يشرح الكتاب دور الأجانب في نشر تيارات إضعاف روح المقاومة المصرية |
الأجانب في مصر.. دورهم في نشر الجرائم والصراعات والانقسامات قبل 1952
عرض كتاب "الأجانب في مصر - دراسة في تاريخ مصر الاجتماعي 1922- 1952) يتناول دراسة للدكتور محمود محمد سليمان قامت على البحث وجمع المعلومات من محافظ مجلس الوزرا ومحافظ عابدين ومصلحة الشركات والمذكرات الشخصية المودعة بدار الكتب والوثايق القومية ، ومحاضر البرلمان، تقارير وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم، وثايق وزارة الخارجية البريطانية والبرلمان البريطاني.( محتوى الكتاب )
تخص الدراسة الأجانب الأوروبيين زي اليونانيين والإيطاليين
والإنجليز والفرنساويين والأرمن + الأمريكيين (الكلام عن الشوام والمغاربة والعربان
هنجيبه في مراجع تانية) اللي اتسرسبو لمصر في توب لاجئين هربانين من الحروب الأهلية
والثورات الدموية في أوروبا، أو هربانين من الحرب العالمية الأولى، أو جم مصر في توب
عمالة "ماهرة" محتجاها حكومة الاحتلال أو التابعة للاحتلال في مشاريع الحكومة
أو الاستثمار، أو في توب تجار، أو دخلو تهريب لضعف الرقابة على الحدود.
ومن أهم اللي اتعرضت ليه الدراسة في طريق الأجانب لاستنزاف مصر،
واستنزاف واستهلاك تعب وعرق الفلاحين، وصرف نظر المصريين عن هويتهم المصرية
الحقيقية (الكيمتية/ الفلاحية) اللي كانت بدأت ترجع بعد ثورة 1881 وثورة 1919
وترجع مبدأ مصر للمصريين:
- حصل الأجانب على مرتبات ضخمة أضعاف اللي
كان بياخده المصريين حتى لو كان المصريين يساووهم في المهارة أو أمهر منهم.
- جم مشردين أو مفلسين أو بفلوس غسيل أموال
إلخ لكن عاشو في مصر بصفة مواطنين من الدرجة الأولى بحسب النظام الطبقي الأوروبي القديم،
أو بمعنى أصح عاشو بامتيازات فوق المصريين، اتعرفت في الأوراق الرسمية باسم قوانين
الامتيازات الأجنبية.
وقوانين الامتيازات الأجنبية بتنص على حماية الأجنبي من المثول قصاد القضاء المصري
أو للقوانين المصرية، وبتحميه من القبض عليه في غياب القنصل بتاعه ولو عمل جريمة قتل،
وبتحميه من دفع معظم الضرايب، وبتعفيه من أي التزامات بتتفرض على المصريين زي السخرة
عند الباشوات والمحتلين أو العمل ببلاش في الخدمات والمشروعات العامة، وبتمنع الشرطة
من تفتيش بيته أو مكان شغله، وبتخلي له أولوية في المناصب والدعم الخاص بالتعليم والعلاج
والسكن إلخ.
- كان للامتيازات الأجنبية دور في تشجيع
الأجانب على الدخول لمصر بكل طريقة، لأنه بشهادة الأوروبيين إنهم مكنوش بيلاقو نفس
الامتيازات في دولهم نفسها، حتى إنها خلت مصر مكان جذب مغري للمجرمين من القتلة والحرامية
والمزورين، لأنه أول ما بيدخل مصر وياخد حماية القنصلية بتاعتة، بيتحمي من الحساب
والعقاب، لأنه مش بيخضع للقوانين والمحاكم المصرية.
- يتناول الكتاب دور الأجانب في محاربة
المقاومة المصرية ومحاربة الثورات المصرية زي ثورة 1919 لأنها قامت على مبدأ مصر
الخالد مصر للمصريين، خصوصا الجاليات اللي هي من الاحتلال مباشرة زي الجالية
الإنجليزية، أو الجاليات اللي عايشة على كتف الاحتلال ورعايته زي كتير من
اليونانيين والأرمن والمالطيين وغيرهم من جنسيات واخدة الرعاية الإنجليزية، كمان وقفت
ضد الثورات المصرية حركة "الفيدراليين الإيطاليين".
