لعلم الأمم المتحدة وإسرائيل، ودم سرطان البحر والعنكبوت أزرق، والسرطانية والعنكبوتية صفة تلائم تغلغل المنظمات والحركات القائمة على تشجيع الهجرة واللجوء في البلاد كشبكة عنكبوتية تزرع أعراق وطوائف غريبة تقسم البلد مثلما أن خلايا السرطان غريبة على الجسم البشري وتدمره.
([2])- هذا البحث تلخيص لبعض ما ورد في كتابي "نكبة توطين الهكسوس.. النكبة المصرية"، إفتكار البنداري السيد، إصدار 2019، عن تأثير الهجرات على مصر، ومضاف له أمثلة عن تمويل حركة الهجرة في العالم بعد 1952، وصولا إلى 2020، وخطر هذا على مصر ووحدانية شعبها.
([3])- انظر: أحجار على رقعة الشطرنج، وليام جي كار، ترجمة سعيد جزائرلي، دار النفائس، ط 1، 1970، ص 68
*** ولأن التاريخ يعيد نفسه فإن نفس شبكات الهجرة غير الشرعية أُعيد تشغيلها لتهريب اليهود لأمريكا ثم لفلسطين باسم لاجئين فارين من المذابح، وحاليا تعمل على تهريب السوريين والعراقيين والأفغان والأفارقة باسم لاجئين أيضا، وتوزيعهم على بلدان مستهدفة على رأسها مصر.
([4])- انظر المرجع السابق، ص 70- 74
([5])- نفس المرجع، ص 72
([6])- الشرق الأدنى القديم (مصر والعراق)، عبد العزيز صالح، مكتبة الأنجلو، ط2 منقحة، القاهرة، 1973، ص 360
([7])- موسوعة مصر القديمة، سليم حسن، ج 17، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة، 2000، ص 297، و302- 303، وللمزيد عن دور الأجانب في نشر الفوضى في مصر في التاريخ القديم انظر كتاب "نكبة توطين الهكسوس- النكبة المصرية".
([8])- انظر: أحجار على  رقعة الشطرنج، مرجع سابق، ص 71- 76
*** وامتدت نيران السياسة الإنجليزية التي يديرها بنك إنجلترا إلى مصر بإغراء سعيد وإسماعيل بالقروض في القرن 19 ثم شد الحبل على رقبة مصر واحتلالها، ولولا احتاجوا المصريين كأيدي عاملة في الزراعة وبناء المشاريع لأبادوا معظم المصريين.
([9])- انظر المرجع السابق، ص 81- 83 و 56- 57
*** ولهذا سارعت إنجلترا لتأسيس البنك الأهلي المصري 1898 بعد احتلالها لمصر وأصبح له حق إصدار العملة، وكان حينها بنكا خاصا بعيدا عن الحكومة، ليسهل تحكم بنك إنجلترا فيه، وأممت الحكومة المصرية البنك سنة 1961 ليصبح بنكا حكوميا تجاريا، وأسست البنك المركزي في ذات العام لتحقيق الاستقلال الاقتصادي.
([10])- نفس المرجع، ص 84- 85
([11])- وصايا روتشيلد وخطته المؤلفة من 25 نقطة واردة بالتفصيل في الصفحات ما بين 91-100 في كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج"، والكاتب وليام جي كار يذكر أن روتشيلد ألقاها في مؤسسة روتشيلد في شارع "بوندن شتراس بمدينة فرانكفورت سنة 1773، وللمزيد عن هذه البروتوكولات وتطبيق ما ورد فيها على ما يحدث الآن في العالم في كل المجالات انظر: بروتوكولات حكماء صهيون، فكتور ماسدون، الحرية للنشر والتوزيع، القاهرة، والخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون، ترجمة محمد خليفة التونسي، ط 4، دار الكتاب العربي، القاهرة
([12])- الأستاذ الأعظم لقب الرئيس الأكبر لهذه المحافل، وسيظهر في تنظيمات أخرى مثل تنظيم الإخوان المسلمين.
([13])- انظر: أحجار على رقعة الشطرنج، مرجع سابق، ص 123
([14])- نفس المرجع، ص 124
([15])- ومعروف أنه في تاريخ مصر دخول أشنع الجرائم والرذائل يـتم على يد أجانب، كالدعارة والربا والمخدرات وتجارة البشر وتجارة الأعضاء، والجهر بالفجور (الشذوذ الجنسي وغيره) والفساد الممنهج، وهي الجرائم التي تخلف عددا كبيرا من الضحايا في وقت قصير، وتتعدى على كافة الحرمات والفطرة، أما المجتمع المصري الطبيعي فكانت الجرائم به تقليدية كالسرقة أو الرشوة أوالقتل الفردي وما شابه ذلك، ونسبتها قليلة، خاصة في فترات قوة الحكم المركزي والالتزام بـ "ماعت".
([16])- "ماعت" كلمة كيمتية (مصرية) قديمة معناها الأصول التي تحكم المصري في علاقته بإلهه وبلده وحاكمه وعائلته ونفسه وجيرانه والشعوب الأخرى، وتحدد هدفه من الحياة، بل هدف كيمة (مصر) نفسها من الوجود، كنشر الخلق النبيل وتعظيم الخالق وعمارة الأرض، لشرح أكثر انظر: تقديمة علي رضوان لكتاب "الماعت.. فلسفة العدالة في مصر القديمة"، أنَّا مانسيني، ترجمة محمد رفعت عواد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 12-15، و"نكبة توطين الهكسوس"، إفتكار البنداري السيد، ص 28- 52
([17])- الشيطان أمير العالم، وليم جي كار، ترجمة. عماد إبراهيم، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، 2014، ص 149
([18])- النظام العالمي الجديد كلمة ظهرت منذ 250- 300 سنة، وتتكرر كل فترة بنفس الكلمات كأنها كلمة السر لبدء مرحلة جديدة من مخطط الناريين، فهي بعد 50 سنة ظهرت على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بعد إسقاط الاتحاد السوفيتي لما أدى الغرض منه للاشارة إلى إعادة تنظيم العالم بعد التخلص من القطبية الثنائية والدخول في مرحلة القطب الواحد كمرحلة من مراحلة الحكومة العالمية الواحدة.
