التاريخ الميلادي

الجمعة، 27 ديسمبر 2019

السوريين والسلفيين وعلم الإرهاب في مرسى مطروح .. رسالة إلى أجهزة الأمن القومي

لما بدأ يتحدف طوفان الأعراق والمذاهب الأجنبية لمصر تحت اسم "لاجئين"، واسم "تجار" بعد 2011  كان في ملاحظة غريبة إن كتير منهم كان بيروح على محافظات حدودية، خصوصا شمال سينا ومرسى مطروح.

وده رغم إن الحدود في الوقت ده كانت على جمرة نار، لأن الإرهابيين كانو شغالين تفجيرات في شمال سينا، وشغالين تهريب سلاح ومخدرات وعمليات قتل جنودنا على الحدود الغربية ما بين مرسى مطروح وليبيا.
الهكسوس السوريين اللاجئين في مرسى مطروح


وكان السؤال مين اللي بيبعت الهكسوس الجدد، خصوصا السوريين، للمحافظتين دول في الوقت اللي كله قلق وتهديد للأمن القومي ده.

وليه الهكسوس نفسهم قبلو يكونو في أماكن حواليها النار زي دي؟

في المقالة دي هنتكلم عن اللي راحو مرسى مطروح.
معروف إن أماكن كتير في مطروح وما بين الحدود المصرية الليبية اللي فيها لسة- للأسف- محتفظين بطابعهم القبلي، وفيهم اللي له انتماءاته لليبيا، وصعب يدخلو حد غريب وسطهم، فإزاي "احتضنو" السوريين بالشكل ده؟

على الفيس في صفحة اتعملت في 2013، ووقفت عن الكتابة في 2015، بعنوان "سوريون في مرسى مطروح"، وحاطة- ولسة حاطة- علم الأرهاب، اللي هو علم التنظيمات الإرهابية اللي في سوريا (العلم الأخضر في أبيض في إسود)، وللعجب حاطاه جنب العلم المصري.

الهكسوس السوريين اللاجئين في مرسى مطروح


وكتير من بوستات الصفحة بتوضح روحها السلفية أو اللي تبع اللي بيسمو نفسهم تنظيمات الثورة السورية.

الهكسوس السوريين اللاجئين في مرسى مطروح
الصفحة تستخدم طريقة كلام السلفيين وعصابة الإخوان في التحريض على الحرب في سوريا بحجة نصرة الإسلام والمسلمين

وفي 9 مايو 2016 نشر موقع الدستور تقرير عن السوريين في مرسى مطروح بعنوان "أهالي مطروح يحتضنون النازحين السوريين"، ومن اللي جه فيه بالنص:

"دأبت قبائل مطروح على احتضان وكفالة الأطفال والكبار من اللاجئين السوريين ممن فقدوا أبائهم وأمهاتهم خلال الأحداث الدامية في سوريا.
وأكد عدد من الأهالي أن متابعة الأطفال السوريين اللاجئين الذين فقدوا ذويهم خلال الحرب في سوريا، علاوة على توفير الحماية والمأوى لهم، أمر طبيعي منذ أكثر من 5 سنوات، موضحين أن 50 % من هؤلاء الأطفال يتم العثور عليهم".

أما مين بيحتضنهم أكتر فقال التقرير:

"كما كان لقيادات الدعوة السلفية ومسجد الفتح السلفي، دورًا مهمًا في إيواء عدد كبير من السوريين ومنحهم مسكن وملبس وبطاطين وتزويج عدد منهم بشكل رسمي والتكفل بهم، وتم توفير مصدر للرزق لعدد آخر كي يعيشوا حياة كريمة، لاسيما في مدينة مرسى مطروح العاصمة والتي استقبلت عشرات من السوريين الأعوام الثلاث الأخيرة".

الهكسوس السوريين اللاجئين في مرسى مطروح
صورة من موقع "الدستور" عن دعم السلفيين للسوريين في مرسى مطروح
 التقرير جاب تطمينات من اللوا هشام لطفي مساعد وزير الداخلية لأمن مطروح وقتها، عن وجود السوريين في مطروح، وقال نصا: "لم يثبت قيام أحد من السوريين بأعمال مشبوهة أو القبض على أحد بسبب حيازة أسلحة، مشيرًا إلى أنهم لا يمثلون خطورة أمنية خاصة أنهم يعملون بمهن شريفة، ويلتزمون بالقانون المصري، حتى أن النازحين أصبحوا جزءًا من الحياة والاجتماعية لأبناء المحافظة ولا يشعر أحد بوجودهم".

وهي تصريحات بتظهر استمرار العاهة اللي معششة في فكر الأمن القومي المصري من سنين طويلة، وهي عاهة إننا نستنى البلا لما يقع وبعدين نبدأ نحاربه.

مثلا نفس التصريحات كنا بنسمعها من مسئولين وغيرهم قبل 2011 لما كان حد يحذر من سيبان الفلسطينيين يعيشو ويشتغلو في سينا، أو من سيبان الأنفاق تسرح من غزة لعروق سينا.. والدولة ما فاقتش على الخطر ده غير لما الأنفاق ده نفخت النار والبارود في صدور ولادنا في أول فرصة جتها لما حصلت فوضى وفلتان أمني في مصر.

ومن الأنفاق دي، ومن الفلسطينيين اللي عششو "بكل هدوء وسلام" في الأول، في سينا، من دول خرج الرصاص اللي فرتك صدور ظباط وجنود قوات الأمن والجيش نفسها، بعد ما سابو الهكسوس يسرحو في سينا بحجة إنهم "أشقاء"، وإنهم "عايشين معانا في سلام"، وإنه "ما شفناش منهم حاجة وحشة".

وواضح من التقرير، ومن تقرير تاني نشره موقع "البوابة نيوز" عن أماكن وجود السوريين في مرسى مطروح إنهم منتشرين في كل مكان، بما فيها اللي قريبة جدا من الحدود مع ليبيا، فقال إنه :"ويتواجد السوريين في غالبية مدن مطروح، ومنها مدينة سيدي براني علي بعد 140 كم غرب مطروح ، وكذلك بمدينة الحمام وسيوة ، لكن الأكثر عددًا بمدينة مرسى مطروح العاصمة حيث وسائل الراحة وفرص العمل مفتوحة أمام الجميع".
الهكسوس السوريين اللاجئين في مرسى مطروح
صورة لتقرير "البوابة نيوز" عن السوريين في مرسى مطروح

وجنب الجماعات السلفية اللي بتساعد وتسهل الحياة للسوريين، وجنب غفلة المصريين، في وسيلة تالتة لتسهيل العيشة للسوريين وهي المنظمات الدولية، منها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اللي قال تقرير موقع "الدستور" إنه بيوزيع القسايم الغذائية للي معاه الكارت الأصفر من السوريين.

نرجع للنقطة بتاعة ليه اختارو أماكن الحدود، وعلى الأقل إيه خطورة تسكين جماعات دخيلة في محافظات الحدود؟

إمبارح،26 ديسمبر 2019، نشر موقع "المرصد السوري لحقوق الإنسان"- موقع تبع التنظيمات الإرهابية في سوريا وإن كان ضد أردوغان- إن الفصايل اللي تبع تركيا، زي "الجبهة الشامية"، و"لواء المعتصم" فتحت مراكز لتسجيل أسامي اللي عايزين يروحو يقاتلو في صفوف الإرهابيين اللي في ليبيا، وبيقدملهم مرتبات ما بين 1800- 2000 دولار لكل مسلح في الشهر.

السوريين وقت دخولهم في ميليشيات تركية تحارب في سوريا
لاجئين سوريين في تركيا واقفين في طابور للتطوع كميليشيات في عملية "غصن الزيتون" التركية في شمال سوريا سنة 2018 (المصدر: موقع عكس السير السوري)

يمكن ما يكونش في ربط مباشر ما بين الخبر ده ووجود سوريين في مرسى مطروح، لكن السؤال: تركيا اللي بتستخدم السوريين اللي في سوريا علشان ينفذو أغراضها في ليبيا، مش أولى إنها ممكن تستخدم السوريين أو غيرهم من اللي تبع فكرها في مدن قريبة من ليبيا زي مرسى مطروح؟

سوا كان تستخدمهم في أمور خاصة بالسلاح، أو حتى بمجرد تسهيل عمليات، أو تسهيل مرور، أو توصيل معلومات؟

والناس دي اللي بيتجوز منهم مصريين أو يتجنس في المستقبل ويشتغل في مراكز الحكومة اللي في مطروح، ويبقى دواير ومعلومات الحكومة في عبه، صعب يساعد بيها الدول والتنظيمات اللي ولائه ليها؟

والسوريين اللي قبلو قبل كدة يتطوعو في ميليشيات تركية أو كجواسيس لمصلحة تركيا لمحاربة بلدهم، هل صعب يتطوعو لمصلحتهم لمحاربة أي بلد تاني، وهل اشتراك سوريين وجنسيات تانية في ميليشيات الإخوان وقت احتلال رابعة اتنسى؟

الحكومة بدل ما تتعلم من غلطتها إنها سابت الفكر السلفي يسرح في مرسى مطروح، والفكر القبلي يدوم بدل ما يتحلل ويندمج مع الهوية المصرية الوطنية الواحدة، بدل من ده كله، بتستورد أعراق وطوايف ومذاهب وقبايل جديدة، وتغذي بيها الميراث الإسود اللي موجود من قبل 2011.

النتيجة:

1- الهكسوس هيلاقو فرص أكتر ويعيشو عيشة أسهل وأحسن من المصريين لأن الدعم ليهم محلي ودولي

2- اقتصاد ومصادر السياحة هتقع في حجر السوريين (+ الليبيين اللي سبقوهم) لأنهم داخلين بتقلهم في مشاريع التجارة والسياحة، ولاقيين الدعم، ده بخلاف شغل الحكومة في المستقبل مع طول الإقامة والتجنيس.. أو مع الرشاوي.

3- مش هيكون في تجديد لخطاب ديني أو دعم الروح الوطنية في مرسى مطروح- مع خطورة موقعها على الحدود- لأن أولا الجماعات السلفية متسابة بفكرها الدخيل + الجماعات دي بتتعزز بسلفيين أو إخوان جدد جايين من بلاد عايشة طول تاريخها على الطائفية والمذهبية والحروب الأهلية.

4- مش بعيد نفوق في يوم على مرسى مطروح وهي كتلة من الإرهاب في أول فرصة فوضى تيجي للجماعات الدخيلة، بالظبط زي ما حصل من الفلسطينيين (اللي اتقال إنهم عايشين وسطنا بسلام وهدوء) في سينا لما استغلو فرصة فوضى 2011، وزي ما حصل من سوريين وجنسيات تانية (اللي اتقال إنهم عايشين وسطنا بسلام وهدوء) في قلب القاهرة لما استغلو فرصة احتلال عصابة الإخوان لميدان رابعة.

وربنا ينور بصيرة الجميع

ولله الأمر في الأول والآخر
______________________
مصادر (اضغط على العنوان عشان يحولك للموقع):



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Legacy Version