وقليل جدا من الجاليات أيدت ثورة 1919،
زي نوعية من الإيطاليين والفرنسيين، وإن كان مش عن إيمان بالثورات المصرية، ولا
تأييد لمبدأ مصر للمصريين، لكن مكايدة في بريطانيا اللي كانت عدوة لبلادهم، وغضب من
هيمنتها على مصر وتمييزها للموظفين الإنجليز على بقية الموظفين الأجانب، ورغبتهم في
إن الثورة تقلل هيمنة بريطانيا بس (مش أوروبا ككل) على مصر.
إضافة إن عدد قليل من الأجانب أيد الثورات المصرية ضد الإنجليز وهما
اللي كانو قايمين على نشر الشيوعية في مصر، زي إيطاليين، لأنهم كانو بيتحركو بدافع
محاربة الإمبريالية والرأسمالية في أي بلد يكونو فيها، ومش عشان ترجع البلد دي
لأهلها الأصليين وهويتها الأصلية، لكن عشان تتخلص من التبعية للإمبريالية الرأسمالية
عشان تقع في إيد الشيوعية العالمية.
فمثلا خسر الموسيقار الإيطالي مارانجوني حياته في مواجهة مع القوات
البريطانية، وخطب إيطاليين في الأزهر وقت ثورة 1919، وأيد يونانيين شيوعيين
الثورة.
- دور الأجانب في نشر فكر التنظيمات العالمية
اللي ضد الأوطان والحدود والجيوش الوطنية، زي الجماعات الشيوعية على إيد اليهود زي
جوزيف روزنتال واحد من مؤسسين الحزب الاشتراكي التابع للفكر الشيوعي، وهنري كورييل
مؤسس حركة "حدتو" الشيوعية، ويونانيين وإيطاليين وسويسريين تانيين، والمحافل
الماسونية والصهيونية اللي حولت جزء كبير من دخل وثروات مصر لدعم مشاريعها الخارجية
في فلسطين وأوروبا باسم تبرعات واستثمارات.
وبجنب نشر الفكر الشيوعي والصهيوني والماسوني نشر الأجانب الفكر الرأسمالي؛ لأن كتير منهم قايم على فكر التجارة الحرة، وهو فتح حدود مصر من غير حساب لاستيراد البضايع الأجنبية، حتى لو مصر مش محتجاها، وتصدير الخامات والسلع الضرورية المصرية، حتى لو مصر محتجاها لأولادها، وإن معظم مشاريع الدولة تكون ملكية خاصة لأفراد مش للشعب، واللي يتبع ده من تركيز ثروة مصر في إيد عدد قليل من الأجانب والعائلات والأحزاب.
وبجنب نشر الفكر الشيوعي والصهيوني والماسوني نشر الأجانب الفكر الرأسمالي؛ لأن كتير منهم قايم على فكر التجارة الحرة، وهو فتح حدود مصر من غير حساب لاستيراد البضايع الأجنبية، حتى لو مصر مش محتجاها، وتصدير الخامات والسلع الضرورية المصرية، حتى لو مصر محتجاها لأولادها، وإن معظم مشاريع الدولة تكون ملكية خاصة لأفراد مش للشعب، واللي يتبع ده من تركيز ثروة مصر في إيد عدد قليل من الأجانب والعائلات والأحزاب.
- دور الأجانب في تسخير إمكانيات مصر اللي
بقت تحت إيديهم في دعم دولهم خلال الحرب العالمية التانية سوا
بتحويل الأموال اللي بيكسبوها في مصر لدعم قواتهم، أو عن طريق التجسس على الجاليات
التابعة لدول معادية ليهم جوة مصر، فتحولت مصر لساحة جواسيس وصراعات، كل جالية
بتسخر إمكانياتها وأرضها ضد الجالية المنافسة.
- رفض أكتر الأجانب الهوية المصرية أو الدوبان
في الهوية المصرية، بإنهم عملو دويلات جوة مصر، بإن كل جالية ليها مدارسها وكنايسها
وجمعياتها ومستشفياتها وجرانينها الخاصة، وأحيانا شوارع أوأحياء خاصة بيها، عشان يساعدها
على الاحتفاظ بلغتها وتقاليدها وانتماءها الأجنبي، وتكتلهم الاقتصادي والاجتماعي ضد
المصريين.