([19])- المقصود هو التنظيم المشهور باسم "النورانيين" أو "المتنورين"، واسمهم مأخوذ من "حامل النور" وهو من ألقاب الشيطان عندهم، ويشيعون أنهم هم حملة النور والتحضر للعالم، وأن رسالتهم التنوير والحداثة (انظر التعريف في: "الشيطان أمير العالم"، وليم جاي كار، مرجع سابق، ص30)، ولكن لأن فكرهم يتبع الشيطان، والشيطان مخلوق من النار، ومشروعه حرق العالم بنيران طمعه وشروره، فاختارت الباحثة تسميتهم بالاسم الأصح لهم وهو "الناريين"، وليس الاسم الذي يضللون به العالم "النورانيين".
([20])- انظر "مخطط المتنورين"، مايرون فاجان، ترجمة علاء الحلبي، سوريا، نشر إلكتروني، ص 1- 25
([21])- هذه الصفات لا يختص بها اليهود فقط، فهي تنطبق على شعوب أخرى مشهورة تاريخيا بحبها للهجرة والاستيطان في الخارج.
([22])- انظر المرجع السابق، ص 25- 62
([23])- الجمعيات الخيرية المكلفة بتوطين اللاجئين تبلورت فيما بعد في المفوضية العليا لشئون اللاجئين في الأمم المتحدة التي تدعم توزيع اللاجئين على الدول المستهدفة كل فترة، إضافة لسلسلة أخرى من الجمعيات مثل "الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين" ومنظمة كاريتاس الكاثوليكية وغيرها، وكثير منها له نشاط في مصر، إضافة لجمعيات خيرية محلية.
فحين تدفق ملايين اللاجئين على مصر من بعد 2011، وهو عدد غير مسبوق في تاريخنا، تلقفتهم بسرعة عجيبة تنظيمات وجمعيات خيرية محلية ودولية، ووزعتهم بطريقة مدروسة على المحافظات، ودعمت إيجاد فرص عمل وصار لهم أعمال تجارية ثرية في كل شارع وحارة بسرعة البرق، وبطريقة تدعو للتساؤل، وكأن هذه الجمعيات كانت في انتظارهم في وقت معلوم.
([24])- المرجع السابق، ص 26
***وحتى الآن تقوم سياسة الحزب الديمقراطي على فتح امريكا أمام الهجرات من كل جنس؛ لأن أغلب داعميه من المهاجرين، وأصبح هذا موضع خلاف حاد بينه وبين الحزب الجمهوري، خاصة بعد تولي دونالد ترامب الحكم 2017، ورفعه شعار "أمريكا أولا"، ووضعه قيودا على الهجرة.
([25])- المرجع السابق، ص 27
*** هذا النموذج كرروه في عدة دول، وفي مصر يؤسس من يصفون أنفسهم بالحقوقيين المدعومين من الخارج جمعيات وحركات لما تصفه بدعم المهمشين والمسيحيين والنوبيين وسكان سيناء واللاجئين والمجنسين إلخ
([26])- "مخطط المتنورين"، مايرون فاجان، مرجع سابق، 29- 30
([27])- "محطط التنويرين"، مرجع سابق، ص 31
([28])- رئيس الوزراء يدشن الطاحونة التي أعيد ترميمها في حي "مشكنوت شأنانيم" في أورشليم القدس، موقع ديوان رئاسة الوزراء، 28- 8- 2012
([29])- انظر: "الماسون والماسونية في مصر 1798- 1964"، وائل إبراهيم الدسوقي، دار الكتب والوثائق القومية، ص104-110
([30])- إسماعيل باشا راغب، سيرة ذاتية، موقع ذاكرة مصر المعاصرة
([31])- للمزيد عن أنواع وأسماء واعضاء وطرق انتشار المحافل الماسونية في مصر في النصف الثاني من القرن 10 والنصف الأول من القرن 20، ودورها في تمكين الأجانب على حساب المصريين، ما أدى لإطالة عمر الاحتلال، انظر المرجع السابق
([32])- "دائرة المعارف الماسونية المصورة"، ج1، حنا أبي راشد، مكتبة الفكر العربي، بيروت، 1961، ص 70، و"تاريخ الماسونية العام"، جورجي زيدان، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة ، ص 47
*** وحنا أبو راشد لبناني، ووصل في الدرجات الماسونية لمركز "عميد الطرق الماسونية المثالية العالمية"، مركزه في لبنان، ويقول إنه عاش في مصر ربع قرن (1925- 1952) رفيقا لكبار رجال السياسة والصحافة والعلم والأدب، ويلقي المحاضرات، وينشر الفكر الماسوني، كما ورد في كتابه "دائرة المعارف الماسونية" ج 1 ص177، ويسمي الكيانات الماسونية في مصر بأنها تمثل "الدولة الماسونية المصرية"، ص 188- 190، وتعريفه بنفسه والتوقيع ص 13
([33])- للتعرف على دور المهاجرين واللاجئين في دعم الاحتلالات ضد المقاومة والثورات المصرية في عدة عصور قديمة وحديثة، وفي محاربة مبدأ "مصر للمصريين" انظر كتاب "نكبة توطين الهكسوس- النكبة المصرية"، إفتكار البنداري السيد، القاهرة، 2019

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Legacy Version