رسومات من النت تظهر مماليك وعربان حولو بالاشتراك مع العثمانلية مصر إلى بكرة دم وتعذيب للمصريين الحقيقيين (الفلاحين) |
بمناسبة مسلسل ممالك النار اللي بيتكلم عن الحرب بين المماليك والعثمانلية، وإن في ناس بسببه بتمجد في المماليك وخصوصا طومان باي، وكأنه عشان نقدم إن الاحتلال العثمانلي قد إيه كان بشع لازم قصاده ألمع الاحتلال المملوكي، يعني أكشف احتلال بإني أنصر وأعبد احتلال!
ليه في مصريين
عشان يحاربو احتلال يعبدو احتلال غيره؟
المهم يبقى
عندهم احتلال يعبدوه؟
طبعا مش كل
المصريين، لكن معظمهم، خصوصا المتعلمين
وهل دول بيبقو المصريين الحقيقيين؟ ولا أساسا بواقي محتلين ما نسيوش أصولهم الأجنبية اللي كانت قبل 1952 وبيحنو للعصور اللي كان فيها الأجانب هما اللي مسيطرين والمصريين مستعبدين ليهم؟
ولا مصريين لكن متقرطسين؟
متقرطسين بتاريخ مزور، ومعلومات كدب، كتب شوية منها الإسلامجية عشان يمجدو أي حاكم أجنبي لمصر، وكتب شوية منها مستوطنين في مصر زي اليمني علي باكثير اللي مجد المماليك في رواية "وإسلاماه"، وكتب شوية منها أحفاد المماليك نفسهم اللي منهم ناس دلوقت شغالين على وسائل التواصل الاجتماعي ينشرو معلومات كذب عن حب المماليك لمصر والمصريين، رغم إن كتب التاريخ المعاصرة للمماليك بتأكد إنه عمر المماليك ما حبو مصر، ولا اعترفو بالمصريين ولا احترموهم..
مثلا ممكن تلاقي
واحد يكره الاحتلال العثمانلي بس يمجد في العربي، أو يكره العربي ويمجد العثمانلي،
أو يكره العثمانلي ويمجد في المملوكي، أو يكره الاحتلال العلوي (عيلة محمد علي) بس
يمجد في الاحتلال الفرنساوي، أو يكره الاحتلال المملوكي بس يمجد في الاحتلال
اليوناني!
المهم يعني لازم
يبقى عنده احتلال أو اتنين يمجد فيهم؟
ليه يبقوش مصريين
أحرار بجد زي أجدادهم ويرجعو لمبدأ إن كل أجنبي حكم مصر هو احتلال، انشالله يكون
عاش فيها ألف سنة زي اليونان والرومان، أو مئات السنين زي المماليك والعثمانلية
إلخ..
مدام عاشو وهما
معتبرين مصر وسية خاصة باليوناني أو الروماني أو العربي أو العثمانلي أو المملوكي
أو العلوي أو الإنجليزي إلخ
مدام خلو من
نفسهم عرق فوق المصريين، ولمئات السنين حرمو المصريين من الجيش والثروة والمناصب
والأرض، وحرموهم حتى حقوق المواطنة، وسموهم "فلاحين" وبس مهمتهم يشتغلو
ويزرعو ويبنو القصور والمباني الفخمة بالسخرة والكرباج للمحتلين..
حتى لما دخل الفلاحين الجيش أيام الاحتلال العلوي كان بعد ما محمد علي عصر على نفسه طن لمون، لأنه مالقيش غير الفلاحين ينفعو جنود لما خذله وتآمر عليه عشيرته الألبان والمماليك والعربان إلخ، وكمان خلا الفلاحين جنود بس مش ظباط، وما بقوش ظباط غير بعد وقت طويل جدا، والاحتلال مضطر لده برضو...
صور من إذلال المماليك والعثمانلية للمصريين
حتى نقل ابن تغري بردي أيام الاحتلال المملوكي المنفرد في وصفه لإهلاك المماليك للفلاحين في أعمال السخرة عشان يبنو للمماليك المباني الفخيمة المعروفة إنه وصل الحال لدفن الفلاحين بالحيا تحت التراب لما يقعو من التعب بدل ما يعالجوهم:
في
"النجوم الزاهرة" عن حوادث 738 ه إن الناصر محمد بن قلاوون أمر والي
القاهرة بتسخير العامة في مشروع خاص به، ولما جاء المسخرون: "فجدَّوا في
العمل ليلا ونهار، واستحثهم أقبغا المذكور بالضرب، وكان ظالما غشوما، فعسف بالرجال
وكلفهم السرعة في أعمالهم من غير رخصة، ولا مكنهم ]من[ الاستراحة، وكان الوقت صيفا
حارا فهلك جماعة كثيرة منهم في العمل لعجز قدرتهم عما كُلفوه، ومع ذلك كله والولاة
تُسخر من تظفر به من العامة، وتسوقه إلى العمل، فكان أحدهم إذا عجز ]و[ ألقى بنفسه إلى الأرض، رمى
أصحابه عليه التراب فيموت لوقته، هذا والسلطان يحضر كل يوم حتى ينظر العمل"،
ولم يُخفف عنهم إلا حين استغاثوا بالأمير ألطبغا الذي توسط لهم عند السلطان حتى خفف
الأمر، ثم تكرر الأمر عند حفر خليج وإنشاء جسر: "وزادوا في ذلك حتى صارت
الناس تُؤخذ من المساجد والجوامع والأسواق، فتستر الناس ببيوتهم خوفا من السخرة،
ووقع الاجتهاد في العمل، واشتد الاستحثاث، حتى إن الرجل كان يخر إلى الأرض وهو
يعمل لعجزه عن الحركة فتردم رفقه عليه الرمل فيموت من ساعته، واتفق هذا لخلائق
كثيرة([1])".
وينقل الدكتور سعيد عاشور في كتابه "المجتمع المصري في عصر سلاطين
المماليك" عن الكتب المعاصرة للاحتلال المملوكي إن جميع مؤلفات ذلك العصر كان بتتفنن في كسر روح الفلاح، وتحقيره لكسر مقاومته للمماليك، فيصفوه بالجهل والتأخر وخشونة الطبع
وقذارة المنظر وبالرذيلة، وكتبوا القصص الطويلة لإثبات أن هذه الصفات متأصلة في
الفلاح كما فعل يوسف الشربيني في كتابه "هز القحوف في قصيدة أبي شادوف"،
وأبو شادوف إشارة للفلاح([1]).
وكتب
محمد أبي السرور البكري في كتابه "النزهة الزكية في ولاة مصر والقاهرة
المعزية" تجربته الشخصية وعن حوادث تصرخ لها
السموات السبع كان عليها شاهد عيان مع ضريبة، "الطلبة" في سنة 1608، وكان بيفرضها المماليك والعثمانلية سوا على الفلاحين، فقال:
"والطلبة
معناها أي الغز ] الأتراك[ يأتون لكاشف الإقليم
فيقولون له اكتب لنا على الناحية الفلانية كذا، مما يريدون مثلا، فيقول بأي طريقة
اكتب لكم ذلك، فيقولون اكتب أن فلانا اشتكى فلانا من أهالي الناحية الفلانية،
فيأمر الكاشف بكتابة ما يقولون ويكتب لهم حق الطريق بقولهم، سواء كان له صحة أو لا،
والغالب أن جميع ما يقع من مثل ذلك يكون لا أصل له، بل الجميع لا أصل له، فهذا
معنى الطلبة".
وحكى
تجربة له: "كان لي بلدة بالمنوفية ومالها ماية ألف نصف فضة؛ فغرمت أنا
وأهاليها في الطلبة مائتي ألف نصف فضة، وقد جاء لبلدتنا المذكورة شخص من العسكر
بطلبة مذكور فيها أن كرم الناحية اشتكى من المادين تحت وحق الطريق ألف نصف فضة،
فحين جاء إلى الناحية فرَّ أهلها جميعا، فرأى إمرأة لها ولدين فأخذهم منها،
ووضعهما في الخرج، فحين رأت المرأة ذلك ذهب عقلها، فجاءت له بمصاغها وقالت له هذا
يساوي زيادة عن ألف نصف، أخذ المصاغ منها، وأخرج الولاد من الخرج، فإذا هم ميتين،
فانظروا إلى هذا التجري الذي ما يفعله كافر بخلاف المسلم، فلا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم([1])".
ويحكي الجبرتي على ضريبة تانية من الضرايب اللي فرضها المماليك والعثمانلية سوا على المصريين وهي "العونة"، وهي شبه السخرة في إجبار الفلاح على حفر القنوات وشيل الطين من الآبار وغيرها في الوسية، فيقول:
"إن العونة إنما تكون في بلاد الملتزمين التي فيها الأوسية ]الوسية[ وبعض البلاد تكون العونة فيها على رجال معروفين بالبيوت مثلا،
فيقولون يخرج من بيت فلان شخص واحد ومن بيت فلان شخصان بحسب ما تقرر عليهم قديما
وحديثا، فلا ينفك من عليه العونة منها، وإن مات جعلوها على ولده، وهكذا؛ فهي داهية
كبرى على الفلاحين ومصيبة عظمى على البطالين([1])".
****************************
حجج لتمليع حكم العبيد والجواري
في ناس دلوقت
بترجع تلمع في الاحتلال المملوكي بحجة إنهم اتمصرو.. وهما عمرهم ما اتمصرو ولا
اعترفو بالفلاحين مواطنين أساسا، وعاشو طول تاريخهم في مصر شايفين نفسهم فوق
الفلاحين وبيستعبدوهم ويسخروهم
وفي ناس بتلمعهم
بحجة إن طومان باي حاول يمنع الاحتلال العثمانلي من احتلال مصر، واتقتل عشان ده..
طب هو طومان باي
حارب العثمانلية عشاني؟ عشان الفلاحين يعني؟
أبدا، هو حاربهم
عشان يفضل عرش مصر للمماليك، وعمره نهائيا ما كان هيسلمه للفلاحين ولا يعترف بيهم،
وهو قتله العثمانلية زي ما المماليك نفسهم كان عادتهم يقتلو بعض عشان العرش ونهب
مصر، ومعروف إن معظم المماليك المشهورين ماتو مقتولين من مماليك زيهم، وكانو بيشوفو إن المملوك الشريف البطل هو اللي يقتل زميله المملوك وياخد مكانه..
طب هو كل محتل
يحارب محتل جديد أعمله بطل؟
يعني ينفع اعتبر
البطالمة أبطال عشان حاولو يمنعو الرومان يحتلو مصر؟ أو الرومان أبطال عشان حاولو يمنعو
العرب يحتلو مصر؟ أو ابن طولون بطل عشان استقل بمصر عن العرب؟ أو المماليك أبطال
عشان منعو الأيوبيين من الاستمرار في احتلال مصر؟ أو إن محمد علي بطل عشان حاول
يمنع المماليك إنهم يستمرو في احتلال مصر؟ أو إن الإنجليز أبطال عشان حاولو يمعنو
الفرنسيس يحتلومصر؟ أو الإنجليز أبطال عشان حاولو يمنعو الألمان في الحرب العالمية
يحتلو مصر؟ وهكذا؟
يبقى ليه اعتبر
طومان باي والمماليك أبطال عشان حاولو يمنعو الاحتلال العثمانلي؟
كل دول حاربو
بعض، سوا الاحتلال اللي كان في مصر أو الاحتلال الجديد الجاي، كلهم حاربو بعض عشان
يحتفظو بالنهيبة، مش عشان يحررو مصر ويسلمو عرش مصر وثرواتها وأرضها للمصريين،
المصريين الحقيقيين، الفلاحين، اللي مكنش نصيبهم في كل المعارك دي غير يتاخد من
عرقهم ودمهم لتمويل الحروب، ولما يفكرو يعملو ثورات ضد اللي بيحتلهم الاحتلال
يحاربهم ويقتلهم ويدبحهم بالظبط زي ما عمل مع منافسيه من المحتلين..
المفروض أعمل
ملخص للاحتلال المملوكي عشان نرد على محاولة تلميع الاحتلال المملوكي من تاني، لكن
مشغولة في كذا حاجة، وهكتفي الأيام دي إني أنزل كتب ومراجع للي عايز ويقرا ويحكم
بنفسه بعيد عن لعب المسلسلات بعقول وحرية وتاريخ المصريين..
ده أول كتاب..
كتاب "نكبة توطين
الهكسوس"، جمعت فيه شهادات المؤرخين المعاصرين للاحتلال المملوكي والاحتلال
العثمانلي، زي ابن تغري بردي، وابن إياس، والمقريزي، والجبرتي، وغيرهم، وشهادات الرحالة اللي
عاشو في مصر فترة أيام الاحتلالين، واللي بتعرفنا كويس إيه هي أخلاق المماليك
والعثمانلية، وإيه عملوه في المصريين، وهل يستحق حد في المماليك يتقال عليه بطل !
أو يتقال عليه مصري بالمعني المصري الحقيقي اللي نعرفه؟
ونخلي بالنا...
إن الاحتلال المملوكي ما انتهاش بقتل طومان باي ودخول الاحتلال العثمانلي..
لأن المماليك
قعدو يشاركو الاحتلال العثمانلي الحكم، فكان للعثمانيين منصب الوالي وفرق
الإنكشارية، وللمماليك مناصب الكشاف والبكوات، يعني زي منصب المحافظ دلوقت، وليهم
فرقهم المرتزقة بتاعتهم وبتتكون من مماليك زيهم برضو، وبقو هما اللي مسيطرين على الأراضي والوسيات، وبقى الاحتلال في مصر مزدوج،
عثمانلي مملوكي، جنب الاحتلال الجالياتي، يعني الجاليات الشامية والمغربية
والعربان ويهود وغيرهم من ناس كانت بتيجي تعيش على قفا الاحتلال وتساعده في خنق
المصريين..
يعني الكوارث
اللي شربت مرارتها مصر أيام الاحتلال العثمانلي كان المشارك الأكبر فيها المماليك،
لأنهم هما اللي كانو متحكمين في مصر وقتها أكتر من العثمانلية نفسهم...
حتى صدق فيهم كلمة الشيخ الأزهري علي الصعيدي للمملوكي يوسف بيك نايب محمد أبو الدهب ونقلها الجبرتي في كتابه "تراجم الأخبار": "لعنك الله، ولعن اليسرجي الذي جاء بك، ومن باعك، ومن اشتراك،
ومن جعلك أميرا"
فهرس الاحتلال المملوكي والاحتلال العثمانلي في الكتاب
و مصدر تاني للتنزيل
وصدق عبد الرحمن الأبنودي لما قال :
حكموكى ما حكموكى
برضه المصرى مصرى والمملوك مملوكى
إوعى تباتى حزينــــــة يا حـــــرة يا زينــــة
لو ربطوا إيدينـــــــــــا بكـره نحرروكـــــى
من السلطان والوالى والعهد المملوكى
بقلم: إفتكار البنداري السيد (نفرتاري أحمس)
0 التعليقات:
إرسال تعليق