فكانت المدارس والجمعيات والمستشفيات والصحف إلخ بتتسمى مباشرة بجنسية
الجالية المستوطنة التابعة ليها، فكانت منتشر إنه يتقال المستشفى الإسرائيلي،
المستشفى اليوناني، الكنيسة الأرمنلية، الجرنان الفرنسي، الجمعية الإيطالية،
وهكذا، وخدماتها الأولوية فيها- وأحيانا الحصرية- لأولاد الجالية، وهو اللي كان
بيخلي أولاد الجاليات الأجنبية دايما في حالة أحسن من الفلاحين لأن الدعم كان ليهم
منظم ومستمر.
- دور المدارس الأجنبية ومدارس الإرساليات
التبشيرية الأوروبية والأمريكية (الكاثوليكية والإنجيلية أو البروتستانتية) اللي نشرها
الأجانب في تخريج مصريين مسخ ليهم انتماءات وثقافة بتشجع الأجنبي وتقبل استمرار استيطانه
في مصر لأسباب سياسية أو دينية إلخ، وهو ما زرع "التجزئة" والخلافات في صفوف
المتعلمين المصريين لاختلاف التيارات والثقافات اللي بقو منتمين ليها، بخلاف
ظهور طوايف دينية بتحاول تقلل دور الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وهو اللي ولد صراع طائفي مكتوم بين الكنيسة المصرية والطوائف الدخيلة عليها لسة بتعاني منه لحد دلوقت.
- سيطرة الأجانب على القصر الحاكم، خصوصا
الإيطاليين زي فيروتشي وأنطوني بوللي واليهود (جنب بواقي الباشوات الأتراك والشوام
زي كريم ثابت)، باسم عمالة وخبرات أجنبية ومستشارين لحد سنة 1952، واستغلالهم ده في
توجيه القصر لخدمة مصالح بلادهم، فكانو في حقيقتهم جواسيس لبلادهم جوة القصر رغم إن وظايفهم تبان
بعيدة عن التجسس.
- بيظهر الكتاب الفرق بين مستوى المعيشة
المرتفع والحماية والحصانة اللي كان فيها المستوطنين الأجانب مقارنة بمستوى العيشة
اللي تحت خط الفقر والتعرض الدايم للاعتداءات والإهانات والانتهاكات على إيدين الأجانب
اللي كان فيه الفلاحين (كان المصريين الحقيقيين ولاد البلد يتسمو الفلاحين في كل مصر).
- دور الأجانب في نشر وزيادة الجرايم في
مصر ، ونشر أنواع جديدة من الجرايم مكنش المصريين يعرفوها، وخاصة في لا مؤاخذة الدعارة
(الكباريهات) اللي انتشرت باسم كازينوهات، والمخدرات والقمار والخمور وتزييف العملة
وجرايم الغش السرقة، معتمدين على أحدث وسايل الجريمة اللي بتظهر في أوروبا وكان
صعب يلاحقها البوليس في مصر، واهتمو يوصلو بالجريمة للقرى المصرية والحارات، خصوصا
على إيد الإيطاليين واليونانيين اللي توغلو بفتح دكاكين تغري الفلاحين بشرا بضايع
أوروبية، زي أنواع جديدة من الجبن أو الحلويات إلخ، وفي نفس الوقت ينشرو معاها
الخمور والربا لاستنزاف جيوبهم ولما يعجزو عن السداد ياخدو قصادها أراضيهم وبيوتهم
ومواشيهم.
ملحوظة مهمة ..
رغم كل الامتيازات اللي كان عايش فيها هكسوس
عصر الاحتلال الإنجليزي، وكم البؤس اللي كان عايش فيه المصريين اللي ظاهرة في الكتاب
(في الفترة من 1922- 1952)، إلا إنها كمان ولا حاجة قصاد الامتيازات الأكبر اللي كان
عايش فيها الأجانب والبؤس الأكبر اللي كان عايش فيه المصريين قبل 1922، لأنه بعد ثورة
1919 اشتدت المقاومة المصرية في المطالبة بالتمصير واسترداد حقوق المصريين المنهوبة
قبل الثورة.
*******************
*******************
عرض الكتاب بقلم: إفتكار البنداري السيد (نفرتاري أحمس)
مقالات ليها صلة:
ليه توطين الأجانب نكبة وخطيئة؟
مين ضد "مصر للمصريين" ومع "مصر لمن غلب" ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق